خطوات تشخيص صعوبات النطق عند الأطفال وكيفية تجنب الاصابه بها قد يُعاني الفرد من صعوبات النطق أو اضطرابات النطق أو مشاكل النطق (بالإنجليزية: Speech disorder) والتي تتمثّل بمشاكل في تكوين الأصوات التي تُساعد على التواصل مع الآخرين،
[١] ويُعرّف النطق على أنّه إحدى الوسائل الرئيسية التي يُوصل بها الفرد أحاسيسه وأفكاره ومشاعره للآخرين، ومن أجل ذلك تعمل أجزاء مختلفة من الجسم؛ كالرأس والعنق والصدر والبطن، بتناسق دقيق لتكوين الكلام،
[٢] وحقيقةً قد تؤثر صعوبات النطق سلبًا في تواصل الطفل مع أقرانه وقدرته على التعلّم من الآخرين،
[٣] لكن ولحسن الحظ يُساهم العلاج كثيرًا في التغلّب على بعض مشاكل النطق وتحسينها.
[٤]علاج صعوبات النطق عند الأطفال
يَمنع العلاج المُبكّر تطوّر صعوبات النطق وازدياد الحالة سوءًا، ولا ضير من إخبار أخصائي الأطفال المسؤول عن حالة الطفل بكافّة الأمور التي يلحظها ذويه. يخضع الطفل لمُعاينة نطق بسيطة تتضمن مجموعة من الفحوصات التي تهدف لتحديد نوع اضطراب النطق الذي يُعاني منه الطفل وشدّته -إن وُجِد- وما إذا كان مصحوبًا باضطرابات أخرى، يتبع ذلك خطّة علاج خاصة بالحالة يضعها أخصائي أمراض النطق واللغة (بالإنجليزية: Speech-Language Pathologist)، ويُشترط بهذه الخطة أن تُحدّد نوع اضطراب النطق الذي يُعاني منه الطفل. يهدف علاج صعوبات النطق للأطفال لتحسين قدرة الطفل على الكلام وجعله أكثر وضوحًا بالإضافة إلى زيادة ثقة الطفل بنفسه خلال الممارسات اليومية المختلفة.
[٥] الاضطرابات الصوتية
الاضطرابات الصوتية (بالإنجليزية: Phonological Disorders) هي إحدى صعوبات النطق المتعلّقة بعدم تكوين الأصوات اللازمة للكلام بالشكل السليم؛
[٦] فلا يملك الطفل المُصاب بأحد الاضطرابات الصوتية القدرة على تكوين الصوت المُصاحب للكلمات كما باقي الأطفال من نفس الفئة العمرية. تختفي المشاكل الصوتية من تلقاء ذاتها قبيل السادسة من العمر إذا كانت الحالة بسيطة وتستدعي العلاج إن كانت أشد.
[٧] وحقيقةً قد يمكّن اكتشاف الاضطرابات الصوتية لدى الطفل مبكرًا من التغلب على أي مشاكل في النطق، ويضع أخصائي النطق خطّة علاجية تتضمّن ما يأتي:
[٨]
- تحديد الخلل وتصويب الأصوات الخاطئة.
- تعليم الطفل كيفية تقويم المشاكل الصوتية من تلقاء ذاته.
- التدرّب على نطق بعض الكلمات والأصوات.
- تقديم مجموعة من التمارين ليُمارسها الطفل في المنزل.[٨]
- تحويل الحالة لأخصائي أنف وأُذُن وحُنجرة أو لأخصائي تقويم أسنان إن لزم الأمر في حال كان سبب مشكلة النطق هذه عضويًّا في الفم.
اضطرابات اللفظ
هي المشاكل الصوتية التي تؤدي إلى لفظ الطفل لكلمة ما بشكل خاطئ، ويعتمد العلاج هنا على الطرق التقليدية في تكرار الكلمة صوتيًّا للطفل وتعليمه كيفية إصدار أصوات الحروف ثم تهجئة الكلمة الواحدة لمقاطع إلى أن ينطق الكلمة بالشكل الصحيح ويُصبح قادرًا على تكوين الجُمل، بهذه الطريقة يعتاد الطفل على تقنية التعلّم هذه ويبدأ بتطبيقها خارجًا.
[٩] عُسر التلفّظ
عُسر التلفّظ (بالإنجليزية: Dysarthria) هو اضطراب نطق حركي ينتج عادةً عن تلف في العضلات المسؤولة عن التحكّم بالكلام؛ فوفقاً للجمعية الأميركية للسمع والنطق (بالإنجليزية: American Speech-Language-Hearing Association) يُعاني المُصابون بعُسر التلفّظ من ضعف في عضلات الفم والجهاز التنفسّي، وهذا بدوره يؤثر في القدرة على الكلام.
[١٠] وفي الواقع يعتمد العلاج على نوع عُسر التلفّظ والأعراض التي يعاني منها الطفل، لكن بجميع الأحوال يُحسّن الأخصائي من مهارات النطق لدى الطفل، وتكون التالية هي الأهداف المرجوة من خطة العلاج:
[١١]
- إعطاء الطفل تمارين حركية خاصّة بالفم لتقوية عضلات الفكّين والشفتين واللسان.
- تدريب الطفل على كيفية إخراج الصوت ليُصبح الكلام أوضح وتقديم إعطاء طُرُق مختلفة لتواصل أفراد العائلة مع الطفل.
- تقويم سرعة الكلام.
- تحسين القدرة على التنفّس أثناء النطق حتّى يكون الصوت أعلى.
- استخدام تمارين حركية الفم لتقوية الشفتين والفك واللسان وزيادة حركتهم.
- استخدام ألواح تحتوي على الإيماءات والصور أو الحروف إذا صعُب التواصل مع الطفل وكانت حالة عُسر التلفُّظ شديدة.
يعمل علاج عُسر التلفُّظ على منحيين هما زيادة القوّة الحركية ومدى الحركة للعضلات المُصابة بعدد من التمارين المُحدّدة، والعمل على خفض تأثير عُسر التلفُّظ بمجموعة من الاستراتيجيات. يأخذ الأخصائي بالحسبان كذلك كيفية جعل نطق الطفل أوضح بآليات مُعيّنة مثل:
[١٢]
- النظر إلى الشخص المُخاطَب أثناء الحديث معه.
- إبطاء سرعة الكلام.
- أخذ نفس قبل التحدّث.
- التحدّث بجُمل أقصر مع فترات توقّف منتظمة.
لا يتوقّف علاج عُسر التلفّظ على الأخصائي فقط، بل يشمل عائلة الطفل وطاقم مدرسته وأي مُقدّم رعاية يتعامل معه، ولجعل التواصل مع الطفل أسهل يُقدّم الأخصائي لهم النصائح التالية:
[١٢]
- إخبار الطفل بالأجزاء المفهومة من كلامه وتلك التي تحتاج توضيح.
- الإصغاء جيّداً للطفل وإعطائه الوقت الكافي.
- طلب الأهل من الطفل أن يريهم ما يريد الحديث عنه.
- استخدام جهاز إخراج الصوت أو الكتابة أو لغة الإشارات أو الصور لشرح المقصود من الكلام إذا تعذّر فهم الطفل وكان عسر النطق شديد السوء.
عَمَه النطق الحركي
يفقد الطفل المُصاب باضطراب عَمَه النطق الحركي (بالإنجليزية: Childhood Apraxia of Speech) السيطرة على حركات العضلات المسؤولة عن النطق فلا يعود قادرًا على تكوين الأصوات وترتيبها بالشكل المناسب لإخراج الكلمات، ويعتبر هذا الاضطراب من صعوبات النطق التي قد تستمر مع الطفل حتّى بعد أن يكبر.
[١٣] ولتعلّم مهارة النطق وعلاج المشكلة يكتسب الدماغ بالتدريب القدرة على تنظيم حركة عضلات الشفتين واللسان والفك لإصدار الأصوات والكلمات بإيقاع وتناغم طبيعي.
[١٤] حيث يكون علاج العمه الحركي مُكثّفًا وقد يستغرق سنوات عديدة حسب شدّة الحالة،
[١٥] كما أنّه يتوافر أكثر من خيار لعلاج هذا الاضطراب سنشرح كلّ منها على النحو الآتي:
[١٤]علاج النطق
معالجة النطق هي الخيار الأساسي لعلاج العَمَه الحركي؛
[١٦] بحيث يُركّز هذا العلاج على تدريب الطفل على كيفية نطق مخارج الحروف والكلمات والجُمل. وحتّى تتحقّق الاستفادة بالكامل من العلاج يُفضّل أن تكون جلسات المعالجة فردية لكي يأخذ الطفل الوقت الكافي للتدريب، ومن الضروري كذلك أنّ يُكرّر الطفل الكلمات والجُمل التي يتعلّمها في كل جلسة؛ لأنّ الطفل المُصاب بالعمه الحركي يواجه صعوبة في تنسيق حركة العضلات للتحدّث وهذا يعني حاجته لوقت أطول لتعلّم كيفية نطق الكلمات. لم يوضع حتى يومنا هذا خطّة معالجة نطق واحدة تُعالج كافّة حالات العمه الحركي، لكنّ معظم خطط العلاج تتضمّن المحاور التالية:
[١٤]
- تكرار بعض الكلمات والجمل أكثر من مرّة خلال جلسة العلاج الواحدة.
- تمارين الصوت والحركة التي يقوم بها الطفل بمراقبة حركة فم الأخصائي وهو ينطق مقاطع حروف الكلمة المُراد تعلّمها، وبذلك يتعلّم الطفل كيف يحرّك فمه لإصدار الأصوات بالطريقة الصحيحة.
- تدريبات على نطق المقاطع والحروف والكلمات حتّى يتعلّم الطفل كيف ينتقل من صوت إلى آخر بدلاً من إصدار صوت واحد فقط.
- تدريبات خاصّة بحروف العلّة وكيفية نطقها من خلال إعطاء الطفل كلمات تحتوي على حروف العلّة بمقاطع مختلفة ليتمرّن عليها.
- التعلّم البطيء في حالات العمه الحركي الشديدة، وهنا يُقلل الأخصائي من مُعدّل الكلمات التي يُعطيها للطفل في الجلسة الواحدة حتّى يُتقنها ثم يبدأ بزيادة عددها تدريجيًّا إلى أن تتحسّن حالة الطفل.
التمارين المنزلية لعلاج النطق
لا يقتصر علاج النطق على الجلسات التي يقوم بها الأخصائي في العيادة فقط بل سيشمل المنزل أيضًا، ويكون ذلك بتحفيز الأهل على ممارسة تمارين النطق وتكرار الكلمات والجُمل المطلوبة من الطفل معه في المنزل لمُساعدته على إتقانها، بحيث تكون الجلسات المنزلية قصيرة لا تتجاوز خمس دقائق وبمعدّل مرّتين يوميًّا، ويجب كذلك أن يصطنع الأهل مواقف حياتية تُجبر الطفل على استخدام الكلمات التي يتعلّمها إلى أن يُصبح قادرًا على استخدامها بشكل تلقائي.
[١٧]طرق تواصل بديلة
عندما يصعب التواصل كلاميًّا وصوتيًّا مع الطفل في الحالات الشديدة من العَمَه الحركي فقد تُستخدم طرق بديلة لتحسين التواصل، مثل لغة الإشارة والإيماءات؛ كالإشارة بالإصبع للشيء المقصود من الكلام، يمكن أيضًا أن تلعب التكنولوجيا دورًا كطريقة للتواصل في هكذا حالات مثل الأجهزة الإلكترونية والأجهزة اللوحية (بالإنجليزية: Tablets)، ومن الضروري أن يُحسِن الأهل اختيار طريقة التواصل البديلة منذ بداية العلاج لتخفيف ضَجر الطفل من المحاولات المتكرّرة للتحدّث معه، كما أنّها تُساعد على تحسين مهارات الطفل اللغوية من خلال زيادة عدد الكلمات التي يعرفها وتحسين قدرته على ربطها ببعضها وإنشاء جمل مفيدة، ثم بمرور الوقت ومع تحسّن الحالة قد تُصبح هذه الطرائق والأجهزة غير ضرورية ويمكن الاستغناء عنها.
[١٨]علاج المشاكل المُصاحبة للعَمَه الحركي
قد يحتاج الطفل علاجًا يستهدف تأخّر تطوّر المهارات اللغوية التي تُصاحب العَمَه الحركي، أو معالجة طبيعية أو وظيفية عندما يواجه الطفل صعوبات حركية دقيقة في عضلات الأذرع أو السيقان. قد يحتاج الطفل كذلك أن يُعالَج من أي مرض آخر مُصاب به إلى جانب العَمَه الحركي لأنّ ذلك قد يُحسّن من مشكلة صعوبة النطق لدى الطفل.
[١٩]العلاجات غير المُفيدة للعَمَه الحركي
كأي اضطراب جسماني آخر، لا تصلح كافّة العلاجات للعمه الحركي كتقوية عضلات النطق مثلاً؛ فلا يوجد أي دليل بحثي يُثبت أنّ تمارين تقوية عضلات النطق سيُحسّن من نطق الأطفال المُصابين بالعمه الحركي.
[١٩] التأتأة
التأتأة (بالإنجليزية: Stutter) أو ما يُعرف علمياً باضطراب طلاقة اللسان مبدوء الطفولة (بالإنجليزية: Childhood-onset Fluency Disorder) هو أحد اضطرابات النطق التي يُعاني فيها الطفل من صعوبة واضحة في طلاقة وتدفّق الكلام.
[٢٠] وحقيقةً يوجد العديد من العلاجات للتأتأة ويأخذ أخصائي النطق قرار العلاج الأمثل مباشرة خلال الفحص وبعد تقييم حالة الطفل، ولأنّ الاحتياجات الفردية تختلف من حالة إلى أخرى فلا يوجد علاج واحد يصلح لكافّة حالات التأتأة، وقد لا يُنهي العلاج مشكلة التأتأة بالكامل لكنّه قد يُساعد على تحسين طلاقة الكلام، وتطوير القدرة على التواصل، وتعزيز الحضور الاجتماعي للطفل ومشاركته في النشاطات المدرسية والاجتماعية؛
[٢٠] لذا توضع خطّة العلاج بالتعاون بين الأخصائي وأهل الطفل ومُعلّميه، حيث يوجد للتأتأة خُطتّا علاج أساسيتان هما:
[٢١]
- العلاج غير المٌباشر: حيث يُساعد الأخصائي الأهل في تحديد وتعديل طرق التواصل الأنسب مع الطفل، ويُعتبر العلاج غير المُباشر فعّالاً لتقليل التأتأة أو حتّى علاجها بالكامل في العديد من الأطفال؛[٢٢] فالهدف الأساسي من العلاج غير المُباشر هو خلق بيئة هادئة ومريحة قدر الإمكان للطفل تُساعده على النطق بعيدًا عن التوتر والضغط، إذ يتحقق ذلك بالتحدّث مع الطفل بشكل هادئ وبطيء وبتبادل الحديث معه والانصات إليه، بالإضافة إلى الإكثار من الأنشطة التي تُشجّع الطفل على التكلّم؛ كاللعب معه أو الطبخ أو المشي سويّاً إلى المدرسة أو البحث في كتبه المُفضّلة، ويُفضّل كذلك عدم مُقاطعة الطفل أثناء كلامه وعدم انتقاده.[٢١]
- العلاج المٌباشر: يعقد الأخصائي هنا جلسات العلاج مُباشرة مع الطفل إمّا بشكل فردي أو ضمن مجموعات صغيرة يُقدّم فيها استراتيجيات لتسهيل نطق الكلمات وخفض حدّة التوتر لدى الطفل فيتعلّم الطفل الفرق بين الحديث بطلاقة والتأتأة.
قلّما تنتهي مشكلة التأتأة إذا استمرت بعد السابعة من العمر، لكنّ العلاج يبقى فعّالاً حتّى بعد تجاوز هذا العمر ويُحسّن من قدرة الطفل على الحضور الكامل لأنشطة المدرسة والمشاركة فيها ويُطوّر مهاراته في التعامل مع مواقف عديدة كالمضايقات والتنمّر. لذلك يكون العلاج دائماً ضروريًّا ومُفيدًا لتخفيف شدّة التأتأة وتأثيرها حتّى في الأطفال الأكبر عمرًا.
[٢٢] الاضطرابات العضلية الوجهية
تنتج الاضطرابات العضلية الوجهيّة (بالإنجليزية: Orofacial Myofunctional Disroders) عن وجود خلل غير طبيعي في وضع الشفّة أو الفك أو موقع اللسان أثناء الراحة أو البلع أو الحديث، وقد يكون سبب هذا الخلل عادات مٌتبّعة لفترة زمنية طويلة كعادة مصّ الإصبع، وفي الحقيقة يتطلّب العلاج تشجيع الطفل على أداء التمارين العلاجية، وتظهر أفضل النتائج عندما يُساهم الأهل بالتدريب يوميّاً. تكون خطّة العلاج خاصّة بكل حالة وتُركّز على النقاط التالية:
[٢٣]
- وضعية اللسان والوجه أثناء الراحة.
- عملية البلع.
- إصدار الأصوات والنطق.
يهدف علاج الاضطرابات العضلية الوجهية إلى إعادة تمرين الأعصاب وعضلات الوجه والفم بمجموعة تمارين للوجه وأخرى لتعديل السلوك.
[٢٤] يتم تدريب اللسان والشفتين والخدود لاستعادة الوضعية السليمة المتناغمة بينهم أو تحديدها من جديد أو كليهما، يتعلّم الطفل كذلك من جلسات العلاج كيف يُريح لسانه على سقف الحلق كما الوضع الطبيعي ويُستعاد الحيّز الحُر (بالإنجليزية: Freeway Space) وهو المسافة البينية الإطباقية بين الأسنان لضمان الحصول على أفضل أداء وظيفي؛ فيتحسّّن كلٌّ من النطق، والمضغ، والبلع، والتنفّس، والنوم، لذلك حتّى يكون علاج هذه الاضطرابات فعّالاً فإنّه غالبًا ما يتطلّب عملاً جماعيًّا.
[٢٥] اضطرابات متعلّقة بالصوت
قد يواجه الطفل صعوبة بإصدار الصوت من حيث الحدّة أو العلوّ أو الجودة فيتشتّت المستمع للطفل عن الكلام المحكيّ، تُعرف هكذا حالات بالاضطرابات الصوتية (بالإنجليزية: Voice Disorders) ويختلف فيها صوت الطفل بشكل ملحوظ مُقارنة بغيره ممن يُصدرون الأصوات بشكل صحيح، كما قد يُعاني الطفل من ألم وإزعاج في منطقة الحلق.
[٢٦] توضع خطّة العلاج بنهج شامل لتتوافق مع حاجة الطفل بصرف النظر عن مُسبّب اضطراب الصوت إن كان تشوّهاً خلقياً أم ناتجًا عن إصابة أم عَرَضًا جانبيًّا لمرض ما، ويتلخّص علاج اضطرابات الصوت بالخيارات التالية:
[٢٧]
- تنقية الصوت: ويعمل هنا الأخصائي مع الطفل ووالديه على معرفة العادات التي قد تسبّب تهيّج الأوتار الصوتية وتعلّم طُرُق سليمة لإخراج الصوت دون إلحاق الضرر بها والحفاظ عليها سليمة؛ كأن يتجنّب الطفل الصراخ ويُتقن العادات الصحيحة لإخراج الصوت ويتعلم كيف يُريح صوته، كما تتم تنقية الصوت بعدد من الأمور مثل الإكثار من شرب الماء للحماية الأوتار الصوتية من الجفاف، وتجنّب الأطعمة التي تُسبّب الارتداد المريئي (بالإنجليزية: Reflux) وبالتالي تفادي ضرره الواقع على الأوتار.
- معالجة الصوت: بعد معاينة الحالة من أخصائي الأنف والأذن والحنجرة تُحوّل لأخصائي النطق لفحص الصوت ووضع خطة علاج خاصّة تتوافق مع احتياجات الطفل. تشمل خطة العلاج للأطفال الأصغر من 5 سنوات تفاعل الأهل ومُساعدتهم في دعم السلوكات والعادات الصوتية الصحيّة للطفل، أمّا بالنسبة للأطفال الأكبر من ذلك فيكون العلاج الأمثل هو جلسات أسبوعية مُباشرة مع الأخصائي يتعلّم فيها الطفل كيف يستخدم النّفَس بطريقة صحيحة لإخراج الصوت مع تقليل التوتر في الصوت والجهد المبذول للكلام.
- الجراحة: يلجأ الأطباء للجراحة في الحالات النادرة كشلل الأوتار الصوتية أو آفاتها الحميدة، قد يحتاج الطبيب كذلك لإجراء الجراحة عندما لا يتحقق الهدف المرجو من علاج الصوت أو مع وجود ضرورة طبيّة لمنع دخول الطعام والشراب إلى مجرى التنفّس، حيث يتوافر العديد من الخيارات الجراحية التي يطرحها أخصائيو الأنف والأذن والحنجرة لإصلاح أو إعادة بناء الأعضاء المسؤولة عن إنتاج الأصوات وغالبًا ما يقوم بها أخصائيو الجراحة الذي يُشاركون كذلك في علاج الاضطرابات التنفسيّة والهضمية.
صعوبات النطق والكلام عند الأطفال، أو اضطرابات النطق والكلام عند الأطفال، أو مشاكل النطق والكلام عند الأطفال؛ جميعُها تراكيب تهدف إلى وصف المشاكل المتعلّقة بإنشاء أو تكوين أصوات الكلام الضروريّة لتواصل الطفل مع الآخرين؛[١] فما الكلام إلّا عملية لإنتاج أصواتٍ مُعينة تحمل المعنى المُراد للشخص المُستمع، وبالكلام يستطيع الأشخاص نقل أفكارهم، والتعبير عن مشاعرهم وإيصالها للآخرين، إذ يعدّ الكلام إحدى طُرق التواصل الرئيسيّة والتي يحتاجُ إنجازها إلى التنسيق الدقيق والتوافق بين أجزاءٍ متعددة من الجسم؛ بما في ذلك الرأس، والرقبة، والصدر، والبطن.[٢]
تظهر أعراض صعوبات النطق والكلام على الأطفال تِبعًا لنوع الاضطراب الذي يعاني منه الطفل، ويمكن بيانها بشكلٍ تفصيليّ على النحو التالي:[٨][١١]
يعتقد الكثيرون أنّ الكلام عملية سهلة، في حين أنّه عملية معقّدة تحتاج إلى تنسيق القدرة على فهم اللغة وإنتاج الكلام من الدماغ، ويتضمّن ذلك التوافق الدقيق بين الأعصاب، والعضلات الخاصّة بالكلام من الشفتين، واللسان، والفم، والحنجرة التي تحتوي على الحبال الصوتيّة، وعضلات الجهاز التنفسي أيضًا، ويُمكن بيان مُسببات صعوبات النطق والكلام عند الأطفال وعوامل الخطر على النّحو التالي:[١٢]
بالمجمل فإنّ سبب اضطراب النطق والكلام عند الأطفال غير معروف، لكن قد تتسبّب بعض المشاكل الأخرى بحدوثه، ومن أبرزها ما يأتي:[١٣]
من ناحيةٍ أُخرى تظهر عوامل خطر تزيد من احتماليّة الإصابة باضطرابات النطق والكلام، والتي قد تتضمّن العوامل الموضّحة في الأسباب، ومن أبرز عوامل الخطر الأخرى ما يأتي:[١٣]
يتمّ تشخيص صعوبات النطق والكلام من قِبل أخصائي أمراض النطق واللّغة، ويعتمد الأخصائي على دراسة مجموعة الأعراض الظاهرة، ومعرفة التاريخ الطبي والعائلي للطفل، والفحص السريري المُتضمن مراقبة الأعضاء المسؤولة عن الكلام من شفتين، وفك، ولسان، وعضلات الفم والحلق، كل ذلك في سبيل الوصول إلى التشخيص الدقيق وتحديد الاضطراب الذي يُعاني منه الطفل واستبعاد إصابته بالاضطرابات الأخرى، كما يمكن أن يلجأ الأخصائي إلى إجراءاتٍ أخرى لتشخيص اضطرابات الكلام والنطق، ومن أبرزها ما يأتي:[٢]
يستطيع الأطفال التغلّب على بعض صعوبات النطق والكلام بمفردهم طالما كانت بسيطة، في حين تستلزم بعض الحالات الاستعانة بأخصائي النطق؛ وبخاصّة المعقّدة منها أو التي لا تتحسّن مع مرور الوقت؛ بحيث يقوم الطبيب بوضع خطّة العلاج المُناسبة لحلّ مشاكل النطق والكلام التي يُعاني منها الطفل، وتعتمد الخطّة العلاجيّة على زيارة الأخصائي بشكلٍ مكثّف في بداية الأمر، لينخفض عدد الزيارات مع مرور الوقت، وتتضمن الخطة العلاجية غالبًا تقنيات التنفس، وتعلُم استراتيجيات الاسترخاء التي تنعكس على عملية إرخاء العضلات عند التحدث بشكلٍ إيجابي، واستراتيجيات التحكّم في وضعية أجزاء الجسم، وتمارين الحركة الفموية التي تعدّ أحد أنواع التمارين الصوتية، وبالإضافة إلى ما يتمّ فعله أثناء زيارة الأخصائي، فإنّه يُفضّل إعادة ممارسة هذه التمارين في المنزل لجعل الخطة العلاجية أكثر نجاحًا.[١٢][١٤]