في 5 من محرم 855هـ = 3 من فبراير 1451م:
توفي السلطان العثماني مراد خان الثاني، وتولي ابنه محمد الفاتح
مكانه في سلطنة الدولة العثمانية.
مولد مراد الثاني
ولد مراد الثاني عام 806 وتولى امر الدولة بعد وفاة
ابيه 824 هـ فكان عمره لايزيد عن 18 عام .
عمل على عقد هدنة مع ملك المجر لمدة خمس سنوات ،كما صالح امير القرمان ،
اما امبراطور القسطنطينية فقد طلب من السلطان ان يتعهد له بعدم قتاله
وكي يكون العهد مضمونا يجب على السلطان ان يسلمه اثنين من اخوته رهينة ،
وكما ان الامبراطور مستعد لان يطلق صراح عم السلطان
"مصطفى بن بايزيد محجوز في سلانيك .
رفض السلطان هذ التعهد فأضطر الامبراطور ان يطلق سراح عم السلطان مصطفى
ودعمه بعشرة مراكب كمساعدة له على حصار مدينة غاليبولي على شاطىء مضيق الدردنيل ،
ولكن مصطفى لم يتمكن من حصار المدينة فتركها وتوجهه الى ادرنة
ولقي القائد العثماني بايزيد باشا فأنتصر عليه وقتله ثم سار الى ابن اخيه السلطان مراد
ولكن قواد مصطفى تخلو عنه ففر وسار نحو مدينة غاليبولي فقبض عليه واعدم.
سار السلطان مراد نحو القسطنطينة انتقاما من امبراطورها
وحاصرها في رمضان عام 825هـ
ولكنه لم يستطع فتحها واضطر الى رفع الحصار عنها ؛
لان اخاه مصطفى ثار عليه وساعده امراء الدويلات
في الاناضول وتمكن من هزيمة اخيه وقتله .
خاف امير قسطموني على نفسه لانه كان يدعم الامير مصطفى
لذا اسرع وتنازل عن نصف امارته وزوّجه ابنته عام 826هـ .
قام امير ازمير بالاستيلاء على امارة آيدين واعلن انفصاله ولكنه هزم وقتل .
ثم دخل السلطان ايدين ومنتشا وصاروخان وقتل امير القرمان محمد
وعين مكانه ابنه ابراهيم الذي تنازل للعثمانين عن اقليم الحميد وتوفي عام 831
امير دويلة الكرميان ولم يكن له عقب فأوصى ان تلتحق أمارته بالدولة العثمانية .
بعد ذلك فكر السلطان مراد بقتال دول اوروبا ؛فقاتل ملك المجر وعقد معه معاهده
تنازل فيها ملك المجر عن املاكه التي تقع على الضفه اليمنى لنهر الدانوب.
وعمل امير الصرب معاهده مع السلطان بدفع الجزية
السنوية قدرها خمسين الف دوك ذهبي وان يقدم فرقة من جنوده
لمساعده السلطان في حروبه ويقطع صلاته مع ملك المجر.
كما استعاد مدينة سلانيك عام 833هـ من البندقية
وكما اعترف امير الافلاق بسيادة العثمانين على بلاده عام 836هـ.
حّرض امير المجر اميرا الصرب والافلاق على السلطان
فثار امير الصرب على الدولة العثمانية
فهاجمه السلطان وفتح جزء من بلاد الصرب
وكما حاصر العاصمة بلغراد ستة اشهر
وغادر اميرها متوجها الى ملك الصرب .
ارسل السلطان جيشا للهجوم على ترانسلفانيا من املاك المجر ولكن الجيش
هزم ثم ارسل مرة اخرى جيشا للهجوم عليها ولكنه هزم وقتل قائد الجيش
العثماني عام 845 وسار الجيش المجري الى بلاد الصرب والتقى بالسلطان مراد
ونشبت معارك ثلاث هزم فيها السلطان واضطر الى توقيع معاهده تنازل فيها السلطان
عن الافلاق للمجر وقامت هدنة مدتها عشر سنوات .
شعر السلطان مراد بالتعب فترك الحكم لابنه محمد (الفاتح)
وكان حينها في الرابعة عشر من عمره وسافر السلطان مراد الثاني الى آيدين غربي الاناضول .
كان البابا يتابع بصمت فجهز حملة صليبة فهاجموا بلاد البلغار ،ووصل الخبر الى السلطان مراد
وهو في ايدين فغادر المنطقة متوجها اليهم فقاتلهم وقُتل ملك المجر
وقُتل الكاردينال مندوب البابا وتم النصر للمسلمين في 28 رجب عام 848هـ
وعاد فترك السلطان الامر الى ابنه ورجع الى مغنيسيا ورجع مرة اخرى الى ادرنة
لان جيش الانكشارية استصغروا حكم محمد فعاد السلطان وادبهم ،اراد السلطان
ان يعود الى ادرنة ولكنه توفي في 5 محرم علم 855هـ ونقلت جثته الى بورصـة
ودفن هناك وتسلم السلطة من بعده ابنه محمد الثاني (الفاتح).
يقول محمد حرب وإن كان مقلا ما لدينا من شعره قليلا
لصاحب فضل على الادب والشعر لايجحد لانه نعمة حلت
على الشعراء الذين كان يدعوهم الى مجلسه يومين
في كل اسبوع ليقولوا ماعندهم .......)
ومن اشعاره كما ذكرت في كتاب السلاطين العثمانيون
تعالو نذكر الله لاننا لسنا بدائمين في الدنيا )
قال صاحب النجوم الزاهرة واصفًا مراد الثاني:
(وكان خير ملوك زمانه شرقا وغربا مما اشتمل عليه من العقل
والحزم والعزم والكرم والشجاعة وافنى عمره في الجهاد في سبيل الله
وغزا عدة غزوات وفتح عدة فتوحات وملك الحصون المنيعة
والقلاع والمدن من العدو المخذول)