موضوع: " وآنتفض الفؤاد" الأحد أكتوبر 18, 2020 3:41 am
في لحظة مُلئَت بألوان الكآبة أحسست في جوفي زئيرًا مزعجًا ، وكأنّ في جنبيّ غابة ! وكأنّ كل الكون ليلٌ مظلمٌ ، وعلى ضياء البدر قد نُسِجت سحابة وبلا شعور قلت : “ يا الله ” ! فانتفض الفؤاد .. وصرت أبكي في غرابة . . الله ما هذا الشعور البكر في قلبي الكئيب ؟ أحسست لحظة أن نطقت بها ، بإحساس غريب ! أحسست ماءًا باردًا ، أحسست حبًا صافيًا ، أحسست عطرًا خالدًا ، أحسست أنّي نازحٌ قد عاد للوطن الحبيب ، أحسست أني قد دخلت لعالم الحب الرحيب ! . . الله وانتفض الفؤاد ، وكل همّ في الفؤاد ! أحسست أن الله أعظم من تفاهات العباد الله أعظم من خيالاتي التي أهذي بها في كلّ واد الله رب العالمين ، الله نور العالمينَ. ، وهذه الدنيا سوادٌ في سواد ! . . الله كيف يقولها الإنسان ، ثم يهاب أمرا ؟ الله خالق كلّ شيء ، يقهر الأشياء قهرا إن كنت في كنف الإله يصير كل الليل فجرا وإذا أردت فقل : “ إلهي ” .. يُرسل الآيات تترا وكأنّ بينك يا ضعيف وبين ما تبغيه جسرا كسرى بخيل ! دعه واطلب في خشوع ربّ كسرى . . الله ما أحلى وجيف القلب بين يديه ليلا ما أجمل الشهقات ، والدمع الغزير يسيل سيلا والقلب يقرأ من عظيم كلامه قولا ثقيلا قد قام كل الليل تسبيحًا وتمجيدًا طويلا قد قامه .. إلا قليلا ! . . الله ما أجمل السجّادة الخضراء ، رائحة البخور نور ضئيل يملأ الدنيا بأشكال الحبور والديك يصرخ من بعيد ، إذا رأى الشعرى العبور والقلب يقرأ في هدوء الليل ، فاتحة الكتاب وبعدها .. “ الله نور” ! . . الله ماذا قد جهلت إذا عرفت الله حقا ؟ قل لي وماذا قد عرفت إذا جهلت الله ، تحقيقًا وصدقًا ؟ أعطاك سمعًا .. شق هذا السمع شقا أعطاك ماءًا باردًا ، أعطاك رزقا أعطاك خيراتٍ عظام .. ما أجلّ وما أدقّ أعطاك .. ثم يراك تعطي كلّ خلق الله رقّا ما أشنع الإنسان ينسى ربّه الخلاق ، ما أغباه حقا ! . . جرّب وقل : “ الله ” في الليل البهيمْ جرّب وقلها إن دهى الهمّ العظيمْ قلها إذا صارت دموعك كالحميمْ ثق أنّ ربّك ربّ هذا الكون .. رحمن رحيم جرّب وقلها .. ثم خبّرني بما صنع الكريم !