موضوع: أروع ما أبدع جبران : ( المواكب ) الأحد أغسطس 02, 2020 4:49 am
الخيرُ في الناسِ مصنوعٌ إذا جُبروا و الشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قُبِروا و أكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها أصابعُ الدهرِ يوماً ثم تنكسرُ فلا تقولنَّ : هذا عالم علمٌ و لا تقولنَّ : ذاك السيد الوَقِرُ فأفضلُ الناسِ قطعانٌ يسيرُ بها صوتُ الرُّعاةِ ، و من لم يمشِ يندثرُ
ليسَ في الغاباتِ راعٍ .. لا ، و لا فيها القطيعْ فالشتا يمشي ، و لكن .. لا يُجاريهِ الربيعْ خُلقَ الناسُ عبيدًا .. للذي يأْبى الخضوعْ فإذا ما هبَّ يومًا .. سائرًا ، سار الجميعْ أعطني النايَ ، و غنِّ .. فالغِنا يرعى العقولْ وأنينُ الناي أبقى .. من مجيدٍ وذليل
* * * و ما الحياةُ سوى نومٍ تراودُهُ أحلامُ مَن بمرادِ النفسِ يأتمرُ و السرُّ في النفسِ حزنُ النفسِ يسترُهُ فإِن تولىَّ ، فبالأفراحِ يستترُ و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ فإِن أُزيل ، توَّلى حجبَهُ الكدرُ فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرٍ جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
ليسَ في الغاباتِ حزنٌ .. لا و لا فيها الهمومْ فإذا هبّ نسيمٌ .. لم تجىءْ معه السَّمومْ ليس حزنُ النفسِ إلا .. ظلُّ وهمٍ لا يدومْ و غيومُ النفسِ تبدو .. من ثناياها النجومْ أعطني الناي ، و غنِّ .. فالغنا يمحو المحنْ و أنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الزمن
* * * و قلَّ في الأرضِ مَن يرضى الحياةَ كما تأتيهِ عفواً ، و لم يحكم بهِ الضجرُ لذاك قد حوَّلوا نهرَ الحياةِ إلى أكوابِ وهمٍ ، إذا طافوا بها خَدَروا فالناسُ إن شربوا سُرَّوا ، كأنهمُ رهنُ الهوى ، و عَلىَ التخديرِ قد فُطروا فذا يُعربدُ إن صلَّى ، و ذاك إذا أثرى ، و ذلك بالأحلامِ يختمرُ فالأرض خمارةٌ ، و الدهرُ صاحبُها و ليس يرضى بها غير الُألَى سكروا فإن رأَيتَ أخا صحوٍ فقلْ : عجبًا هل استظلَّ بغيمٍ ممطرٍ قمرُ ؟
ليسَ في الغاباتِ سكرٌ .. من خيالٍ أو مُدامْ فالسواقي ليس فيها .. غيرُ إكسيرِ الغمامْ إنما التخديرُ ثديٌ .. و حليبٌ للأنامْ فإذا شاخوا و ماتوا .. بلغُوا سنَّ الفطامْ أعطني النايَ ، و غنِّ .. فالغنا خيرُ الشرابْ و أنينُ الناي يبقى .. بعد أن تفنى الهضابْ
* * * و الدِّينُ في الناسِ حقلٌ ، ليسَ يزرعُهُ غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ من آملٍ بنعيمِ الخُلدِ مبتشرٍ و من جَهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ فالقومُ لولا عقابُ البعثِ ما عَبدوا ربًَا ، ولولا الثوابُ المُرتَجَى كفروا كأنما الدينُ ضربٌ من متاجِرِهمْ إِن واظبوا ربحوا ، أو أهملوا خسروا
ليس في الغابات دينٌ .. لا ، و لا الكفر القبيحْ فإذا البلبلُ غنى .. لم يقلْ هذا الصحيحْ إنَّ دينَ الناسِ يأْتي .. مثلَ ظلٍّ ، و يروحْ لم يقم في الأرض دينٌ .. بعد طه و المسيحْ أعطني الناي ، و غنِّ .. فالغنا خيرُ الصلاة و أنينُ الناي يبقى .. بعد أن تفنى الحياةْ
* * * و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا بهِ ، و يستضحكُ الأموات لو نظروا فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صَغَروا و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ و سارقُ الحقلِ يُدعى الباسلُ الخطرُ و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
ليسَ في الغاباتِ عدلٌ.. لا ، و لا فيها العقابْ فإذا الصفصاف ألقى .. ظلَّه فوق الترابْ لا يقول السروُ : هذي .. بدعةٌ ضدَّ الكِتابْ إن عدلَ الناسِ ثلجٌ .. إنْ رأتهُ الشمسُ ذابْ أعطني الناي و غنِ .. فالغنا عدلُ القلوبْ و أنينُ الناي يبقى .. بعد أن تفنى الذنوبْ
* * * والحقُّ للعزمِ و الأرواحُ إن قويتْ سادتْ ، و إن ضَعفتْ حَلّت بها الغِيرُ ففي العرينةِ ريحٌ ليسَ يقربهُ بنو الثعالبِ ، غابَ الأسْدُ أم حضروا و في الزرازيرِ جُبنٌ و هي طائرةٌ و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضرُ والعزمُ في الروحِ حقٌ ليسَ يُنكرُهُ عزمُ السواعدِ ، شاءَ الناسُ أم نكروا فإن رأيتَ ضعيفًا سائدًا ، فعلى قومٍ إذا ما رأَوا أشباهَهُم نفروا
ليسَ في الغاباتِ عزمٌ .. لا ، و لا فيها الضعيفْ فإذا ما الأُسدُ صاحت .. لم تقلْ هذا المخيفْ إن عزم الناس ظلٌّ .. في فضا الفكرِ يطوفْ و حقوق الناس تبلى .. مثلَ أوراقِ الخريفْ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا عزمُ النفوسْ و أنينُ الناي يبقى .. بعد أن تفنى الشموسْ
* * * و العِلمُ في الناسِ سُبلٌ بانَ أوَّلُها أما أواخرُها فالدهرُ و القدرُ و أفضلُ العلمِ حلمٌ ، إن ظَفَرتَ بهِ و سرتَ ما بين أبناءِ الكرى سخروا فان رأيتَ أخا الأحلام منفردًا عن قومهِ و هو منبوذٌ و مُحتقرُ فهو النبيُّ و بُردُ الغَد يحجبهُ عن أُمةٍ بِرداءِ الأمسِ تأتزرُ و هو الغريبُ عن الدنيا و ساكِنِها و هو المهاجرُ لامَ الناسُ أو عذروا و هو الشديدُ ، و إن أبدى مُلاينةً و هو البعيدُ تدانى الناسُ أم هجروا
ليسَ في الغاباتِ علمٌ .. لا ، و لا فيها الجهولْ فإذا الأغصانُ مالتْ .. لم تقلْ هذا الجليلْ إنّ علمَ الناسِ طرَّا .. كضبابٍ في الحقولْ فإذا الشمس أطلت.. من ورا الأفق يزولْ أعطني النايَ و غنِّ .. فالغنا خير العلومْ و أنينُ الناي يبقى .. بعد أن تُطفَى النجومْ
* * * والحرُّ في الأرض يبني من مَنازعهِ سجنًا لهُ ، و هو لا يدري فيؤتسَرُ فان تحرَّرَ من أبناء جِلدتِهِ يظلُّ عبدًا لمن يهوى و يفتكرُ فهو الأريب ، و لكن في تصلبهِ حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ و هو الطليقُ ، ولكن في تسرُّعهِ حتى إلى أوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
ليس في الغابات حرٌّ. . لا ، و لا العبدُ الدميمْ إنما الأمجادُ سُخفٌ .. و فقاقيعٌ تعومْ فإذا ما اللوز ألقى .. زهرَهُ فوقَ الهشيمْ لم يقلْ : هذا حقيرٌ .. و أنا المولى الكريمْ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا مجدٌ أثيلْ و أنين الناي أبقى .. من زنيمٍ و جليلْ
* * * واللطفُ في الناسِ أصدافٌ ، و إن نَعمتْ أضلاعُها لم تكن في جوفها الدررُ فمن خبيثٍ له نفسان : واحدةٌ من العجين ، و أُخرى دونها الحجرُ و من خفيفٍ ، و من مستأنثٍ خنثٍ تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ إن راعهُ وجلٌ ، أو هالهُ الخطرُ فإن لقيتَ قويًّا لينًا فبهِ لأَعينٍ فقدتْ أبصارَها البصرُ
ليس في الغابِ لطيفٌ .. لينهُ لينُ الجبانْ فغصونُ البان تعلو .. في جوارِ السنديانْ و إذا الطاووسُ أُعطَى .. حلةً كالأرجوانْ فهوَ لا يدري أ حُسنٌ .. فيهِ أم فيهِ افتتانْ ؟ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا لطفُ الوديعْ و أنين الناي أبقى .. من ضعيفٍ و ضليعْ
* * * و الظُّرفُ في الناس تمويهٌ و أبغضُهُ ظرفُ الأُلَى في فنونِ الاقتدا مَهروا من مُعجَبٍ بأمورٍ و هو يجهلها و ليس فيها له نفعٌ و لا ضررُ و من عَتيٍّ يرى في نفسهِ مَلَكًا في صوتها نغمٌ ، في لفظها سُوَرُ و من شَموخٍ غدت مرآتهُ فلكًا و ظلهُ قمرًا يزهو و يزدهرُ
ليس في الغاب ظريفٌ .. ظُرفهُ ضَعفُ الضئيلْ فالصَّبا و هي عليلٌ .. ما بها سُقمُ العليلْ إن بالأنهار طعمًا .. مثلَ طعمِ السلسبيلْ و بها هولٌ و عزمٌ .. يجرفُ الصلدَ الثقيلْ أعطني الناي و غنِّ. . فالغنا ظرفُ الظريفْ و أنين الناي أبقى .. من رقيقٍ و كثيفْ
* * * و الحبُّ في الناس أشكالٌ ، و أكثرُها كالعشبِ في الحقلِ ، لا زهرٌ و لا ثمرُ و أكثرُ الحبِّ مثلُ الرَّاحِ أيسرُهُ يُرضي ، و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ والحبُّ إن قادتِ الأجسامُ موكبَهُ إلى فراشٍ من الأغراضِ ينتحرُ كأنهُ ملكٌ في الأسرِ مُعتقلٌ يأبَى الحياةَ ، و أعوانٌ له غدَروا
ليس في الغابِ خليعٌ .. يدَّعي نُبلَ الغرامْ فإذا الثيران خارتْ .. لم تقلْ هذا الهيامْ إن حبَّ الناسِ داءٌ .. بين حُلمٍ و عِظامْ فإذا ولَّى شبابٌ .. يختفي ذاك السقامْ أعطني النايَ و غنِّ .. فالغنا حبٌّ صحيحْ و أنينُ الناي أبقى .. من جميلٍ و مليحْ
* * * فان لقيتَ محبًّا هائمًا كَلِفاً في جوعهِ شبعٌ في ، وِردهِ الصَّدَرُ و الناسُ قالوا : هوَ المجنونُ ماذا عسى يبغي من الحبِّ ، أو يرجو فيصطبرُ ؟ أَ في هوى تلك يستدمِي مَحاجرَهُ و ليس في تلك ما يحلو و يُعتبرُ ؟ فقُلْ : همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلِدوا أنَّى دَرَوا كُنهَ من يَحيى و ما اختبروا
ليس في الغابات عَذلٌ .. لا ، و لا فيها الرقيبْ فإذا الغزلانُ جُنّتْ .. إذ ترى وجهَ المغيبْ لا يقولُ النسرُ : واهًا .. إنّ ذا شيءٌ عجيبْ إنما العاقل يُدعى .. عندنا الأمرَ الغريبْ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا خيرُ الجنونْ و أنين الناي أبقى .. من حصيفٍ و رصينْ
* * * و قُل : نسينا فِخارَ الفاتحينَ و ما ننسى المجانين حتى يَغمُرُ الغَمرُ قد كان في قلبِ ذي القرنينِ مجزرةٌ و في حشاشةِ قيسٍ هيكلٌ وَقِرُ ففي انتصاراتِ هذا غلبةٌ خفيتْ و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفَرُ و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفُهُ كالخمر للوحيِ لا للسُّكرِ ينعصرُ
ليس في الغابات ذِكرٌ .. غيرُ ذِكرِ العاشقينْ فالُألَى سادوا و مادوا .. و طَغَوا بالعالمين أصبحوا مثل حروفٍ .. في أسامي المجرمينْ فالهوى الفضّاح يُدعَى .. عندنا الفتحُ المبينْ أعطني الناي و غنّ .. و انسَ ظلمَ الأقوياءْ إنما الزنبقُ كأسٌ .. للنّدى لا للدّماءْ
* * * و ما السعادةُ في الدنيا سوى شبحٍ يُرجَى ، فإن صارَ جسمًا مَلّهُ البشرُ كالنّهرِ يركضُ نحوَ السهلِ مكتدحًا حتى إذا جاءَهُ يُبطي و يعتكرُ لم يَسعدِ الناسُ إلا في تشوُّقِهمْ إلى المنيعِ ، فإن صاروا بهِ فتروا فإن لقيتَ سعيدًا و هو منصرفٌ عن المنيعِ فقل : في خُلقهِ العِبرُ
ليس في الغابِ رجاءٌ .. لا ، و لا فيهِ المللْ كيف يرجو الغابُ جزءا .. و عَلىَ الكل حصلْ ربما السعيُ بغابٍ .. آملاً ، و هو الأملْ إنما العيش رجاءٌ .. إِحدى هاتيك العللْ أعطني النايَ و غنِّ .. فالغنا نارٌ و نورْ و أنين الناي شوقٌ .. لا يدانيهِ الفتورْ
*** غايةُ الروح طيَّ الروحِ قد خَفِيتْ فلا المظاهرُ تبديها ، و لا الصوَرُ فذا يقول : هي الأرواح إن بلغتْ حدَّ الكمالِ تلاشتْ ، و انقضى الخَبرُ كأنما هي أثمارٌ إذا نضجتْ و مرَّتِ الريحُ يومًا عافَها الشجرُ و ذا يقول : هي الأجسامُ إن هَجَعَتْ لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سَمرُ كأنما هي ظلٌّ في الغدير إذا تعكر الماءُ ولّت ، و انمحى الأثرُ ضَلَّ الجميعُ ، فلا الذرَّاتُ في جسدٍ تُثوى ، و لا هي في الأرواح تختصرُ فما طوتْ شمألٌ أذيالَ عاقلةٍ إلا و مرَّ بها الشرقِي فتنتشرُ
لم أجدْ في الغاب فرقًا .. بين نفسٍ و جسدْ فالهوا ماءٌ تهادَى .. و الندى ماءٌ ركدْ و الشذا زهرٌ تَمادى .. و الثرى زهرٌ جمدْ و ظلالُ الحورِ حورٌ .. ظنَّ ليلاً فرقدْ أعطني النايَ و غنِّ .. فالغنا جسمٌ و روحْ و أنينُ الناي أبقى .. من غَبوقٍ و صَبوحْ
* * * و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ فهي الجنينُ ، و ما يومُ الحِمامِ سوى عهدِ المخاضِ فلا سقطٌ و لا عسرُ لكنّ في الناسِ أشباحًا يلازمُها عقمُ القِسيِّ التي ما شدَّها وَترُ فهي الدخيلةُ ، و الأرواحُ ما وُلدَت من القفيل ، و لم يحبلْ بها المَدرُ و كم عَلَى الأرض من نبتٍ بلا أَرجٍ و كم علا الأفق غيمٌ ما به مطرُ
ليس في الغاب عقيمٌ .. لا ، و لا فيها الدخيلْ إنَّ في التّمرِ نواةً .. حَفِظت سرَّ النخيلْ و بِقُرصِ الشهدِ رمزٌ .. عن فقيرٍ و حُقولْ إنما العاقرُ لفظٌ .. صِيغَ من معنى الخمولْ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا جسمٌ يسيلْ و أنينُ الناي أبقى .. من مَسوخٍ و نَغولْ
* * * و الموتُ في الأرض لابنِ الأرضِ خاتمةٌ وللأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ فمَن يعانقُ في أحلامِه سحرًا يبقَى ، و مَن نامَ كلَّ الليلِ يندثرُ و مَن يلازمُ تربًا حالَ يقظتهِ يعانقُ التربَ حتى تخمدُ الزهرُ فالموتُ كالبحرِ ، مَنْ خفّت عناصرُهُ يجتازُه ، و أخو الأثقالِ ينحدرُ
ليس في الغابات موتٌ .. لا ، و لا فيها القبور فإذا نَيسانُ وَلَّى لم يمتْ معهُ السرورْ إنَّ هولَ الموتِ وهمٌ .. ينثني طيَّ الصدورْ فالذي عاش ربيعًا .. كالذي عاش الدهورْ أعطني الناي و غنِّ .. فالغنا سرُّ الخلودْ و أنين الناي يبقى .. بعد أن يفنى الوجودْ
* * * هل تخذتَ الغابَ مثلي .. منزلًا دونَ القصورْ ؟ فتتبعتَ السواقي .. و تسلقتَ الصخورْ هل تحمّمتَ بعطرٍ .. و تنشقت بنورْ ؟ و شربتَ الفجرَ خمرًا .. في كؤُوس من أثير
هل جلستَ العصرَ مثلي .. بين جفنات العنبْ ؟ و العناقيدُ تدلتْ .. كثرياتِ الذهبْ ؟ فهي للصادي عيونٌ .. و لمن جاع الطعامْ و هي شهدٌ و هي عطرٌ .. و لمن شاءَ المُدامْ
هل فرشتَ العشب ليلٍا .. و تلحفتَ الفضا ؟ زاهدًا فيما سيأْتي .. ناسيًا ما قد مضى و سكوتُ الليلِ بحرٌ .. موجهُ في مسمعكْ و بُصدرِ الليلِ قلبٌ .. خافقٌ في مضجعكْ
أعطني الناي و غنِّ .. و انسَ داءً و دواء إنما الناسُ سطورٌ .. كُتبت لكن بماء