يصور الفيلسوف الفرنسي لوك فيري بالتعاون مع الكاتب كلود كبلياي في كتابه تاريخ الفلسفة التّطور التاريخي والفلسفي والتعاقب المثيولوجي عبرأجمل قصة في تاريخ الفلسفة من خلال التطرق الحضارات المختلفة مروراً بالحضارة اليونانية والإغريقية يليها فترة التنوير حتى الوصول إلى عصرنا هذا ،
يركز الفيلسوف في كتابه على علم الأنسنة يقول “الإنسانوية الأولى وهي إنسانوية الأنوار وحقوق الإنسان، والإنسانوية الثانية موسعة للغاية وتتسم بالأخوة والتعاطف ولم تعد تضحي بالإنسان من أجل فائدة الأمة أو الثورة أو حتى التقدم! ” يمر الكاتب بحقب فلسفية مغايرة كفلسفة التفكيك وفلسفة الوجود وفلسفة المعرفة ، لم ينسى أن يستخدم أسلوب التشريح الخطابي النّاقد في أوقت كثيرة في حياة ومذكرات ومدارس فلاسفة كبار أمثال أفلاطون ، كانط، هيغل، هيدغر، ماركس، روسو، ستروس، نيتشة ،سبينوزا، شوبنهاور
يقول “ووراء كل مايتعارض فيه هؤلاء الكتاب ويميزهم عن بعضهم البعض فإنهم يتشاركون في القناعة بأن أسباب التاريخ تُفلت بقدر واسع جداً من الفاعلين فيه ، لأنه محصلة عدد لامتناه من القرارات الواعية والإرادية بالتأكيد ولكن مفعولها الجملي غير متوقع تماما من قبل الأفراد ” مستخدماً تسميات خاصة بكل عصر وحسب كل أسطورة كانت على وقت حقبة معينة من الحضارات القديمة مؤمناً بأن كل حضارة تمتلك قيمة بذاتها تميّزها ،..
يتوقف المؤلف أيضاً مع الكاتبة والمفكرة المعروفة على الساحة الفلسفية سيمون دي بوفوار الحاصة على جائزة النمسا للأدب الأوروبي متحدثاً عن حياتها من عدة أوجه .الحقبة الخامسة ” بروزالإنسانوية الثانية ” هي الحقبة الأخيرة في الكتاب والتي أسماها المؤلف بثورة الحب متسائلاً من خلالها ” ماهي السمات الجديدة في عصرنا ، التي تدعو إلى تغيير في المنظور حول مايضفي معنى على وجودنا ؟”
يُعد هذا الكتاب نقلة نوعية في عالم الفلسفة ذو بنيوية خاصة جامعة لكل المدارس الفلسفية والحقب التاريخية المتزامنة على هذه الأرض