السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها المسلمون:
إن مما جاء به هدي كتاب ربنا سبحانه وسبحانه تعالى سبحانه ومما جاء في سنته ﷺ الأمر بحجاب المسلمات؛ صيانة للمرأة المسلمة عن المفاسد والشرور، وربها الذي هو أعلم بها قد فرض عليها الحجاب، وهؤلاء النساء هم بناتنا، وأخواتنا، وزوجاتنا، وقريباتنا، وجاراتنا، هؤلاء لا بد أن تدخل كل واحدة منهن تحت حديثه ﷺ: كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته. أنزل الله في كتابه بياناً لنعمةٍ ومنةٍ منه سبحانه وتعالى، وهي قوله: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ سورة الأعراف 26. لباس التقوى هو ما يلبسه المرء المسلم مما يتقي به ربه، فيستر عورته،
والله سبحانه وتعالى حيي ستير، يحب الحياء والستر، وكان ﷺ يدعو فيقول: اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي . وقد فرض الله الحجاب على نساء المسلمين، وجاءت إشارات إلى أنه كان معروفاً في الأمم من قبلنا، وحتى كتبهم المحرفة التي بقيت إلى هذا الزمان فيها إشارات إلى حجاب المرأة في ذلك الوقت، كما في كتب العهدين القديم والجديد، وكما ورد في الأصحاح الرابع والعشرين، والثامن والثلاثين، من سفر التكوين، والأصحاح الثالث من سفر أشعيا: "إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن، والمباهاة برنين خلاخيلهن، بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل، والضفائر، والحلق، والأساور، والبراقع، والعصائب" وكانت الكنيسة حتى القرون المتوسطة، القرون الوسطى، تخصص جانباً منها للنساء حتى لا يختلطن بالرجال، وكفار العرب في الجاهلية كان من مكارم الأخلاق عندهم كما تذكر أشعارهم ستر المرأة وحجبها، قال الشاعر:
تكسل عن جاراتها فيزرنها *** وتعتل من إتيانهن فتعذر
لأنها كانت تجلس في البيت.
وحجاب الوجه كان معروفاً عند العرب أيضاً، كما حدث أن امرأة النعمان سقط خمارها عن وجهها أمام الناس وهي تسير، فمالت إلى الأرض تلتقطه بيد ويدها الأخرى على وجهها، حتى قال النابغة:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد
وحرب الفجار قامت بين قريش وهوازن بسبب تعرض شباب من كنانة لامرأة من غمار الناس، راودوها على كشف وجهها، فنادت: يا آل عامر! فجاوبتها سيوف بني عامر، وورد في أشعارهم ذكر القناع، والبرقع، والحجاب، والمرط، والكساء، ونحوها، هذا ما كانت تفعله بعض نساء العرب؛ دلالة على أنه من مكارم الأخلاق عندهم، أما البعض الآخر فكن متبرجات، وصل الأمر بحالهن أنهن كن يطفن بالكعبة عرايا، فقال الله عز وجل: وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى سورة الأحزاب 33. وقال: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وقال: وَلَا يُبْدِين َزِينَتَهُنَّ سورة النـور31. وقال رسول الله ﷺ في الحديث الصحيح: المرأة عورة لم يستثن منها شيئاً ﷺ، وقال: المرأة عورة، هذا هو النص الحكيم المحكم، الجامع للأمور المرأة عورة من فقه هاتين الكلمتين فقط المرأة عورة لم يحتج بعد ذلك إلى دليل آخر لحجب بدن المرأة كاملاً، وجهها، شعرها، كفيها، قدميها، وسائر بدنها، لو فقه معنى هاتين الكلمتين فقط المرأة عورة وقد أمر الدين بستر العورات أمر وجوب لا محيد عنه، وقد ورد في تطبيق صحابيات المؤمنين وأمهاتهم ما يدل دلالة قطعية على وجوب تغطية جميع البدن بما فيه الوجه أمام الرجال الأجانب، جاء في صحيح الإمام البخاري في حديث الإفك الطويل المشهور قالت عائشة: وكانوا في سفر في غزوة مع رسول الله ﷺ، نزلت عائشة لتقضي حاجتها وتبحث عن عقد لها، نزلت عائشة لتقضي حاجتها، فأمر رسول الله ﷺ أن يسير الجيش فأخذوا بهودج عائشة ليرفعوه على البعير، قالت عائشة: ولم تكن موجودة داخل الهودج لذهابها، فلما أخذوا برأس البعير فانطلقوا به فرجعت إلى العسكر، وما فيه من داعٍ ولا مجيب، قد انطلق الناس، فتلفعت بجلبابي، ثم اضطجعت في مكاني، إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي ، وكان امرئ يثقل عليه النوم فيستيقظ متأخراً، ولأجل ذلك كان يستفاد منه أنه كان يسير وراء الجيش، يتفقد الأغراض الضائعة فيحملها لأصحابها في الجيش، مر بي صفوان بن المعطل السلمي وكان قد تخلف عن العسكر، أو المعسكر لبعض حاجاته، فلم يبت مع الناس فرأى سوادي، فأقبل حتى وقف عليّ فعرفني حين رآني، وكان قد رآني قبل أن يضرب علينا الحجاب، مرت فترة في حياة رسول الله ﷺ ونساء المؤمنين كان الحجاب غير واجب، من حكمة الله في التجرد بالتشريع، قد رآني قبل أن يضرب الحجاب، فعرفها، فاستيقظت باسترجاعه وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، ماذا تقول عائشة؟ مباشرة: فخمرت وجهي بجلبابي، احفظوا هذه العبارة لكي تضعوها سهماً تخرقون به أعين دعاة التحرر والسفور والتبرج، الذين ما فتئوا يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا، بجميع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، اجعلوا هذا النص من عائشة سهماً تخرقون به عيونهم، قولوا لهم: إن عائشة قالت في صحيح البخاري: إن صفوان كان قد رآها قبل آية الحجاب، وفي غزوة بني المصطلق في حادثة الإفك، قالت عائشة لما عرفت بوجود صفوان: فخمرت وجهي بجلبابي، دلالة على أنها تفهم تماماً وجوب تغطية وجهها، وكذلك فإنه ﷺ قد أمر الخاطب بالنظر إلى المخطوبة، أسألكم بالله لو كان كشف الوجه جائزاً، فلماذا يأمره بالذهاب والنظر إلى وجهها؟ إذا كان كشف الوجه جائزاً، أفلا ينظر إليها في الشارع، أفلا ينتظرها حتى تخرج من البيت فيسير مقابلاً لها ليرى وجهها؟ فلماذا يقول ﷺ: اذهب فانظر إليها، فإن قلت: يقصد الشعر والذراعين، أقول لك: إنه ﷺ قال: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً، أي: أن أعينهن -نساء الأنصار- كان فيها شيء من الصغر، فقال: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً، وأين العينان؟ في الشعر، في الذراعين، في القدمين، في المؤخرة، إن العينين في الوجه، قال: اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً. ولماذا كان بعض الصحابة يختبئ للمرأة التي يريد خطبتها، يختبئ لها حتى يراها وهي غير عالمة، لو كان كشف الوجه جائزاً لماذا يختبئ؟ لماذا يكلف نفسه عناء الاختباء؟ كان يسير في الشارع فينظر إليها، إذن كان الوجه يجب ستره، كذا فهمنا، وكذا عملنا.وعن المغيرة بن شعبة قال: "أتيت النبي ﷺ فذكرت له امرأة أخطبها، فقال: اذهب فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم بينكما فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها، وأخبرتهما بقول النبي ﷺ، فكأنهما كرها ذلك – أن يطلع هذا الرجل على ابنتهما في البيت – كأنهما كرها ذلك، قال: فسمعت ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله ﷺ أمرك أن تنظر فانظر، -اكشف الغطاء، وانظر إلي- وإلا فأنشدك، -أي غلظت عليه، إن كان لم يأمرك فإني أحرج عليك النظر- قال: فنظرت إليها فتزوجتها، فذكر من موافقتها" .
يعني من طوعها لزوجها، وحسن تعاملها معه.
وقال ﷺ: صنفان من أهل النار لم أرهما: نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا.العنوهن فإنهن ملعونات.
روايات صحيحة.
الموقع الرسمي للشيخ محمد صالح المنجد
فرح و أسوتي النبي يعجبهم هذا الموضوع