تعرف على كيف يمكن لوسائل الترفيه أن تتحول إلى نقمة في ظلّ نمطية الاستهلاك التي تحيط بنا، فإنّ الإفراط في استهلاك التلفاز ومشاهدته قد ينطوي عن آثار سلبيّة لعموم صحّة الفرد، إذ يمتاز الاستهلاك بافتقاره للضبط السليم من حيث من الذي يُشاهد، مدّة المشاهدة وعُمر المُشاهد، فعلى سبيل المثال إنّ العمر المناسب للطفل لمشاهدة التلفزيون ينبغي أن لا يكون وهو رضيع إطلاقًا، ولكن ليس هذا ما يحدث في الحقيقة، وسيوضّح هذا المقال التبعات السلبيّة لمشاهدّة الرضع للتلفاز وسيجيب عن كيفية تفاديها.
قد يؤدي إلى زيادة العنف
هل الحروب والتفجيرات تجعل طفلي عدوانيًا؟ سيلٌ مدرارٌ من المشاهد العنيفة بين ضحايا الحروب والتفجيرات وأشلاء الجثث يعرض على التلفاز بشكلٍ دوريّ، ويتعرّض الأطفال ربما بصورةٍ تلقائيّة لهذه المشاهد العنيفة، وهو ما قد ينعكس جليًا على تصرفاتهم، فيغدوا الأطفال أكثر عدوانيةً وقلقًا، ولعلّ كثافة المشاهد وغزارة الصورة قد ينزع من دواخلهم الطمأنينة، ويجعلهم يظنون أن الكوكب مكان مخيف وغير آمن للعيش،
ويمكن الحدّ من هذه التَّبِعات عن طريق الآتي:
[١]
- شاهد التلفاز مع أطفالك واختر المواضيع بعناية.
- لا تترك تلفازًا في غرفة نوم أطفالك.
- احرص على أن لا يشاهد طفلك المشاهد العنيفة، وغيّر القناة إذا ظهرت المشاهد فجأة.
- حدد عدد الساعات المسوح بها لمشاهدة الأطفال للتلفاز.
- امنح أطفالك السكينة والطمأنينة.
مشاهدة العنف عبر التلفاز قد يجعل الطفل عنيفًا وقلقًا. قد يؤدي إلى مشاكل في النوم
لماذا لا ينام طفلي وقتًا كافيًا؟ قد يكون التلفاز هو السبب وراء ذلك، حيث تشير دراسة أجريت عام 2014م قائمة على الأمهات وأطفالهم عُرفت بمشروع الفيفا، إلى أنّ مشاهدة التلفاز لأوقاتٍ ممتدة يؤثر على النوم، و
يمكن شرح الدراسة ونتائجها كما يأتي:
[٢]
- تشير دراسة أجريت على 1800 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 8 سنوات أنّ هناك علاقة طردية بين قُصر مدّة النوم ومشاهدة التلفاز.
- أفضت الدراسة عن ارتباط كل ساعة مشاهدة إضافية أمام التلفاز يقابلها 7 دقائق نقصان من مدة نوم الأطفال يوميًا.
- يتضرر الذكور أكثر من الإناث فيما يتعلق بقصر مدة النوم جرّاء مشاهدة التلفاز.
- خلَصَت الدراسة إلى أنّ مشاهدة التلفاز أو النوم في الغرف التي يوجد بها تلفاز تقلل من مدّة النوم، وتؤثر سلبًا على الصحّة الجسديّة والعقليّة.
مشاهدة التلفاز لساعات إضافية يؤثر على جودة النوم عند الأطفال. قد يؤثر على الدماغ
هل الفراغ للطفل دون الثلاث سنوات خيرٌ له من مشاهدة التلفاز؟ بينما يحظى الآباء بأيّام كثيرة الانشغال فإنهم يعتقدون أنّ قضاء الأطفال لمدّة أمام التلفاز يعوّض فترة انشغالهم، ويجدون في ذلك تسليةً وفائدةً لأطفالهم، ولكنّ
الحقيقة تنطوي على حقائق كثيرة مضرّة بالدماغ ومنها:
[٣]
- يحتاج طفلك إلى تعلّم الأشياء عن طريق العرض الحيّ لهذه الأشياء، لا عن طريق تسجيل الفيديو، حيث تمت ملاحظة أنّ الأطفال الذين تعلموا بشكلٍ مباشرٍ يتذكرون ما تعلموا أكثر ممن تعلّم عن طريق الشاشة.
- عادةً فإنّ الطفل لا يحظى بوقت فراغ خارج إطار مشاهدة التلفاز، فسماع الطفل لوالديه وللمحيط من حوله هو ما يحتاجه للتعلم، حيث يلتقط تعابير الوجوه ونبرة الأصوات وينعم بالتواصل البصري.
- لا يعدّ دماغ الطفل جاهزًا لاستقبال هذا الكم الهائل من الصور والأصوات ومعالجتها قبل سنّ الثالثة، فبينما يمتلك الدماغ جميع الخلايا العصبية بشكل سليم إلا أنّ عملية المعالجة بين هذه الخلايا تحتاج إلى وقت حتى يتكيف الطفل مع المعرفة ويترجمها.
تؤثر مشاهدة التلفاز سلبًا على الدماغ، ويترجم ذلك التأثير السلبيّ عن طريق المهام التي يقوم بها الدماغ، فتتباطئ وتقل. قد يقلل من التركيز
ما هو التركيز؟ وكيف يتحكم به التلفاز؟ إنه الجهد المبذول من الشخص اتجاه أي عمل يقوم به أو علم يتعلمه في الزمن الآني،
[٤] ويتأثر الأطفال بالتلفاز سلبًا أكثر من غيرهم حسبما جاء في بعض الأدلة والدراسات،
وفيما يأتي حصاد الدراسات:
[٥]
- تشير الدراسات إلى أنّ مشاهدة الأطفال في السنوات الثلاث الأولى من عمرهم للتلفاز يُنذر بتأخّر تطوّر اللغة والمهارات اللازمة التي تؤهلهم إلى الالتحاق برياض الأطفال؛ أيّ أنّ هناك تأثيرًا سلبيًّا يصيب الأطفال في مجال الدراسة والإنجاز الأكاديمي.
- للتلفاز القدرة على تشتيت انتباه الأطفال والتسبب في اضطرابات الانتباه عند الأطفال في حالات التعرّض المبكّر لشاشات التلفاز.
- الأطفال الصغار أقل قدرةً على التركيز أثناء القيام باللعب والنشاطات في الأثناء التي يعمل فيها التلفاز معهم في نفس المكان.
يبدو التلفاز كوسيلة متحكّمة في تقليل سعة تركيز الأطفال عند التعرض له في سن مبكرّة. قد يسبب مشاكل في القلب
ما الرابط العجيب بين صحة القلب والتلفاز؟ إنّ
وضع الرضيع أمام التلفاز لفترة طويلة قد يربّي لديه سمة الاعتياد على متابعة التلفاز، ويعود الاعتياد على الجلوس أمام التلفاز لساعاتٍ طويلة بالمضار الصحيّة،
ويمكن توضيح هذه المضار والإجابة على السؤال من خلال النقاط الآتية:
- يتيح الجلوس أمام التلفاز للأفراد فرصة قلّة الحركة وممارسة النشاط البدنيّ وتناول العديد من الأطعمة والوجبات السريعة.[٦]
- تشير مجموعة من الدراسات المتنامية أنّ الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة الرياضة يجعل الأشخاص لديهم فرصة أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة.[٦]
- يمكن للسُمنة الناجمة عن الجلوس أمام التلفاز أنّ تضر بصحة الأطفال وتجعلهم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، اللذان يعدّان من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.[٧]
وإذا ما بحثنا في الدراسات والأبحاث التي تم إجراؤها لتقييم تأثير مشاهدة الأطفال للتلفاز، نجد دراسةً أجريت عام 2010م من قِبل خبراء الأطفال في جامعة مونتريال، جامعة ميشيغان ومركز أبحاث مستشفى جامعة سانت جوستين، وكان
هدفها دراسة الأثر الناجم عن مشاهدة التلفاز لدى الأطفال في عمر السنتين على اختياراتهم الحياتية وتحصيلهم الأكاديمي، وكانت على النحو الآتي:
[٨]
- شارك في هذه الدراسة 1314 طفلًا.
- طُلِب من والدي كل طفل تدوين الكمية التي شاهدها طفلهم على عمر 29 شهرًا وعلى عمر 53 شهرًا.
- شارك المعلمون في هذا كذلك، حيث كان دورهم تقييم عادات الطفل الاجتماعية النفسية، الصحية والأكاديمية.
- القيام بقياس مؤشر كتلة الجسم على عمر 10 سنوات، وبعد الانتهاء من الدراسة وجمع البيانات ظهرت مجموعةٌ من الحقائق حول مشاهدة الأطفال للتلفاز بكثرة، فجاءت النتائج كالآتي:
- انخفضت مشاركة الطفل في الصف بنسبة 7%.
- تراجعٌ بنسبة 6% في تحصيل الطفل في مادة الرياضيات دون تأثر القراءة.
- تزايد التعرض للإيذاء، الإهانة والمضايقات المختلفة من قِبل الطلاب الآخرين بنسبة 10%.
- انخفاض في نشاط الطفل البدني خلال نهاية الأسبوع بنسبة 13%، ويقابله 9% انخفاض في النشاط البدني العام.
- لا زيادة في شرب الأطفال للمشروبات الغازية.
- 10% زيادة في ذروة تناول الوجبات الخفيفة.
- زيادة مؤشر كتلة الجسم بنسبة 5%.
الجلوس أمام التلفاز لفترات طويلة يسبب السُمنة التي من شأنها أنّ تسبب مشاكل في القلب، كما أنّ ذلك يؤثر سلبًا على نفسية الطفل وحياته الاجتماعية، نشاطه البدني بالإضافة إلى تحصيله العلمي. قد يسبب مشاكل في العين
هل يعتقد أنّ تأثير التلفاز على العين مجرد خرافة؟ في حين يربط الكثير من الآباء أنّ سبب ضعف عيون أطفالهم بسبب مشاهدة التلفاز، فإنّ الأكاديمية الطبيّة لأمراض العيون لا تؤكد ذلك، حيث لا يوجد دليل على أنّ الجلوس أمام التلفاز يسبب مشاكلًا في العيون، وتقول الأكاديمية أنّ الأطفال يمكنهم التركيز بالقرب من شاشات التلفاز أكثر من البالغين، وأنّ الالتصاق بالتلفاز عن قرب قد يكون بسبب معاناتهم لقِصر النظر مسبقًا.
[٩]أما مؤخرًا وفي عام 2018م تم نشر دراسة أجريت بين عاميّ 2009م و 2013م على الأطفال التايوانيين في الفترة العمرية 7-12 سنة، ل
دراسة العلاقة بين إمكانية الإصابة بقصر النظر بسبب الأنشطة المرئية القريبة، وكانت كالآتي:
[١٠]
- شارك في الدراسة 1958 طفلًا ضمن الفئات العمرية المذكورة سابقًا.
- استخدمت نماذج متعددة لتقييم العلاقة بين 3 أنواع من الأنشطة المرئية القريبة، القراءة (<0.5 ، 0.5-0.9 ، ≥ 1.0 ساعة يوميًا )، استخدام الألعاب والكومبيوتر (<0.5 ، 0.5-0.9 ، ≥ 1.0 ساعة يوميًا )، الذهاب للمدرسة (<0.5 ، 0.5-1.9 ، ≥ 2.0 ساعة يوميًا ) مع قصر النظر الذي قد يحدث.
- وكانت النتائج أن 26.8% من الأطفال لديهم قصر نظر بالأساس، في حين أنّ 27.7% من الأطفال الأصحاء أصيبوا بقصر النظر بين عامي 2010-2013م، كما أن الأطفال الذين التزموا بالحضور المدرسي لأكثر من ساعتين كانوا لأكثر عرضةً لذلك، وكان متوسط ما قضوه في الأنشطة السابقة كما يأتي:
- 0.68 ± 0.86 ساعةً في اليوم على استخدام الكمبيوتر.
- 0.63 ± 0.67 ساعةً في اليوم على القراءة.
- 2.78 ± 3.53 ساعةً في اليوم في المدرسة.
يعتقد بأنّ الجلوس أمام شاشة التلفاز والتسبب بمشاكل في العيون مجرد خرافة، ولكن لا يمكن تأكيد ذلك فهناك دراسات تخبرنا بالعكس.أسئلة شائعة
تتناثر الأسئلة في عقول الوالدين هنا وهناك، ويختلط سهلها بصعبها، حِرصًا منهم على إيجاد إجابات وافية وموثوقة تعزز منهج التربية السليم، وستجد عزيزي القارئ في هذه الفقرة هديٌ لضلالتك بما هو موثق ومؤكد بالدراسات العلميّة الحديثة.
هل التلفاز يسبب التوحد عند الرضع؟
يعدّ هذا السؤال محطًا للجدل بين العلماء، فيما تشير بعض الدراسات إلى أنّ ربط التوحد بمشاهدة التلفاز هو محض خُرافة
[١١]، وتشير دراسات أخرى أجريت عام 2020 على مجموعة من الأطفال البالغين يبلغ عددهم 2152 طفل إلى النقيض تمامًا،
ويمكن توضيح الدراسة كما يأتي:
[١٢]
- تمت دراسة ومقارنة الأنشطة الطبيعية التي يقوم بها الأطفال من لعب ومُطالعة وعدد مرات التعرض لشاشات التلفاز بأعراض مرض طيف التوحد.
- وجدت الدراسة أنّ الأطفال الذين كانوا أكثر عرضة للتلفاز في عمر 12 شهر هم الأطفال الذين تظهر عليهم أعراض شبيهة بالإصابة بطيف التوحد بنسبة 4%.
- قضاء الأطفال لوقت أكثر أمام التلفاز مقارنة بوقت اللعب مع الوالدين مرتبط بتطوّر أعراض الإصابة بطيف التوحد، وفي هذا السياق يقول الدكتور ديفيد بينيت أستاذ الطب النفسيّ " هذه النتائج تعزز فهمنا لأهمية وقت اللعب بين الآباء والأطفال بالنسبة لوقت الشاشة".
يوجد جدل حول حقيقة أنّ التلفاز يسبب التوحد أم لا. كيف تحمي طفلك من أضرار التلفاز؟
يشكو الآباء عمومًا من
تأثير التلفاز على سلوكيات الأطفال، وتتمايز أضرار التلفاز بين المادّة المعروضة وبين كيفية التعامل مع التلفاز كأداة،
ويمكن حماية أطفالنا من أضرار التلفاز على تباينها عن طريق اتباع النصائح الآتية:
- تعدّ الإعلانات مثالًا حيًا على المادة غير الملائمة للأطفال عامةً، ويمكن تجنب تقليد الأطفال للمحتوى عن طريق قفل التلفاز أثناء فترة الإعلانات، أو سؤال الأطفال عن الأمر الذي لفت انتباههم في الإعلان وأعجبهم وإجراء الحوار الذكي.[١٣]
- جنّب أطفالك الجلوس أمام التلفاز لساعات طويلة، واسمح لهم بالمشاهدة ما قدره 15-20 دقيقة.[١٤]
- أوجد البدائل المسليّة والمفيدة واقضي مع أطفالك وقتًا ممتعًا.[١٤]
يمكنك حماية طفلك من أضرار التلفاز عن طريق ضبط الزمن وإيجاد البدائل والخوض في الحديث حول ما يتم مشاهدته. كيف يمكن أن تستغل متابعة أطفالك للتلفاز بشكل إيجابي؟
في حين أنّ شاشات التلفاز بدأت تغزو جميع منازلنا، فإنّ الامتناع عن المشاهدة أمرٌ مناطٌ بالاستحالة تقريبًا، و
يمكن تعزيز الزمن الذي يقضيه أطفالنا أمام الشاشة عن طريق التعليمات الآتية:
[١٥]
- قم بترتيب الغرف عن طريق تخزين أشياء ترفيهية أخرى مع التلفاز، مثل وجود الكتب والألغاز وألعاب الطاولة، للفت انتباه طفلك لأمور غير التلفاز.
- اختر برامجًا عائليّة لأطفالك، وشاهدوها معًا.
- اختر محتوى المشاهدة، عن طريق اختيار برامج تعزز هوايات طفلك وتحث على التعلم.
- استغل وقت مشاهدة التلفاز كمكافأة لأطفالك بسبب آدائهم للمهام والواجبات المطلوبة عِوضًا عن التعامل مع مشاهدة التلفاز كحق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تاريخ التلفاز
يعد التلفازُ من أعظم الاختراعات الجماعيةِ على الإطلاق، ومنذ بدءِ العمل على أُولى متطلباته التقنية في عام 1831 على يد جوزيف هنري و مايكل فاراداي شهد التلفاز قفزاتٍ ملحوظةٍ في التقنيةِ والجودةِ، ليشهدَ العالم في عام 1862 الحصول على أولِ صورةٍ تُنقَل عبر الأسلاك، ليبدأ بعدها التنافُسُ بين ملوك الصناعةِ لإنتاج أجهزةٍ عاليةٍ الوضوح ومتعددة الأحجامِ والأشكال، لتصلَ لمستوياتٍ مذهلةٍ من التقنية، كأن تنقل صورًا ثلاثيةَ الأبعادِ أو أن تكون تفاعليةً تُسهل تعامل مستخدميها لأكبر حد دون الاكتراث لمخاطر التلفاز وكيفية استخدامه من قبل المنتجين لمحتوى ما يبثُّ من خلاله أو حتى مُتلقّي هذا المحتوى.
[١]أنواع أجهزة التلفاز
فيما يأتي توضيحٌ لأشهر أنواع الاجهزة التفزيونية المتوفرة في الأسواق وطرق عملها، والتي باتت أسعارها في متناول الجميع نظرًا للتنافس الكبير بين المصنعين، ويمكن اختيار الجهاز المناسب تبعًا للجودة المطلوبة ودرجة السطوع وغيرها:
[٢]
- تلفزيونات البلازما: وهي مناسبة أكثر للأحجام الكبيرة وللغرف ذات الإضاءة الخافتة، وفي غرف الجلوس مثلًا، كما تتميز بعمق اللون الأسود وهي خاصية مهمة ومطلوبة في الشاشات.
- تلفزيونات الكريستال السائل: و تتميز بأنها موفرة للطاقة أكثر من البلازما بنسبة 50% وتتميز بوضوح عالٍ وهي أخف وزنًا وأسهل للنقل.
فوائد التلفاز وتأثيره في المجتمعات
بالرغم من تأثر التلفاز بوسائل التواصل الاجتماعي إلا أنه ومنذ دخولِه للمنازل أصبح مصدرًا أساسيًا لنقل المعرفة والثقافة والأخبار حول العالم، وهو نواةُ اجتماعٍ وتسليةٍ وتعليمٍ تجتمع حوله العائلات والافراد مستمتعين بالمشاهدة والنقد، وقد ساهم هذا بشكلٍ ملحوظٍ في زيادة قُدرةِ الفرد على استيعاب العالم والمجتمعات من حوله، وزاد من تقديره لذاته ومن قدرته على تحديد توجهاته، كما أنه اختصر الوقت والمسافات على البشرية فساهم في تعزيز العلاقات الانسانية ودمج المجتمعات المعزولة.
[٣]ولكونِ التلفازِ أولَ أداةٍ للتواصل الفيديوي العالمي فقد أُنفقت -ولا زالت تنفق- الكثير من الأموال لما يعرف بصناعة المحتوى بمجالاتٍ مختلفةٍ؛ تجاريةٍ، فنيةٍ، علميةٍ، سياسيةٍ وغيرها ، ووجود هذه الصناعة في أيدي القوى العظمى أيًا كان نوعها يجعل تأثيرها على المجتمع مدروسًا ويخصع للكثيرِ من الدراسة، لصناعة رأيٍ عامٍ نحو قضيةٍ معينة مثلًا.
[٣]مخاطر التلفاز
على الرغم من الأهمية الكبيرة للتلفاز ومقدار الفائدة والتسلية والسعة التي يمكن الحصول عليها من هذا الجهاز إلا أنّ مخاطره باتت واقعًا لا بد من إدراكه وتدارُكه، إذ تتنوع مخاطر التلفاز لتشمل جوانبَ عديدةٍ تتعلق بالفرد والعائلة والمجتمع، فيما يأتي توضيحٌ لذلك:
مخاطر التلفاز الصحية
إن الجلوس لفترات طويلة لمشاهدة التلفاز دون حراك ينعكس بشكل مباشر على الصحة النفسية والجسدية للفرد، فيصبح ميالًا للكسل والخمول، مما يورث الجسم ضعفًا عامًا ومشاكل صحية مرتبطة بزيادة الوزن ومشاكل القلب، لا سيما أن مشاهدة التلفاز غالبًا ما ترتبط بسلوك غذائي خاطئ؛ كتناول الماكولات والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، والتركيز في الشاشة لفترات طويلة يزيد من إجهاد العين وتشتيت الذاكرة وإضعافها مما يتدفق إليها من مؤثرات بصريةٍ ومعلوماتٍ كثيرةٍ لا فائدة منها في كثيرٍ من الأحيان، كما يشيع بين الناس فهم خاطئ بأنّ فترة مشاهدة التلفاز تعد فترة راحة واسترخاء، وذلك يتنافى مع معنى الراحةِ للجسم، فالجسم يحتاج لوضعية استرخاءٍ كاملةٍ لكل الأعضاء بما فيها العينين والأذنين وحتى الدماغ وهذا ما لا يحصل خلال متابعة التلفاز، وكل ذلك يزيدُ من التوتر والضغط النفسي والتعب.
[٤] مخاطر التلفاز الاجتماعية
إنّ التطورالكبير بالتقنيات الداعمة للتلفاز كتطور أشكال الشاشات وأحجامها وجودتها والتطور الكبير أيضًا في المحتوى بات يؤثر على علاقة الفرد بمن حوله وعلى إنتاجيته وحتى اهتماماته؛ إذ إن معظم ما يضيعه من وقتٍ زائدٍ في مشاهدة التلفاز يقلل من وقت اختلاطه بغيره من الناس في مجتمعه ليصبح منعزلًا غيرَ فعالٍ ولا مضيف لمجتمعه، وقد صُنِّفت هذه الحالة كأحد أنواعِ الإدمان وتكمن خطورتها بأنّها قد تجعل الفرد وحيدًا، والأكثر خطورةً أن نسبة ليست بقليلة من الجمهور لا يمتلك الوعي الكافي للتمييز بين ما يشاهده من عوالم مثالية لنجوم التلفاز، وما يتبع ذلك من تأثيرٍ على مقاييس الجمال والرفاهية الحياة لديه مما يصيبه بالاحباط الناتج عن عدم قدرته على مجاراتهم
[٤].
من مخاطر التلفاز الاجتماعيةِ أيضًا أنه وفي كثيرٍ من الأحيان يتأثر السلوك الشرائي للفرد والجماعة بسبب ما يراه من إعلاناتٍ بمضمونٍ جذابٍ ومقنع مما يجعله ينكب على شراء ما يحتاجه وما لا يحتاجه أيضًا، أو أن يتأثر بالمشاهير والمؤثرين فيقلدهم بالمأكل والمشرب والملبس، فهناك إنفاق كبير للأموال في غير موضعها يصب بشكلٍ مباشرٍ في جيوب صناع المحتوى التلفازي التجاري.
[٤] مخاطر التلفاز على الأطفال
الأطفال هم أكثرالفئاتِ فضولًا وشغفًا لمعرفة كل جديد، ووجودهم أمام شاشات التلفزة يتيح لهم مشاهدة عوالم قد تثريهم وتسليهم، لكن عدم متابعة وفلترة ما يشاهده الاطفال قد يؤدي لجعل التلفاز مصدر ضرر كبير لهم؛ فقد لوحظ أن ساعات المشاهدة الطويلة للتلفاز تعمل على زيادة التصرفات العدوانية عند الاطفال، كما تقلل من مستويات تركيزهم في مهامهم اليومية وذلك من شدة تأثرهم بكل ما يرونه من أبطال خارقين وبرامج أطفالٍ غير صادرة عن جهات متخصصة.
[٥]وقد لوحظ تدني التحصيل الدراسي للأطفال الذين يمتلكون أجهزة تلفازٍ في غرف نومهم مقارنةً بغيرهم، وذلك ليس فقط لانشغالهم به لفترات طويلة مما يؤثر على حصة القراءة والرياضة و العلاقاتِ الاجتماعية في يومهم ، بل لأن مشاهدة التلفاز بحد ذاته بمحتوى بصريٍّ كثيف يقلل من التركيز ويضعف ذاكرة الاطفال اكثر من غيرهم، كما أنهم أكثر طلبًا وإلحاحًا على الألعاب التجارية التي يشاهدونها في الإعلانات من غيرهم .
[٦]عادات صحية أثناء مشاهدة التلفاز
يمكن التقليل من مخاطر التلفاز الصحية باتباع بعض العادات السليمة، ففي حال ضرورة مشاهدة التلفاز لفتراتٍ طويلة يجب أن يكون المقعد أو مكان الجلوسِ مريحًا للعمود الفقري والرقبة، وأن تكون المسافة بين التلفاز وعين المشاهد مناسبةً لصحة العين بالاضافة للإضاءة الجيدة للمكان وارسال النظر بعيدًا عن الشاشة بين الحين والاخر، ومن المهم أيضًا الانتباه لما يتم تناوله خلال مشاهدة التلفاز والالتزام بالأكل الصحي كالفاكهة والمكسرات والعصائر الطبيعية وكمياتٍ كبيرة من المياه.
[٧]في حال عدم التمكن من الذهاب لنادٍ رياضي هنالك مجموعة من التمارين الرياضية الفعالة التي من الممكن ممارستها لاستغلال الوقت للتقليل من مخاطر التلفاز أثناء مشاهدته لتنشيطِ القلب والدورة الدموية، ويستحسن في البداية تجهيز مكان بسعة كافية للحركة والتمدد وعمل التمارين، ويفضل الاستعانة بثقلين صغيرين من أدوات المنزل، حيث يمكن استخدام عبوتين من الماء مثلًا لعمل تمارين الجزء العلوي وتمارين الرئتين وتمارين شد الظهر والصدر وتنشيط الدورة الدموية، كما يمكن عمل تمارين للجزء السفلي كالضغط وتمارين شد الجسم المتنوعة والتي لا تتطلب تغيير المكان، ويمكن استغلال الفواصل الإعلانية بالحركة أو القفز أو صعود الدرج ونزوله لحرق المزيد من السعرات الحرارية.
[٧]