| موضوع: معجزات القرآن في سورة الذاريات آية 7 (وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ،) الخميس مايو 21, 2020 9:23 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في كتب التفسير: ذات الزينة، حبكها مثل حبك الرمل،
ومثل حبك الدرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح، فنسجته طرائق.
فهل الصورة التالية تصف ما تحَدّث به الصحابة؟ الإعجاز العلمي في
القرآن الكريم، تفسير { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } – سورة الذاريات 7
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نسيج السماء كما ظهر في محاكاة الألفية عام 2005 باستخدام اجهزة الكمبيوتر العملاقة الموضوع كبير جداً بل هو عظيم والسبب أن ما تراه في الصورة شيء لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ولا بالتلسكوبات، وإنما هو مُخرَج لمشروع محاكاة الألفية The Millennium Simulation Project،
يُمثّل جزء من السماء عرضه 2.4 مليار سنة ضوئية أو (22,721,472,000,000,000,000,000,000 كيلو متر)
وتصغيره ليتسع في شاشة كمبيوترك، حيث قام العلماء عام 2005
بتحديد مواقع المجرات التي قاموا برصدها وإجراء محاكاة على الحاسبات العملاقة لكشف نمط تكوين السماء وهو ما نراه في الصورة أعلاه والذي وصفه صحابة رسول الله في كتب التفسير نقلاً عنه
بـ “حبكها مثل حبك الرمل، ومثل حبك الدرع، ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح، فنسجته طرائق” و “ذات الخَلْق الحَسَن،
حُبِكَت بالنجوم” و “الجعودة“
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بالترتيب - من اليمين الى اليسار: حبك الرمل، وحبك الدرع، وحبك الماء إدا ضربه الريح وحبك السماء (مخرج المحاكاة) ما يثير الدهشة أنه كيف لمجموعة من الأعراب أن يصفوا وبدقة بالغة
وبثقة تامّة شيئاً ليس من الممكن رؤيته أو حتى أن يتصوّره العقل البشري من عظم حجمه؟ - المحاكاة التالية تمثّل 2.4 مليار سنة ضوئية وستمر بك الى داخل “الحبك” وتذَكّر أن كل نقطة تراها هي عبارة عن مجرّة تحتوي على مئات المليارات
من النجوم وتذكّر دائماً أن الله أكبر من كل هذا!
أليس هذا ما نقوله قبل كل صلاة وفي كل صلاة؟
والسماء ذات الحُبُك والآن نتناول الاكتشاف الحديث جداً حول النسيج الكوني، وكيف أن المجرات وتجمعاتها
تشكل نسيجاً مترابطاً كالخيوط المحبوكة، ونتناول كيف أشار القرآن الكريم إلى هذا النسيج في قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. وسوف نرى أن القرآن يتوافق مع الحقائق العلمية الثابتة واليقينية،
وأن هذا التوافق يشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى، وأنه معجز من الناحية العلمية والكونية. وسوف نعتمد في مراجع البحث على أهم علماء الغرب الذين اكتشفوا
هذا النسيج وألفوا مئات الأبحاث حوله، وعلى الأبحاث المنشورة حديثاً، والموثقة من قبل أهم مواقع الفضاء على شبكة الإنترنت مثل موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا. يقول تعالى عن السماء: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. لقد قرأتُ هذه الآية منذ سنوات وكرّرتها مراراً في محاولة لفهم معنى ﴿الْحُبُكِ﴾،
فكانت توحي إليّ هذه الكلمة بالنسيج المحبوك!
تفسير كلمة ﴿الحُبُك﴾ ولكنني رجعتُ إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى، ووجدتُ أن أكثرهم قد فهم من كلمة ﴿الْحُبُكِ﴾ النسيج المحبوك والشديد والمحكم،
وقالوا بأن قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ أي ذات الشكل الحسن وذات الشدة وذات الزينة وذات الطُّرُق. فهذا هو الإمام القرطبي رحمه الله تعالى قد توسَّع في تفسيره فعدّد سبعة معاني لكلمة ﴿الحُبُك﴾ الواردة في قوله تعالى: ﴿والسَّماء ذاتِ الحُبُك﴾. فهو يقول: "وفي ﴿الحُبُك﴾ أقوالٌ سبعة: الأول قال ابن عباس وقتادة ومجاهد: الخَلْق الحسن المستوي، وقاله عكرمة قال: ألم ترَ إلى النسَّاج إذا نسَجَ الثوب
فأجاد نسْجَه، يُقال منه حبك الثوب يحبِكه حبكاً، أي أجاد نسجه. قال ابن الأعرابي كل شيء أحكمتَه وأحسنت عمله فقد احتبكته. والثاني: ذات الزينة، قاله الحسن وسعيد بن جبير. الثالثوهو وعن الحسن أيضا: ذات النجوم الرابعقول الفراء: ﴿الحُبُك﴾ تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت
به الريح الساكنة والماء القائم إذا مرت به الريح. الخامس: ذات الشدة، قاله ابن زيد وقرأ: ﴿وبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾ [النبأ: 12].
والمحبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره. وفي الحديث: أن عائشة رضي الله عنها كانت تحتبك تحت
الدرع في الصلاة، أي تشد الإزار وتحكمه. السادس: ذات الصفاقة قاله خصيف ومنه ثوب صفيق ووجه صفيق بيِّن الصفاقة. السابع : أن المراد بالطرق المجرَّة التي في السماء سمِّيت بذلك
لأنها كأثر المجر".
أين هذا النسيج ولكنني كنتُ أتساءل: أين هذا النسيج المحكم في السماء
ونحن لا نرى إلا النجوم والكواكب؟ وبحثت في بعض المراجع التي تتناول علم الفلك وبنية الكون، ولم أعثر على ما يشير إلى أي نسيج وقتها. وبقيَت هذه الآية في ذاكرتي عدة سنوات ولا أجد لها تفسيراً دقيقاً، حتى قبل أيام من كتابة هذا البحث، عندما كنتُ أتصفَّح بعض المواقع
العالمية عن بنية الكون، وآخر ما وصلوا إليه من حقائق يقينية وثابتة عن السماء، وكانت المفاجأة عندما قرأتُ خبراً أطلقه المرصد الأوروبي الجنوبي من خلال موقعه على الإنترنت عنوانه: "لمحة عن النسيج الكوني المبكر جداً". وبعدما قرأت الأسطر الأولى من هذه المقالة أدركتُ بأن القرآن الكريم قد
سبق هؤلاء العلماء بأربعة عشر قرناً إلى الحديث عن هذا النسيج الكوني وسمَّاه ﴿الْحُبُك﴾، بل إن الله تعالى قد أقسم به
المدلول اللغوي لكلمة ﴿الحُبُك﴾ ولكن المسألة ليست بهذه البساطة، فنحن أمام كتاب الله تبارك وتعالى، والقول في كتاب الله بغير علم يُهلك صاحبه ويعرِّضه لغضب الله عزّ وجلّ. وأنه لا يجوز لي أبداً أن أحمِّل هذه الآية معنىً لا تحتمله، ولا ينبغي أن أسوق نفسي باتجاه فهم جديد لهذه الآية أو غيرها من آيات الله تعالى، إلا إذا أيقنتُ حقيقةً أن الله تعالى يقصد هذا المعنى تماماً. بل إن التسرُّع في تفسير آية من آيات القرآن بالاعتماد على
نظريات علمية ربما يثبت خطؤها في المستقبل، قد يمسُّ كتاب الله تعالى، ويكون حجَّة بيد أعداء الإسلام للنيل من هذا الدين الحنيف، بهدف التشكيك في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. لذلك كان لا بد من اللجوء أولاً إلى اللغة العربية التي نزل بها القرآن،
والبحث عن معاني هذه الكلمة، وهذا ما فعلته. فبعد رحلة في عالم المعاجم اللغوية، وجدتُ بأن هذه الكلمة قد جاءت من الفعل (حَبَكَ)
وأن العرب تقول: "حبك النساج الثوب" أي نَسَجَه، و(حَبَكَ) الحائكُ الثوبَ أي أجاد
صنعه وشدّه وأحكمه، و﴿الحُبُك﴾ هي جمع لكلمة (حبيكة) وهي الطريق. ونرى من خلال المعاني اللغوية لهذه الكلمة أن كلمة ﴿الحُبُك﴾ تتضمن معاني أساسية تدور حول النسيج والخيوط المحبوكة بإحكام
والمشدود بعضها إلى بعض. ولكن المفسرين رحمهم الله تعالى لم يدركوا
أبعاد هذا المعنى لأن العصر الذي عاشوا فيه لم تتوفر لديهم علوم
الفلك الحديثة، بل إن فكرة النسيج الكوني حديثة جداً لا يعود تاريخها إلا إلى بضع سنوات فقط والله أعلم .
| |
|