معلومات عامه عن العصر الجاهلي قسّم العرب الفترات التي مرّوا بها إلى عصور مختلفة، وقد ارتبط كلّ عصر فيهم بسمات وخصائص مميزة تجعل من كلّ عصر معالمه التي عرف بها واتسم بها كذلك. ومن العصور التي مرّ بهاالعرب - العصر الجاهليّ - ، وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على العصر الجاهليّ وتعرف على ما هى أهم خصائصه وسماته، ولماذا سميّ العصر الجاهليّ بهذا الإسم.
العصر الجاهلي : العصر الجاهليّ هو العصر الذي يمثّل حياة العرب في منطقة الحجاز قبل بعثة النبيّ محمدّ " صلّ الله عليه وسلّم " وإنزال الرسالة السماويّة عليه، وقد استمرّ هذا الفترة لمدّة قرن ونصف تقريباً، وقد امتاز العصر الجاهليّ عند العرب بسمات خاصّة تميّزه عن غيره من العصور، فبداية، هذا العصر كان يمثّل بيئة جغرافية للعرب تتميز بـ "الصحراء والجفاف"، وقد طبعت هذه البيئة الجغرافية بالعصر بسمات معيّنة لأهلها سواء من الناحية الإجتماعيّة، أو الأخلاقيّة، أو العقليّة، أو السياسيّة، أو الدينيّة. أمّا حياتهم الاجتماعيّة، فقد عرف عن العرب الجاهليّين أنّ منهم الحضر ومن البدو. أمّا الحضر وسكان المدن منهم فكانوا يعملون في الزراعة، وفي التجارة والصناعة، منها مدينة مكة والتي كان منها أهل قريش وسيدنا محمّد " صلّ الله عليه وسلم "، ويثرب (المدينة المنورة في عصر الإسلام)، والطائف، وغيرها من المدن والقرى. أمّا البدو فكانوا يرتحلون من مكان لآخر طلباً للعيش وفي تقلّب مواسمهم أيضاً في الشتاء والصيف. أمّا ما عرفوا به العرب أخلاقيّاً في العصر الجاهليّ، فقد كانوا يعرفون بالكرم وهو أهم فضائلهم وخصالهم الحميدة، وعرفوا بالشجاعة، والوفاء، والصدق، وإحترام الجار، ونجدة من يحتاج للمساعدة والنجدة. أمّا من أسوأ عاداتهم التي عرفوا بها وقد قوّمها الإسلام، فقد عرفوا بالعصبيّة، ووأدهم للبنات، وشربهم للخمر، ولعبهم للقمار، والنهب والسلب (قطّاع طرق). وأمّا حياتهم السياسيّة، فلم تكن واضحة بشكل كبير في هذا العصر، وإنّما سكان الحضر كانوا يعيشون في إمارات معيّنة، كإمارة الغساسنة، وإمارة مكة، وإمارة الحيرة، وغيرها، بينما البدو فلم تكن السياسة لها وجود في حياتهم أصلاً، وإنّما كان لكلّ قبيلة منهم شيخ يرأسها. بينما كانت حياتهم الدينيّة هي الأكثر ضياعاً، فقد كانوا قسماً كبيراً من العرب يعبدون الأصنام ( هبل واللات والعزى ومناة)، كما كان منهم من يعبد الشمس، والقمر، والنجوم. بينما كانت قلّة قليلة منهم من كانوا يتبعون الدين المسيحيّ واليهوديّ. سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الإسم : أمّا فيما يتعلّق بتسمية العصر الجاهليّ بهذا الإسم، فذلك تبعاً للسمات الخاصّة للعرب في هذه الفترة، والجهل هنا لا يقصد بها الجهل الذي يكون ضدّ العلم، وإنّما الجهل الذي هو ضدّ الحلم. فقد ارتبط اسم هذا العصر بالجهل تبعاً لأنّ العصر الذي يليه هو عصر - صدر الإسلام - ، وبذلك فإنّ الجهل ارتبط بالجهل الدينيّ واتباعهم لعبادة الأصنام وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى. بينما يعرف العرب بتطوّرهم من الناحية الفكريّة والعقليّة والحضاريّة قبل مجيء الإسلام، ولذلك هنا يتضح لنا أن الجهل لم يرتبط بالعلم أصلاً.