موضوع: من وحي الجائحة الجمعة مايو 08, 2020 1:21 pm
من وحي الجائحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضمد أحزانك بالثقة في الله. حين تثق في الله جلَّ جلاله فأدرك أنه لن يعاملكَ إلا برحمته، ولن يبسط لكَ في دنياك إلا ما فيه خيرك و فلاحك.. انظر في البيان الإلهي و أثر الثقة بالله في زمرة من الناس، حين قالوا: { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}[إبراهيم/12] . إنها ثقة لا يشوبها شك... و طمأنينة لا يخالطها قلقَ... فمن أين أتتهم هذه الثقة في الله عز وجل ؟ أتتهم من مصدر أوحد لا ثاني له، جاءتهم من عميق الإيمان بخالقهم، و الثقة في قدرته وتصرفاته جل جلاله.. .. فلم الأحزان - إذن -، و لم القلق...؟ وضماد جراح الإبتلاءات كامن في الثقة في الحكمة الربانية، و دواء الشدائد مبثوث في الوثوق بالتدبير الإلهي..... ( {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} )، [التين/8] . ( {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ } )، [الزمر/36] . ( { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } )، [البقرة/185] . إن إيمان العبد بربه يجعله دائم الرضى بما قضى الله له، مستسلم لما قدر عليه، مدرك أنه لا يجري سبحانه هذه الأسقام و الأوبئة عبثا... ، لذا فالمؤمن لا ينكسر أمام الأحزان و لا يضعف أمام القلق والأوهام، و لا يعني ذلك بأية حال أنه يتواكل في مدافعة قَدَر البلاء و الأسقام بقَدَر التعافي و السلامة.. دنياك مهما كانت تظل ناقصة !!!.. الدنيا ظل زائل، و متاع باطل. .. يقول سبحانه: ( { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا"} )، [الكهف/46] . ( { إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} )، [غافر/39] . ( {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا } )، الكهف/45. لكن لماذا ينزع الإنسان إلى شهوات الدنيا و لذائذها....، رغم هذه القوارع القرآنية !!!؟ و لم يظل مشدودا إلى بريقها و متعها...!!!؟، مع أن " محب الدنيا لا ينفك من ثلاث: همّ لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي ".
و مهما عَظُم متاع الدنيا فعاقبته حزن لا محالة، إما بذهابه عن المرء وإما بذهاب المرء عنه، إلا العمل لله جل جلاله. فهل من عُقار لداء التعلق بالدنيا ؟ هل هناك علاج يضعف الدنيا في عقل الإنسان و قلبه حتى يراها فعلا كما صورها الله سبحانه وتعالى ؟. الجواب هو أن ما من سبيل يفضي إلى تعريف الذات بضعفها وعجزها، لا شك أنه سيحفظ هذا القلب من التعلق بأستار الدنيا، و يقيه من الولع بمفاتنها... .، و ما الوباء الذي يطوقنا اليوم إلا واحدا من السبل التي تنبه الإنسان إلى هذه الحقيقة. إن الأسقام و الأوبئة التي تقعد في طريق الإنسانية، ماهي إلا نافذة نطل منه خلالها على النهاية التي تنتظرنا، و فجوة نبصر عبرها الموت الذي يتربص بنا... ومهما صور القرآن و حديث النبوة و كلام المذكرين تفاهة الدنيا، و مادام الإنسان يقابل ذلك بالمزيد من الإعراض، فلا بد أن يظل مشدوداً إلى الدنيا بكل ما فيها... لكن متى نظر ابن آدم ببصيرته إلى الموت الذي ينتظره ويتربص به، و رأى تجسيد ذلك في الذين سبقوه، فإنه يحوز بذلك الترياق الذي يجعله يستصغر الدنيا وينظر إليها وهي فعلا تافهة كما بين سبحانه وتعالى. لقد أبانت جائحة كورونا عن حقيقة هذه الدنيا التي تهافت الناس عليها وتنافسوا وتصارعوا من أجلها - و لا زالوا - وَأُشْرِبت نفوسهم حبها والركون إليها، و انتشرت إثر ذلك الأمراض القلبية من حسد، وحقد، و كذب، وبغضاء، وشحناء... . و مع كل ذلك، فالدنيا مهما ازينت و أبرقت في أعيننا ستظل ناقصة و تافهة ما دامت الأوبئة و الرزيا تتربص بنا، و ما بقي الموت فيها ينتظرنا....!!!
لهفة شوق يعجبه هذا الموضوع
الموضوعالأصلي : من وحي الجائحة // المصدر : // الكاتب: أفندينا ♛
لهفة شوق يعجبه هذا الموضوع
Shefo
آل قسوة
♣️ رقم العضوية :
♣️ جيت فيذآ : 30/04/2020
♣️ موآضيعي : 359
♣️ التقييم : 8830
♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
أعزب
♣️ جنسي :
♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
windows 8
♣️ مشروبي آلمفضل :
♣️ قنآتي المفضلة :
♣️ آلنادي آلمفضل :
♣️ مَزآجِي :
♣️ SMS :
♣️ أوسمتي :
موضوع: رد: من وحي الجائحة الخميس مايو 14, 2020 1:27 pm
شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر
الموضوعالأصلي : من وحي الجائحة // المصدر : // الكاتب: Shefo
لهفة شوق
آل قسوة
♣️ رقم العضوية :
♣️ جيت فيذآ : 09/07/2020
♣️ موآضيعي : 938
♣️ إبدآعآتي : 4100
♣️ التقييم : 12817
♣️ آلعمر : 34
♣️ جنسي :
♣️ My MMS :
♣️ SMS :
♣️ أوسمتي :
موضوع: رد: من وحي الجائحة الجمعة أغسطس 07, 2020 10:36 pm
جزاك الله خير
الموضوعالأصلي : من وحي الجائحة // المصدر : // الكاتب: لهفة شوق
فرح
مميزين قسوة
♣️ رقم العضوية :
♣️ جيت فيذآ : 05/07/2020
♣️ موآضيعي : 4069
♣️ إبدآعآتي : 16750
♣️ التقييم : 28186
♣️ حاليآ في : حيث أنا
♣️ آلعمر : 36
♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
عزباء
♣️ جنسي :
♣️ دولتي الحبيبه :
♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
windows 8
♣️ مشروبي آلمفضل :
♣️ قنآتي المفضلة :
♣️ آلنادي آلمفضل :
♣️ مَزآجِي :
♣️ My MMS :
♣️ MMS :
♣️ SMS : وتبقى أحلآمنا على قيد الإنتظار
♣️ أوسمتي :
موضوع: رد: من وحي الجائحة السبت أغسطس 08, 2020 6:53 am
جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك وكتب لك الاجر والمثوبة
الموضوعالأصلي : من وحي الجائحة // المصدر : // الكاتب: فرح