موضوع: تخصيص آيات وأدعية بفضل الخميس سبتمبر 03, 2020 12:34 am
السؤال:
فضيلة الشيخ كثيرا ما ينتشر على شبكة الإنترتت تخصيص آيات أوسور أو أدعية معينة بخصائص وفضائل من غير استناد على خبـر منقول ، أو أداء عبادة على صورة معينة ، كمن يقول نصوم جماعيا ردا على التطاول على نبينا صلى الله عليه وسلم مثلا ، أو نقول الليلة جماعة ردا عليهم ، ونحو ذلك وبعضهم يقول في بعض ما تقدم أنه يكفي التجربة ، فما هو الحكم احسن الله إليك ؟;
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالــــة ) رواه الترمذي وأبوداود وغيرهما ـ وقال ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) ـ رواه مسلم.
وقد قرر العلماء على أن من أحدث عبادة بهواه
أو جعل عبادة على هيئة ما بهواه ،
أو خصص عبادة أو ذكر أو دعاء بفضل مخصوص ، بغير دليل ، فهذا هو الإحداث في الدين المنهي عنه .
ولفظ ( كل ) في الحديث يدل على العموم ، فكل إحداث منهي عنه محرم ، ولكن قد يكون الأمر من الوسائل المباحة ، وليس من البدع ، كتنقيط المصاحف ، ورفع صوت المؤذن بالمكبرات .. إلخ ، فهذا يدخل في باب ( الوسائل لها حكم المقاصد ) ، وليس في باب ( الإحداث في الدين ) ، وكم حدث بسبب الخلط بين البابين ، من سوء فهم .
ومعلوم أن الحفاظ على الدين نقيا كما أنزل ، خاليا من البدع ، من مقاصد الدين العامة العظيمة ، وفتح باب الإحداث ، بحجة البدعة الحسنة ، من أعظم الأخطار على الشريعة .
ذلك أنه لو فتح الباب ، لقام كلّ شخص يستحسن بهواه ما يستحسنه ، ويضيفه إلى دين الله ، فتضيع السنة ، وتكثر البدع والمحدثات .
ولو فتح باب الاستحسان بالهوى ، والقول بالرأي المحض ، في خصائص آيات القرآن ، والأدعية ، والأذكار ، وفضائلها ، لأدّى ذلك إلى فوضى لاتحصى ،
فالواجب الاقتصار في ذلك على ما ورد في السنة من المأثورات ، وما يستند على النصوص الواردات .
ولأنّ في دعوى أنّ هذا الدعاء مجرب في الزواج ، وذاك الدعاء مجرب في جلب الأرزاق ، وثالث مجرب في إنجاب الأولاد ..إلخ ، بغير دليل ولا استناد على أثر ، ولا اعتماد على خبر ، إشعــارا بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك دلالة أمته على خير نافع ، ولهذا احتيج إلى هذا الإستدراك ، أو ذالك !!
والحال أننا وجدنا نبينا صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئا من أبواب الخير إلا ودل فيه على دعاء له خصيصة ، أو ذِكـر له فضيلة ، وشرع للمسلم أن يدعو الله لما ألمـه مطلقا ، من غير دعوى تخصيص ، لم يرد فيها تنصيص ، فلمــاذا نعرض عما ورد إلى استحسان مجرد ؟!
وقــد كان الصحابة ينهون عن البدع والمحدثات ، أشد من نهيهم عن المعاصي ، خشية أن يزاد في الدين ماليس منه.
ولهذا ورد في الأثر عمر بن يحيى بن عمرو بن سلمه الهمداني قال : ( حدثني أبي قال : كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة ، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد ، فجاءنا أبو موسى الأشعري، فقال : أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد ؟ قلنا:لا ، فجلس معنا حتى خرج ،فلما خرج قمنا إليه جميعا ، فقال له أبو موسى : يا أبا عبد الرحمن ! إني رأيت في المسجد آنفا أمرا أنكرته ، ولم أر والحمد لله إلا خيرا ، قال : فما هو ؟ فقال : إن عشت فستراه ، قال : رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلقة رجل ، وفي أيديهم حصى ، فيقول : كبروا مائة ،فيكبرون مائة ، فيقول : هللوا مائة ، فيهللون مائة ، ويقول سبحوا مائة ، فيسبحون مائة ، قال : فماذا قلت لهم ؟ قال : ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك ، قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم ، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حلقة من تلك الحلق ، فوقف عليهم ، فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟ قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح ، قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم يا أمة محمد ! ما أسرع هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم متوافرون ، وهذه ثيابه لم تبل ، وآنيته لم تكسر ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ؟ ! قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ! ما أردنا إلا الخير ، قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ) رواه الدارمي
موضوع: رد: تخصيص آيات وأدعية بفضل الخميس سبتمبر 03, 2020 5:10 pm
جزااااك الله خيرا.. على هذا المجهود الرائــع.. بــارك الله فيــك على الموضـــوع .. الى الأمـــام.. لاتبـخل عليــنا بجـــديــدك.. و تقـبل مروريـ.. تحياتي..