[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حقائق عن انجازات ابن البيطار العلميه قدّمت الحضارة الإسلامية إسهامات جليلة في مختلف المجالات العلمية والثقافية، وكان لها إنجازات باهرة في مجال الطب والصيدلة وصناعة الأدوية، وحرص أغلب السلاطين والخلفاء على بذل الأموال في سبيل ترجمة كتب الطب عن الأمم السابقة، وأجزلوا العطاء للأطباء، وقاموا بإنشاء البيمارستانات في جميع المدن، وقد اشتهر عددٌ من الأطباء في كل عصر من العصور الإسلامية؛ قاموا بالتجارب الطبية، ودرسوا النباتات، وأدخلو المستحضرات الطبية، واخترعوا أدوات الجراحة الخاصة، وقد ازدهر علم الطب والصيدلية ازدهارًا كبيرًا في عهد العباسيين، فكان في بغداد أكثر من 800 طبيب، واهتم أهل الأندلس بالطب وعلم الأعشاب، واستطاع علماء المسلمين معرفة أسباب وطرق علاج عدد كبير من الأمراض، وكان من أبرز هؤلاء العالم ابن البيطار.[١]
ابن البيطار
هو أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي الأندلسي، الملقّب بضياء الدين، والمشهور باسم ابن البيطار، ولقّب أيضًا بالنباتي والعشّاب، يعدّ من أعظم العلماء في القرون الوسطى، وهو أشهر علماء الصيدلة والنباتات في ذاك العصر، والرائد في مجال العلاج الكيميائي، ولد في الأندلس في مدينة مالقة سنة 593هـ، وتلقى العلوم في أشبيلية على يد ثلة من خيرة علماء الأندلس، وعلى رأسهم أبو العبّاس المشهور بابن الرومية، وتنقل في شبابه بين الكثير من البلدان ليتتلمذ على أيدي علماء من النباتيين والعشّابين، وليجمع النباتات منها، ويلاحظ أثارها وخصائصها، وكانت أولى رحلاته في بلاد المغرب؛ حيث زار مراكش، ومر بتونس والجزائر، كما زار مصر وأكثر مدن الشام فأقام مدّة في القدس وقام برحلة إلى الحجاز، ونصحه أحد العلماء بزيارة بلاد الإغريق؛ فقام برحلة علمية إليها جمع فيها الكثير من علوم الإغريق في الطب والأدوية، ووصل إلى أقصى بلاد الروم جامعًا كل ما مرّ بطريقه من النباتات.[٢]
استدعاه السلطان الأيوبي الملك الكامل، وأكرمه وجعله رئيسًا للعشّابين في القاهرة، ولم يتوقف أثنائها عن رحلاتها العلمية، ثم انخرط في خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب الذي أسهم بشكل كبير في شهرته؛ حيث كان مقربًا منه، وكان يخرج معه في حملاته، وحين عاد الملك الصالح من آخر حملاته من الشام إلى القاهرة بقي ابن البيطار في دمشق، وتوفي فيها سنة 646 هـ وله من العمر حوالي 53 سنة، وتقول بعض الأخبار أن سُمًّا تسرّب إلى جسده، وهو يحاول صنع دواء من أحد الأعشاب، فكان هذا السّمّ سبب وفاته.[٣]
مؤلفات ابن البيطار وإسهاماته العلمية
كان ابن البيطار متوضعًا لا يترفّع عن طلب العلم والأخذ عمن دونه في العمر والمكانة العلمية، وساعدته هذه الصفات مع الفطنة والذكاء وسرعة البديهة والحفظ على جمع ضروب علم الصيدلة والنباتات من كل مكان زاره، ومن كل معلم تتلمذ عنده، كما كان ابن البيطار حريصًا على قراءة جميع ما يقع بين يديه من كتب الطب والصيدلة والأعشاب؛ سواء كان الكاتب عربيًا أم إغريقيًا، فاستفاد من جميع الأطباء الذين سبقوه من أبقراط إلى عصره مرورًا بجالينوس وابن سينا والشريف الإدريسي والغافقي والزهراوي وأبي بكر الرازي، وأخرج ابن البيطار للعالم إسهامات جليلة في علم النبات والصيدلة والأدوية منها:[٤]
- العلاج الضوئي الكيميائي من خلال خلط بذور نبات الخلّة مع عسل النحل، وتقديمه للمريض على أن يتعرض للشمس حتى يتصبب عرقًا.
- اكتشف ابن البيطار خصائص جديدة لعقاقير قديمة، ووصفَ عقاقير جديدة لم تكن قبله.
- أضاف ابن البيطار تجارب جديدة في علم النبات، وساهم في انتقال علم الزراعة إلى مرحلة جديدة متطورة.
- كان لآثره العلمية دورٌ كبيرٌ في تطوّر علوم الأدوية والأعشاب من بعده في عصر النهضة ما دفع عددًا من المستشرقين للاعتراف بفضله وفضل إسهامات الحضارة الإسلامية في هذه العلوم.
وترك ابن البيطار عددًا كبيرًا من المؤلفات والرسائل في علم الأدوية والأعشاب؛ جمع فيها خلاصة ما وصل إليه السابقون في هذا العلم محاولًا تجاوز أخطائهم وتصحيح ما فسد من آرائهم، وأضاف إلى ذلك نتائج أبحاثه وتجاربه على مختلف أنواع النبات والسموم التي استخدمها في صناعة الأدوية ومن أهم كتبه:[٢]
- المغني في الأدوية المفردة: يقع الكتاب في عشرين فصلًا، وقد رتّب ابن البيطار كتابه هذا حسب المرض والعلاج.
- الجامع لمفردات الأدوية والأغذية: استدرك فيه على العشّابين بعض ما اشتبه عليهم، ونقل فيه عددًا من أقوال مشايخ الطب والصيدلة، وجمع فيه مختلف الأدوية والعقاقير الطبية التي تستخلص من النبات والحيوان والجماد.
- الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام: قدّم فيه نقدًا لكتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان لابن جزلة البغدادي.
- رسالة في تداوي السموم: وهو كتاب عن السموم المستخدمة في صناعة بعض الأدوية، وهناك نسخة منه محفوظة في دار الكتب المصرية.
- تفسير كتاب ديسقوريدوس: وهو عبارة عن قاموس بالعربية واليونانية؛ شرح فيه ابن البيطار عددًا كبيرًا من الأدوية والأعشاب.
ابن البيطار
ويدعى ضياء الدين أبو محمد عبد الله بين أحمد الملاقي، أحد أشهر علماء الطب والصيدلة في العالم العربي، وفي العصور الوسطى، وهو من مواليد 1197م ولد في الأندلس، وتم تسميته بعد مولده بابن البيطار، وذلك نسبة لوالده الذي كان يعمل كطبيب بيطري، وبدأ تعليمه منذ صغره، حيث تعلم علم النبات مع العالم أبو العباس النبطي، وبقي في إسبانيا حتى عام 1219م، ثم سافر إلى شمال أفريقيا لجمع الأعشاب والنباتات، وفي عام 1224م تم تعيينه كرئيس للأعشاب تحت حكم السلطان الأيوبي، وجمع العديد من النباتات ودرسها ودرس طبيعتها وأثارها، وأسهم في الكثير من العلوم ونشر العديد من الكتب العلمية، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن اختراعات ابن البيطار.[١]
اختراعات ابن البيطار
عالم النبات ابن البيطار الذي بدأ بجمع مجموعة كبيرة من النباتات في إسبانيا من المناطق المحيطة حولها، ومن إنجازاته كانت إسهامه في تجميع أكثر من 200 نوع نبات لم يكن معروفًا، وتمّ جمعها في مؤلفات صُنفت بكتب خدمت حتى هذا اليوم علم الصيدلية، ويعد ابن البيطار المؤسس الأول لعلم الصيدلة والأدوية، وله العديد من الاكتشافات والكتب والأبحاث العلمية التي كتبها في رحلاته الاستكشافية وتجاربه في صناعة الأدوية ومن أهم المساهمات واختراعات ابن البيطار:[٢]
المواد الكيميائية الدوائية في النباتات
وتم تدوين هذه المواد في كتاب الجامع في الأدوية المفردة، الذي يعد واحد من أهم وأشهر الكتب النباتية ويضم مجموعة كبيرة جدًا من النباتات التي تتناول المواد الكيميائية المهمة في تصنيع الأدوية، حيث تضم أكثر من 1400 عنصر مختلف معظمها من النباتات الطبية والخضراء، ومنها 200 نوعًا مختلفًا، لم يكن معروفًا سابقًا، وتم نشر هذا الكتاب بشكل واسع، وذلك بسبب قيمته العلمية الكبيرة.[٢]
الأسرار الدوائية للنباتات
تمّ تدوين هذه الأسرار في كتاب المغني في الأدوية المفردة، الذي يعد التحفة الثانية لابن البيطار وأحد أهم كتبه، فهو موسوعة طبية تشمل الأسرار الدوائية للنباتات وقيمتها في العلاج، ويشمل عددًا كبيرًا من الأدوية وأهمية استخدمها، إضافةً إلى عددًا من الأبحاث العلمية حول المخدرات والجراحة العامة، وتم ترجمة هذه الكتاب من اللغة العربية إلى عددٍ كبير من اللغات، وتم نشره على نطاق واسع، ويعد ابن البيطار المؤسس الرئيس لعلم الصيدلة، وهو وأحد أكثر المساهمين في هذا العلم الكبير.[٢]
علم الصيدلة
وهو أحد العلوم الطبية الذي يهتم في دراسة المواد الكيميائية الفعالة في جسم الإنسان والأمراض، ويهتم في دراسة النباتات والمواد العضوية والكيميائية الموجودة بها وذات القيمة الطبية، حيث يتم تحليلها وتصنيعها لتصبح دواء خاص لأمراض معينة وتعد الصيدلة أحد أهم الفروع العلمية التي تهتم بها الدولة بشكل خاص، ويعد التعامل مع النباتات وتصنيع الدواء منه آلية قديمة جدًا، فقد استخدام المخدرات في العمليات الجراحية القديمة في اليونان القديمة وروما.[٣]
وظهرت هذه الدراسات والعمليات بشكل عام في أوروبا في العصور الوسطى، وتم تطوير الصيدلة وطرق تصنيع الأدوية بشكل مستمر، وعلى مدار القرون للحصول على أفضل النتائج الممكنة من الأدوية، وتطوير عددٌ من الأدوية الجديد للأمراض الخطيرة والمزمنة، وقد ساهمة اختراعات ابن البيطار بتأسيس علم الصيدلة الحالي، وفي العصر الحالي تتلقى كليات الصيدلة اهتمام واسع في كل البلدان والدول، ويتم بناء العديد من مصانع الأدوية الخاصة والحكومية، ويتم دعم هذه المصانع بشكل دائم من أجل البحث والتطوير المستمر في مجال الأدوية.[٣]