معلومتات عن نسب وتاريخ هارون الرشيد ولد في مدينة الري بإقليم خراسان عام 776م، وكانت المدينة إحدى الحواضر الإسلامية الكبرى في ذلك الوقت، وانتقل مع والده الخليفة المهدي وأسرته إلى بغداد وهو لم يتجاوز الرابعة من عمره بعد، حيث تلقى هناك قدراً عالياً من التعليم، وقد كان الخلفاء العباسيون يهتمون للغاية بتعليم الأمراء الشباب للغاية، فتعلم الرشيد الفقه والشريعة والقانون، إلى جانب الفلسفة والشعر والموسيقى والفروسية، ويؤشر هذا إلى المستوى الحضاري العالي للدولة العباسية، على العكس من سابقتها الأموية التي كان يهتم خلفائها بتعليم الأمراء قراءة القرآن والفروسية فقط، وقد عين المهدي يحيى البرمكي وصياً على هارون في طفولته، وبلغ الأمر أنّ هارون الرشيد كان يناديه بالوالد، وفي عمر الثالثة عشر أصبح يحيى البرمكي مساعداً شخصياً للأمير الصغير، الذي بدأ بتلقي التكليفات من والده كقيادة حملات عسكرية ضد البيزنطيين وإدارة الأقاليم الغربية، مما منح يحيى صلاحيات واسعة صاحبتها كفاءة في الإدارة، الأمر الذي كان يزيد من مكانته أكثر فأكثر عند الرشيد.
[١]خلافة هارون الرشيد
تولى هارون الرشيد الخلافة بعد الهادي من أبيهما المهدي وذلك في يوم السبت السادس عشر من ربيع الأول سنة 170 حتّى جمادى الآخرة سنة 194، وكان عمره آنذاك 25 سنة، ولقبه هو أبو موسى ويكنى بأبي جعفر.
[٢]نكبة البرامكة ووفاة هارون الرشيد
كان خالد بن برمك من أكبر الدعاة للخلافة العباسية، ومع تقلد أبو العباس السفاح الخلافة نصبه وزيراً له، ومنذ ذلك العهد زادت حظوة البرامكة لدى العباسيين حتّى أنّ هارون الرشيد لم يكن ينادي وزيره يحيى بن خالد بن برمك إلا بأبي، ولكن وقعت الوشاية بين البرامكة والرشيد حينما قام يحيى بن برمك بتهريب أخو مؤسس دولة الأدارسة من السجن دون علم الرشيد لتعاطفه معه وتبجيلاً لكونه من آل البيت، وكانت تلك الواقعة سبباً في فقدان ثقة الرشيد بالبرامكة لاعتباره أنّهم يميلون إلى العلويين أكثر منه، ويمكن أن يكونوا خطراً على الخلافة لقوتهم ونفوذهم، فأقدم الرشيد على قتل جعفر بن يحيى البرمكي وأمر بتدمير ديار آل برمك وقتل كل من ينسب إليهم، وظل الرشيد نادماً على فعله هذا مع البرامكة حتّى وفاته.
[٣]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نسب هارون الرشيد
هارون الرشيد هو أبو جعفر هارون بن المهدي بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشميّ العباسيّ، ولد في منطقة الري، في عام 148ه، وكان والده أميراً على منطقة خراسان، وتميّز هارون منذ نعومة أظفاره بالشجاعة والقوة، وهذه الصفات العظيمة ساعدته على تولي قيادة العديد من الحملات، وهو شاب لا يتجاوز العشرين من عمره،
[١] وتوفي في قرية سناباذ إحدى قرى طوس، وفيها يوجد قبره.
[٢]صورة هارون الرشيد في عيون الأمم
حاول أعداء التاريخ تشويه صورة هارون الرشيد، حيث شرعوا في تصويره على أنَّه ماجن، وشارب للخمر، وصاحب الليالي الحمراء والجواري، كما صوروه بأنَّه عسوف وظلوم، ولكن رغم كل هذه الادعاءات والوشايات كان من أعظم خلفاء الدولة العباسيّة،
[١] حيث يُعتبر هارون هاشم الرشيد من أخير الخلفاء، فقد كان يحج عاماً، ويغزو في العام الآخر، وفي زمنه فتح الله على يديه الكثير من البلاد، وشهد عصره اتساع رقعة البلاد الإسلاميّة، واستتب الأمن، وانتشر الرخاء، وزاد الخير، كما كان هارون حسن السيرة والسلوك، وحريصاً على مجالسة العلماء، والأخذ منهم، وسماع المواعظ، وكان يتأثر بعد سماع المواعظ ويبكي، كما كان خاشعاً، وكثير العبادة، والتهجد، والقراءة، والذكر.
[٣]بعض صفات هارون الرشيد
تميّز هارون الرشيد بعدد من الأمور، ومنها ما يلي:
[٤]
- عابد لله تعالى، فقد كان يُصلي 100 ركعة كلّ يوم، واستمر على هذا النهج حتّى مماته.
- متصدق بماله في سبيل الله، إذ كان يتصدق من ماله كل يوم ألف درهم.
- محب للفقه والفقهاء.
- محب للعلم والعلماء.
- محب للشعر والشعراء.
- مقدِّر للأدب والأدباء.
- كاره للمرائين في الدين.
- كان هارون يرتدي خاتمه المكتوب عليه (لا إله إلا الله) بالنقش الحميري.