السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال :
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ :
ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻫﻨﺎ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ )
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﻤﻴﺔ ﻭﻳﺘﺮﺍﻓﻖ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻧﺴﺠﺎﻡ ﻓﻜﺮﻱ ﻭﺗﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﻣﺤﺒﺔ
.. ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻷﻧﺜﻰ ( ﺯﻭﺟﺔ ) ..
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻧﻮﺡ ) ( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻮﻁ ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺯﻭﺟﺔ ..
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻧﺴﺠﺎﻡ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺯﻭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻨﻮﺍ ..
( ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﺮﻋﻮﻥ ) .. ﻷﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺃﻣﻨﺖ ..
ﻭﻗﺎﻝ ( ﻭﻗﻠﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺩﻡ ﺍﺳﻜﻦ ﺃﻧﺖ ﻭﺯﻭﺟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺔ ) ( ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻗﻞ ﻷﺯﻭﺍﺟﻚ ) ..
ﺇﺫﺍً ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻭﺇﻧﺴﺠﺎﻡ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺗﻲ ﻋﺎﻗﺮﺍً ) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺯﻭﺟﺘﻲ
ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻠﻞ ﻓﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﻧﺠﺎﺏ ﻓﻴﺸﻜﻮ ﻫﻤﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ .
. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ
( ﻓﺎﺳﺘﺠﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻭﻭﻫﺒﻨﺎ ﻟﻪ ﻳﺤﻴﻰ ﻭﺃﺻﻠﺤﻨﺎ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﻪ )
ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﻓﻬﻨﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻭﺣﻠﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻻﻧﺠﺎﺏ ...
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ﻓﻀﺢ ﺑﻴﺖ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ( ﻭﺍﻣﺮﺃﺗﻪ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ )
ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻤﺎﻫﺎ ( ﺻﺎﺣﺒﺔ ) ﻓﻘﺎﻝ ( ﻳﻮﻡ ﻳﻔﺮ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ ﺃﺑﻴﻪ ﻭﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﻭﺑﻨﻴﻪ )
ﺃﻱ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ..
ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍً ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺮﺍﺣﺔ ( ﺃﻧﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻭﻟﺪ ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﺎﺣﺒﺔ )
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ( ﺯﻭﺟﺔ ) ﺃﻭ ( ﺍﻣﺮﺃﺓ )
.. ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﻰ ﺃﻱ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ
ﻓﻨﻔﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺟﻤﻠﺔَ ﻭﺗﻔﺼﻴﻼً ..
الجواب :
هذا كلام باطل لا تدل عليه اللغة ولا الشريعة .
فيقال أولا: من أين جاء بهذا التفريق من لغة العرب التي نزل بها القرآن.
ثانيا: النصوص تدل على خلاف هذه الدعوى، وقد ذكر الإخوة آيتين ،
وهذه أيضا :
{إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (35)
سورة آل عمران
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ }
(29) سورة الذاريات
فهذه عكس ما ادعى.
وقوله تعالى: {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ ....} (12) سورة النساء
عام في كل الحالات .
وكذا قوله : {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ [size=24]زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ } (20) سورة النساء[/size]
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ }
(37) سورة الأحزاب
عكس دعواه.
ولو كان هذا المعنى صحيحا لبينته السنة ولعرفه العرب وعملوا به ،
وهذه نصوص من السنة تبين عكس لك:
وفي الصحيح : عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق...
وفي الصحيح : عن ميمونة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه...
وفي الصحيح : عن عائشة قالت اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه
وغيرها كثير جدا، وفي هذا كفاية .
المجيب الشيخ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد بالرياض