[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تاملات هامه في سورة الحج واهم ميزاتها من مثاني السور المدنيّة ما عدا بضع آياتٍ قيل إنّها نزلت بين مكّة والمدينة، ونزلت قبل سورة المنافقون وبعد سورة النور وتُعدُّ السورة المائة وخمسة من حيث نزول السور، والثانية والعشرون في ترتيب المصحف العثماني، وتقع آياتها البالغ عددها ثمانٍ وسبعين آيةً ما بين الرّبع الخامس إلى الرّبع الثامن من الحزب الرابع والثلاثين من الجزء السابع عشر، كما أنّها السورة الوحيدة في القرآن التي توجد فيها سجدتان، ووجهُ تسميتها بالحج ورودُ الأمر الإلهيّ لإبراهيم -عليه السلام- بالحج إلى البيت الحرام، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة الحج.
مضامين سورة الحج
سورة الحج سورةٌ أطلق عليها القرطبي نقلًا عن الغزنوي أنّها من عجائب السور؛ كونَها سورةً مختلطةً، أيْ أنّ آياتها نزلت في مكة والمدينة وما بينهما، وفي السفر والحضر وفي الليل والنهار؛ لذا تنوّعت محاورها الرئيسة ما بين مضمون السور المدنية والمكية، ومنها: [١][٢]
- الأمر بتقوى الله.
- استعراض أهوال يوم القيامة.
- الحديث عن المشركين وإقامة الأدلة عليهم وتوعدهم بالعذاب الذي نزلَ بمن كفر قبلَهم من الأمم السابقة.
- الربط ما بين البعث ومراحل خلق الإنسان من العدم.
- الإذن للمسلمين بحرب الكفار والمشركين وضمان التأييد والنصر لهم من الله.
- التطرق إلى فريضة الحج وأن أول من حج إلى بيت الله هو إبراهيم عليه السلام.
- تذكير الناس بأفضال الله عليهم والنعم التي امتن بها عليهم.
فضل سورة الحج
من أبرز ما يُمكن الإشارة إليه في فضل سورة الحج هو مُسمّاها وما جاء في آياتها من ذِكرٍ للركن الخامس من أركان الإسلام، كما أنها السورة الوحيدة التي فيها سجدتان حيث كانت سورة الحج آخر سورةٍ أُنزلت على الرسول فيها سجدةٌ مع انتهاء البعثة المحمديّة، وممّا جاء في فضل سورة الحج قراءة عمر بن الخطاب لها في صلاة الفجر: "صلَّينا وراءَ عمرَ بنِ الخطابِ الصُّبحَ، فقرأ فيهما بسورةِ يوسفَ وسورةِ الحجِّ قراءةً بطيئةً، قيلَ لهُ: إذًا لقد كان يقومُ حين يطلعُ الفجرُ؟ قال: أجَل" [٣]، أمّا ما جاء في فضل سورة الحج من خلال القراءة اليومية لمدة ثلاثة أيامٍ متتاليةٍ لتسهيل ذهابه لأداء مناسك الحج أو العمرة في سنته تلك أو الحصول على أجر الحاجّ إلى بيت الله الحرام أو تيسيير الزواج؛ فكل ذلك لم يرد فيه حديثٌ ثابتٌ عن الرسول الكريم. [٢][٤][٥]
تفسير آية إن الله يدافع عن الذين آمنوا
قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ"[٦] يُخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة الناس جميعًا أنّه يقف في صفّ المؤمنين ويدافع عنهم وينصرهم على كل من ناصبهم العداء، وقد استخدم الفعل يدافع بدلًا من يدفع فالمدافعة تعني قوة الدفع من أجل رد كيد كل من اتصف بالكفر والخيانة المتربصين بالمؤمنين، ويتجلّى من هذه الآية غايتها، ألا وهي الإخبار ذلك لم يرد في سبب نزولها شيءٌ يصحُّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك في فضلها سوى ما يُمكنُ القياس عليه من أنّ الله سبحانه يُناصر ويدافع عن الحق وأهله في كلّ زمانٍ ومكانٍ.[٧]
سورة الحج
هي السورة الثانية والعشرون ترتيبًا في القرآن الكريم تسبقها سورة الأنبياء وتليها سورة المؤمنون، عدد آياتها ثمانيةٌ وسبعون آية، وقد نزلت قبل سورة المنافقين وبعد سورة النور، وتُسمى سورة الحج بالسورة المختلطة، لأن جزءًا من آياتها نزل في مكة المكرمة والجزء الآخر نزل في المدينة المنورة، ونزلت آياتٌ منها أثناء السفر ونزل وبعضها الآخر في الحضر، ويعود سبب تسميتها بسورة الحج لأنّ الله تعالى تحدّث في مضمونها عن ركن الحج وشعائره، وسيتم في هذا المقل ذكر ما جاء من تأملات في سورة الحج.[١]
تأملات في سورة الحج
سورة الحج من السور الطويلة نسبيًّا لذا سيتم الحديث عمّا جاء من تأملات في سورة الحج بدراسة التأملات واللمسات البيانية التي جاءت في قوله تعالى: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}،[٢]والله تعالى يخاطب ابراهيم -عليه السلام- ويأمره بدعوة الناس للحج، ولكنّه في هذه الآية لم يذكر المؤمنين فقط بل قال "يا أيّها الناس" وهذه دعوة للناس أجمعين للدخول في الإسلام بخلاف ما لو قال صلّوا أو صوموا، فالديانات السماوية الأخرى فيها صيامٌ وصلاة، أمّا الحج فقد تفرّد به الإسلام وبهذا تكون دعوة الناس للحج هي دعوةٌ لهم للدخول في دين الإسلام.[٣]
ويُلاحظ عند دراسة ما ورد من تأملات في سورة الحج في هذه الآية أنّ الله تعالى وصف الناس الذين سيستجيبون لنداء ابراهيم -عليه السلام- بقوله: {رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ}،[٢]ورجالًا هنا بمعنى ماشين على أقدامهم -وليست نقيض نساءً-، وقوله "على كلّ ضامرٍ" الضامر هو الدابة الضعيفة الهزيلة، فرحلة الحج تكون بالسفر مسافاتٍ طويلةً لتصبح الدواب من الإبل وغيرها هزيلةً ضامرة، وهو ما يتناسب مع ما أكمله في قوله: {يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}،[٢]فالاختيار لكلمة "فج" وكلمة "عميق" هو أنسب للضمور والهُزال، كما أنّ كلمة "فج" في اللغة العربية تعني الطريق الجبلي الوعر و"عميق" هي صفة هذا الطريق بأنّه يكون بين الجبال، وهو ما يجعل الدابة التي يركبها الحجيج ضامرةً هزيلة، والله تعالى أعلم.[٤]
ميزات سورة الحج
تميّزت سورة الحج بعدة أمور ميّزتها عن غيرها من السور، فعلاوةً على كلّ ما جاء فيها من أحكامٍ وتشريعات وما دلّ على إعجاز القرآن الكريم في آياتها، فقد اختصّت ببعض الميزات وهي على النحو الآتي:[٥]
- نزلت آيات هذه السورة الكريمة في أماكن كثيرة، فمنها المكي والمدني، والليلي والنهاري، والسفري والحضري، والشتائي والصيفي.
- تسمية السورة باسم ركن عظيم من أركان الإسلام وهو ركن الحج، كما أنّها تحدّثت عن محور العقيدة الإسلامية، ودافعت عن دين الرسل ودعت إلى الإيمان بالله واليوم الآخر.
- هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي اجتمع فيها سجودان، بينما باقي السور التي تحوي السجود ورد فيها سجدة واحدة فقط، حتى إنّ بعض العلماء قال إنّ السجود الثاني في سورة الحج هو آخر سجون تلاوة نزل في القرآن الكريم، وذلك للدلالة على عظمة هذه السورة وتميّزها.
- التعرّض لذكر أربعة أنواع من القلوب وهي: القلب الأعمى، والقلب المريض، والقلب القاسي، والقلب المُخْبِت المطمئنّ إلى الله تعالى.