[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] اسباب نزول سورة طه من أوائل السور المكيّة نزولًا على الرسول الكريم، إذ نزلتْ في أواخر السنة الرابعة من البعثة أو أوائل السنة الخامسة قبل سورة الواقعة وبعد سورة مريم، وعُدّت السورة الخامسة والأربعين في ترتيب النزول، والعشرين في ترتيب المصحف العثمانيّ، وهي من مثاني القرآن وعدد آياتها مئة وخمسٌ وثلاثون آيةً وتقع في الربع الخامس إلى الربع الثامن من الحزب الثاني والثلاثين من الجزء السادس عشر، وافتُتحت السورة بالحروف المقطعة "طه"، وقد اختلف أهل التفسير في الكلمتيْن اللتيْن تبدآن بحرفَيْ الطاء والهاء، وهذا المقال يُسلط الضوء على فضل سورة طه.
مضامين سورة طه
سورة طه شأنها شأن السور المكيّة تبحث في عددٍ من المواضيع التي اهتمّت بها السور المكية وهي: النبوة والبعث والنشور وأصول الدين والتوحيد وغيرها من الأمور العقائدية، وقد تضمّنت السورة ما يأتي أيضًا: [١][٢]
- تحدّي الناس بالإعجاز في آيات القرآن الكريم من خلال الحروف المقطعة في افتتاحية السورة، إلى جانب الغاية من إنزاله وهو هداية الناس.
- الإشارة إلى عظمة المولى والتدليل على رسالة محمّد -عليه الصلاة والسلام- من خلال المماثلة ما بين رسالة محمد وموسى -عليهما السلام-.
- الحديث بإسهابٍ عن قصّة موسى -عليه السلام- منذ ولادته ونشأته وبعثته ومعجزاته لفرعون ونجاته وقومه وإغراق فرعون وقومه.
- ذِكر قصة السامِريّ وصناعة العجل وعبادة بني إسرائيل له في غياب نبيّهم موسى -عليه السلام-.
- إثبات البعث والحديث عن يوم القيامة وما فيه من أهوال.
- التهديد والوعيد لكلّ من أعرض عن القرآن وكفر بالله.
- التأكيد على أنّ الرسول الكريم قد بلغ الرسالة.
- الإتيان بشكلٍ مقتضبٍ على خطيئة آدم -عليه السلام- ورحمة الله به وتخيير ذريته بين طريقيْ الحق والضلال.
فضل سورة طه
عند الحديث عن فضل سورة طه لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ أوائل هذه السورة كانت سببًا في إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما دخل على أخته وزوجها وهما يَتْلُوان هذه السورة؛ فأسلَمَ وأعزّ اللهُ بإسلامه الدِّين والمسلمين، كما ورد في فضل سورة طه اشتمالُها على اسم الله الأعظم كما أخبر بذلك النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ الذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ؛ في ثلاثِ سُوَرٍ من القُرآنِ: في البَقرةِ وآلِ عِمْرانَ وطه" [٣]، وممّا ورد من فضل سورة طه بإسنادٍ حسنٍ: "قالت عائشةُ أمُّ المؤمنين -رضِي اللهُ عنها-: أوَّلُ سورةٍ تعلَّمتُ من القرآنِ كلِّها بأسرِها طه، فكنتُ إذا قرأتُها عند رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقلتُ:"ما أنزلنا عليك القرآنَ لتشقَى"[٤] قال: لا شقيتُ يا عائشةُ" [٥][٢]
تفسير آية ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا
قال تعالى:"وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى"[٦] بدأت الآية كلماتها بالتهديد والوعيد من الله -سبحانه وتعالى- لكلّ من أعرض عن ذِكره -وذِكر الله كل ما أمر به ونهى عنه- ولم يقم بواجبه تجاه ربّه من العبادة والطاعة والانصياع التامّ لكل ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام-، فنتيجة ذلك العقاب الشديد في الدنيا، بحيث يكونُ في ضنك العيش بما يلاقيه من الضيق والحزن والاكتئاب وما إلى ذلك من الأمور النفسية والمعنوية، حتى وإن امتلك أسباب السعادة المادية إلى جانب ما ينتظره من العقاب في الآخرة، وهذه الآية نزلت للوعيد لكل من كفر بالله وأعرض عن دينه وليس لها سبب نزول ثابتٌ في الأحاديث المتواترة عن الرسول الكريم، كما لم يرد في فضلها شيءٌ يُذكر.[٧][٨]
سورة طه
سورة طه واحدة من سور المثاني، وهي إحدى السور المكيّة التي نزلتْ على النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، باستثناء الآيتين "131-132" فقد نزلَتا في المدينة المنورة، وترتيب هذه السورة العشرون في المصحف الشريف، حيث تقعُ في الجزء السادس عشر، والحزب الثاني والثلاثين، ويبلغُ عدد آياتِها مئة وخمسًا وثلاثين آية، وقد نزلتْ هذه السورة بعد نزول سورة مريم، وغرضها الرئيس هو تركيز أصول الدين التوحيد والنبوّة والبعث والنشور، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن هذه السورة من حيث سبب التسمية وسبب النزول.
سبب تسمية سورة طه
إنَّ هذه السورة القرآنيّة الكريمة تتفقُ مع كثير من سور الكتاب في سبب تسميتها بهذا الاسم، فقد سُمِّيتْ بهذا الاسم لأنَّه موافق لمطلِعها، وهو نداء لطيف من الله -عزّ وجلّ- لرسولِهِ -صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال تعالى: "طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لمَن يَخْشَى * تَنزِيلا ممَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [١]، وقد شابهت في سبب تسميتها سورة الواقعة والقارعة والغاشية ونون وغير ذلك من السور القرآنية التي سُمِّيتْ بأسماء كلمات مطالعها، والله تعالى أعلم. [٢].
سبب نزول سورة طه
إنَّ من المعروفِ في علم أسباب نزول السور القرآنية، أنَّ لكلِّ آية سبب نزول يختلف باختلاف الأمر الذي اقتضى حدوثُهُ نزول الآيات القرآنية، تقويمًا أو تأييدًا للناس، وفيما وردَ في سبب نزول سورة طه:
- قال مقاتل: قال أبو جهل والنضر بن الحارث للنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّك لشقيٌّ بتركِ ديننِا"؛ وذلك لما رأياه من طول عبادته وشدة اجتهاده، فأنزل الله تعالى قولَهُ: "طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لمَن يَخْشَى * تَنزِيلا ممَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [١].
- وقد وردَ عن الضحاك أنّه قال: "لمَّا نزَلَ القرآنُ على النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قام هو وأصحابه فصَلُّوا، فقالَ كفَّارُ قريش: ما أنزل الله هذا القرآن على محمد إلا ليشقَى بهِ، فأنزل الله تعالى قولَهُ: "طه * مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى"، [٣]. [٤].
فضل سورة طه
إنَّ سورة طه جزء لا يتجزّأ من كتاب الله -عزّ وجلّ-، فهي متعبّدة بتلاوتها كسائر القرآن الكريم، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه السورة هي من السور التي وردَ في فضلها أحاديث صحيحة في السنة النبوية الصحيحة، ومن هذه الأحاديث:
- عنْ عبد اللَّه بن مسعود -رضي الله عنه- قالَ: "بني إسرائيلَ والكهف ومريم وطه والأنبياء: هنَّ منَ العِتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي". [٥]، والعِتاق: جمع عتيق، والعرب تجعل كلَّ شيءٍ بلغَ الغاية في الجودة عتيقًا، والمُراد تفضيل هذه السور لما تضمنت من ذكر القصص وأخبار الأنبياء -عليهم الصَّلاة السَّلام- وأخبار الأمم، والتِّلاد: ما كان قديمًا من المال، والمُراد أنَّها من أوائل السور المنزلة في أوَّلِ الإسلام لأنَّها مكية.
- وعن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "اسْمُ اللَّه الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي البَقَرَةِ و آل عِمرَانَ و طهَ". [٦]. [٧].