نبذه عن سبب الغيره عند الطفل وسائل تجنب ذلك يبرز عند الأطفال سلوك يعبّر عن الشعور بالغيرة، في فترات عمريّة معيّنة، والغيرة هي حالة انفعاليّة يشعر بها الفرد وتترجم من خلال سلوكه، يصاحبها نوع من الغضب نحو شخص معيّن، وتظهر الغيرة كأسلوب تعويضي معيَّن يصاحبه نوع من الكذب والتمثيل كأن يظهر الطفل فرحه وحبه للمولود الجديد، وينتهز أيَّ فرصة يخلو بها معه ليقوم بإيذائه بنوع من الضرب كالقرص أو العض، وغير ذلك، وهناك مظاهر للغيرة كما أنّ هناك أسباب تؤدّي إليها، وكذلك يمكن علاجها متى اتّبعت السبل الصحيحة في ذلك.
أسباب الغيرة
هناك عدة أسباب تؤدي إلى الغيرة، وتتمثل فيها في ذات الوقت أنواعها، فمن هذه الأسباب والأنواع:
- الرعاية للمولود الجديد المصحوبة بإهمال الطفل الصغير، فتوجّه الأم برعايتها الشديدة نحو المولود الجديد بالتقبيل والحمل، مع إهمال هذا السلوك نحو الطفل الصغير يؤدي إلى تفاقم وتنامي الشعور بالغيرة لديه.
- التمييز والمقارنة بين الأخوة على أسس ومعايير متعددة كالتفوُّق الدراسي، والنجاح في العمل، والجمال والبنية الجسديَّة، وغير ذلك.
- الشعور بالحرمان، ولا سيَّما لدى الطفل المعاق نحو أخيه السليم.
- ردّ فعل على العقاب الجسدي المتعلّق باتصافه بالغيرة، وما ينجم عنها من سلوك ومظاهر.
- تحميل الطفل الكبير مسؤوليات زائدة لا تتناسب وعمره، فيعبّر عن انزعاجه من ذلك أو خروجه من دائر التكليف والمسؤوليّة ، بسلوك يتسم بالغيرة، ورغبته في تلقّي الامتيازات التي يحظى بها الطفل الأصغر منه.
- تنمية الشعور بالأنانيّة، وهذا السلوك يكتسبه الطفل من الأهل بالتدريج، من خلال تخصيصه ببعض الامتيازات.
مظاهر الغيرة
هناك عدة مظاهر سلوكيَّة يتَّبعها الطفل للتعبير عن شعوره بالغيرة، منها:
* الصراخ والتخريب، حيث يلجأ الطفل إلى الانفعال ثمّ الصراخ، وأحياناً يميل إلى التخريب لبعض الممتلكات التي تخصّ إخوته الآخرين
كنوع تعبير عن الشعور المتزايد بالغيرة، أو انفعالاته.
- الاعتداء الجسدي، ويكون ذلك بمظاهر سلوكيّة متعددة، كالضرب، والقرص، والدفع ، وغير ذلك.
- إثارة الفوضى والمشاغبة باستمرار.
- التمرّد الزائد وعدم تنفيذه ما يطلب منها.
- التجسّس، والفتنة، والتحريض، والإيقاع بالآخرين، ولا سيَّما بعد سنّ العاشرة.
معالجة السلوك المترتب على الغيرة
إنّ الغيرة بشكل عام قد تكون مقبولة متى كانت في حدودها المعقولة، ولكن متى اتخذت مظاهر تعبير سلبيَّة كالضرب، والصراخ، والتخريب، وإيذاء الذات أحياناً فلا بدَّ في هذه الحالات من العلاج ، ويكون ذلك بعدّة سبل منها:
- الحكمة، وذلك بإظهار اهتمام مساوٍ للطفل القديم والجديد، وذلك بالمساواة في التقبيل، والحضن، والحمل، والملاعبة، فهذه تمتص أي شعور سلبي بالغيرة، بل قد يولّد لدى الطفل محبَّة لإخوته الجدد.
- تجنب التدليل الزائد قدر المستطاع.
- تحقيق الأمن الأسري.
- العدل في المعاملة، وتجنُّب المفاضلة والتمييز بين الأطفال.
- التخفيف من تعلّق الطفل بأبويه قدر الإمكان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الابتعاد عن مقارنة الطفل بالآخرين
يمتلك كلّ طفل مواهب ونقاط قوّة وضعف تُميّزه عن غيره من الأطفال، ولذلك لا بُدّ من الامتناع عن مقارنة الطفل بقدرات غيره؛ لأنّ ذلك يُسبّب الغيرة والمشاكل بين الأطفال. يقول الدكتور أفيدان ميليفسكي، مؤلف كتاب"العلاقات الحميمة في مرحلة الطفولة والمراهقة: التنبؤات والنتائج": يجب أن يتخذ الآباء في معاملتهم مع أطفالهم دور المدربين وليس دور الحكام،
[١] كما يجب البُعد عن مُعاقبة الأطفال الذين يملكون مشاعر الغيرة؛ فالغيرة هي مشاعر إنسانيّة طبيعية يشعر بها جميع الأفراد، ولذلك يُفضّل دراسة أسباب الغيرة، وعلاج الحالات والأسباب التي تؤدي إليها، ويمكن أن يقوم الوالدان بتخفيف حدّة الغيرة بين الأخوة، أو بين الطفل والأطفال من حوله من خلال عدم المُقارنة والتمييز بين الأطفال.
[٢]تعليم الطفل الامتنان والصفح
يجب تعليم الأطفال كيفية التقدير واحترام خبرات الآخرين، وتقدير كل الصعوبات والتحديات التي تُعزّز من مشاعر التعاطف والامتنان والتسامح بين الأطفال والأشقاء، ويساعد الامتنان في الحدّ من مشاعر الغيرة، ويخلق بيئةً مليئةً بالحب والمودة.
[١]الاستماع إلى احتياجات الأطفال
يجب الاستماع إلى احتياجات الطفل من خلال السماح له بحريّة التكلّم عن مشاعره بكل بساطة، وقول الكلام الذي يشجّعه، ويُشعره بحب الغير، ويبعده عن الحسد والغيرة.
[٣]قراءة قصص حول آثار الغيرة
تُسبّب الغيرة آثاراً سلبية في علاقات الصداقة بين الأطفال، ولذلك يجب إعطاء الطفل فرصةً للكشف عن آثار الغيرة، وذلك من خلال قراءة قصص حول هذا الموضوع، أو تطبيق قصص كلاسيكية حول الحسد، والغيرة، والشجاعة، والتسامح.
[٣]الحصول على مساعدة مهنية
ينبغي الحصول على مساعدة الطبيب النفسي في حالة عدم نجاح التعامل الأسري والمنزلي مع مشكلة الطفل الغيور؛ حيث يمتلك علماء النفس والمتخصّصون في "ديناميات الأسرة والتعامل مع الأطفال" حلولاً مبتكرةً لمشكلات الطفولة، وذلك من خلال تقديم طرق توضّح كيفية التعامل السليم في المنزل، والتي تساعد على التقليل أو التخلُّص من مشكلة الغيرة.
[٢]