بعدما بينا مفهوم الكذب ومستوياته، وكذلك الأسباب التي تشجع عليه، حان الوقت كي نذكر الوسائل العلاجية للكذب.
- (الفهم والوعي): إن تفهم الوالدين للأسباب يعد رأس الحربة في الوسائل العلاجية فوقوفهم على الدافع للكذب يعد حلاً لـ 50% من المشكلة.
- (الوقت المناسب والطريقة المناسبة): يجب أن يعي الوالدان والمربون الوقت المناسب للقلق من بعض أنواع الكذب وإدراك اللحظة الفارقة في العلاج، كما يجب استخدام الطريقة المناسبة لعلاج الطفل وهذا مبني على الوسيلة الأولى (الفهم).
- (التشجيع والتحفيز على الصدق)، وللتشجيع صور متعددة منها:
1- إلغاء العقوبة وتخفيفها مقابل الاعتراف.. فإذا اعترف الطفل لابد لنا من تشجيعه بإلغاء العقوبة.
2-المكافأة مقابل الصدق.. فإذا ما بدأ الطفل في تحري الصدق ندعم هذا الفعل الإيجابي بالمكافأة والثواب عليها.
3- المدح والكلمات الطيبة وهي من أنواع الدعم اللفظي والتحفيز الإيجابي.
4- بث الثقة.. فعلينا أن نبث الثقة في الطفل في مرحلة العلاج وإيانا من نعته أو مناداته بالكاذب أو أن نشك في سلوكه بل علينا أن نثق فيه وأن نثق في أفعاله كي نولد ذلك لديه.
- (عدم تمرير الكذب): إذا ما كان الطفل يكذب بشكل متعمد فلا يجب تمرير الكذب بل يجب على الوالدين توضيح ونقاش الطفل فيما يقوله وأسباب ذلك ودوافعه.. وهذا عكس التعامل مع الطفل الذي لا يتعمد الكذب أو الذي يكذب كذباً تخيلياً.
- (خفف من النصح.. وعليك بدواء آخر): كفانا محاضرات طويلة ونصائح رنانة، فالطفل لن يستمع لكل هذه الخطب والمقالات بل يريد نوعاً آخراً من النصح مثل ملاعبته ومداعبته وتوضيح ما نريد وسط هذا اللعب أو أن نخرج معه في نزهة أو ما شابه وتوضيح رسالتنا في كلمتين علينا بوسائل مختلفة.
- (غيّر البيئة): نعم عليك أن تغير البيئة إذا ما كانت سبباً ودافعاً في كذب الطفل وافصله عن أقرانه السيئين (بشكل متدرج ومناسب) فقد يكون للبيئة والأقران سبباً أساسياً في استمرار الكذب.
- (الصبر وإياك واليأس): إياك ثم إياك ثم إياك من اليأس فإنه مدمر لكل نجاح وماحٍ لكل إنجاز، وعليك بالصبر ففيه كل الخير رغم مرارته.
وها قد أرشدنا إلى بعض الوسائل العلاجية وخلال السطور القادمة نوضح الوسائل الوقائية من الكذب فهيا بنا:
1- (الترغيب بالصدق): وذلك من خلال الحديث عن الصدق أمام الأطفال أو سرد القصص المرغبة فيه وضرب الأمثلة والنماذج للأطفال وإبراز القدوات في هذا المجال من الصحابة والتابعين.
2- (القدوة الحسنة): وامتثال القدوة الحسنة من الوالدين والبيئة خير واقٍ للمجتمع كله من الكذب وشره.
3- (التربية السوية والسليمة): وذلك من خلال فهم القواعد التربوية السليمة من عدم المقارنة وفهم الفروق الفردية وعدم التفرقة بين الأبناء وغيرها.
4- (تنمية الثقة لدى الأبناء): فإكساب الطفل الثقة بنفسه وتقوية شخصيته يعتبر من أهم وسائل الوقاية ليس فقط من الكذب ولكن للعديد من السلوكيات الخاطئة.
5- (النقاش والحوار): إن الحوار والنقاش بين الوالدين والأبناء يوفر بيئة نفسية سليمة للأطفال ويضمن فيه حق التعبير عن الرأي بلا قهر ولا تشدد مما يدفع الأبناء للصدق والاعتراف بما لديهم بكل أريحية.
6- (تفهم الحاجات والخصائص لمرحلة الطفولة): فتعد هذه من أهم ما يدفع الوالدان للتعامل الصحي مع الأبناء على خلفية من الوعي والفهم لما يفعلونه ودوافع ذلك.
7- (احذر الفخاخ): إياك وأن تختبر طفلك فتضع له الفخاخ والتجارب كي تتحقق من صدقه فلا خير في ذلك بل قد يكون دافعاً للكذب.
8- (اختر المهمة المناسبة): عليك أن توفر المهام وفق القدرات التي تميز كل طفل فإثقال الطفل بمهام ثقيلة دافع لكذبه ودافع لفقد ثقته.
وفي الختام عليك أيها المربي أن تعي أن الكذب أبو الشرور وأن ممارستنا الخاطئة كمربين هي من أهم دوافع الكذب لدى أطفالنا (بذور الأمل) للمستقبل فالله الله في أطفالنا، والله الله في مجتمعنا وما نخرجه له من أفراد.