هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 

 وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أفندينا ♛
َّسلَطّأّنِ قَِّسوِةّ ♛
َّسلَطّأّنِ قَِّسوِةّ ♛
أفندينا ♛


♣️ رقم العضوية :



♣️ لوني المفضل : red
♣️ جيت فيذآ : 17/03/2020

♣️ موآضيعي : 4304

♣️ إبدآعآتي : 20570

♣️ التقييم : 34410

♣️ حاليآ في : منتديات قسوة وداع

♣️ آلعمر : 45

♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
  • متزوج


♣️ جنسي : ذكر

♣️ دولتي الحبيبه : مصر

♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
  • windows 10


♣️ مشروبي آلمفضل‏ : pepsi

♣️ قنآتي المفضلة : action

♣️ آلنادي آلمفضل : الاهلي المصري

♣️ مَزآجِي : ادخن

♣️ MMS ‏ : 46

♣️ أوسمتي : وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، P_18179wo440 وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، Ezgif-14وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، Ezgif-15


وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، Empty
https://q-wda3.yoo7.com
مُساهمةموضوع: وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،   وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، Emptyالجمعة مايو 22, 2020 8:33 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سُئِلتْ أمُّ الدرداء: ما كانَ أفضلُ عبادةِ أبي الدرداء؟
قالت: التفكُّر والاعتبار[1]سبحان الله! إنَّ التفكُّرَ في بديع
صُنع الله وعظَمة خَلْقه مِن أجلِّ العبادات التي تُوصلنا إلى الاعتبار،
وتَزيدُنا يقينًا بربِّنا المصرِّف لشؤونِ الكون، وتُعمِّق فينا رُوحَ التوحيد،
عبادة سلَكها خليلُ الرَّحْمن؛ ليستدلَّ بالنجوم والشمس والقمَر
على الخالِق الواحِد أمامَ قومه، عبادةٌ واظَبَ عليها حبيبُنا المصطفى
- عليه الصلاة والسلام - قبلَ بعثتِه حين كان يخلو بغار حِراء يتحنَّث فيه[2].

وأنتَ؟ قد تكون نَظرتَ، بل أمعنتَ نظراتِك يومًا صَوبَ جبلٍ تُناطح
قمَّتُه السحاب، وهي في مكانِها راسيةٌ ثابتة، أو ربَّما استجبت
لقولِ الحقِّ - تبارك وتعالى -: ﴿ أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ
خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ﴾
[الغاشية: 17 - 19]أو قدْ تكون رفعتَ رأسَك نحوَ السماء لترقُبَ
سحابًا يعترِض في أفقها أو برْقًا يَسْتطير مِن أعاليها، وصوتُ الرَّعْد
يُداعِبُ أُذنيكَ دون استئذانٍ، ويَروي قصَّة تَتكرَّر؛
لترتويَ الأرض بالغيثِ المسيَّر إليها.
أو قدْ تكون رأيتَ يومًا جمالَ الكون وتأمَّلته في رَونق رَوضةٍ
والوقت ربيع، وقد تَفتَّحَت عن زَهرٍ بديعٍ، وحُللٍ بلونِ قوس قزَح،
رافقتْها نَسماتُ هواء تَشفي العليل، وتُريح السقيم،
وقلتَ: سبحان الله! سبحانَ مَن أحسنَ كلَّ شيءٍ خَلَقَه!
لكن أتُراك أمعنتَ نظراتِك نحو ذاك المخلوقِ الصغير، وهو يُلمْلِم
فُتاتًا أو يحرِّك شيئًا أكبر بكثيرٍ مِن حجمه؟!
هل تأملتَ يومًا صَنيع نملةٍ؟!
أم تُراها خُلقت عبثًا؟!
يقول - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 16].
النَّمْل عالَم مدهِش ومميَّز، دورةُ حياة كامِلة خصَّها الله بها، أجسام
صَغيرة وقُدرات عجيبة، وطاقات مميِّزة، وبنظرةٍ أقرَب إلى مجتمَع النَّمل
ومشاهدتك له، لن تملك أمامَه إلاَّ تَرديد قوله - تعالى -:
﴿ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ
مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [الجاثية: 3 - 4].

لنبدأ رحلتنا مع عالِم النَّمل.
1– التعاون والتكافل:
جانبٌ مضيءٌ مِن حياةِ النَّمل ومستوى مُتقدِّم مِن التعاونِ فيما بينها،
فالنَّملة التي تَكتشِف مَصْدر الطعام تقوم بتوجيهِ الآخَرين إليه،
بل في رِحلة ملئها لمخازنِها بالطعام تحدُثُ أمورٌ غريبةٌ عجيبة،
فهل تعْلَم - يا رعاك الله - أنَّ النَّملة الجائِعة إذا التقَتْ بأخرى شبعى،
فإنَّ الثانيةَ تُعطِي الأُولى خلاصات غذائيَّة مِن جِسمها؟
وهل تَعلم أنَّ النملات العامِلات تقوم بتغذيةِ اليَرقات؟
فضلاً عن تنبيه الباقيات إلى وجودِ مصادر للطعامِ في المكان
الذي صَادفَته فيه؟[3]سبحان الله!كيف لهذا المخلوقِ الصَّغير
أنْ يَعرِف مبدأ التعاون والتكافُل! وكيف له أنْ يَتصرَّف
بهذه الطريقةِ غير الأنانيَّة؟!
إنَّه سلوكٌ يَنبغي أن نتَّصف به نحن البشَر، فالتعاون والتكافُل
مِن أخلاقيات الإسلام، يقول - عزَّ وجلَّ - في مُحكَم تنزيله:
﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
فمِن الصُّعوبةِ أن يَعيش الإنسانُ بمفردِه في هذه الحياة،
ومِن الصُّعوبةِ أيضًا أنْ ينال حاجاته كلَّها دون اللُّجوء لغيرِه،
فحاجةُ الناس لبعضهم أمرٌ طبيعي، ومشارَكة الآخرين في
تَحقيق المصالِح المشروعة وارد أيضًا، والإنسان اجتماعيٌّ
في علاقاته؛ لذا نَجِد الإسلام قد حثَّ على التعاونِ؛ ليشملَ
جميعَ جوانبِ الحياة، إذًا فالتعاونُ هدفٌ ومطلَبٌ أسْمى
فـ((إنَّ المُؤمِنَ للمؤمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بعضًا))[4].
فهذا حالُ المؤمِن في تَعاوُنه مع أخيه المؤمِن، ولا يكون التعاون
مِن أجْلِ إحقاقِ فائدة أو جلْب منفعةٍ فقط، وإنَّما يكون أيضًا من أجْل
دفْع المنكَر ودحْض الشبهات وكفِّ الأذى.
وكما حدَّد دينُنا القويم علاقةَ الإنسان بربِّه، فإنَّه حدَّد علاقَته
بأخيه الإنسان، والتكافُل صُورة أخرى للتَّعاون بيْن الأفراد
في المجتمَع الواحِد بما يَشيعه مِن تَرابُط وحبٍّ وإيثار مِن أجْل
تحقيقِ الحياة الكريمة للفَرْد وتختلِف أشكالُ التكافُلِ والعطاء
على شاكلةِ الزَّكاة والصَّدَقة، والوقف والنَّفقة والكفَّارات،
يقول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ
بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ
مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [آل عمران: 180]، ممَّا يضمن العيشَ الكريم
للمحتاج والفقير مِن جهة، ويروِّض نفْسَ باذلِ المال ويُقصِي
مشاعرَ البُخل والشحِّ فهل طبَّقنا ووعيْنا؟ وهل تعاونَّا وتكافلنا؟
كم مِن مسلمٍ باتَ طاويَ البطن يتضوَّر جوعًا وجارُه يتقلَّب في النَّعيم!
وأين نحن مِن سدِّ جوع الجائِع، وكسْي عُري العاري؟ بل أين نحنُ
مِن مسلمين يموتون بالآلاف جوعًا، شبَّانًا وشيبًا، نِساءً ورجالاً؟!
ألاَ نستحي مِن نملة تُطعِم أختَها!خرَج أحدُهم مع أبي هُرَيرةَ يُسائِله،
فلمَّا انتهى إلى بابِ بيته أقْبَل عليه، وقال: "ألاَ أخبرك بشر ممَّا
سألتَني عنه؟ الرَّجلُ يَبيتُ شبعان وجارُه جائِع"[5].
كما لا يَرتبِط العطاءُ بمقابل أو تحقيق مصلحةٍ شخصيَّة،
بلْ هو بابُ خيْر انفتح على مِصراعيه للمُعين، يقول الحبيبُ المصطفى
- عليه الصلاة والسلام -: ((مَن نَفَّسَ عن مُؤمنٍ كُربةً مِن كُرَب الدنيا،
نفَّسَ الله عنه كُربةً مِن كُرَب يومِ القِيامة، ومَن يَسَّرَ على مُعسِر،
يَسَّرَ الله عليه في الدُّنيا والآخِرة، ومَن سَتَر مسلمًا، سَتَره الله
في الدُّنيا والآخِرة، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ
في عَونِ أخيه))[6]، وبهذا التوازنِ نكون قدْ حقَّقْنا المنفعة
لأنفُسِنا وللبلادِ والعباد.

2- التخطيط للمستقبل:
النَّمل - يا رَعاكم الله - مِن أحْرصِ مخلوقاتِ الله على تحقيقِ أَمْنه
المستقبلي، فهو يدَّخر في يومِه لغدِه، يُذكَر أنَّ سيِّدنا سليمان
- عليه السلام - استحضَر نملةً وسألها عن كميَّة الطعام الذي تَكفيها
خلالَ السَّنَة الواحدة، فأجابتْه أنَّها تستهلك ثلاثَ حبَّات مِن الحنطة سنويًّا،
فأمَر نبي الله بإلقائِها في قارورة مسدودة وجعَل معها ثلاثَ حبَّات
مِن الحنطة، ثم أمر بفَتْح القارورة بعدَ سَنةٍ كاملة، فوجَد حبَّةً ونصفَ
حبة من الحنطة، فقال سليمان - عليه السلام - للنملة متعجبًا:
أين زَعْمُك؟! أنتِ زعمتِ في قولك، كل سَنة ثلاث حبَّات؟!
قالت: نعَمْ، ولكن لَمَّا رأيتُك مشغولاً بمصالح أبناء جِنسِك حسبتُ
الذي بقِي مِن عُمري، فوجدتُه أكثرَ مِن المدَّة المضروبة،
فاقتصرتُ على نِصف القُوتِ واستبقيتُ نصفَه استبقاءً لنفسي،
فعَجِب سليمانُ من شِدَّة حِرصها[7]قد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،
فهي تحتفظ بالحبوبِ تحتَ الأرض في مستعمراتها، في مكانٍ رطبٍ دافئ،
دون أن يُصيبَ هذه الحبوب التلفُ أو التعفُّن، بل ويتفنَّن النملُ في طريقة
ادِّخاره لغذائه، فنجده يقطَع حبَّةَ القمح نِصفين، ويقضم البقولَ؛
كي لا تُنبتَ مِن جديد! وهذا كلُّه تحسُّبًا لفصلِ الشتاء؛
كي يجدها جاهزةً للاستهلاك[8]فهل فَكَّرتَ في مستقبلك
تفكيرًا إيجابيًّا يجعلك تخطِّط له، وتَضع تصوُّرات منهجيَّة لأهدافك؟
أم إنَّك تَسير وتَمضي إلى طريقٍ غير معلوم، غير واضح المعالِم؟
ومِن غير تخطيط لهدف تصل إلى تحقيقِه على المستوى القَريب أو البعيد؟

إنَّ التفكيرَ في المستقبل والتخطيط له يَجعَلُنا نسمُو لنكونَ أفضل،
وشتَّان بيْن التخطيط للمستقبل والخوف ِمنه! بين التفكير الإيجابي
المحفِّز، وبيْن الفزَع من الغيب المستور وطُولِ الأمَل الممقوتين شرعًا!

ولعلَّ ادِّخار النَّملة لغذاء سَنَة، يجعلنا نفكِّر في كيفية ادِّخار النقود؛
مِن أجْل تحقيق الأهداف المالية مثلاً، فالادِّخار يوازي الاستثمارَ،
فهلاَّ استثمرْنا وقلَّدنا صنيعَ النملة؟

فاطوِ الماضي ولا ترْوِه، وعشْ يومَك وكنْ ذَكيًّا أريبًا، كيِّسًا فطنًا،
فكِّر في كيفية تحقيق أهدافك المستقبليَّة، وخذْ بالأسباب التي
تُعينك على بُلوغِه، وفي نفْس الوقت، ارضَ بما قسَمه الله لك
، فكلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقدَر، ولعلَّ التفكير في المستقبل القريب
في حياتنا الدُّنيا، يجعلنا نُفكِّر في يومِ الجَمْع حيث فريقٌ
في الجنَّة وفريق في السَّعير؛ ﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾
[المعارج: 6 - 7].

3- الجِدُّ والمثابرة:
جِدٌّ ومثابرة وعدَم استسلام، تِلكم بعض ما يمكن أن يُوصَف
به مجتمعُ النمل، لا وجودَ لكلمة (فشل) في قاموسهم! يحاولون،
ويُتبِعون المحاولةَ بالأخرى، في جوٍّ مِن الاجتهاد الدؤوب والتعاون.
كلُّ شيءٍ يخضَع عندهم لتنظيم، وكلُّ عضوٍ في المستعمرة يقوم بواجباته،
فهذه الملِكاتُ لها أمرُ القيادةِ والتوجيه، وهي التي تضَع البيض،
وهذه الإناثُ العاملات التي تُشكِّل غالبية سُكَّانِ المستعمرة نراها
وهي تقوم مجدَّةً بمهامها، وهذا الذَّكَر الذي يقوم بوظيفةِ التلقيح [9]،
مستعمرات يسودُها تقسيمٌ مثاليٌّ للعمل فيما بينها، في جوٍّ لا مَلَل
فيه ولا كلَل، نجِد النملة تُحاول وتُحاول مرَّات عديدة إلى أن تُتمَّ عملها،
فلا يعرف اليأسُ طريقًا إليها فيا لَيتنا نُدرِك أنَّ العيش في الدُّنيا
جهادٌ دائمٌ مستمرٌّ، وسعيٌ متواصِل، فما الناسُ إلا الماء يُحييه جريُه،
فالإسلامُ دِين عمَل لا دِين خمول واتِّكال وكسل، وفي سِيرة أنبياءِ الله
خيرُ قدوةٍ لنا، فقدْ سَعَوْا في الأرض لكسبِ قُوتِهم؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -:
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا
مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، فهي دعوةٌ صريحةٌ للجدِّ وبذلِ
الجُهد؛ لتحصيلِ الرزق، وإعْمار الأرض، قال الشاعر:

قُلْ لِلَّذي طَلَبَ المَعَالِيَ قَاعِدًا --- لاَ مَجْدَ فِي الدُّنْيَا لِغَيرِ العَامِلِ
ولسانُ حالِ الكثيرين يقول: حاولتُ مرَّةً، فشِلتُ، استسلمتُ
لليأس، لا أستطيع، لا أقدِر، مستحيل، غير ممكِن!

ونحن مُستخلَفون في هذه الأرْض؛ لإعمارها وبثِّ الحياة فيها؛
يقول تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ
ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ ﴾ [هود: 61]، والمثابرةُ في العملِ
تكون في كلِّ مجالات الحياة، في الطاعات والعبادات، كما في كسْبِ الرِّزق
وتحصيل الخير، وعلى المسلِم مجاهدةُ نفْسه للوصولِ إلى هدفه المنشودِ
والمأمول، وأعظم النجاحات تأتي بعدَ أشقِّ العثرات، ولم تخلُ قصَّةُ ناجحٍ
متميِّز مِن المثابرة وتخط للصِّعاب، فلتكنِ المثابرةُ مِن أسرار تميُّزنا،
وعنوانًا عريضًا لتفوُّقنا إذًا إنَّها صُور مِن عالم الأحياء - اقتصرتُ على ما
شدَّ انتباهي، وإلاَّ فهي أكثرُ ممَّا عرضتُ - يُمثله مخلوقٌ صغير يُشعِرنا
بالحياة ودَورنا فيها، أفلا يحقُّ لنا بعد هذه الجولة المقتضبة أنْ نُصيح بحناجِرِنا
وفيْض مشاعرنا قائلين: ﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ
فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191]؟!

فهل ستتأمَّل نملةً؛ لتدركَ آياتِ الله في أصغرِ مخلوقاته؟!
وهل ستتوقَّف عندَ قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾
[الجاثية: 3 - 4]؟ اللهمَّ اجعلْنا مِن الذين يتَّعظون
إذا وُعِظوا، ويتذكَّرون إذا ذُكِّروا.


الموضوعالأصلي : وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار، // المصدر : // الكاتب: أفندينا ♛
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وقد أوْدَع الله في النملةِ حُبَّ الادِّخار،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لن يوافي عبد يوم القيامة يقول لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرم الله عليه
» كيف نطبق الرفق ؟ الشيخ : سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله
» الضلالة 21: حواء لم تعص الله في الجنة (مع ان الله قال "فأكلا منها") | الرد العالي على علي كيالي
» يوسفيات 14 │إذا كان الله معك فلا تقلق من كيد البشر│إذا كاد الله لك ألهم عدوك حجتك│ دريد ابراهيم الموصلي
» بكاء عائشة رضي الله عنها من خشية الله

المواضيع المتشابهه


صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ·!¦[·قسوة المنتديات الإسلامية·]¦!· :: ۩☪۩الإعجاز القرآني۩☪۩-
انتقل الى:  
Loading...

أعلي 10 إحصائيات
أكثر الأقسام شعبيةأفضل المواضيعافضل 10 اعضاء فى منتدىآخر المشاركات
 أفندينا ♛ 4304 المساهمات
 فرح 4069 المساهمات
 أسوتي النبي 2895 المساهمات
 لهفة شوق 938 المساهمات
 رقيه 765 المساهمات
 Aster 389 المساهمات
 DaRk Kn!GhT 389 المساهمات
 Shefo 359 المساهمات
 Nourhan Tamer 302 المساهمات
 Mel!odas 300 المساهمات
الموضوع  التاريخ, الوقت أرسلت بواسطة
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 11:07 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 11:00 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:48 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:36 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:20 am
 توقيت نشر المساهمه السبت سبتمبر 07, 2024 10:06 am
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 3:23 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 3:10 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين يونيو 10, 2024 2:12 pm
 توقيت نشر المساهمه الجمعة يونيو 07, 2024 9:09 pm
 توقيت نشر المساهمه الجمعة يونيو 07, 2024 9:07 pm
 توقيت نشر المساهمه الأربعاء ديسمبر 27, 2023 12:49 am
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:38 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:31 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:10 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 5:06 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:57 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:46 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:36 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:28 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:21 pm
 توقيت نشر المساهمه الإثنين أكتوبر 16, 2023 4:14 pm
أفضل 10 فاتحي مواضيع افضل 10 اعضاء هذا الشهرافضل 10 اعضاء هذا الاسبوع
أفندينا ♛ 1224 المواضيع
أسوتي النبي 949 المواضيع
فرح 904 المواضيع
رقيه 765 المواضيع
Nourhan Tamer 302 المواضيع
مليكة 300 المواضيع
DaRk Kn!GhT 179 المواضيع
Aster 120 المواضيع
3ZbNy 7oBk 120 المواضيع
لهفة شوق 115 المواضيع
Hala Elsheikh 6 المساهمات