هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 

 معنى التربية الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رقيه

آل قسوة
رقيه


♣️ رقم العضوية :



♣️ جيت فيذآ : 06/12/2020

♣️ موآضيعي : 765

♣️ إبدآعآتي : 500

♣️ التقييم : 10068

♣️ آلعمر : 27

♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
  • مرتبطه


♣️ جنسي : انثى

♣️ دولتي الحبيبه : مصر

♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
  • windows 10


♣️ مشروبي آلمفضل‏ : ice-lemon

♣️ قنآتي المفضلة : carton

♣️ آلنادي آلمفضل : etihad

♣️ مَزآجِي : اسوي مقلب

♣️ SMS ‏ :


♣️ أوسمتي :
معنى التربية الإسلامية Ezgif-11



معنى التربية الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: معنى التربية الإسلامية   معنى التربية الإسلامية Emptyالجمعة ديسمبر 18, 2020 8:57 pm

معنى التربية الإسلامية _التربية_الإسلامية


اهم اهداف وخصائص التربيه الاسلاميه وافضل اساليبها تكمُن أهمية التربية الإسلاميّة في فرضيتها، وفي كوْنِها مرجعاً أساسياً لفهْم حقيقةِ الإسلام ومبادئه ومنهجه، وفي أنَّها تبني الوعيَ لدى الفرد المسلمِ بما يهُمُّه من أمورِ دينه ودنْياه من عبادات ومعاملات وأخلاقيات، ممَّا يعودُ بالنَّفعِ على الفرد في الدُّنيا والآخرة، ويمتازُ النِّظام التَّربوي الذي جاء به الإسلام بشموليتِه لجميعِ مَناحي الحياة، وذلك لأنَّه يُشكّل نموذجاً مُتكاملاً يرتقي بالإنسان إلى الكمال،[١]بالإضافة إلى مُراعاتِه للاحتياجات والغرائز البشرية التي لا يخلو منها إنسان، ويعمل على تهذيبها وصَرْفها بالطُّرق المُباحة، وضبطها بضوابط الإسلام.[٢]

مفهوم التربية الإسلامية

يُعرِّف عُلماء المُسلمين التَّربيةَ الإسلاميَّة: بأنها المنهجُ الواضحُ الذي رسمه القُرآنُ الكريمُ والسُّنة النّبوية، وتتكفَّل برعاية الإنسان من حيث البدنِ والعقلِ والروح، وقد تعدَّدت تعريفات العُلماء للتّربية الإسلاميّة، ومنها تعريفُها بأنّها تحضير الإنسان للحياة في الدُنيا والآخرة، ومن تعريفاتها: أنَّها المفاهيم المُترابطة التي تنضبط بفكرٍ وأساسٍ واحد وتعتمد على مبادئ وأخلاق الإسلام، وتُبين للفرد الطَّريق الذي يجب عليه أن يسلُكه بما يتوافق مع تلك المفاهيم والمبادئ، وجاء أيضاً في تعريفها: أنها الطريقة الأفضل في التَّعامل مع فطرة الإنسان، وتعليمه بطريقٍ مُباشرٍ وغير مُباشر، كالكلمة والقُدوة، بناءً على منهجٍ ووسائل تختصُّ بتلك الطَّريقة؛ لتوجيه الإنسان وتغييره نحو الأفضل، وكذلك عُرّفت: بأنَّها تربية الطفل ورعايته بطريقةٍ تكامليّةٍ تشمل جميع جوانبه البدنيّة والعقليّة والروحيّة بناءً على مبادئ الإسلام ونظرياته، فالتربية الإسلاميّة منهج مُتكامل لرعاية الإنسان وتربيته على الأخلاق الحسنة، وتضمن له التوازن والتوافق بين الحياة الدُنيا والآخرة،[٣]وتقوم التربية الإسلاميّة على مجموعةٍ من الأُسس، وهي كما يأتي:[٤]

  • تحقيق التطور المتوازن والمتكامل في شخصية المُسلم: بحيث أنها تهتمُّ بجميع جوانبه الشخصيّة، والروحيّة، والجسميّة، والعقليّة، والاجتماعيّة، والانفعاليّة في آنٍ واحد، لقوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا)،[٥] حتى التَّزكية التي أمر بها الإسلام تشمل نفسَ الإنسانِ وعقْله وجسمه وفُؤادِه، وتُحقق المصلحة لبدنه، لقوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)،[٦] ومن ناحية أخرى تُحقق التوازن للمُسلم من حيث رفضها للتّطَرُف في الطَّاعة، فقد كان النَّبي -عليه الصلاة والسلام- يقوم لصلاة الليل وينام، ويصوم ويُفطر، ويتزوج النساء، كما أنها تدعو إلى التخلي عن الأنانيّة، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).[٧] وتقوم التربية الإسلاميّة على تربية الفرد على طاعة الله -تعالى- وعبادته في جميع مجالات الحياة، العلميّة، والاجتماعيّة وغيرها، وفق مبادئ الإسلام وقيمه، وجعله فرداً فاعلاً في مُجتمعه، وعدم إغفاله لآخرته، فتقوم على بناء الفرد المُسلم المُتكامل والمُتوازن،[٨] الذي يهتم بجميع جوانب كيانه، فيتعامل معها بواقعيّة وبما يتناسب مع فطرته.[٩]
  • تحقيق التربية الفكريّة والعمليّة معاً: بحيث يُترجم المُسلم إيمانه إلى سُلوكٍ عملي، فالله -تعالى- ربط بين الإيمان والعمل في كثيرٍ من آيات القُرآن، كقوله تعالى: (الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ)،[١٠] والبُعد عن مُخالفة الأقوال للأفعال، حيث قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ).[١١]
  • جَمْع التربية الإسلاميّة بين الطابع الفرديّ والجماعيّ: حيث تُربي الإنسان على الفضائل، وتُحمّلُه مسؤولية أعماله، وكُل ذلك لا يعني انفصاله عن المُجتمع الذي يكفل له التكامل والتكافل والقوة، فبيّن الإسلام أن المُسلم عونٌ لأخيه المُسلم، كما أنها تُعزّز أهمية القُدوات في التأثير على الفرد، وتُؤكد على دور الأُسرة في هذه التربية.
  • تربية الفرد على مُراقبة ربه: حيث تُنَمّي فيه الدافع والرقيب الداخليّ الذي يجعله مُستقيماً، مُراقباً لربه في جميع أعماله، لقوله تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ).[١٢]
  • المحافظة على نقاء الفطرة الإنسانيّة: فالإنسان يولد على الفطرة النقيّة، لقوله تعالى:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا* قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)،[١٣] فالتربية الإسلاميّة تُطهّر نفس الفرد بالتقوى والبُعد عن المعاصي؛ للحفاظ على هذا النقاء، وتقوم بصرف رغباته بما يُناسبها، كتشريعه للصوم لمن لا يمكنه الزواج، وصرف أوقات فراغهم بما هو مُفيد لهم ولأُمتهم.
  • توجيه الإنسان نحو الخير: بما تُقدمه للإنسان من تشريعات تجعله رحيماً، ساعياً للخير، لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)،[١٤] ومن ذلك أنها جعلت معيار التفاضل بينهم هو التقوى والعمل الصالح، كما أنها تُوجّه نحو القيم التي تَكفَل لهم الفوز في الدُنيا والآخرة، كالإخلاص، ومُراقبة الله -تعالى- والتوكل عليه، ومنه قوله تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)،[١٥] والصبر، والصدق.
  • تقوم التربية الإسلاميّة على الاستمراريّة: فهي لا تنتهي بزمنٍ مُعين أو تتوقف عنده، فهي تمتد من الولادة إلى الموت، وتُوجه الإنسان إلى التفكُّر في الكون والعالم؛ مما يُساعد في تقدُّم الأُمة، كما أنها تدعو إلى مواكبة التطور؛ بإخراج الأجيال المؤمنة المُتعلمة.
  • تقوم على الانفتاح والعالميّة: حيث أن الإسلام دينٌ عالمي وليس خاص بأُمّةٍ دون أُمّة، فيرفض التعصب للطبقة أو العرق أو اللون وغير ذلك من أشكال التعصب، فالتفاضل فيها على أساس التقوى، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).[١٦]
  • تجمع بين المُحافظة والتّجديد: من خلال مُحافظتها على ثوابت الإسلام، كالعقائد والقيم الربانيّة، ولكنها في نفس الوقت تدعو المُسلم إلى التجديد بمطالب الحياة التي تتغير في كُل زمن، مع المُحافظة على الثوابت والأُصول العامة الإسلاميّة.


فالتربية الإسلاميّة هي الطريق التي تربَّى بها الصحابة -رضي الله عنهم-؛ بتنزُّل القُرآن عليهم، كتربيتهم في يوم بدر على أن النصر من عند الله -تعالى-، وحَلّه لتنازُعهم في غزوة أُحد، وفي غزوة الخندق نزلت بعض الآيات التي فضحت المُنافقين، وثبّتت المؤمنين، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يستغل الفُرص مع صحابته؛ لتعليمهم وتربيتهم، وسار بعده أصحابه -رضي الله عنهم- في نفس الطريق؛ حيث قاموا بتعليم التابعين ما تعلموه من النبي -عليه الصلاة والسلام- وتربّوا عليه، ليقوم الأشخاص بحمل الإسلام ونشره على علمٍ وفقْه، ودعوة الناس إلى التمسُّك به.[١٧]

أهداف التربية الإسلامية

للتربية الإسلاميّة العديد من الأهداف، ومنها ما يأتي:[١٨]

  • الأهداف العَقَديّة: من خلال توجيه الفرد للتمسُّك بعقيدته التي تُوجّهه إلى العمل في ضوء هذه العقيدة، فتعمل على ربط الفرد بربه ومحبته، وتحرير العبد من العُبوديّة لغيره -تعالى-؛ ممَّا يُساعد على ترابطِ المُجتمعِ وتماسُكِه.
  • الأهداف العقليّة: فالعقل هو مصدر الإدراك عند الفرد ومن خلاله يكون مُحاسباً على أعماله، وربط الله -تعالى- في كتابه بين انعدام الاحتكام إلى العقل والانحراف، إذ إن سبب الانحراف هو ترك العمل بمقتضى العقل، وقد ذمّ الله -تعالى- من يُعطِّل عقله، فقال تعالى:(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ)؛[١٩]، وقد اعتنت التربية الإسلامية بالعقل؛ فهو محل التكليف، وأداة التمييز بين الخير والشر، ومن أهم الطاقات عند الفرد، وعلى الإنسان أن يُنمّيه الإنسان بالعلم والمعرفة، والاهتمام بما فيه استعمالٌ له كالتفكير والإبداع، وكذلك تحريره من الأوهام والخُرافات.
  • الأهداف الروحيّة: من خلال تربية الأفراد على الإيمان، وتوجيه واستثمار الرغبة

الداعية للتديُّن عندهم، وتربيتهم على القيم المُستمدة من الإيمان الصحيح بأركان الإيمان، ومدّهم بالطاقة الروحيّة والتي هي أسمى الطاقات وهي نفخة من روح الخالق، يقول تعالى:(وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).[٢٠]

  • الأهداف الخُلُقيّة: من خلال تعليم الفرد الأخلاق الإسلاميّة والفضائل التي تساهم في نشر الخير والفضيلة في المجتمع، فالأخلاق هي روح الإسلام وجوهره، وقد مدح الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بِخُلُقه، فقال:(وَإِنَّكَ لعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[٢١]
  • الأهداف الجسديّة: من خلال ضبط ميول الإنسان للنشاط الحركي الجسديّ؛ بتحديد نوع النشاط وضبطه، وتحقيق التوازن بين هذا الميول وبين الحلال والحرام.
  • الأهداف الاجتماعيّة: بتحديد علاقة الفرد بالبيئة والكون، وبيان ضوابط علاقته بغيره، والأنشطة التي يُمارسُها بحيث يُصبح فاعلاً في مُجتمعه بما يحمله من أفكار وقيم أخلاقيّة، فتحثُّه على صلة أرحامه، ومُراعاة حُقوق جاره وغير ذلك.


مصادر التربية الإسلامية

للتربيّة الإسلاميّة العديد من المصادر، وهي كما يأتي:[٢٢][٢٣]

  • القُرآن الكريم: وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على النبي -عليه الصلاة والسلام-، بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام-، ففيه تثبيت للقلب، وترسيخ للإيمان، وتعليم القُرآن وقراءته، لقوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)،[٢٤] وذلك لما يتمتع به من أُسلوبٍ فريد في التربية، فيبدأ بالإقناع العقليّ مُراعياً العواطف الإنسانيّة، بكل بساطة بعيداً عن التعقيد، مع تنوعه في استخدام الأساليب العربيّة، ومما يؤكد ذلك أن بداية نُزول القُرآن كانت آياتٍ تربويّة، وهي قوله تعالى:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).[٢٥]
  • السُنة النبويّة: وهي كُل ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من قول وفعل وتقرير وصفة، لقوله تعالى:(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)،[٢٦]فجاءت السنة لبيان ما جاء في القُرآن من تشريعات وآداب، فتوضح المنهج الإسلاميّ المُتكامل، بالإضافة إلى استنباط الأساليب التربويّة التي جاءت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في تعامله مع أصحابه وأسرته وأهله، ومُراعاته لجميع فئات المُجتمع، كالطفل والرجل والمرأة والكبير وغير ذلك.
  • هدي الصحابة والتابعين: حيث أن الصحابة -رضي الله عنهم- تعلموا من النبي -عليه الصلاة والسلام- وأخذوا منه، وكانوا يُطبّقون القُرآن فور نُزوله، فجاء عنهم: كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجاوز السورة من القرآن حتى نحفظها ونعمل بها، ومن شدة تأثير القرآن في تربيتهم أنه أغناهم عن الشعر، وأخبار العرب، وعن الكهانة، فعلموا غيرهم من التابعين.


ميادين التربية الإسلامية

للتربيّة الإسلامية العديد من الميادين، وتتمثل هذه الميادين في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)،[٢٧] وهذه الميادين هي كما يأتي:[٢٨]

  • الميدان الأول: تلاوة الآيات: ويُعزّز هذا الميدان ولاء المُسلم لدينه، وإظهاره في القول والعمل، من خلال دراسة مُعجزات الأنبياء، وتاريخ الإنسان، والسُّنن الكونيّة، والعُلوم والاختراعات العلميّة، لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).[٢٩]
  • الميدان الثاني: التزكيّة: من خلال تعديل السُّلوك الإنسانيّ نحو القيم الإسلاميّة الصحيحة، وتطهير النفس وإصلاحها، وتوجيهه نحو السُّلوك المُستقيم، لقوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى).[٣٠]
  • الميدان الثالث: تعليم الكتاب: وهذا الميدان يترتب على ما سبقه من ميادين، فعندما يتلو الإنسان القُرآن ويُزكّي نفسه يكون مؤهلاً لاستقبال التشريعات والأحكام التي جاء بها الإسلام، وفي هذا الميدان يتعلم الفرد العلاقة بينه وبين خالقه، وأثرها في عزته وكرامته، ويُدرك المضمون الحقيقيّ للعبادة؛ من خلال التفقه في دينه، ويُمكّنه من معرفة الآثار الإيجابيّة للإيمان، والآثار السلبيّة للكُفر.


أساليب التربية الإسلامية

تقوم التربية الإسلاميّة على تحقيق الغرض منها بعدة أساليب، ومنها ما يأتي:[٣١][٣٢]

  • القُدوة الحسنة: وهذا الأُسلوب يساعد على تربية الفرد وتأسيسه التأسيس الصحيح وخاصةً في مرحلة الطفولة؛ فالطفل يكتسب سلوكه من خلال تقليد غيره، وقد أمر الله -تعالى- في القُرآن بالاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[٣٣]، مما يفرض على المُربي اختيار الأصحاب الصالحين لأبنائه، فقد شبه النبي -عليه الصلاة والسلام- الجليس الصالح وجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير.
  • الثواب والعقاب: وهو من الأساليب التي تُناسب طبيعة النفس البشريّة بغض النظر عن جنسها، وتُساعد على التحكُّم بسلوك الفرد وتصرُّفاته؛ لما فيه من بيان النتائج والمآلات للتصرف الذي يَصدُر عن الشخص، وقد ذكر الله -تعالى- العديد من الآيات المُرتبطة بالثواب والعقاب، كقوله تعالى:(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ* فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).[٣٤]
  • التوجيه والنُصح: وهو من الأساليب المؤثّرة في نفس الفرد؛ لما يرى في الشخص الذي ينصحه من الحرص عليه، ويُستعمل هذا الأُسلوب بشكلٍ مُباشرٍ وغير مُباشر، ومن الأمثلة على ذلك القصص والغاية منها.
  • المعرفة النظريّة: يعدّ التعليم النظري من الأساليب القديمة المُستخدمة في التربية، وقد بيّن الإسلام فضل العلم والعُلماء، وأنه من الطُرق الموصلة إلى الله -تعالى- وخشيته.
  • الحوار: وهو من أفضل الأساليب التي يُمكن استخدامها في التربية؛ لما يُتيحُه من مجال للأطراف المُتحاورة من التعبير عن آرائها، والتقارُب بين وجهات نظرها، مما يصل بهم إلى حل المُشكلات، وتصحيح المفاهيم، وقد استعمل الله -تعالى- هذا الأسلوب في كثير من آيات القُرآن، وكذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- في سُنّته، كما أنه يقوي الروابط بين المُسلمين، ويُعين على التكافل والتعاون بينهم، ويُساعد على بناء الثقة والجُرأة عند الفرد؛ من خلال إبادئه لرأيه، ويُنمّي المهارات الفكريّة؛ لمُخالطته وقُربه من أصحاب الخبرات، ويُساعد على التغلب على الأمراض المُتعلقة بالنفس، ويُقوي الروابط بين الأُسر؛ بإزالته للشحناء بينهم.

معنى التربية الإسلامية _التربية_الإسلامية

تعريف التربية الإسلامية ومصادرها

يتمحور معنى التربية في اللغة حول إصلاح أمور المتربّي، والاعتناء به، وتقديم الرعاية له بشكل دائم ومتعاهد، وقد جاء مصطلح التربية وبعض ما يماثله من المشتقات على معانٍ متقاربة في القرآن الكريم؛ فوردت كلمة التربية في كتاب الله -تعالى- بمعنى العلم، والحكمة، والتعليم، قال الله -سبحانه وتعالى-: ( وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ)،[١] قال ابن عباس -رضي الله عنه-، وغيره من أهل العلم في تفسير هذه الآية: والعنى المراد أن يكونوا حكماء، وعلماء، وحلماء، وقال الضحّاك -رحمه الله تعالى- تعني تعلِّمون الكتاب أي تُفهِّمون،[٢] وتأتي التربية أيضاً بمعنى الرعاية، قال الله -جل وعلا-: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا)،[٣] وكذلك ما جاء في قول فرعون لموسى -عليه السلام-، في قوله -تبارك وتعالى-: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ)،[٤] والمقصود؛ أي أمَّا أنت يا موسى فقد ربّيناك في بيوتنا، وأجلسناك على فُرُشنا، واعتنينا وأنعمنا عليك عدّة سنين من عمرك؛ فجاءت التربية بمعنى العناية بالشيء، وتقديم الرعاية له.[٢]


وأمَّا في الاصطلاح الشرعي فقد عرّفها البيضاوي بقوله: تأتي كلمة الربّ في الأصل بمعنى التربية، وهي الوصول بالشيء إلى درجة الكمال عن طريق التدرّج في ذلك شيئاً فشيئاً، وقال الراغب الأصفهاني في تعريف التربية: التربية هي أصل معنى كلمة الرب، وهي تنشئة الشيء درجة فدرجة حتّى يبلغ مرتبة الكمال والتمام، كما وتعرّف التربية الإسلامية بأنّها اتّباع المنهج الإسلامي في تنشئة الفرد المسلم، بطريق التدرّج، وبشكل يشمل جميع جوانبه، وذلك لتحقيق السعادة له في الدنيا والآخرة،[٢] وللتربية الإسلامية مصادر أساسية تستمد منها منهجها، وهذه المصادر على النحو الآتي:[٥]

  • القرآن الكريم: يعدّ القرآن الكريم أهمّ مؤثّر في تربية نفس النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام -رضي الله عنهم-؛ فقد قالت عائشة -رضي الله عنها- في وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كان خُلُقُه القُرآنَ)؛[٦] فكانت حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع جوانبها تسير وفق تربية القرآن الكريم ومنهجه، وأمَّا الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-؛ فقد كان تعلّمهم للقرآن الكريم مقروناً بالعمل به، وتطبيق ما جاء فيه؛ فكان للقرآن الكريم أثر واضح عظيم في تربية نفوسهم وإصلاحها، وذلك لما يمتاز به القرآن الكريم من روعة في أسلوبه، ومخاطبته للعقل بشكل يثير العاطفة الإنسانيّة، ويتماشى مع فطرتها السليمة.
  • السنة النبوية: تعدّ السنة النبويّة هي الموضّح والمكمّل لما ورد في القرآن الكريم؛ فقد جاءت السنّة النبويّة لتوضيح المنهج التربوي الذي جاء به القرآن الكريم، ولبيان الأسلوب التربويّ للنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي سار عليه في حياته، وتعامل به مع أفراد المجتمع المسلم، وقد اتّبع النبي -صلى الله عليه وسلم- أسلوباً تربويّاً فريداً راعى فيه جميع طبقات المجتمع المسلم؛ فاعتنى بالفروق الفرديّة والعمريّة بين النّاس، كما وراعى طبيعة المرأة الأنثويّة، وطبيعة الرجولة في الذكور، واعتنى بكبار السن والأطفال، كما اهتمّ بتنمية طاقة العقل والجسم والروح، واستعمالها في الموضع المناسب، وقد تصدّر بعض العلماء لجمع الأحاديث النبويّة التي اعتنت بتربية النفس الإنسانيّة، وأفردوها بكتب مستقلّة؛ كالإمام عبد العظيم المنذري في كتابه الترغيب والترهيب، والإمام البخاري في كتابه الأدب المفرد، والإمام ابن القيم الجوزية في كتابه تحفة المودود في أحكام المولود.


أهداف التّربية الإسلاميّة

للتربية الإسلامية مجموعة من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وبيان هذه الأهداف فيما يأتي:[٧]

  • تحقيق العبودية لله وحده: يعدّ تحقيق العبودية لله- تعالى- هو الهدف العام الأسمى الذي تسعى التربية الإسلامية إلى تحقيقه؛ وذلك لأن عبادة الله- تعالى، والقيام بواجب الاستخلاف في الأرض هو الهدف الأساسيّ من خلق الإنسان وإيجاده، والعبادة هي اسم عام يضم ّجميع الأقوال والأعمال والاعتقادات، سواء كانت ظاهرة أم باطنة؛ فيكون منهج الإنسان في حياته وسلوكه موافقاً لما أراده الله -تعالى- وأمر به، ويبتعد عمّا نهى الله -تعالى- عنه، وحذّر منه.
  • البناء العقدي الصحيح للفرد المسلم: يكون ذلك لإنشاء الفرد الصالح الذي يقوم بعبادة الله -تعالى- على هدى منه، وبصيرة بمراده.
  • اتصاف الفرد المسلم بالأخلاق الحميدة: يقتدي الفرد المسلم بأخلاق النبي محمّد -صلى الله عليه وسلم- الذي شهد له الله -تعالى- بحسن خلقه؛ فقال -تعالى-: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[٨] ويُهيئه ذلك للقيام بواجب الدعوة إلى الله -عز وجل-، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • زيادة الشعور الجماعي لأفراد المجتمع الإسلامي: تثبّت التربية الإسلاميّة لدى المسلم رابطة الانتماء إلى الأمّة الإسلاميّة، والاهتمام بقضاياها المختلفة، وتوثيق أواصر الأخوّة الإيمانية بين أفراد المجتمع المسلم، ممّا يساهم في نهضة المجتمع المسلم، وقيامه على أساس الشريعة الإسلامية.
  • إنشاء الفرد المسلم بشكل متزن: تهدف التربية الإسلاميّة إلى تكوين جيل يتّسم بالاتّزان النفسيّ والعاطفيّ، وذلك عن طريق العناية بالأطفال، وإعطاء التوجيه المناسب لهم، وحل المشكلات النفسيّة التي تطرأ عليهم؛ للمساهمة في إنشاء فرد نافع لدينه وأمّته.
  • تنمية مواهب الناشئين والعناية بها: يكون ذلك لإنتاج فرد مسلم يكون قادراً على الإبداع، والذي يتمتّع بمجموعة من المواهب والملكات الضروريّة لتقدّم المجتمع المسلم في الزمن الحالي، وذلك عن طريق تنمية التفكير الابتكاريّ، والقدرة على معالجة المشكلات المختلفة بوضع الحلول المناسبة.
  • البناء الصحيح لجسد الفرد المسلم: يساعد تكوين الفرد المسلم بصورة بدنية، وجسدية صحيحة على القيام بواجب الاستخلاف في الأرض، وعمارتها، واستثمار منافعها المختلفة.
  • حصول السعادة للإنسان في الدنيا والآخرة: تقوم التربية الإسلامية على الاعتدال بين الجانب المادّي، والجانب الروحيّ للإنسان دون الاقتصار على جانب واحد منهما؛ فهي تراعي واقعه الماديّ والدينيّ بشكل متساوي دون إفراط أو تفريط في أحدهما.[٩]
  • الحفاظ على الفطرة السليمة ورعايتها: يكون ذلك عن طريق تعريف الإنسان بربّه -تعالى- الذي خلقه وأوجده، وقيام العلاقة بين الخالق والمخلوق على مبدأ عبوديّة المخلوق، وتفرّد الخالق بالألوهيّة.[١٠]
  • تهيئة المسلمين لحمل رسالة الإسلام: يكون ذلك عن طريق إنشاء جيل قادر على نشر رسالة الإسلام في جميع أنحاء الأرض، وإقامة الحقّ والعدل بين الناس، ورفع كلمة الله -تعالى- في أرضه.[١٠]
  • غرس القيم الإيمانية في النفوس: تهدف التربية الإسلامية إلى قيام الناس على أساس الوحدة الإنسانيّة، والمساواة بين الناس، كما تغرس الإخلاص واستحضار النيّة في النفس البشريّة، وتحثّ على الصبر، والصدق، واليقين، واستشعار مراقبة الله -تعالى-.[١٠]
  • نشر العلم والثقافة: دعا الإسلام في أوّل نشأته إلى العلم، وحثّ عليه، وجعله فريضة على كل مسلم، سواء كان ذكراً أم أنثى؛ وذلك لأن العلم وسيلة لعبادة الله- تعالى- بإخلاص، وهو وسيلة لتربية المسلم على الأخلاق الحميدة، وقد دعا القرآن الكريم إلى طلب العلم، والسير في طريقه؛ فقال -جلّ وعلا-: ( فَاسأَلوا أَهلَ الذِّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ)،[١١] ولفضل العلم رفع الله -تعالى- مكانة العلماء، وجعل ذكرهم مقروناً بذكره -تعالى-، وذكر ملائكته الكرام؛ فقال الله -تعالى-: ( شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[١٢] والعلماء هم ورثة أنبياء الله -تعالى-، وخيرته من خلقه، يستغفر لهم أهل الأرض والسماء.[١٣]


خصائص التّربية الإسلاميّة

تمتاز التربية الإسلاميّة بمجموعة من الخصائص التي تكوّن ملامحها العامة، وتبيّن مفهومها الحضاري، وهذه الخصائص على النحو الآتي:[١٤]

  • الخلق الهادف:جعل الإسلام التربية من أهم أشكال العبادة، وأسماها قدراً؛ فيُعدّ المُعلّم عابداً لله -تعالى- إذا علّم الناس الخير والصلاح، كما ويعدّ المتعلّم عابداً لله -تعالى- إذا كان مقصوده من التعلّم هو معرفة حقائق الأمور، وقد أكّدت التربية الإسلاميّة على دوام التعليم واستمراريّته مدى الحياة.
  • الوحدة والشمول: دعت الشريعة الإسلامية جميع الناس إلى التعاون على الخير والبر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالإسلام يدعو إلى العناية بجميع مجالات المعرفة التي تعود على الفرد والمجتمع بالنفع والفائدة والوحدة، كما تهتم التربية الإسلامية بتنمية جميع جوانب الإنسان بشكل شامل، فهي تحثّ على الاعتناء بالنفس والعقل، بشكل مساوٍ للعناية بالجسد، دون تقصير في أحد الجوانب.
  • التوازن الدقيق: تقوم التربية الإسلامية على تحقيق التوازن الدقيق في جميع حياة الإنسان؛ فهي تدعو إلى التوازن بين العلم النظري، والتطبيق العملي الذي يعود على الفرد والمجتمع بالنفع، كما حثّوت الفرد المسلم على تحقيق التوازن بين سعيه في دنياه وآخرته، وبيَّنت التوازن الدقيق بين حاجات الفرد والمجتمع، وبين المتطلّبات الماديّة والروحيّة للإنسان.
  • المرونة: اتّصفت الشريعة الإسلامية بالمرونة ولم تضع في مصادر تشريعها من قرآن أو سنة منهجاً محدداً جامداً يسير عليه الناس، وإنّما فتحت باب الاجتهاد أمام العلماء، وجعلت بناء الأحكام يتأسّس عن طريق استخراج المناهج والقواعد من الظروف المتغيّرة التي يعيشها الناس، ممّا يجعل الشريعة الإسلاميّة واسعة الأفق، وقابلة للتطوّر والتغيير بشكل يلبّي حاجات الناس في واقعهم المعاصر، ويعالج مشاكلهم المستجدّة.
  • الجمع بين الطابع الفردي والجماعي: تهتمّ التربية الإسلاميّة بتكوين الفرد المسلم الصالح، وتبيّن الأمانة التي يتحمّلها كلّ مسلم أمام الله -تعالى-، وأنّه محاسب على جميع أعماله بعد أن وهبه الله -عزّ وجلّ- عقلاً يفكّر فيه، وأنزل إليه أسباب الهداية من رسل وكتب، وبيَّن له سبيل الخير والشر، كما وتدعو إلى بناء مجتمع يكفل لجميع أفراده حقّ العدل، والمساواة، والتكافؤ، وتوضّح أهميّة التكافل، والوحدة بين الناس؛ فالتربية الإسلامية تعتني بالفرد المسلم، وتعتني كذلك بالبيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون سبباً في تحديد سلوكه وفِكرِه.[١٥]


أساليب التّربية الإسلاميّة

تتنوع أساليب التربية الإسلامية وتتعدّد سعياً في تحقيق أهدافها المرجوّة، وبيان هذه الأساليب على النحو الآتي:[١٦]

  • القدوة: تسعى التربية الإسلامية إلى إيجاد القدوة الحسنة للفرد المسلم في جميع مراحله العمريّة؛ فقد دعت الوالدين إلى أن يكونا قدوة حسنة لأبنائهم، كما حثّت المعلمين والمربّين على أن يكونوا مثالاً حسناً يُحتذى به؛ وذلك لأنّ سلوك الطفل في طور نشأته يتأثّر بسلوك والديه، ومعلّميه، فبادرت الشريعة الإسلامية إلى وضع الأسس التي تنبني عليها الأسرة، وبيَّنت دور كل فرد في الأسرة، ووضّحت كيفية توطيد أركان البيت المسلم، ودعت جميع المسلمين إلى يكونوا قدوة حسنة في جميع تعاملاتهم مع كل الناس، وخير قدوة يقتدي به الناس هو النبي -صلى الله عليه وسلم- نبيّ هذه الأمة وقائدها، فقد كان -عليه الصلاة والسلام- مثالاً وقدوة عظيمة يقتدي بهديه جميع المسلمين.
  • الموعظة: يكون وعظ الإنسان بتذكيره، وإبداء النصيحة له؛ حتى يلين قبله ويرق، ممّا يدفعه إلى التوبة، ومعالجة سريرته وإصلاحها، ثم المبادرة إلى عمل الخيرات، واتّباع السلوك المستقيم؛ لينال الخير في الدنيا والآخرة، والواعظ الذي يرشد الناس دائماً ما يكون متّصفاً بالأخلاق الفاضلة، والسلوكات الصحيحة، وأن تكون أقواله وأفعاله مصدر ثقة وإعجاب للناس، وقد جعلت التربية الإسلامية الوعظ من الطرق الأساسيّة التي يتبعها الوالدين في إرشاد إبنائهم، ودعت الآباء إلى اجتناب التمييز بين الأبناء في المعاملة مما يكون سبباً في دفع الأبناء إلى اتخاذ سلوكيات شاذّة وضارّة بالآخرين.
  • القصة: تميّزت القصّة بتأثيرها الكبير على نفس المستمع، سواء كان المستمع طفلاً صغيراً أو رجلاً كبيراً، وتعدّ القصص من طرق تنمية الخيال عند الأطفال؛ وذلك لشدّة تفاعلهم مع أحداث القصة وشخصياتها، والقصة تزيل عن االطفل شعور النقص المتولّد لديه، وتهدّأ من قلقه وتوتّره، كما وتعمل على تطوير فكره، وتنمية قدراته العقليّة، وتعد القصّة وسيلة تربويّة مهمّة تأثّر في حياة الإنسان، وتهذّب طبعه وسلوكه، ولهذا أكثر القرآن الكريم من سرد قصص الأقوام السابقين، وذلك لما فيها من عبرة وعظة، وقدرة على مخاطبة الناس على اختلاف أعمارهم وأحوالهم.
  • الممارسة والتطبيق العملي: يعد التطبيق العمليّ للقيم والآداب الدينيّة من أفضل وسائل التربية الإسلامية؛ وذلك لأن الممارسة الفعليّة تؤدّي إلى معالجة الأخطاء، وتقوية الذاكرة وعدم النسيان، وتغرس القيم والآداب في النفوس، وترسّخها في القلب والعقل، ممّا يجعلها طبائع مكتسبة يداوم الفرد على فعلها؛ فتعويد الطفل الصغير على أداء الصلاة في وقتها يعينه على المحافظة عليها، وكذلك اعتياد جميع أنواع الطاعات والأعمال الصالحة لها أثر كبير في تربية نفس المسلم، واستقامته، وقد اتّبع النبي -صلى الله عليه وسلم- منهج التطبيق العملي في دعوته وتعليمه لأصحابه؛ فكان يصلي أمامهم حتى يقتدوا بصلاته وسنّته.
  • العقوبة: تستخدم التربية الإسلامية أسلوب العقاب في الحالات الإضطراريّة فقط، ولا يلجأ إليها المربي إلّا عند الحاجة والضرورة، ولا يقوم بها المربي إلّا عند استفاذ وسعه في استعمال جميع الأساليب الأخرى، والعقوبة هي أسلوب حاسم لا يستعمل مع كل الأفراد، وينبغي على المربي أو الوالدين اتّخاذ منهج الوسطية في التعامل مع الأبناء؛ فاللين الزائد والرقة المفرطة والحرية المطلقة تؤدي إلى إفساد سلوك الطفل، وكذلك الشدّة والحزم المفرط يؤدي إلى انحراف سلوك الطفل؛ فلا بدّ من الحزم في مواضع معيّنة، ولا بد من اللين والرفق في مواضع أخرى مناسبة.


أفندينا ♛ و فرح يعجبهم هذا الموضوع

الموضوعالأصلي : معنى التربية الإسلامية // المصدر : // الكاتب: رقيه

أفندينا ♛ و فرح يعجبهم هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أفندينا ♛
َّسلَطّأّنِ قَِّسوِةّ ♛
َّسلَطّأّنِ قَِّسوِةّ ♛
أفندينا ♛


♣️ رقم العضوية :



♣️ لوني المفضل : red
♣️ جيت فيذآ : 17/03/2020

♣️ موآضيعي : 4304

♣️ إبدآعآتي : 20570

♣️ التقييم : 34745

♣️ حاليآ في : منتديات قسوة وداع

♣️ آلعمر : 45

♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
  • متزوج


♣️ جنسي : ذكر

♣️ دولتي الحبيبه : مصر

♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
  • windows 10


♣️ مشروبي آلمفضل‏ : pepsi

♣️ قنآتي المفضلة : action

♣️ آلنادي آلمفضل : الاهلي المصري

♣️ مَزآجِي : ادخن

♣️ MMS ‏ : 46

♣️ أوسمتي : معنى التربية الإسلامية P_18179wo440 معنى التربية الإسلامية Ezgif-14معنى التربية الإسلامية Ezgif-15


معنى التربية الإسلامية Empty
https://q-wda3.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: معنى التربية الإسلامية   معنى التربية الإسلامية Emptyالأحد ديسمبر 20, 2020 8:20 pm


باقات من الورد الجوري لأرواحكم النقية
بارك الله فيكم وأرضاكم
واصلوا اتحافنا بكل جديد ومفيد
وألأمثل لمنتدانا الغاليٌ
الموضوعالأصلي : معنى التربية الإسلامية // المصدر : // الكاتب: أفندينا ♛
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فرح

مميزين قسوة
فرح


♣️ رقم العضوية :



♣️ جيت فيذآ : 05/07/2020

♣️ موآضيعي : 4069

♣️ إبدآعآتي : 16750

♣️ التقييم : 28191

♣️ حاليآ في : حيث أنا

♣️ آلعمر : 36

♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
  • عزباء


♣️ جنسي : انثى

♣️ دولتي الحبيبه : ليبيا

♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
  • windows 8


♣️ مشروبي آلمفضل‏ : cola

♣️ قنآتي المفضلة : NGA

♣️ آلنادي آلمفضل : etihad

♣️ مَزآجِي : جوعان

♣️ My MMS : معنى التربية الإسلامية 241210

♣️ MMS ‏ : 65

♣️ SMS ‏ : وتبقى أحلآمنا على قيد الإنتظار


♣️ أوسمتي : معنى التربية الإسلامية Ezgif_63 معنى التربية الإسلامية Ezgif-21 معنى التربية الإسلامية Ezgif-20 معنى التربية الإسلامية Ezgif-13 معنى التربية الإسلامية Ezgif-16 معنى التربية الإسلامية Ezgif-19 معنى التربية الإسلامية Oc_aoa10


معنى التربية الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى التربية الإسلامية   معنى التربية الإسلامية Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2020 4:47 pm

بارك الله لك على الطرح الطيب
وجزاك الخير كله ..
واثابك ورفع من قدرك
ووفقك الله لمايحبه ويرضاه
الموضوعالأصلي : معنى التربية الإسلامية // المصدر : // الكاتب: فرح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معنى التربية الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مميزات العمارة الإسلامية
» قوانين قسم الفتاوي الإسلامية
» العقيدة الإسلامية | علامات الساعة | بلغة الإشارة
» نسيج التاريخ الإسلامي ومنظومة الحضارة الإسلامية
» القسوة فى التربية

المواضيع المتشابهه


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ·!¦[·قسوة المنتديات الإسلامية·]¦!· :: ۩☪۩إسلامي هو سر حياتي۩☪۩-
انتقل الى:  
Loading...

أعلي 10 إحصائيات
أكثر الأقسام شعبيةأفضل المواضيعافضل 10 اعضاء فى منتدىآخر المشاركات
 أفندينا ♛ 4304 المساهمات
 فرح 4069 المساهمات
 أسوتي النبي 2895 المساهمات
 لهفة شوق 938 المساهمات
 رقيه 765 المساهمات
 Aster 389 المساهمات
 DaRk Kn!GhT 389 المساهمات
 Shefo 359 المساهمات
 Nourhan Tamer 302 المساهمات
 Mel!odas 300 المساهمات
الموضوع  التاريخ, الوقت أرسلت بواسطة
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 11:07 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 11:00 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:48 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:36 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:20 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:06 am
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 3:23 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 3:10 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 2:12 pm
 توقيت نشر المساهمه الجمعة يونيو 07, 2024 9:09 pm
 توقيت نشر المساهمه الجمعة يونيو 07, 2024 9:07 pm
 توقيت نشر المساهمه الأربعاء ديسمبر 27, 2023 12:49 am
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:38 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:31 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:10 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:06 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:57 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:46 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:36 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:28 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:21 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:14 pm
أفضل 10 فاتحي مواضيع افضل 10 اعضاء هذا الشهرافضل 10 اعضاء هذا الاسبوع
أفندينا ♛ 1224 المواضيع
أسوتي النبي 949 المواضيع
فرح 904 المواضيع
رقيه 765 المواضيع
Nourhan Tamer 302 المواضيع
مليكة 300 المواضيع
DaRk Kn!GhT 179 المواضيع
3ZbNy 7oBk 120 المواضيع
Aster 120 المواضيع
لهفة شوق 115 المواضيع