موضوع: بركة العمل الصالح الجمعة مايو 08, 2020 1:22 pm
بركة العمل الصالح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد عند مسلم وغيره من حديث حنظلة بن الربيع رضي الله عنه وكان من كُتَّاب الوحى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم «قال لَقيَنِي أبو بكر ، فقال كيف أنتَ يا حنظَلَةُ ؟ قُلتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قالَ أبو بكر : سبحان الله ! ما تَقُولُ قُلْتُ نكونُ عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، يُذكِّرُنا بالنَّار والجنَّةِ حتَّى كأنَّا رأيَ عَيْنٍ ، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافَسْنا الأزْواج والأولاد ، والضَّيْعات ، ونسينا كثيرًا قال أبو بكر رضي الله عنه فوالله إنَّا لَنَلْقَي مثل هذا ، قال فانطَلَقْتُ أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت نَافَقَ حنظلَةُ يا رسول الله فقال النبى صلى الله عليه وسلم وما ذاك؟ قلتُ يا رسول الله نكون عندك تُذكِّرُنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأيَ عَيْنٍ ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيْعاتِ ، ونَسينا كثيرًا فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ، لو تَدومُونَ على ما تكونون عندي ، وفي الذِّكرِ ، لصافَحَتْكم الملائكة على فُرُشِكُم ، وفي طُرُقِكم ، ولكن يا حنظلةُ.... ساعَةً وساعَةً ساعَةً وساعَةً ساعَةً وساعَةً)» أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل من أكثر ما يدور في رؤوس الناس وعقولهم هو البحث عن أسباب توفر لهم في حياتهم الأمن والرضا والسعادة مطالب يرجوها الجميع
غير أنها لا تتحقق على ارض الواقع ولا نتحصل عليها إلا بشروط محددة ياتى على رأسها الإيمان بالله تعالى والعمل الصالح قالها اصدق القائلين سبحانه صريحة واضحة: { {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} } هذه هى أول ثمرة من ثمار العمل الصالح التى تعجل للانسان فى الدنيا قبل الاخرة أن يحيا بالايمان بالله والعمل الصالح حياة طيبة المتأمل في واقع الكثيرٍ من الناس اليوم يعود جريح القلب حزين النفس غزير الدمع لما يرى من مساوئ الأعمال والأخلاق التي انتشرت فيما بينهم سرقات وظلم وغصب ومسكرات ومخدرات وإضاعة للجُمَع والجماعات وعكوف على المُلهيات والمغريات وتبرج وسفور وإبداء للزينة وقلة حياء كل هذا موجود بين الناس لا ينكره أحد هكذا زينت النفوس والاهواء ورحم الله من قال (النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم) ظننا أن السعادة أن نعمل كل ما تزينه لنا أنفسنا ظننا أن السعادة أن نعمل كل ما نشتهيه وما يحلو لنا ولا نرى السعادة التى نرجوها..... وإنما نرى كثرة فى الهموم والمخاوف والحرمان ثم نتساءل من أين جاءت إلينا !!وكاننا لا نعلم .... يقول أهل العلم إن أعظم ما يكفل للناس راحة للقلوب وطمانينة للنفوس أن يعيشوا حياتهم كعبيد لخالقهم سبحانه وتعالى يخشونه ويتقوه يشكروه ولا يكفروه يطيعوه ولا يعصوه يذكروه ولا ينسوه يُصلحون ولا يُفسدون يُعمرون ولا يُخربون عندها أبشروا وأملوا ما يسركم أيها المؤمنون. قال الله تعالى{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ}
قال المفسرون:- تطمئن القلوب المؤمنة بإحساسها بالصلة بالله تأنس بجواره سبحانه وتأمن في جانبه وفي حماه قال سبحانه فى الحديث القدسي ( «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني» ) تأمن من كل اعتداء ومن كل شر إلا ما شاء الله مع الرضي بالقضاء والصبر على البلاء ذلك الاطمئنان والأمان مغروس في قلوب المؤمنين غرسا لا يعرفه ولا يذوق حلاوته إلا الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فاتصلت بالله، لا يملكون بالكلمات أن ينقلوه إلى الآخرين لأنه إحساس لا ينقل بالكلمات ،وإنما يسري في القلوب المؤمنة سريان الماء فى العود الأخضر تستروحه القلوب وتهش له وتندى به وهذه ثمرة ثانية من ثمار العمل الصالح التى تعجل للانسان فى الدنيا قال عزَّ وجلَّ في شان الخليل إبراهيم عليه السلام : { وحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} }