هل تزوج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز في آخر الأمر؟
فتوى رقم : 130417
التصنيف : التاريخ والسيرة
هل تزوج نبي الله يوسف في النهاية من المرأة التي كانت همت به ؟
أرجو أن تجيبوني على سؤالي ، وتزودوني بمصدر الإجابة إذا كان الجواب بالإيجاب .
نص الإجابة
الحمد لله
لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ما يثبت أو ينفي
زواج يوسف عليه السلام من امرأة العزيز والتي قيل إن اسمها "راعيل" ،
وقال بعضهم : اسمها "زليخا" ، ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن " زليخا " لقبها .
وورد في زواج يوسف عليه السلام من "راعيل" خبرٌ عن إمام السير
والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :
"لما قال يوسف للملك : (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)
قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ،
وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله :
(وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .
قال : فذكر لي - والله أعلم - أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ،
وأن الملك الرَّيان بن الوليد ، زوَّج يوسف امرأة إطفير "راعيل" ،
وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟
قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ، لا تلمني ،
فإني كنت امرأة كما ترى حسنًا وجمالاً ، ناعمةً في ملك ودنيا ،
وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ،
فغلبتني نفسي على ما رأيت .
فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين :
أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ،
والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام" انتهى .
رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " (7/2161)،
والطبري في " جامع البيان " (16/151) .
وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ،
وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .
نقل ذلك السيوطي في " الدر المنثور " (4/553) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
"الباب السابع والعشرون فيمن ترك محبوبه حراما فبذل له حلالاً
أو أعاضه الله خيراً منه : عنوان هذا الباب وقاعدته أنَّ مَن ترك لله
شيئاً عوضه الله خيراً منه ، كما ترك يوسف الصديق عليه السلام
امرأة العزيز لله ، واختار السجن على الفاحشة ، فعوضه الله
أن مكَّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة
في الوصل الحلال ، فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين .
فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن ،
أن مكَّنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء ، وأذل له العزيز امرأته ،
وأقرت المرأة والنسوة ببراءته ، وهذه سنته تعالى في عباده قديماً وحديثاً
إلى يوم القيامة" انتهى من "روضة المحبين" (ص/445) .
وهذا لا يعني القطع بثبوت هذه القصة ، بل الظاهر أنها مأخوذة
عن أهل الكتاب ، وقد أمرنا بعدم تصديقهم وعدم تكذيبهم أيضاً ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا
وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
رواه البخاري (4485) وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (422) .
والله أعلم .
المصدر: الإسلام سؤال وجواب