كيفية تكيف الوعول للعيش بالصحراء وما هي انواعه الوعل (بالإنجليزية: Ibex) نوعٌ من الماعز البرّي يتبع جنس (Capra) وعائلة البقريات، ورتبة مزدوجات الأصابع، يوجد في جبال شمال شرق إفريقيا، وأوروبا، وآسيا.[١] يَتميّز الوعل بقرونه الطّويلة المُقوسّة للخلف والتي تُشكّل نصف دائرة، واللِّحية الطّويلة، والحوافر المَشقوقة، وهي حيوانات عاشبة، يتراوح ارتفاعها من الحافر إلى الكتفين من (30-170) سنتيمتراً، أما وزنها فيتراوح بين (30- 120) كيلوغراماً.[٢]
أنواع الوعول
توجد عدّة أنواع من الوعول، منها:
- الوعل الألبي، أو الأوروبي (بالإنجليزية: Alpine ibex ): يعيش الوعل الألبي على ارتفاعاتٍ قريبة من خط الثلج الدائم، وفي الشِّتاء ينزل إلى ارتفاعات أقل، يصل ارتفاع ذكر الوعل الألبي إلى (90) سنتيمتراً، ووزنه (100) كيلوغرام، بينما يصل ارتفاع الأنثى إلى (90) سنتيمتراً، ووزنها إلى (50) كيلوغراماً. إنّ لون الفِراء الذي يُغطّي جسم الوعل الألبي بني مائل للرمادي، يكون داكناً أكثر في المناطق السّفليّة، وهو من الحيوانات الشائعة في جميع أنحاء جبال الألب الغربيّة والوسطى، إلا أنّ أعداده تَشهد تناقصاً حاداً و هو حالياً مَحميّاً محليّاً في جبال الألب الإيطاليّة.[١]
- الوعل السّيبيري (بالإنجليزية: Siberian ibex): يوجد الوعل السّيبيري في غرب وشمال الصّين، ووَسط وشمال آسيا، وأفغانستان، وشمال غرب الهند، وجنوب شرق كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وشَرق أوزبكستان، ومنغوليا، وشمال باكستان وجنوب وسط روسيا. يكون لون الشّعر في الوعل السّيبيري أسمر فاتح، وفي الشتاء يُصبح لون الذكور الناضجة أغمق بكثير، وتَظهر بقع بيضاء على الظهر، والرقبة. تكون قرون الذكور ضَخمةً ومُقوّسة للخلف، وتلتفّ حول نفسها أكثر من مرة، أمّا لدى الإناث فتكون أصغر حجماً، ومُقوسّة قليلاً نحو الخلف.[٣]
- الوعل الإسباني (بالإنجليزية: Spanish ibex): يستوطن الوعل الإسباني شبه جزيرة أيبيريا، ويعيش في المناطق التي يَزيد ارتفاعها عن (800) متر، ويُفضّل العيش في الغابات الحرجيّة التي تكثر فيها المخروطيات والأشجار الظّليلة الكثيفة التي تقيه من الشّمس في أوقات اشتداد الحرارة، لونه بني مائل للرمادي، يتراوح ارتفاعه من الحافر إلى الكتف بين (65-75) سنتيمتراً، بينما قد يصل طول القرن عند الذكور إلى (75) سنتيمتراً أو أكثر ، وتَكون مقوّسة للخلف وملتفة، و يتراوح وزنه ما بين (35-80) كيلوغراماً.[٤]
- الوعل النوبي (بالإنجليزية: Nubian ibex): النوع الوحيد من الوعول الذي يَعيش في البيئات الصحراويّة الحارة، ويستوطن المناطق الجبليّة غرب الأردن، وفلسطين، وشمال شرق السّودان، وشمال إثيوبيا، وغرب إريتريا، وبعض مناطق غرب ووسط المملكة العربيّة السّعوديّة، واليمن، وعُمان. يتراوح ارتفاع الوعل النوبي ما بين (61-76) سنتيمتراً، ووزنه (25-66) كيلوغراماً، يصل طول قرون الذكور إلى (122) سنتيمتراً وتكون مُقوّسة للخلف بما يشبه نصف دائرة، أمّا قرون الإناث فلا يتجاوز طولها (36) سنتيمتراً.[٥]
- وعل واليا (بالإنجليزية:Walia ibex): من الأنواع المهددّة بشكلٍ حرج بالانقراض، يستوطن جبال إثيوبيا، ويتراوح وزنه ما بين (80-125) كيلوغراماً، شهدت أعداد وعل واليا انخفاضاً كبيراً ما بين عامي (1920-1970) بسبب الصيد الجائر بهدف الحصول على اللحوم، والجلود، والقرون التي تُستخدم لصنع أواني الشّرب، وبسبب استغلال موائله الطّبيعيّة في مَشاريع زراعيّة وتنمويّة، الأعداد القليلة الباقية من هذا النوع توجد حالياً في حديقة جبال سيمين الوطنية.[٦]
الوعول عبر التاريخ
الوعل من الحيوانات التي عرفها الإنسان منذ قديم الزمن، ويُعتقد أنه كان رمز إله القمر في عهد بلقيس ملكة سبأ، وقد استُخدم رأس الوعل كشعار على النّقود المعدنيّة التي تمّ العثور عليها في معبد إله القمر في مأرب في اليمن، وتشير الرّسومات الصّخريّة في اليمن إلى الانتشار الكبير للوعل النّوبي. تعرّض الوعل في القرون الوسطى لحملات واسعة من الصّيد، إذ كان يُعتقد أنه يوفّر علاجاً شعبياً لجميع أنواع الأمراض التي يعاني منها البشر، أما في القرن العشرين، فقد ساد الظن أنّ حلقات قرونه تحمي من أمراض عديدة، وأنه يمكن علاج السّرطان باستخدام الكرات الصغيرة المكونّة من الشّعر، والراتنج، والحصى، والتي تتكون من حين إلى آخر في معدة الوعل، بالإضافة لاستخدام روث الوعل في علاج السّل والنّقرس، لذلك كله يعُد الوعل من الحيوانات المهدّدة بخطر الانقراض.[٧]
تكيف الوعول للعيش في البيئات الصحراوية
يتكيّف جسم الوعل للعيش على المنحدرات الصخريّة في الجبال العالية، فيُستبدل فراؤه الصّيفي القصير بشعرٍ طويل يخفي تحته فراء كثيف لتدفئة جسمه خلال الشّتاء القاسي في الجبال، كما أنّ ساقيه الأماميتين أقصر قليلاً من ساقيه الخلفيتين مما يمكنّه من تسلق المنحدرات الجبليّة برشاقة، بالإضافة إلى حوافره الصغيرة الصّلبة، التي تكون خشنة من الأسفل والتي تتوسّع عند المشي على الأسطح المستوية، وأوتار جسمه القوية التي تُمكنّه من القفز بسهولة بين الصّخور التي ترتفع عمودياً، والمحافظة على توازنه في أضيق الأماكن وأكثرها وعورة،[٨] أما الوعل النوبي فقد تكيّف للعيش في المناطق الحارة الجافة بفضل شعره اللامع الذي يعكس مُعظم أشعة الشّمس، ويحميه من الأمطار، بالإضافة إلى رشاقته وسرعة حركته التي تصعِّب على الحيوانات المفترسة الوصول اليه.[٥]
السّلوك والحياة الاجتماعية للوعول
تعيش الوعول ضمن قطعان منفصلة، فيكون الذّكور في قطيع منفصل عن قطيع الإناث والأبناء، ولا يلتقي الإناث والذّكور إلا في موسم التزاوج، وتتراوح أعداد قطيع الإناث ما بين (10-20) فرداً، بينما تُفضّل بعض الذكور الكبيرة بالعمر الانفصال عن القطيع والعيش منفردة. تُفرز ذكور الوعل رائحة خاصة لجذب الإناث وترغيبها بالتزاوج، ويتنافس الذكران من أجل الفوز بالأنثى فيبدآن بالتناطح، وبعدها يبدأ الوعل الرابح بمغازلة الأنثى لفترة قد تصل إلى نصف ساعة قبل التزاوج. تحمل إناث الوعول من (1-3) أجنة، وتستمر فترة الحمل ما بين (147-180) يوماً، يبدأ الصغير بالحركة والقفز بعد ولادته مباشرة، وتُفطم الصغار بعد أربعة إلى ستة شهور، ولكنّها تبقى مع الأم لمدة عام كامل، وتصل الإناث لسن النّضج الذي يؤهلها للحمل عند بلوغها (2-6) سنوات من العمر، ويُمكن للوعول أن تعيش في البريّة لمدّة قد تصل إلى (17) عاماً.[٢]
أفندينا ♛ و فرح يعجبهم هذا الموضوع