موضوع: خروج الروح من الجسد الإثنين ديسمبر 28, 2020 8:42 pm
معلومات عن كيف تخرج الروح من جسد المتوفي خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان أوّل ما خلقه من طين مستودعًا هذا الجسد سراً من أسراره، وآيةً من آيات قدرته وعظمته وهي الرّوح، فالرّوح هي من أمر الله تعالى بلا شكّ حيث لا يعلم سرّها إلاّ ربّ العزّة سبحانه الذي جعل هذه الرّوح سبب الحياة وكينونة الوجود، قال تعالى (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً، ).
كما اقتضت مشيئة الله تعالى أن تكون لكلّ إنسانٍ روحه التي تتميّز عن غيره من النّاس والتي جعل لها أجلٌ محدود ولانتهائها ميقاتٌ معلوم، فلا تخلد الأرواح في الدّنيا بل تبقى في الأجساد إلى حين، ثمّ يتوفّى الله الأجساد التي تكون فيها فتخرج تلك الأرواح من هذه الأجساد لتنتقل إلى حياةٍ أخرى وعالمٍ آخر، فما هي الكيفيّة التي تخرج فيها الرّوح من الجسد؟
كيفيّة خروج الرّوح من الجسد
حينما يحين أجل الإنسان ويكون في انقطاع من الدّنيا وإقبال على الآخرة تخالجه مشاعر غريبة، وأحاسيس مؤلمة حينما يستشعر رغبة روحه في مغادرة جسده، فيحسّ بها وهي تنسحب شيئًا فشيئًا من أطراف جسده فتبدأ بالقدمان واليدان فتغادرهما تاركةً هذين العضوين في حالة موت وسكون بلا حراك، ثمّ تنسحب الرّوح بأمر الله تعالى من باقي الجسد خليّةً خليّة وعضوًا عضوًا حتّى تصل إلى الحلقوم.
قال تعالى (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ )، وعند الحلقوم تتحشرج النّفس وتعاني من سكرات الموت ما لا يَعلمه إلاّ الله تعالى حين لا ينفع إيمان نفسٍ أو توبتها لم تكن آمنت من قبل، ففي الحديث الشّريف أنّ الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، والغرغرة تكون عندما تصل الرّوح إلى الحلقوم، وبعد الحلقوم يأمر الله تعالى الرّوح أن تخرج من الجسد وتفارقه جثّة هامدة حتّى يأذن سبحانه لها بالعودة إليه مرّة أخرى .
كيفية خروج الروح من الجسد
إنّ خروج الروح من الجسد لأمر عظيم، وأكبر المصائب، لا يعرف طعمها إلا من ذاقها، وسيذوقها كلّ فردٍ على حدة، فعند بدء خروج الروح تبدأ سكرات الموت وآلامه، حيث تخرج رويداً رويداً، فأوّل ما تخرج من الأطرف، اليدين والقدمين، فيموت الإحساس فيه، وتتلاشى حرارتها، لتصبح شديدة البرودة، وتنتقل لتخرج من عضو إلى آخر، حتى تصل إلى الحلقوم، عندها يصبح لا بيصر شيئاً.
الموت
خلق الله عزّ وجل الإنسان لعبادته، وأوضح له الطريق الصحيح، وحذره من الانحراف عنه، وقد بيّن له في القرآن مراحل حياته القصيرة، فخلقه من نطفة، ثم بيّن له طريقي الخير والشر، وترك له حرية اختيار أحدهما، وبعد ذلك سيموت، ويدفن في التراب، وأخيرا سيبعث يو القيامة ليلاقي حسابه على ما فعل من خير وشر، فحياته لها بداية وهي نفخ الروح في جسده، حيث تعمّ الفرحة الجميع لاستقباله، ونهايتها خروج هذه الروح من جسده، مرةً أخرى، ويسود الحزن والبكاء على فراقه، فالروح لا يعلم حقيقتها وماهيّتها إلا خالقها، فهي سر عجيب وعظيم، فما إن تخرج من الجسد، حتى يصبح جثة هامدة، وجيفة قذرة، ومع معرفة العبد لهذا فلا يتراجع عن كبره وظلمه وعصيانه، ولكن سيقول "ربّ ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت"، وذلك عند خروج روحه، وفراق دنياه، ولكن هيهات هيهات، قد فات الأوان، ولكن كيف تخرج الروح من الجسد وهل أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؟ نعم لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديت التي تصف كيفيّة خروجها، والمشقّة التي تلحق بالجميع، ولكنها تتفاوت درجاتها، فخروجها سهل على العبد المؤمن، وإن اشتدّت قليلاً فلتكفير بعض الخطايا والذنوب، وأمّا الكافر فهي أشد ماتكون عليه.