[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]معلومات عن حق الزوجه عللى زوجها وجزاء اهانة الزوج لها شرع الله تعالى الزواج لعبادِه وجعله سكينة ورحمة، قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، [١] وتوضّح الآية أن الأصل في الزواج هو بناء علاقة أساسها المحبة والمودّة، والأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء الأمّة، إذا صلحت صلحت الأمّة وإذا فسدت كانت سببًا في فساد الأمّة، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حثّ على الزواج ووضّحَ حقوق المتبادلة بين الزوجين، ويعدُّ ظلم الزوج لزوجته من الأسباب الأساسيّة في تشويش السكينة في العلاقة الزوجيّة، وهذا ما سيتم توضيحه وتوضيح حُكمهِ في هذا المقال.
ظلم الزوج لزوجته
جعل الله تعالى للزوجة حقوقًا على زوجها وهي: النفقة والإحسان، وحُسن المعاملة والعِشرة، وتحصين الزوجة، والعدل بين الزوجات، والمهر، [٢] ومن يقصِّر في واحدة من هذه الحقوق يُعدُّ ظالمًا لزوجته، وبالرغم من أنّ الإسلام أخرج المرأة من الظلم الذي كان يُمارَس عليها في الجاهلية، إلا أن هناك من استخدم بعض الشبهات ليبرر لنفسه ظلم الزوجة باسم الإسلام، والإسلام بريء من ذلك، وفي الآتي توضيح لبعض تلك الشبهات:
- القِوامة: قال تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ"، [٣] والقِوامة هي أن يقوم الزوج بشؤون الزوجة جميعها، وأن يرعى مصالحها ويدافع عنها، وأن يسعى لإسعادها، لكن الفهم الخاطئ للقِوامة يجعل بعض الأزواج يقومون بالسيطرة على زوجاتهم ويكبتون حرّياتهن ويلغون شخصيّاتهن. [٢]
- طاعة الزوج: الطاعة أمرٌ إلهي وعلى الزوجة تنفيذه دون اعتراض، كما تؤجر الزوجة على طاعتها لزوجها، بالإضافة إلى أن على الزوج أن يأمر زوجته بالمعروف لا بالمعصية وبما فيه صلاحٌ لها ولبيتها، وذلك برفق وحكمة. [٤]
- تعدد الزوجات: شرع الله تعدد الزوجات واشترط على الزوج أن يعدل بين الزوجات، وفي ذلك حِكَم إلهية منها: زيادة عدد النساء مقارنة بالرجال في معظم أنحاء العالم، وفي حال كانت الزوجة عقيم، وعند نشوز الزوجة وعدم استجابتها لوسائل الإصلاح. [٢]
- الطلاق: إن الطلاق بيد الزوج لأنّ عقدة النكاح بيده، لكن يمكن للزوجة التي تواجه الظلم من زوجها أن تطلب الطلاق ويتم ذلك دون أن تخسر شيئًا من مهرها، وذلك بعد التحقق من صدقها. [٢]
- الضرب: قال تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا"، [٣]توضّح الآية الكريمة أن الضرب غير المبرح هو آخر وسيلة لتقويم سلوك المرأة بعد موعظتها وهجرها وترك الضرب أولى، كما يحرُم على الزوج ضرب زوجته ضربًا مبرحًا، [٥] قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن ألّا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهنّ عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف" [٦]
حكم ظلم الزوج لزوجته
قال تعالى: "وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا" [٧]، والظلم من الكبائر التي يعاقَب عليها الإنسان، وظلم الزوج لزوجتة حرام شرعًا، فمَن ظلم زوجته بسلبه لحقوقها وإيذائها فعقابه عقاب الظالم الذي ورد في الآية الكريمة، ووجب عليه التوبة وطلب الرضا من زوجته، كما أمر الله تعالى الأزواج بأن تكون صحبتهم لنسائهم مبنية على التكريم والمحبة وأداء ما لهنّ من حقوق، قال تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، [٨]وإذا أخطأت الزوجة وقصرت بواجباتها فعلى الزوج الأخذ بيدها لتصحيح خطأها ومساعدتها على إعادة السكينة والمودة والرحمة في منزلهما، فهذا هو الهدف الأساسي للحياة الزوجية.
أحاديث عن ظلم الزوج لزوجته
سجّلت السنّة النبوية صورة مثالية للحياة الزوجية، فكل قصة للرسول -صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته تحمل درسًا للمتزوجين في كل الأزمان، كما وضّح الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحقوق والواجبات لكل من الزوجين، وفي الآتي بعض الأحاديث الواردة عنه فيما يتعلق بحقوق الزوجة والتحذير من ظلمها:
تُعدّ العلاقة الزوجية أقوى رابطٍ بين العلاقات الإنسانية والذي ينعقد بالحب والرضا والقبول بين الطرفين، وتقوم الحياة الزوجية على أسسٍ ومبادئ وحقوق وواجبات على الزوجين الالتزام بها حتى تستمر الحياة الزوجية ويتم بناء أُسرةٍ قويةٍ مترابطةٍ فيما بينها، فالأصل في الحياة الزوجية هو الحب والمودة والسكينة، فقد قال تعالى في محكم كتابه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}،[١]ولكنّ العلاقات الزوجية قد يتخللها بعض المشكلات التي تضعف من قوتها ومتانتها، ومن بينها إهانة الزوج لزوجته والتي يمكن أن تكون سببًا في الخلافات الزوجية، ومن هنا ينطلق سؤال ما حكم الزوج الذي يهين زوجته والذي سيجيب عنه هذا المقال.[٢]
حقوق الزوجة على زوجها
قبل الإجابة عن سؤال ما حكم الزوج الذي يهين زوجته لا بدّ من التعرف على حقوق الزوجة على زوجها، فقد أوجب الإسلام حقوقًا على الزوجين تجاه بعضهما البعض يجب عليهما التقيّد بها واتباعها، وحقوق الزوجة على زوجها تُقسم إلى حقوق مالية وحقوق معنوية وهي على النحو الآتي:[٣]
حقوق الزوجة المالية
يجب على الزوج أداء ما عليه من حقوق مالية تجاه زوجته وعدم حرمانها منها، وتلك الحقوق المالية التي شرعها الدين الإسلاميّ تكون بحسب استطاعة كلّ زوج وقدرته ولكنّها واجبةٌ عليه، ويُطلق عليها الإسلام مصطلح "النفقة" وهي المال الذي يتوجب على الزوج انفاقه وإعطاءه لزوجته لتأمين مستلزماتها وحاجياتها، ويندرج تحت مسمى النفقة تأمين اللباس والطعام والشراب والمسكن، فقد جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال في خطبة حجة الوداع وهو يوصي الرجال بنسائهم: "وإنَّ من حَقِّهِنَّ عليكم رِزقَهُنَّ وكِسْوَتَهُنَّ بالمَعروفِ".[٤]
حقوق الزوجة المعنوية
وهي الأمور التي تتعلق بطريقة معاملة الزوجة وأسلوب الحياة وغيرها، وحقوق الزوجة المعنوية على زوجها كثيرة لأنّها نمط الحياة بأكمله والتي تكون غايتها الأساسية إنشاء حياةٍ زوجيةٍ متينة مترابطة، فمن بعض الحقوق المعنوية ما يأتي:[٣]
- أن يعلمها أمور الدين الإسلامي ويحثّها على أداء عباداتها كاملة.
- أن يحسن معاشرتها ويكرمها ويعاملها بالمعروف.
- أن يعدل بينها وبين زوجاته الأُخريات إن وُجدن، فإن لم يستطع العدل فيكتفي بزوجة واحدة.
- أن يسامحها ويغض الطرف عن أخطاءها مادامت لا تخالف شريعة الله وأوامره.
- أن يتجنّب ضربها وإن اضطر لذلك يجب ألّا يكون الضرب مؤذيًا أو على الوجه.
- أن يتلطف بها ويلاعبها ويحسن طريقة التحدث معها ويقدّرها.
- أن يجلس إليها ويحادثها وإن استأمنته على سرّ ما لا يفشي سرّها.
- أن يحسن الظن بها.
ما حكم الزوج الذي يهين زوجته
بعد سرد ما سبق من حقوق الزوجة على زوجها بات واضحًا أمر الإجابة على سؤال ما حكم الزوج الذي يهين زوجته، فقد أجمع أهل العلم أنّ سبّ الزوجة وإهانتها حرام وفسوق واستندوا في قولهم على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال: "سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ"،[٥]بل ويزاد الإثم عندما تكون الإهانة للزوجة وذلك لما لها من حقوق على زوجها في حسن المعاملة وطيب المعشر.[٦]
جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الأدلة على وجوب حسن معاملة الزوجة ومنها قوله تعالى في سورة البقرة: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}،[٧]كما قال -جلّ وعلا- في سورة النساء: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،[٨] وغيرها الكثير من الآيات القرآنية التي تحرّم على الرجل الإساءة لزوجته وإهانتها، ومن الأحاديث النبوية التي جاءت عن الرسول الكريم في توجيه الأزواج قوله -عليه الصلاة والسلام-: "واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا"،[٩] والله تعالى أعلم.[٦]
-----------------
المراجع
1↑ سورة الروم، آية: 21.
4↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج مشكل الآثار، عن عمرو بن الأحوص، الصفحة أو الرقم: 2524 ، حسن.
5↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم: 48، صحيح.
7↑ سورة البقرة، آية: 229.
8↑ سورة النساء، آية: 19.
9↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 5185، صحيح.