| موضوع: عاهات الجسد وجمال الروح للكاتب تيموثي.ش.أرثر الثلاثاء يوليو 07, 2020 9:00 pm | |
| عاهات الجسد و جمال الروح مقال للكاتب تيموثي.ش.أرثر . ترجمة : أمل عمر بسيم الرفاعي يلقي الضوء على الجانب المشرق في حياة أصحاب العاهات ، نقاء الروح
تيموثي.ش.أرثر . ترجمة : أمل عمر بسيم الرفاعي
من منا لم يلحظ وهو يمرّ بين حشود المارة في شوارع المدن, ذلك العدد الكبير من الأشخاص الذين لديهم عاهات أو تشوّهات جسدية…؟ كم أشعر بألم يكاد ينفطر له قلبي وأنا أنظر إلى أولئك البؤساء المساكين الذين حُرموا من حقهم المشروع بالاستمتاع بما أنعم به الله ـ تعالى ـ عليّ بسخاء. ها هو أحدهم, وقد يبدو الأكثر سوءًا وإيلامًا من الجميع وهو يَتلمّس طريقه في الظلام مُمسكًا بيد طفلته الصغيرة. وها هو رجل آخر فَقِد أحد ذراعيه, يحاول أن يشقّ طريقه بكل صعوبة. وهناك إلى أبعد من ذلك في مكان منعزل شخص مُشوّه إلى حدّ كبير جعله إحساسه بالعجز يبتعد عن الظهور في الشوارع المزدحمة, وهناك أيضًا ذلك الشخص المشلول العديم الحيلة تمامًا الذي يجلس في عربة صغيرة يجرّها طفل. ربما كان كل ما قد تُثيره مثل هذه المظاهر المختلفة من العاهات والتشوّهات في قلوب البعض, مجرد شعور بالرهبة أو بالشفقة, أو أنها قد تُثير أحيانًا لدى البعض الاشمئزاز وتجعلهم يُعرضون عن النظر إليها… أما بالنسبة إليّ فهي تجعلني أشعر في عيناه منذ أحيان بأنه لو كان بإمكان كل منا أن ينظر إلى ما في نفوس أولئك الأشخاص, لكانت فكرتنا عنهم مختلفة تمامًا… نقاء القلوب
ربما كان لذلك الأعمى البائس, الذي أغلقت عيناه منذ فترة طويلة عن كل ما حوله في الكون من جمال وبهاء, بصيرة تجعل نور الله ـ تعالى ـ الطاهر يُنير روحه ويُشرق في أعماق نفسه. وربما كان ذلك الرجل الذي يعرج الآن ببطء وبأسى على عكازيه اللذين يلامس بهما الطريق الضيقة بحذر, سوف يمشي عندما ستنتهي رحلة حياته في سهل ظليل أخضر دون أن يخشى أية شرور, وسوف يقول للأشخاص الذين كانوا يأسفون لوضعه في رحلة الحياة, بأن الشخص الذي حرمته عاهته من السير في الطريق العام قد أصبح يمشي الآن بين الملائكة وهو بكامل صحته… وقد تصبح لذلك لشخص العديم الحيلة الذي تطعمه والدته الآن بيدها, المقدرة على أن يُحركّ بيده العالم ذلك لأن الله ـ تعالى ـ لا يتخلى عن العباد, ولأن الحقيقة المقدسة الأبدية هي أن الله ـ تعالى ـ لا يحكم على البشر, كما نفعل نحن, بالاستناد إلى مظهرهم الخارجي, ولكن إلى ما في داخلهم من خير والى طبيعة أرواحهم. لذا لا أهمية لأن يكون المرء مشوّهًا, أو أن تكون له عاهة أو أن يكون فاقد النظر أو أن يكون فاقد النطق, إن كان يمتلك قلبًا طاهرًا نقيًّا… لأن كل كلمة وكل فكرة وكل عمل يقوم به سوف يصبح قربانا لله ـ تعالى ـ!… هذه هي الأمور التي لها أهميتها بما يُقدره الله لكل من مخلوقاته؛ لذا عليك يا أخي المؤمن أن تهتم بها, ولعجز وبأن قلب المرء قد يكون نقيًّا رغم ما قد يكون في جسده من تشويه ومن عجز وبأن تلك العاهات والعجز لن تدوم في الحياة الأبدية…
| |
|