اهم مؤلفات ميخائيل نعيمة الرابطة القلمية عبارة عن جمعيَّة أدبيَّة عملَت على جمع الشعراء والأدباء في بلاد المهجر، وخاصَّة في أمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، تأسست عام 1920م في مدينة نيويورك من قبل عدد من الأدباء أهمهم: جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي، وقد تميَّزَ أسلوب شعراء الرابطة القلمية بالتأمل في أسرار الوجود والحياة والتعمُّق في النفس البشرية إضافةً إلى التعلُّق بالأوطان والحنين لها، إلا أنَّها تفككت بموت عميدِها جبران عام 1932م، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول من هو ميخائيل نعيمة أحد أهم أعضاء الرابطة القلمية.
[١]من هو ميخائيل نعيمة
ميخائيل نعيمة أديب وشاعر لبناني كبير، وقد عُرفَ بأنَّه أحد أدباء الرابطة القلمية التي تأسست في نيويورك لجمع شعراء المهجر وكان نائبًا لجبران خليل جبران فيها، ومن أجل معرفة المزيد حول من هو ميخائيل نعيمة يجدر بالذكر نبذة عن حياته، ولدَ ميخائيل نعيمة عام 1889م في لبنان، ودرس في مدرسة الجمعية الفلسطينية في بسكنتا وتابع دراسته الجامعية في أوكرانيا لمدَّة خمس سنوات ثمَّ سافرَ إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتابع دراسته هناك وعاش فيها لمدة عشرين عامًا تقريبًا وحصل على الجنسية الأمريكية وعاد إلى لبنان عام 1932م، كان يميلُ إلى العزلة والتأمل، وعاش معظم حياته في قرية الشخروب قرب بلدة بسكنتا اللبنانية وكانت ذات طبيعة خلابة، فغالبًا ما كان يذهب إلى أحد الشلالات القريب من القرية التي كان يعيش فيها ويفكر في الكتابة والفلسفة التي ينتهجها في حياته التي تدور حول الله والطبيعة والإنسان، وقد جمعَت مؤلفاته في 8 مجلدات أحدها كان يتناول مذكراته، لقِّبَ بناسك الشخروب، عمَّر طويلًا حيثُ توفِّيَ في لبنان عام 1988م عن عمر يناهزُ مئةَ عام.
[٢]اقتباسات من ميخائيل نعيمة
بعدَ معرفة من هو ميخائيل نعيمة سيُشار إلى بعض الاقتباسات من كتاباته، تركَ نعيمة ميراثًا كبيرًا فقد كان قاصًّا ومسرحيًّا وشاعرًا وناقدًا وفيلسوفًا له فلسفته الخاصّة في الإنسان والحياة، وكتب باللغة العربية والإنجليزية والروسية، وكانت مجموعته القصصية الأولى بعنوان "سنتها الجديدة" عام 1914م، ومن أهم أعماله: مرداد عام1952م، أبو بطة عام 1958م، أكابر عام 1956م، رواية مذكرات الأرقش عام 1949م، مسرحية الآباء والبنون عام 1917م، وغيرها كثير، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من أقوال ميخائيل نعيمة:
[٣]
- ويلٌ لشعب لا يتغيَّر ولا تتغير لغته في عالم سرّه التغيّر.
- من سيئات الحرب أنها تجلس البطولة الزائفة على عرش البطولة الحقَّة.
- فنحن كلَّما اقتربنا من النهاية المحتمة عدنا الى الماضي نفتِّش فيه عن زاد صالح لتلك النهاية.
- ويقيني أنَّ الناس لو حرصوا على نظافة قلوبهم حرصهم على نظافة أبدانِهم لَأصبحوا في غِنى عن الطبِّ والأطبَّاء، وعن العقاقير والصيدليات.
- ما تفهمُهُ من كلامي هو لك، وما لا تفهمُهُ هو لغيرِك.
- حُكم الأكثريّة حكم الأغبياء، فما كان العقلاء يومًا إلّا قلَّة في الأرض.
- قناعة الجسد فضيلة، أمّا قناعة الروح فجريمة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ميخائيل نعيمة
وُلِدَ ميخائيل نعيمة في بلدة بسكنتا اللبنانيّة في السابع عشر من تشرين الأول عام 1889، وهو قاصٌ وروائي، ومسرحي، وكاتب مقالات من الطراز الأول، وناقد كبير، كان أبوه مزارعًا تعلم منه الصبر والقناعة والميل إلى التأمل، وورث عن أمه حب النفوذ والطموح، أرسلته أمه إلى المدرسة الابتدائية الروسية في بسكنتا فبرع باللغة العربية، ثم انتقل إلى مدرسة المعلمين الروسية في الناصرة بفلسطين، درس الحقوق في جامعة واشنطن، والتحق بمجلة الفنون ليعمل كمحرر في نيويورك، أسس مع جبران ورفاقه الرابطة القلمية، لُقّب "بناسك شخروب" لاعتزاله في إحدى الكهوف، وفي هذا المقال حديث عن مؤلفات ميخائيل نعيمة.
[١]مؤلفات ميخائيل نعيمة وأدبه
زوّد ميخائيل نعيمة المكتبة العربية بإنتاجه الأدبي، وكانت باكورة مقالاته النقدية "فجر الأمل بعد ليل اليأس"، وأصدر في مهجره العدد من الكتب وهي: كتاب "الغربال" وهو كتاب نقدي جعله في قسمين: الأول يحوي منهجيته في النقد، وبين واقع الأدب في عصره كما ضمنه مقالاته التي عرفت بالمقاييس الجديدة، وكان القسم الثاني تطبيقًا للمقاييس النقدية المذكورة في الفصل الأول، وكتابه الثاني كان كتاب "الآباء والبنون" وهو رواية تمثيلية من أربعة فصول، وتاليًا مؤلفات ميخائيل نعيمة في المهجر وعند عودته إلى لبنان.
[٢]مؤلفات ميخائيل نعيمة في المهجر:
- همس الجفون: وهو ديوان شعري.
- كان ما كان: وهو مجموعة قصصية حَوَتْ قصصًا مختلفة.
- المراحل: مجموعة من المقالات.
- مذكرات الأرقش: وهو عبارة عن قصّة.
مؤلفات ميخائيل نعيمة عند عودته من المهجر إلى لبنان:
- جبران خليل جبران: وهو كتاب سيرة غيريّة تحدث فيها عن حياة صديقه جبران خليل جبران.
- لقاء: وهي رواية لخص فيها فكره وعقيدته، حيث تحدث عن فكرة فلسفية صوفية تعود أصولها إلى وحدة الوجود والتناسخ.
- سبعون: وهو كتاب من ثلاثة أجزاء، ويعدُّ كتاب سيرة ذاتية تحدث فيه ميخائيل نعيمة عن حياته ومختصر تجاربه ومعاناة الأمة، حيث تحدث عن تاريخ لبنان وبعض اللمحات عن حياة اللبنانيين في المهجر.
- النور والديجور: هو مجموعة مقالات، تتحدث عن مواضيع مختلفة مختصرها دعوته إلى الحب والسلام، وهو واحات من الحق والخير والجمال في صحاري المعيشة القاحلة.
من قصص ميخائيل نعيمة
يعود فضل الريادة في القصة القصيرة إلى محمد تيمور، وإلى جانبه ميخائيل نعيمة، إذ نُشرت أول قصة لكل منهما في العام نفسه 1917، فكانت قصة العاقر القصة الأولى لميخائيل نعيمة وهي من ضمن المجموعة القصصية كان ما كان وتتحدث القصة عن فتاة تدعى جميلة ورجل يدعى عزيز تربطهما رابطة الزواج المقدسة فتبدأ حياتهما الزوجية بأفضل حال، حيث كانا واقعين في حب بعضهما البعض وكانا يتفقان على كل شيء إلى أن طرح موضوع إنجاب الأولاد.
ظنت جميلة أن حبها لزوجها ووجودها معه يكفيه فلا يطلب منها المزيد، ولكن لم يكن هذا واقع الأمر، فقد كان حبه لها مرتبطًا بالإنجاب فقط، لم يستطع الزوجان في البداية أن ينجبا طفلًا وحاولا بكل الطرق الشعبية ولكن دون جدوى، حيث لم تدع الحماة مكانًا إلا أخذت جميلة إليه، ولم تنجح كل الطرق فظنوا أن جميلة عاقر، فتحولت حياة جميلة الفتاة التي كان لها من اسمها نصيب من حياة عز ورفاهية في بيت أبيها وأول حياتها في بيت زوجها إلى جحيم وعذاب، حيث تغير زوجها معها وأصبح رجلًا سيئًا بعد أن كان يناديها ب "قرقورتي"، وهي كانت تناديه "قرقوري"، وأصبحت معاملة حماتها لها سيئة فجعلتها تقوم بكل أعمال المنزل بعد أن كانت فتاة وزوجة مدللة، فخاب أمل جميلة التي كانت تظن أن زوجها يحبها لشخصها أصبحت تعيش حياة غربة، وذبلت الزهور الجميلة فيها، حتى دفعها ظلم حماتها وأمها وزوجها إلى ارتكاب الفاحشة في دير من الأديرة كما ذكر ميخائيل نعيمة في قصته، وبهذا جاءت بما يريدون دون أن يعلموا الطريق التي سلكتها لتصبح حاملًا ظانين أن مشكلتها وزوجها قد حُلت، ففرح زوجها وعاد يعاملها كما كان سابقًا وعاد يهتم بها جيدًا ويحضر لها الهدايا ويدللها، كما فرحت حماتها والجميع وعادت حياتها إلى ما كانت عليه.
إلا أن جميلة لم تكن راضية عن حياتها، ولم تكن راضية عن نفسها وعن الذنب الذي اقترفته لتبعد التهمة عن نفسها، فانتحرت تاركة رسالة لزوجها تخبره فيها بما فعلته، وتخبره فيها أنه هو العاقر وليس هي، وفي هذه القصة يريد ميخائيل نعيمة أن يبين للمجتمع أن المرأة ليست وحدها المسؤولة عن الإنجاب، وأن من الممكن أن يكون زوجها هو العاقر، فيصور الكاتب ظلم المجتمع للمرأة واضطهاده لها عندما لا تنجب وكأن الأمر بيدها، ومعاملة المجتمع للمرأة على أنها آلة للإنجاب لا سكن ومودة ورحمة وبشر من لحم ودم.