ما الرد على من يهوّن من شأن يوم القيامة ويراه يوما سعيدا وحفلة ؟
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
أسوتي النبي
يمين السلطان
♣️ رقم العضوية :
♣️ جيت فيذآ : 09/08/2020
♣️ موآضيعي : 2895
♣️ إبدآعآتي : 7200
♣️ التقييم : 19553
♣️ آلعمر : 54
♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
متزوجه
♣️ جنسي :
♣️ دولتي الحبيبه :
♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
windows 10
♣️ مشروبي آلمفضل :
♣️ قنآتي المفضلة :
♣️ آلنادي آلمفضل :
♣️ مَزآجِي :
♣️ SMS :
♣️ أوسمتي :
موضوع: ما الرد على من يهوّن من شأن يوم القيامة ويراه يوما سعيدا وحفلة ؟ السبت يناير 23, 2021 11:05 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الرد على من يهوّن من شأن يوم القيامة ويراه يوما سعيدا وحفلة ؟
[center]بسم الله الرحمن الرحيم ما رأيك بهذا المنشور ؟ من طفولتنا وحتى الممات عندما نذكر يوم القيامة نشعر برعب ولكن نشر أحدهم عن يوم القيامة بطريقة شيقة بعيدة عن التخويف وهذا ما كتب : لتكن على الموعد الجميل فالموعد قد اقترب ! سيكون يومًا رائعًا عندما تُبعث وترى الملائكة في انتظارك تتلقاك {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} سيكون يومًا رائعًا عندما تطلقها صرخة في العالمين من الفرح {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} سيكون يومًا سعيدًا عندما تنظر خلفك وترى ذريتك تتبعك لمشاركتك فرحتك {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} سيكون يومًا في غاية الروعة وأنت تمشي ولأول مرة في زمرة المرضي عنهم ويتقدمك النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} سيكون يومًا جميلًا جدًا عندما تكون ضيفًا مرغوبًا وتسمع نداءً خاصًا لك "ادخل" {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} لن تكون قادرًا على إخفاء نضارة وجهك السعيد عندما يكون رفيقك هناك (محمد وموسى وعيسى ونوح وإبراهيم عليهم السلام) {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} هناك ستتذكر ما تلوته هنا {أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} استعد جيدًا لحفلة تكريم سرمدية ،كن على العهد ، واصل المسير . _____________________________________
الجواب :
هذا وَضَع آيات في غير موضعها ، واستدلّ به على غير المراد ، وغير ما جاءت به في سياق الآيات . وهذا الاستدلال مُتعقّب مِن عِدّة أوجُه .
الوجه الأول : أنه ساق آيات في دُخول أهل الجنة الجنة ، وآيات قبل دُخول أهل الجنة الجنة . وما وَرَد في ذِكْر تحاوُر أهل الجنة . وهذا لا يصِحّ أن يُقال فيه يوم القيامة على إطلاقه . وأغْفَل الآيات التي فيها تعظيم يوم القيامة .
الوجه الثاني : أنه خِلاف ما جاء في تعظيم وتهويل يوم القيامة . والآيات الوارِدة في هذا الشأن لم يُعرَّج عليها في هذا المنشور ، ولم يُشَر إليها . والواجِب تعظيم ما عَظّمه الله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . ويوم القيامة يوم عظيم . قال الله عزّ وجَلّ : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وسَمّاه الله يوم " التَغابُن " ، ويوم " الصّاخّة " ويوم " الفَزَع " ويوم " الطّامّة " . وقال الله عزّ وجَلّ في وصف قيام الساعة : (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) قال ابن كثير : أَيْ : أَمْرٌ كَبِيرٌ ، وَخَطْبٌ جَلِيلٌ ، وَطَارِقٌ مُفْظِعٌ ، وَحَادِثٌ هَائِلٌ ، وَكَائِنٌ عَجِيب . وَالزِّلْزَالُ : هُوَ مَا يَحْصُلُ لِلنُّفُوس مِن الْفَزَع وَالرُّعْب . وقال : وَالأَحَادِيثُ فِي أَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة وَالآثَارُ كَثِيرَةٌ جِدًّا . اهـ .
قال ابن القيم : اشْتَر نَفسك اليَوم فإن السّوق قَائِمَة ، وَالثمن مَوْجُود ، والبضائع رخيصة ، وَسَيَأْتِي على تِلْكَ السُّوق والبضائع يَوْم لا تَصِل فِيهَا إلى قَلِيل وَلا كثير : ذَلِكَ يَوْم التغابن ، يَوْم يَعَضّ الظَّالِم عَلى يَدَيْه . اهـ .
الوجه الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَفَزع ليوم القيامة ، ويستعيذ بالله مِن شرّ ذلك اليوم . وفي حديث أَبِي مُوسَى رضي الله عنه ، قَال : خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ . رواه البخاري ومسلم .
وفي دُعائه عليه الصلاة والسلام : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ . رواه الإمام أحمد والبخاري في " الأدب المفْرَد " والنسائي في " الكبرى " والحاكم وصححه .
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : فيُضْرَب الصّراط بين ظَهْرَاني جَهنّم ، فأكُون أول مَن يَجُوز مِن الرّسُل بِأُمّته ، ولا يتكلم يومئذ أحَدٌ إلاّ الرّسُل ، وكلام الرّسُل يومئذ : اللهم سَلِّم سَلِّم . رواه البخاري ومسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وَارِدُهَا) : قَالَ: الصِّرَاطُ عَلَى جَهَنَّمَ مِثْلُ حَدِّ السَّيْفِ، فَتَمُرُّ الطَّبَقَةُ الأُولَى كَالْبَرْقِ ، وَالثَّانِيَةُ كَالرِّيحِ ، وَالثَّالِثَةُ كَأَجْوَدِ الْخَيْلِ ، وَالرَّابِعَةُ كَأَجْوَدِ الْبَهَائِمِ ، ثُمَّ يَمُرُّونَ وَالْمَلائِكَةُ يَقُولُونَ : اللَّهُمَّ سَلِّم سَلِّم . رواه ابن جرير في " تفسيره " .
والناس تَفزَع يوم القيامة إلى الأنبياء فيأتون آدم عليه الصلاة والسلام حتى يَنتهوا إلى محمد عليه الصلاة والسلام ؛ فيشفع للخلائق في القضاء بينهم . كما في أحاديث الشفاعة يوم القيامة .
الوجه الرابع : أن يوم القيامة يوم فَزَع ، فيَذهَل كُل قَريب عن قَرِيبه . قال الله تبارك وتعالى : (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) قَالَت عائشة رضي الله عنها : قُلْت : يَا رَسُول الله هل يَذْكُر الْحَبِيب حَبِيبَه يَوْم القِيَامَة ؟ قَال : يَا عَائشة أمَّا عِنْد ثَلاث فَلا : أمَّا عِنْد الْمِيزَان حَتى يَثْقُل أوْ يَخِفّ ؛ فَلا ، وأمَّا عِنْد تَطَايُر الكُتُب ، فَإمَّا أن يُعْطَى بِيَمِينِه أوْ يُعْطَى بِشِمَاله ؛ فَلا ، وحِين يَخْرُج عُنُق مِن النَّار فَيَنْطُوي عَلَيهم ويَتَغَيَّظ عَليهم . رواه أحمد ، وفي إسناده : ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، وله شاهِد يَرْتَقِي به إلى الْحَسَن .
وصحيح أنه يُخفّف عن المؤمن يوم القيامة ، إلاّ أن الكلام عن يوم القيامة وعن تعظيمه كما جاء في الكتاب والسّنة .
الوجه الخامس : أن السَّلَف كانوا يَستحِبّون أن يَكون الإنسان على وَجَل وخَوْف في حال الصّحة ، وأن يُغلِّب جانب الرجاء عند الموت . وكانوا يَخافُون أن لا يُتقبّل منهم . وهذا خلاف ما جاء في المنشور مِن قول : (استعد جيدًا لحفلة تكريم سرمدية) والمسلم يَعمل العَمل الصالح ويَرجُو رَحمة ربّه ، ويخاف أن يُردّ عليه عَمَله . وكان السلف يتّهمون أعمالهم ، ويخشون أن تُردّ عليهم لتقصيرهم فيها مع اجتهادهم .
و لذا لَمَّا نَزَل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) قالت عائشة رضي الله عنها : سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : أهُم الذين يَزنون ويَسرقون ويشربون الخمر ؟ قال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يُصَلُّون ويَصُومُون ويَتَصَدَّقُون ، وهم يَخَافُون أن لا يُقْبَل منهم ، أولئك الذين يُسَارِعُون في الخيرات . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني .
ولَمَّا جاء سائل إلى ابن عمر رضي الله عنهما ، فقال ابن عمر لابنه : أعْطِه دِينارًا . فأعْطَاه ثم قال له ابْنُه : تَقَبَّل الله مِنك يا أبَتَاه . فقال : لو عَلِمْتُ أنَّ الله تَقَبَّل مِنِّي سَجْدة واحِدَة ، أوْ صَدَقة دِرْهم واحِد لم يَكُن غَائب أحَبّ إليّ مِن الْمَوْت . أتَدْرِي مِمَّن يَتَقَبَّل الله ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . وكان فُضَالة بن عُبيد رضي الله عنه يقول : لأن أكُون أعْلَم أنَّ الله تَقَبَّل مِنِّي مِثْقَال حَبَّة مِن خَرْدَل أحَبّ إليَّ مِن الدّنيا ومَا فيها ؛ لأنَّ الله تبارك وتعالى يَقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
قال الحسن البصري : إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة ، وإن المنافق جمع إساءة وأمْنًا . يعني إساءةً في العمل وأمْنًا مِن مَكْر الله
وكان مُطرّف بن عبد الله يقول : لأن أبيت نائما ، وأصبح نادِمًا ، أحب إليّ مِن أن أبيت قائما ، فأصْبِح مُعْجَبا . يعني بِعَمَلِه .
ومِن كَمَال العَقل : أن لا يَغتَرّ الإنسان بِسَعة رَحمة الله عزّ وجَلّ ، وأن يكون مُستعِدّا لِما بَعد الموت ، لا أنه يَرى أن ما بعد الموت (حَفْلَة) ! قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه رَجُل مِن الأنصار ، فَسَلّم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا رسول الله ، أيّ المؤمنين أفضل ؟ قال : أحْسَنُهم خُلُقا . قال : فأيّ المؤمنين أكْيَس ؟ قال : أكْثَرُهم للمَوت ذِكْرا ، وأحْسَنهم لِمَا بَعده استِعْدَادا ، أولئك الأكْيَاس . رواه ابن ماجه وابن عبد البر في " الاستذكار " ، وحسّنه الألباني والأرنؤوط . قال السّنْدِيّ : قوله : " أحْسَنهم خُلُقا " بِضَمّتَين ، أي : الذين يُحْسِنون مُعَامَلتهم مع الله ومَع الناس فيكون أفضل . اهـ . وفي " لِسَان العَرَب " : قال أبو العباس : الكيّس العاقِل ، والكَيْس خِلاف الْحُمْق ، والكَيْس العَقْل . اهـ .
الوجه السادس : أنه لم يأتِ بِقَول عَالِم مُعتَبَر على ما قال ، بل قال ما انقَدَح في ذِهنه ، دون أن يسنِد كلامه بِكلام أهل العلم . ورَحِم الله الإمام أحمد إذْ كان يقول : إياك أن تتكلّم في مسألة ليس لك فيها إمام .
والسَّلَف كانوا يُعظِّمون القول في القرآن بِغير عِلْم ورَحِم الله الإمام مالك إذْ كان يقول : لا أُوتَي بِرَجُلٍ غير عالِم بِلُغَاتِ العَرَب يُفَسِّر كِتاب الله إلاَّ جَعَلْتُه نَكَالاً !
وكثير مِمّن يَكتب أو يتكلّم وينشر ويُجادِل في مواقع التّواصُل : إنما يتكلّم بِعاطِفة ، ويُجادِل بالباطِل ؛ لأن الذي يُجادِل إما أن يَكون مُجادِلا بِالْحَقّ ؛ وهذا عن عِلْم وبصيرة ، ويَكون عُرِف بالعِلْم وطَلَب العِلْم . وإمّا أن يكون مُجادِلا بِالباطِل ؛ فيُجادِل ويتكلّم بغير عِلْم ، ولا عُرِف بِطَلب العِلْم وهذا كثير . وكثير ممن يُجادِل ويَكتب وينشر يتَخَفّى تحت اسْم مُستَعار ! والعِلْم لا يُؤخذ مِن مَجْهول !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيكون في آخر أُمّتي أناس يُحَدّثُونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ؛ فإياكم وإياهم . رواه مسلم في " الْمُقدِّمة " .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الشيطان ليَتَمَثّل في صُورَة الرّجُل ، فيأتي القوم فيُحَدّثهم بِالْحَدِيث مِن الكَذِب ، فيَتَفَرّقون ، فيَقُول الرّجُل منهم : سَمِعتُ رَجُلا أعرف وَجْهه ، ولا أدري ما اسْمُه يُحَدِّث . رواه مسلم في " الْمُقدِّمة " .
تنبيه : إذا وَصَلَك منشور أو رسالة وقيل فيها : لأول مرة تسمع هذه المعلومة ، أو : منذ صغرنا ونحن نسمع كذا ، أو (مَلعُوب علينا) ، فتوقّف عن نشرها ؛ لأن العلماء في الغالب ما تَرَكوا شيئا إلاّ بيّنوه ونَبّهوا عليه . ولأن ما يَنفَرِد به المتأخِّر عن المتقدِّمِين يكون غالبا خطأ . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وكل قول يَنْفَرِد به المتأخِّر عن المتقدمين ولم يَسبقه إليه أحدٌ منهم ؛ فإنه يكون خطأ . اهـ .