كيف تتصرفي مع عنف زوجك اليكي عزيزتى المرأة .. تشتكين ليل نهار من خشونة وجبروت زوجك فى التعامل معكى ومع أبنائك ؟ هل سألتى نفسك يوما ما سبب ذلك ؟ ومن المسؤل عن انتشار هذه الظاهرة أنتى أم هو أم ماذا ؟ تجربة أن تعيشى حياتك مع زوج عنيف قد تكون تجربة سيئة جدًا تنغص عليك حياتك وتسلبك السعادة ، وعنف الزوج أصبح من المشكلات المتداولة بشكل غريب وملحوظ فى الأونة الاخيرة وان كنا لا ننكر وجودها من قبل ، وفي السطور المقبلة سوف نعرفك طريقة التعامل مع عنف زوجك بكفاءة وذكاء ومهارة .
فنحن نعيش فى مجتمعات شرقية يسيطر فيها الرجل والكلمة المسموعة له اولا واخيرا وتكونين غالبا انتى الضحية وهناك عدة دوافع وأسباب لهذه المشكلة اذا اجتهدنا فى حصرها وتحليلها يكون من السهل علينا حلها بإذن الله ، منها ما يخص البيئة المحيطة بنا كارتفاع نسب التلوث بالهواء والماء والتلوث البصري كمشاهد القمامة الملقاة في الطرقات، التكدس المروري، عوادم السيارات، الأصوات المرتفعة ليل نهار. والبعض الآخر له علاقة بالبعد الاجتماعي مثل تفكك العلاقات الأسرية والصدقات وفشل الكثير في إقامة علاقة ناجحة وسوية . . ومنها ما يرجع إلى العامل الاقتصادي كارتفاع الاسعار المبالغ فيه يوم مع زيادة الاحتياجات بشكل مستمر وقلة الموارد ويزيد خطورة هذا العامل عندما تكونى إمرأة عاملة ، تعرض الأطفال للعنف يعيد الأحداث مرة أخرى إذ ينعكس ذلك على شخصيته ويفقده فطرته البريئة التى خلقها الله عليها وعندما يكبر يصبح زوج عنيف او زوجة عصبية ، كل هذه العوامل كفيلة بأن تخرج الإنسان عن إنسانيته وتجعله متقلب المزاج وعصبي وينفس عما بداخله في وجه الكائن ألأضعف الذي يجده أمامه وفي الغالب تكونين انتى واطفال، يمكننا الآن أن نفكر في حلول للخروج من مشكلة عنف الزوج ، يجب عليك سيدتي أن تتحلى بالصبر والحكمة والهدوء ولا تتعجلي النتائج ، ومعرفة سبب عنف زوجك هل هي طبيعته الدائمة ؟ أم أنه أمر عارض ؟ فإذا كانت هذه طبيعته فيمكن أن يكون الأمر متعلق بفترة الطفولة والتربية وخاصة حرمان الطفل من الحب والرعاية ، الامر الذى يحتاج منك وقتها أن تشعرينه بحبك واهتمامك بصدق واخلاص ، تحمليه قليلا في أوقات غضبه ولا تناقشيه بل أستمعي له بإنصات واهتمام واحتويه ، ذكريه بأن حبك له هو الذي يجعلك تتحملين الأمر، وأخبريه بهدوء أن الزهرة الجميلة ربما تتحمل العطش قليلا ولكنها لن تستمر في الحياة ستذبل ، أما في حالة عدم جدوى الأمر فليس أمامك سوى ان تقترحى عليه بهدوء بضرورة زيارة طبيب نفسي. أما إذا كان عنف زوجك قد ظهر فجأة فلا تقلقى لانه عرض لسبب اذا عرفتيه وعالجتيه سيعود وقتها لطبيعته الهادئة ، فربما تؤرقه مشكلة في العمل أو الحياة عامة فتفهمي الأمر وساعديه حتى يتخطى محنته ويعود إلى طبيعته، في الغالب المرأة تكون ذات بعد نظر للأمور وتتصرف بحكمة أكثر من الرجل، وذلك يرجع إلى هدوء طبعها مما يساعدها على التفكير الصحيح عكس الرجل الذي في الغالب يستشيط غضبا لمجرد سماع بكاء طفل، وإنما لا ننكر أيضا أن في الكثير من الحالات تستلزم زيارة الطبيب النفسي. لا تغفلى عن ابعاد اطفالك عن هذا الجو الملئ بالتوتر والقلق والعنف فهذه الكائنات المسكينة الشفافة تشعر وتتأثر بكل ما يدور حولها ، وهم أذكى مما تتصورين فلا تحاولى خداعه وافحامه فى تلك الأمور طالما يمكنك حل مشاكلكما بعيدا عنهم ، أرسليهم إلى مكان ما يحبونه لقضاء بعض الوقت حتى تنتهى المشكلة و تزول دون أن تؤثر سلبا عليهم .سيدتى .. أنتِ إنسان كامل الأهلية، يمكنك أن تحيي حياتك بأكثر من طريقة ، لن تموتي أن تركك زوجك لكن لا تعيشي حياه بائسة و تواجهين عنف زوجك الذى لا فائدة من علاجه ، يمكنكم أنتم الاثنين الانفصال بهدوء و البدء من جديد، أن لا أشجع ثقافة الانفصال ولكن عندما تستحيل الحياة بينك وبينه فإنه لا مفر منها لأن الحياة الزوجية التعيسة هى جريمة فى حق ثلاث أطراف انتى و زوجك و اطفالك ، و بما أن الله قد اعطانا حق الحياة فلنحييها بكرامة .