موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات السبت أغسطس 01, 2020 10:01 am
في زمن الفرقة، والفراق الذي لا عودة منه، يقف العشاق في مجرى الهوى في مفترق زماننا العربي. ينشطرون، يتناحرون، يتشظّون، فيضيع الحبّ كما ضاعت الأوطان. لم يحدث للفراق أن كان أشدّ قسوة، أكثر إجراماً، أكثر لامبالاة. لطفرته، أصبح يسبق المواعيد، يحضر قبل اللقاء، لا يترك لك فرصة لأيّ مشروع. فهو المشروع الوحيد الذي يمكنك الرهان عليه.
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات السبت أغسطس 01, 2020 10:06 am
تقول الرواية : أن الفخر الرازي كان يسير في إحدى طرق نيسابور ... وكان تلاميذه يمشون وراءه ، ما يقول كلمة إلا ويكتبوها ، فرأت ذلك المنظر إحدى العجائز التي كانت تجلس بباب بيتها ..فما كان منها إلا أن نادت العجوز على واحدٍ من التلاميذ وقالت يا " يا بني من هذا " ؟ فتعجب الطالب من سؤالها قائلا : أما تعرفينه ؛ هذا الإمام الرازي !! فتوجهت العجوز بالسؤال : وماذا فعل هذا الرجل حتى تلتفوا حوله وتكتبون ما يقول ؟ فقال لها ذلك التلميذ : هذا الذي ألف كتاب أسماه : ألف دليل ودليل على وجود الله تعالى .. هنا قالت العجوز قولتها العجيبة والشهيرة : يا بني لو لم يكن في قلبهِ ألفُ شكٍ وشك لوجود الله لما احتاج لألفِ دليل ٍ ودليل على ذلك ، "أفي الله شك " ؟! " فلما بلغ قولها الإمام الرازي دنا منها وسألها : وما هو دليلك يا أماه ؟ فقالت : الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير ... هذه السماء المرفوعة والارض المبسوطة لأكبر دليل على وجود الله ... عندها قال الإمام الرازي : ليتني أموت على عقيدة عجائز نيسابور " اللهم إيمانا كإيمان العجائز " ... ذلك الإيمان الفطري الذي لا يحتاج لشكوك ولا يحتاج إلى منطق . لما كانت فطرة الأجداد سليمة ؛ بقلةِ صَلاتهم وصيامهم ، كانت الأعراض مصونة والأرواح محفوظة والحدود غير منتهكة ... فلما جاءنا من يريد التجديد ؛ بزعمهم ، وبدأوا يفتشون في صغائر الأمور ، كانت النتيجة أن قتلوا فينا روح الإسلام السليمة ... ليتنا نموت على عقيدة آبائنا وأجدادنا ...
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الإثنين أغسطس 03, 2020 7:33 pm
«أُحبُّ بلادي الحُبَّ الذي تمثَّلتُ فيه بقول الأوَّل: فَيَا حُبَّهَا زِدْنِي جَوًى كُلَّ لَيْلَةٍ، وَيَا سَلْوَةَ الأَيَّامِ مَوْعِدُكِ الحَشْرُ وأُحبُّ بلاد العرب من المحيط إلى الخليج حُبًّا أتمثَّل فيه بهذا البيت، ولا يُنْقِصُ حُبِّي لديار الإسلام مِقْدارَ حبَّة من خَرْدلٍ من حُبِّي لبلادي وحُبِّي لبلاد العرب». د. محمد أبو موسى، مقدمة كتاب «من التراث النقدي – دراسة وتحليل»
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الجمعة أغسطس 07, 2020 9:11 pm
" فتفاضلُ الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبّة وتوابعها. وهذا العمل الكامل هو الذي يكفّر الذّنوب تكفيرا كاملا، والنّاقص بحسبه." • الوابل الصيب | ابن القيم
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الجمعة أغسطس 07, 2020 9:12 pm
لا يعرِفُكَ حقَّ المعرفةَ إلا من عاشركَ، عشرةَ الصّوت و الصّورة، لا الكلمات و النصوص و الرسائل فقط.. من رآكَ عند الغضب، و عندَ الحِلم، من رأَى ابتسامة ثغركَ حين تبتهج، و بريقَ عينيكَ حين تُحب.. من وقفَ على انطفائك، و لاحظَ ارتجافة يديكَ عندَ القلق، من عايشَ انهزامكَ و لمسَ ضعفك حين اتكأت على كتفه.. من أبصرَ حقيقة معدنك، و رأى مزاياك كما يرى عيوبك، هو الذي لا يتغيّر عليك بتغير أحوالك لأنه يدرك حقيقة الضعف في انسانيّتك.. لا يعرفك صدقًا إلا من بكيت بين يديهِ و نار ضميرك ملتهبة بعد الخطأ، من واقعَ جهاد نفسك للعودة إلى الصراط.. لا يعرفُكَ حقّا إلا من رآك في كل حالاتك، عند الزينة و خلافها، في الضعف و القوة، عند الذل و العِزّة، عند الخصام و الصلح..لا يعرفك حق المعرفة و كمالها إلا الذي جمعتك به المواقف و كثرتها و تنوع أحداثها.في الحقيقة إن الذي يعرفُك هُو الذي عاشَكَ.ورغم هذه المعرفة، يبقى جزء منك خفيّ لا يعرفه الناس عنك وإن عاشروكَ وفهموك ودرسوكَ ذلك لأنه كما قال الرافعي " في كل إنسان تعرفه إنسانٌ لا تعرفه" وهذا لا يُنقص من الود شيئًا و لا يُعابُ الآخر بعدم معرفته لهذا الجانب، ذلك بأنه لا بدّ للإنسان أن يكونَ فيهِ جُزءٌ لا يعرفهُ الناس عنه، ويحتفظُ بتفاصيله لنفسه
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الجمعة أغسطس 07, 2020 9:13 pm
" ثُمّ إنّه لما كان الإنسانُ شديد الإعتداد بنفسهِ، مدَّاحًا له، ثنّاءً عليها، فإنّه قد يميلُ إلى تصوّر نفسه المالك الوحيدُ للحقيقة، وليس طرفًا في بنائها، فالحقيقة هي ما يراه ويعتقدهُ هُو، لا ما يعتقد غيره.
لكن ماذا لو كان هذا حال الطرف الآخر؟ ففي مثل هذا الحال قد يتعصّبُ كل طرفٍ لموقفه ويدّعي أنّه وحده من يمتلك الحقيقة. إنّ من يجادل في مثل هذا الظرف لا يُجادلُ من أجل الحقيقة، بل لأجل دعواه صادقة كانت أم كاذبة."
- كتاب : فن أن تكون دائما على صواب | آرثر شوبنهار :sunflower:
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الثلاثاء أغسطس 11, 2020 8:22 pm
"أساءت النساء إلى أنفسهن بكثرة المزاح في هذا الأمر.. شيوع فكرة عبودية المرأة لهرموناتها وتقلباتها الانفعالية أسفر عن سحب الثقة منها كإنسان بوسع مواقفه الشعورية والفكرية أن تكون صادقة وأصيلة، ولكثرة ما بالغت في إرجاع كل حماقة من حماقات النساء تصدر عنها -بل وافتعالها الحماقات أحيانا تدليلا على فكرة سيادة الهرمونات- تم سحب الثقة منها كإنسان عاقل قادر في الأصل على وصف ما يشعر به بدقة ويمكن لما يصفه من مشاعره وإحساساته ومواقفه أن يؤخذ في الحسبان عند تقييم شكواها من شيء ما، جسديا كان أو نفسيا أو أيا ما يكن.. لا أنكر أن للمرأة وقتا تغلب عليها فيه اضطراباتها الهرمونية، وهذا شيء في أصل خلقتها وتكوينها، ولكنه وقت واحد فليس من العقل ولا من الحقيقة سحبه على كل أوقاتها ولا أن تصنع منه شماعة لتعليق أخطائها اليومية البسيطة، لا أنكر كذلك أن المرأة قد تحب أحيانا ارتكاب الحماقات الصغيرة -كافتعال الشجار واستدعاء البكاء وغير ذلك لأسباب كثيرة؛ الدلال ولفت النظر والتعبير عن الاحتياج وتفريغ كبت ما على سبيل المثال لا الحصر، ولكن لا ينبغي أن نخلط الأمور ببعضها ونرجع هذه الممارسات إلى غير سببها الحقيقي. الاضطرابات الهرمونية المصاحبة لظرف جسدي ليست مدعاة للخزي، لكنها أيضا ليست مدعاة للفخر، فكما أن دوام إشارة الأعسر في حبور ودعابة إلى أنه يستخدم يده اليسرى شيء غير ذي معنى كذلك اتخاذ بعض النساء سيرة "الهرمونات" علكةً يمضغنها معظم الوقت وفي كل مقام دعابة امتلأت بما يكفي من السخافة وفقدت قدرتها على الإضحاك حتى صار من اللازم لفظها لأنها أصبحت مسمومة. "أنت مكبرة الموضوع"، "متأفوريش"، "دي هرموناتك بس قابّة عليك"، كلها ردود باتت تسمع كثيرا في الرد على شكاوى النساء سواء من العلاقات أو من علل نفسية أو جسدية، ومفهوم أن تصدر من رجال لا يمتلكون مصدرا لفهم تكوين الأنثى إلا ما تصدره هذه الأنثى عن نفسها، لكن أن يصدر من نساء؟ هل يعني ذلك أننا كذبنا الكذبة وصدقناها؟ خلاصة القول: كل امرأة طبيعية هي امرأة عاقلة قادرة على وصف ما تشعر به بدقة ويمكنك الأخذ بهذا الوصف، وحتى في الوقت الذي تضطرب فيه تمتلك من الوعي والتمييز ما يكفي لتفرق بين الشعور الأصيل والشعور العارض بسبب غيره. وعلى ذلك -إذا أردنا أن يحظى الرجال بحياة وادعة إلى جانب شقائقهم النساء على نفس الكوكب- أن نعيد الثقة للمرأة كإنسان عاقل تُسمع شكاواه بإنصات ويؤبه لها، وأن ننبذ الدعابات المعتادة لسيادة الهرمونات دائما وأبدا ونُحرج مطلقاتها ومطلقيها: "ألش رخيص" حتى نساعدهم في أن يتخلصوا من هذه العلكة الميتة".
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الثلاثاء أغسطس 11, 2020 8:26 pm
لكلّ شيءٍ منهجيّة في الحياة، والسير العشوائي فيها مضيعةٌ للوقتِ والجهد، وزيادة في التيه والضياع وأحيانا مبعدةٌ عن الغاية التي تصبو إليها. ومن أهمّ ما يجبُ أن يحرص الإنسانُ على المنهجية فيه هُو طلب العلم، في أيّ بابٍ كان، الطلب العشوائي له بغيرِ خطّة محكمة ومدروسة ضياعٌ للجهود وقد تسيرُ أميالا طويلة لكنّك لا تصلُ إلى مقامٍ متناسبٍ مع ذلك السير والجهد. وأهمّ علم يجبُ أن تحرص فيه على المنهجية هو العلم الشرعي وإلا فإنّك لن تغنم فيه بالكثير.. حفظ القرآن وتدارسه أوّلا، ثمّ بالتوازي معه أو بالتتالي من بعده تُدرس العقيدة دراسة محكمة، وما بقي من أصول هذا العلم وفروعه تُأخذُ المنهجيّة فيها من أهل العلم والمختصين. لكلّّ علمٍ لذّة ولذّة العلم الشرعي لا توازيها لذة العلوم الأخرى، وأن ينغمس المرء في كتابٍ من هذا الصنف ويضع جهده فيه لا يضاهيه متعة انغماسه بين بقيّة الأصناف من الكتب. وختامًا، أؤمن دوما أن السير العشوائي للمطالعة والبحثِ عن المعرفة قد يكون شقاءً على الإنسان، إنّما يجبُ أن يحدد أولوياته والأهم عن المهم، وما يجبُ التعجيل بمعرفته على ما يجب تأجيله.. نحن بحاجةٍ ماسة لانتشال العقل من الفوضى المعرفية التي تحيط به وبداخله ونضعه على طريق واضح بيّن له بداية وتدرجات ليسهل تقييم المسير، ولا يتم ذلك إلا بالمجاهدة والمكابدة.
موضوع: رد: بين أروقة الكتب ... إقتباسات الثلاثاء أغسطس 11, 2020 8:27 pm
أن تكون بمحطّ أمان مهما ساورك القلق و وفدَك الخوف بأنّ هناك مكانًا لِاستقبالك مُمتلئًا، تعبًِا.. يقولُ لك تعالَ إليّ، مهما ابتعدتَ بابُك مفتوح وأضواؤه مُنارة لو أُخمدت النّيران وأُسكنتْ المصابيح.. هلّم وأقبل لِتفرغ ما أثقل كاهلك. الرّكنُ الدافئ، الّذي نرجع إليه نحنُ وأشياؤنا مهما كبُرت أو صغُرت لِنمحيها بإيمانٍ وعزيمة، المملوء بـِ تصالُح و تُؤَدَة، وعود و وصال، براء، هدوء لتجمع بحروف "تــوبــه" مجرّد التّفكير بها.. توبه النّية الصّادقة لها.. توبه اعتصارُ القلب عند تذكّر المعصيه.. توبه زحفُك مُنكسرًا طالبًا العفو صورةٌ يُحبّها الله فيرفعُك ويرسل لك بشاراتِ الصّفح و أنهارًا من الطُمأنينة ويدًا تمسحُ على قلبك لِتولد من جديد.