تعد مدينة "لونغييربين" النرويجية مدينة فريدة على سطح الكرة الأرضية في جميع جوانب الحياة، إذ يعيش فيها العلماء وعمال المناجم جنبا إلى جنب. و"يمنع" الموت على أرض هذه المدينة، حتى وإن كان موتاً طبيعياً أو وفاة نتيجة الإصابة بأزمة قلبية أو غيرها من أسباب الوفاة المفاجئة، ويعتبر الموت في لونغييربين حادثة غير قانونية، بين جميع من يعيش في هذه المدينة الأرخبيلية الواقعة في أكبر جزيرة من أرخبيل سفالبارد أقصى شمال النرويج والكرة الأرضية. وضمن قوانينها المحلية عدم الاعتراف بأي شخص يموت فيها، وضمن بنود القانون المحلي يرفض موت أي شخص على أراضيها، ويطبق قانون يمنع الموت مهما كان ظرفه أو وقته! ويعيش سكان هذه المدينة وهم مدركون تماماً أنه ليس من المنطقي أن يموتوا على أرضها، ويستعدون للموت خارج المدينة، وحتى وإن مات أي شخص يسارع أهله بالذهاب والخروج من المدينة إلى المدن المجاورة. وتتعدد الأسباب لهذا الأمر، ولكن أبرز ما جعل سلطات المدينة تتخذ هذا الإجراء الغريب هو اكتشاف آثار للإنفلونزا الإسبانية التي تسببت عام 1917 في مقتل أكثر من 100 مليون شخص، ومن وقتها تم إغلاق المقابر في المدينة؛ لعدم انتشار أوبئة، خاصة وأن شدة البرودة تجعل من الصعوبة تحلل أي جثة، فتبقى كما هي في المقبرة، وهو ما يجعل إعادة فتح المقابر خطراً على الأحياء، فتم إلغاء أي مراسم دفن تتم في المدينة حتى أصبح الأمر عادياً. بالإضافة لذلك تمنع قوانين المدينة الاحتفاظ بالحيوانات مثل القطط والكلاب وأيضاً يمنع دفنها في المدينة، كما تمنع حرية شراء المشروبات الخاصة؛ إذ يتم توزيع بطاقات محدد بها كمية معينة يحصل عليها الفرد، وإذا توفي أي شخص بحادثة قاتلة أو بأزمة قلبية في "لونغييربين" النرويجية، فلن يدفنه فيها أحد؛ فالموت "ممنوع" في هذه المدينة