الحاسدون ألقوه في الجب، والسماسرة باعوه بثمن بخس، والعاشقون ألقوه في السجن، والعقلاء جعلوه وزير المالية، وأصحاب المصالح خططوا له وعليه، والمحتاجون رفعوه على العرش. فلا القصر علامة الحب، ولا السجن علامة الكره، ولا الملك علامة الرضا، إنما الأمر كله
(وكذلك يجتبيك ربك) فطريق الاجتباء والولاية محفوف بالعناية الإلهية. أراد إخوة يوسف أن يقتلوه! فلم يَمُت! ثم أرادوا أن يلتقطه
بعض السيارة لَيُمْحَى أَثَرُه! فارتفع شأنه! ثم بِيْعَ ليكون مملوكا! فأصبح ملكا! ثم أَرادوا أن يمحوا محبته من قلب أبيه! فازدادت! فلا تقلق من تدابير البشر فإرادة الله فوق كل إرادة قال تعالى : ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنا هُوَ مَوْلانا