تعرف على اروع ما كتب الشاعر احمد مطر يُعرَّف الشعر السياسي في الأدب العربي على أنَّه الشعر الذي يُكتب مناصرة لحزب سياسي أو رأس من الآراء السياسية، ويكون الغرض من هذا الشعر هو تحقيق مبدأ أو غرض سياسي معين، كمدح أو ذمِّ حزبٍ أو طائفةٍ أو حاكمٍ، وقد بدأ الشعر السياسي منذ الجاهلية، حيثُ عُدَّ الشعر الذي قيل في مناصرة القبيلة شعرًا سياسيًّا؛ لأنَّه كان يخدم القبيلة وينطلق من انتماء الشاعر لهذه القبيلة، أمَّا في العصر الحالي فقد ارتبط الشعر السياسي ارتباطًا وثيقًا بالديمقراطية وحرية التعبير الذي دعا إليه معظم شعراء الشعر السياسي، إضافة إلى النضال ضد كلِّ أشكال الاستعمار، ومن أبرز شعراء الشعر السياسي الشاعر أحمد الذي سيتم الحديث عنه في هذا المقال.
[١]الشاعر أحمد مطر
أحمد مطر شاعر عراقي ولد عام 1954م في قرية من قرى شط العرب في البصرة جنوب العراق اسمها التنومة، وكان له عشرة أخوة من ذكور وإناث، عاش الشاعر أحمد مطر طفولته في قرية التنومة، ولهذا كان هذه القرية حاضرة في أشعاره، وصفها بالرقة والبساطة والطيبة، هذه القرية التي تضج بالنخيل والقصب والبيوت المصنوعة من الطين، وقد بدأ أحمد مطر قول الشعر في سن الرابعة عشرة من عمره، فكان كغالب الشعراء يكتب الغزل بحس رومانسي بدائي لطيف، قبل أن تتطور نظرته إلى الحياة ويتحوَّل شعره إلى المضمار السياسي كاشفًا ما خفي من صراع السلطة والناس.
[٢]كانت التفاتة الشاعر أحمد مطر للشعر السياسي أشبه بقفزة في قرص نار لصعوبةِ التكهُّنِ بمصيرِ القافز، ولكنَّ نفسه التي لا تعرف السكوت ولا الخنوع ألقته في مهب الريح عاريًا إلَّا من شعره، وصامتًا إلَّا من قول الحق، فكتب قصائد عنفوانية، همُّها التحريض والشجن وتعديل موقف المواطن من السلطة، فدارت الدوائر عليه؛ حيث اضطر أحمد مطر إلى مغادرة البلاد مجبرًا إلى الكويت هربًا من براثن السلطة عدوِّه الأول، وفي الكويت عمل الشاعر أحمد مطر كمحرر ثقافي في جريدة القبس الكويتية، وعمل مدرسًا للصفوف الابتدائية، وفي رحاب مجلة القبس الكويتية التقى أحمد مطر بالفنان ناجي العلي، هذا اللقاء الذي كان بداية لعلاقة صداقة حميمة قائمة على تشابه بكير في الأفكار والانتماءات والآراء والميولات.
[٢]هذه العلاقة الطيبة بين الشاعر أحمد مطر والفنان ناجي العلي كانت تظهر في أعداد مجلة القبس التي كانت تبدأ بقصيدة لأحمد مطر وتُختتم برسمة كاريكاتيرية لناجي العلي، وكان أحمد حادًّا في نقده للسلطة، قاسيًا في كلامه وشعره، وصريحًا في انتقاداته، مما أثار غضب السلطات عليه وعلى صديقه ناجي العلي، فنُفيا خارج الكويت لينتهي بهما المطاف في لندن حيث توفِّي ناجي العلي وبقي أحمد مطر وحيدًا في شوارع لندن يكابد أسى لا يفارقه روحه وخاطره، وقد خرجت بعض الإشاعات التي تشير إلى وفاة الشاعر أحمد مطر في لندن، ولكنَّ هذه الأخبار لم تزل مجرد إشاعات بعد أن أكَّد بعض أقربائه أنَّه يعيش في لندن حتَّى هذا اليوم.
[٣]السخرية في شعر أحمد مطر
تُعدُّ السخرية في الشعر طريقة من طرائق التعبير عن الشيء، يستخدم فيها الشاعر ألفاظًا خاصَّة تشير هذه الألفاظ إلى عكس ما يقصد الشاعر تمامًا، وهي في هذا تشبه التورية، وغالبًا ما يكون القصد من السخرية هو النقد وإظهار العيوب وتعرية السلبيات، وقد برع الشاعر أحمد مطر في هذا الأسلوب، فكان شاعرًا ساخرًا متهكمًا، دفعتِ السخريةُ الناسَ إلى متابعته وقراءة أشعاره التي كان ينقد فيها السلطة ويسلِّط الأضواء على الفجوة الكبيرة بين السلطة والشعوب في البلاد، فكان يفضح آليات السياسة واستراتيجيَّاتها بأسلوب ساخر لاذع، مما أثار غضب السلطات العربية عليه وإعجاب الشعب العربي كلِّه، ومن الأمثلة التي تظهر فيها السخرية جليَّة في شعر أحمد مطر قوله:
[٤]مَـرّةً، فَكّـرتُ في نشْرِ مَقالْعَن مآسِيْ الاحتِلالْعنْ دِفاعِ الحَجَرِ الأعزَلِعَن مدفَـعِ أربابٍ النّضالْ!وَعَنِ الطّفْـلِ الّذي يُحـرَقُ في الثّـورةِكي يَغْـرقَ في الثّروةِ أشباهُ الرِّجالْ!قَلّبَ المَسؤولُ أوراقي، وَقالْ:إجتنبْ أيَّ عِباراتٍ تُثيرُ الانفِعـالْومن الأمثلة على السخرية في شعر الشاعر أحمد مطر ما قاله عن بعض الحكام، الذين كان يرمز إليهم بألفاظ خاصة، لا تخلو هذه الألفاظ من السخرية والتهكم أيضًا، كأنْ يقول: الوالي، الحاكم، ومن هذه القصائد قوله:
[٤]قرر الحاكم إصلاحَ الزِّراعةِعيَّنَّ الفلَّاحَ شرطيَّ مرورٍوابنة الفلَّاحِ بياعةَ فولروابنه نادل مقهًى في نقابات الصناعةوأخيرًا عيَّن المحراثَ في القسم الفولوكلوريوالثور مديرًا للإذاعةقفزة نوعية في الاقتصادأصبحت بلدتنا الأولىبتصديرِ الجرادْوبإنتاج المجاعةْوفاة الشاعر أحمد مطر
إنَّ ظهور الشاعر العراقي أحمد مطر على وسائل الإعلام من صحافة وتلفاز، جعل الشائعات التي تدور حول موته كثيرة، فبين الفينة والأخرى تخرج بعض الأخبار التي تؤكِّد الشاعر العراقي الكبير أحمد مطر في مقرِّ إقامته في لندن، ولكنْ سرعان ما تأتي الأخبار التي تكذِّب هذه الشائعات من خلال تأكيد المقربين منه ومن عائلته أنَّ الشاعر أحمد مطر ما زال حيًّا يعيش مع عائلته في لندن وهو حيٌّ يُرزق حتَّى اليوم، ولم تزلْ الأخبار متضاربة حول خبر وفاته، أمَّا فيما يتعلَّق بسبب انتشار هذه الشائعات، فلعلَّ أبرز أسباب انتشار الشائعات هو قلَّة خروج الشاعر من عزلته وحديثه مع الإعلام، إضافة إلى انقطاعه التام عن كلِّ الأجواء الثقافية العربية، وانعزاله عن الناس أبدًا سوى عائلته ومن حوله، والله أعلم.
[٥]قصائد الشاعر أحمد مطر
بعد ما جاء من تفصيل في حياة الشاعر العراقي أحمد مطر، لا بدَّ من تسليط الأضواء على شعر هذا الشاعر السياسي الساخر، وهذا الأديب الناقد، الذي تناول كثيرًا من القضايا المخيفة عند بقية الشعراء والأدباء، والذي حمل على عاتقه مسألة المناداة باسم حرية التعبير عن الرأي، وساندها وأيدها بالشعر والكلمة والرأي والدم، وفيما يأتي بعض قصائد الشاعر أحمد مطر:
- يقول أحمد مطر في إحدى قصائده:[٦]
طولَ أعوامِ الخصامْلم نكنْ نشكو الخِصاملم نكنْ نعرفُ طعمَ الفقدأو فقد الطعامْلم يكنْ يضطربُ الأمنُ من الخوفِولا يمشي إلى الخلف الأمامْكلُّ شيءٍ كان كالسَّاعة يجري ... بانتظامْهاهنا جيش عدو جاهز للاقتحامْوهنا جيشٌ نظام جاهز للانتقامْمن هنا نسمعُ إطلاق رصاصٍمن هنا نسمع إطلاق كلامْوعلى اللحنينِ كنَّا كلَّ عامْنولمُ الزاد على روح شهيدٍ وننام.
- ومن شعر الشاعر أحمد مطر أيضًا:[٧]
قِفوا ضِدّيدَعُوني أقتفي وَحْدي، خُطى وَحْدي!أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهديقَطَعتُ العُمرَ مُنفردًاأصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِوَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتيسِوى وَرْديفَلا ليَ ظَهْرُ أمريكالِيُسندَ ظَهريَ العاريوَلا ليَ سُلطةٌ تُوريبِقَدْح زنادها ناري، وَلا ليَ بَعدَها حِزبُيُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي
- ومن شعر الشاعر أحمد مطر أيضًا:[٨]
يَخفِـقُ الرقّاصُ صُبحًا وَمسـاءْويَظنُّ البُسَطاءْأَنّـهُ يَرقصُ!لا يا هـؤلاءْهـوَ مشنوقٌولا يـدري بما يفعلُهُ فيهِ الهـواءْ!
- ومن شعر الشاعر أحمد مطر أيضًا:[٩]
هو من يبتدئ الخلقوهم من يخلقون الخاتمات!هو يعفو عن خطاياناوهم لا يغفرون الحسنات!هو يعطينا الحياةدون إذلالوهم، إن فاتنا القتل،يمنون علينا بالوفاة!شرط أن يكتب عزرائيلإقرارًا بقبض الروحبالشكل الذي يشفي غليل السلطات!
- ومن شعر الشاعر أحمد مطر أيضًا:[١٠]
فكرت بأن أكتب شعرًالا يهدر وقت الرقباءِلا يتعبُ قلبَ الخلفاءِلا تخشى من أن تنشَرَهُكل وكالاتِ الأنباءِويكونُ بلا أدنى خوفٍفي حوزة كل القراءهيأت لذلك أقلاميووضعت الأوراق أماميوحشدت جميع الآراءثمَّ بكلِّ رباطةِ جأشٍأودعتُ الصَّفحة إمضائيوتركتُ الصَّفحة بيضاء!راجعت النصَّ بإمعانٍفبدت لي عدة أخطاءقمت بحك بياض الصفحةواستغنيت عن الإمضاء!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشاعر أحمد مطر
أحمد مطر شاعرٌ عراقيّ وُلد عام ألفٍ وتسعمئة وأربعة وخمسينَ في البصرة، بدأ بكاتبة الشعر في سنٍ مبكرة وهو الرابعة عشرة، وقد بدأ بكتابة الفنون الأدبيّة والشعر الرومانسي والغزلي، ثم ما لبث أن تأثر بالصراع بين الشعب والسلطة، وعُرف بانتقاده الشديد لأنظمة الحكم العربية، وبدأ بكتابة الشعر السياسي وهو أجمل ما كتب أحمد مطر، وكتب القصائد الحماسية التي قادته إلى الشهرة، نظرًا لقدرة قصائده على حث الناس على النهوض والثورة، كما انتقد الحكام والسياسيين في شعره حتى انتهى به الأمر في السجن، ورغم هذا لم يتراجع عن مواقفه أبدًا، وقد تنقل أحمد مطر ما بين الكويت والعراق ولندن، وفي هذا المقال سيتم ذكر بعض قصائده، والتي تُعدّ أجمل ما كتب أحمد مطر.
[١]أجمل ما كتب أحمد مطر
أجمل ما كتب أحمد مطر في الشعر الحر كثير، والذي بدأ يأخذُ شكله الخاص بعيدا عن الغزل، ولا يمكنُ اختصاره بقصيدة أو قصيدتين، فالكثير من الثوريين العرب والناقدين لسياسات الأنظمة الحاكمة وجدوا ضالتهم في سطور أحمد مطر وآرائه الصريحة، ومنهم من يلقبه الآن بملك الشعر في الوطن العربي ، ويؤمن أحمد مطر بأهمية الكلمة وأثرها دون أن يعتبرها لاغية للفعل، بل يعدُّها مقدمة ضرورية لفعلٍ لازم، ويتجلى إيمانه هذا حين قال في مقطوعاته الشعرية الكثير، وفيما يأتي مقطوعات تُعدّ من أجمل ما كتب أحمد مطر:
قِفـوا ضِـدّيدَعُوني أقتفي وَحْدي خُطى وَحْدي!أنا مُنذُ اندلاع براعِمِ الكلماتِ في مَهديقَطَعتُ العُمرَ مُنفردًاأصُـدُّ مناجِلَ الحَصْدِوَما مِن مَوْردٍ عِندي لأسلحتيسِوى وَرْدي!فَلا ليَ ظَهْرُ أمريكالِيُسندَ ظَهريَ العاريوَلا ليَ سُلطةٌ تُوريبِقَدْح زنادها ناري، وَلا ليَ بَعدَها حِزبُيُسَدِّدُ زَنْدُهُ زَندي
قِفـوالن تَبلُغوا مِنّي وُقُوفَ النّدِّ للِندِّ مَتى كُنتمْ مَعي حتَىأُضارَ بِوَحشةِ البُعْـدِ؟أَنا مَن ضَمّكُمْ مَعَهُلِتَرفعَ قِيمَةُ الأصفارِ قامَتَها لَدى العَـدِّبظِلِّ الواحدِ الفَردولكنّي، بطُولِ الجُهْـدِ،لَم أَبلُغْ بها قَصْـديأُحرّكُها إلى اليُمنىفألقاها على اليُسرىوتَجمعُ نَفسَها دُونيفَيُصبحُ جَمْعُها: صِفراوَما ضيري؟أنا في مُنتهى طَمَعي وفي زُهْـديسَأبقى واحِدًا وَحْـدي!
فَمي أَضناهُ حَـكُّ الشَّمْعِ عن فَمِكُمبحقِّ الباطِلِ المَصهورِ في دَمِكُمْقِفوا ضِـدّيدَعُوني، مَرّةً، أُهدي سَنا جُهديلِما يُجـديفَمَهْما أَشرقَتْ شَمسيفلن تَلقى لَها جَـدوىسِوى الإعراضِ والصَدِّمَنَ العُمْيانِ والرُّمْدِ
قِفـوا ضِـدّيأنا حُـرُّ ولا أرجو بَراءةَ ذِمَّةٍمِن ذِمّـةِ العَبْدِخُـذوا أوراق إثباتيخُذوا خِزْيَ انصهاري في ذَواتٍأَخجَلتْ ذاتيسَفَحتُ العُمْـرَأُوقـِظُ نائِمَ الإنسان في دَمِهاوَحينَ تَحرَّكَتْ أطرافُ نائِمِهامَشَتْ فَوقي تُجدِّدُ بَيعةَ القـردِ!خُـذوا آبارَكُمْ عَنّيخُـذوا النّار الّتي مُتُّمْ بِهامِن شِدَّةِ البَـرْدِ!خُـذوا أنهارَكُمْ عَنّيخُـذوا الدَّمْعَ الذّي يَجريكسكّينٍ على خَـدّيخُذوا الأضواءَ والضّوضاءَعَن عَيني وَعَن أُذُنيأَنَا ابنُ الغَيمِلي مِن دُونِكُمْ بَرقي وَلي رَعْديقِفـُوا ضِـدّيكَفاني أنّني لم أنتزِعْ مِن قَبلِكُمْ جِلدي.وأنّي لم أَبعْني، مِثلَكُمْ، في ساعةِ الجِدِّكَفاني بَعدَكمْ أنّيبَقيتَُ، كما أنا عِنْـديفَماذا عِندَكُمْ بَعْـدي؟!
- قصيدة عائدون: قصيدة قصيرة من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
هرم الناس وكانوا يرضعون،عندما قال المغني عائدون،يا فلسطين وما زال المغني يتغنى،وملايينا للـحـون،في فضاء الجرح تفنى،واليتامى من يتامى يولدون،يا فلسطين وأرباب النضال المدمنون،ساءهم ما يشهدون،فمضوا يستنكرون،ويخوضون النضالات على هز القنا نيوعلى هز البطون، عائدون،ولقد عاد الأسى للمرة الألف،فلا عدنا ولاهم يحزنون!
- قصيدة حبسة: مقطوعة شعرية من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
اختفى صوتيفراجعت طبيبي في الخفاء.قال لي: ما فيك داء.حبسه في الصوت لا أكثرأدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء!قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم القضاءحبسه الصوتستعفيك من الحبسوتعفيك من الموتوتعفيك من الإرهاقما بين هروبٍ واختباء، وعلى أسوأ فرضسوف لن تهتف بعد اليوم صبحًا و مساءبحياة اللقطاء.باختصارأنت يا هذا مصابٌ بالشفاء!
- قصيدة البكاء الأبيض: من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
كنت طفلًاعندما كان أبي يعمل جنديًابجيش العاطلين!لم يكن عندي خدين.قيل ليإن ابن عمي في عداد الميتينوأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين.لكنِ الدمعة في عين أبيسر دفينكان رغم الخفض مرفوع الجبين.غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!قلت: ماذا يا أبي؟!رد بصوت لا يبين:ولدي مات أمير المؤمنين.نازعتني حيرتيقلت لنفسي:يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!كيف يبكيه أبي، الآن،ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
ها أنا ذا من بعد أعوام طوالأشتهي لو أننيكنت أبي منذ سنين.كنت طفلًالم أكن أفهم ما معنىبكاء الفرِحِين!
- قصيدة أوصاف ناقصة: وهي قصيدة نثرية عامة من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
نزعم أننا بشرلكننا خراف!ليس تمامًا إنمافي ظاهر الأوصاف.نُقاد مثلها؟ نعم.نُذعن مثلها؟ نعم.نُذبح مثلها؟ نعم.تلك طبيعة الغنم.لكنْ يظل بيننا وبينها اختلاف.نحن بلا أردِيةوهي طوال عمرها ترفل بالأصواف! نحن بلا أحذيةوهي بكل موسم تستبدل الأظلاف!وهي لقاء ذلها تـثغـو ولا تخاف.ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف!وهي قُبيل ذبحهاتفوز بالأعلاف.ونحن حتى جوعنايحيا على ا لكفاف!هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟!
- قصيدة السكتة القلبية: قصيدة معبرة من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
لي صاحب في الكلية الطبيةتأكد المخبر من ميوله الحزبيةوقام باعتقاله حين رآه مرةيقرأ عن تكون الخليةوبعد يوم واحدأفرج عن جثته بحالة أمنيةفي رأسه رفسة بندقيةفي صدره قبلة بندقيةفي ظهره صورة بندقيةلكنني حين سألت عن أمرهحارس الرعيةأخبرني أن وفات صاحبيقد حدثت بالسكتة القلبية.
- قصيدة الراحلة: قصيدة معبرة فيها الكثير من الإحساس، وهي من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
هذا ما ألفنا طول رحلتنا المديدهلا تأسفي لنفوق راحلةٍ هوتمن ثقل جملتنا المفيدهفعلى الطريق سنصطفي أخرى جديدهوإذا وهت كلّ الجمالعن احتمالك واحتماليفليكنقدمي أحدّ من الحديدوخطوتي أبداً وطيدهلا ما تعبتولو ظللت أسير عمري كلّهفوق اللّظىسيظلّ يفعمني الرّضاما دمت طاهرة حميدةماذا أريد وأنت عندي؟يا ابنتيلو قدموا الدّنيا وما فيهامقابل شعرة من مفرقيكلقلت: دنياكم زهيدةوطن أنابين المنافي أحتويك مشردََاكي لاتظلّي في البلاد معي شريدةوأنا بنورك يا ابنتيأنشأت من منفاي أوطانََالأوطاني الطّريدةلكنّها بهرت بأنوار السطوعفآنست لعمي الخضوعومرغت أعطافها بالكيدحتى أصبحت وهي المكيدةماهمّني؟كلّ الحتوف سلامةكلّ الشقاء سعادةما دمت حتّى اليوم سالمةً سعيدةلا قصد لي في العيشإلاّ أن تعيشي أنتأيتها القصيدةهيّا بنالفّي ذراعك حول نحريوالبدي في دفء صدريكي نعود إلى المسيرفإنّ غايتنا بعيدهودعي التّلفّت للوراءفقد هوى عما هًوتوصف الفقيدةهي لم تذق معنى المنيّة حرةًمعناولا عاشت شهيدةلا تحزني يوماً عليهاواحزني دوماً لهالم ننف عنها.. إنّمانفيت، لقلّة حظّها، عنّا الجريدة
- قصيدة اعترافات كذاب: قصيدة ثورية من أجمل ما كتب أحمد مطر ويقول فيها:[٢]
بملء رغبتي أنا ودونما إرهابأخدعكم بالجمل المنمنمةوأدعي أني على صوابوها أنا أبرأ من ضلالتيقولوا معي اغفر وتبيا رب يا توابقلت لكم إن فمي في احرفي مذابلأن كل كلمة مدفوعة الحسابلدى الجهات الحاكمةأستغفر الله فما أكذبنيفكل ما في الأمر أن الأنظمةبما أقول مغرمةوإنها قد قبلتني في فميفقطعت لي شفتي من شدة الإعجابقلت لكم بأن بعض الأنظمةغربية لكنها مترجمةوأنها لأتفه الأسبابتأتي على دبابة مطهمةفتنشر الخرابوتجعل الأنام كالدوابوتضرب الحصار حول الكلمةأستغفر الله فما اكذبنيفكلها أنظمة شرعية جاء بها انتخابوكلها مؤمنة تحكم بالكتابوكلها تستنكر الإرهابوكلها تحترم الرأي و ليست ظالمةوكلها مع الشعوب دائمًا منسجمةقلت لكم، إن الشعوب المسلمةرغم غناها معدمةوإنها بصوتها مكممةوإنها تسجد للأنصابوإن من يسرقهيملك مبنى المحكمةويملك القضاة والحجابأستغفر الله فما اكذبنيفها هي الأحزاب تبكيلدى أصنامها المحطمةوها هو الكرار يدحو البابعلى يهود الدونمةوها هو الصديق يمشيزاهدًا مقصر الثياب
وهاهو الدين لفرط يسره
قد احتوى مسيلمةفعاد بالفتح بلا مقاومةمن مكة المكرمةيا ناس لا تصدقوا فإنني كذاب.
- قصيدة حيثيات الاستقالة: حيث كتب الشاعر هذه القصيدة إكرامََا الحرية، وهي من أجمل ما كتب أحمد مطر، ويقول فيها:[٣]
أيتها الصحيفهالصدق عندي ثورة.وكذبتيإذا كذبت مرةليست سوي قذيفه!فلتأكلي ما شئت، لكني أنامهما استبد الجوع بيأرفض أكل الجيفه.أيتها الصحيفهأيتها بذلةوانطرحي برهبةوانبطحي بخيفه.أما أنافهذه رجلي بأم هذه الوظيفة!
- قصيدة حموريتنا: قصيدة ثورية من أجمل ما كتب أحمد مطر، ويقول فيها:[٣]
بالتمادييصبِحُ اللّصُّ بأوروبا مديرََا للنوادي،وبأمريكا،زعيمََا للعصابات وأوكار الفسادِ،وبأوطاني التي من شرعها قطع الأيادي،يصبح اللص زعيمََا للبلادِ،إهانةرأتِ الدول الكُبْرىتبديلَ الأدوارْفأقرَّتْ إعْفاءَ الوالي
واقْتَرحتْ تعْيينَ حِمارْ!
ولدى توْقيعِ الإقرار ْنهقَتْ كُلُّ حميرِ الدُّنيا باستنكارْ:نحنُ حميرَ الدُّنيا، لا نرْفضُ أن نُتعَبْأو أن نُركَبْ، أو أن نُضرَبْأو حتى أن نُصلَبْ؛لكن نرفضُ في إصرارْأنْ نَغْدو خدماً للاستعمارْ.أنَّ حُمُورِيَّـتَنا تَأْبىأنْ يَلْحَقَنا هذا العارْ!
أشهر أقوال أحمد مطر
أجمل ما كتب أحمد مطر لا يقتصر على الشعر، فأحمد مطر من الأدباء الذين يتداول الناس أقوالهم بكثرة، وذلك لما تحمله هذه الأقوال من معنى مؤثر وقوي يختصر الكثير من الكلمات التي تدور في أذهان الناس، خصوصََا فيما يتعلق في الجانب السياسي والثور، وفيما يأتي بعض العبارات التي تعد من أجمل ما كتب أحمد مطر:
[١]
- خطاب تاريخي: رأيت جرذًا يخطب اليوم عن النظافة وينذر الأوساخ بالعقاب وحوله يصفق الذباب!
- أي وطن هذا الذي حاكمه مراهن وأهله رهائن، أي وطن هذا الذي سمائه مراصد وأرضه كمائن، أي وطن هذا الذي هواؤه الآهات والضغائن.
- كلب والينا المعظم عضّني اليوم ومات، فدعاني حارس الأمن لِاُعدَم عندما أثبت تقرير الوفاة أن كلب السيد الوالي تسمم.
- الكابوسُ أمامي قائم -قُمْ من نومكَ لستُ بنائم. -ليس إذن كابوسًا هذا بل أنت ترى وجه الحاكم!.
- يكذبون بمنتهى الصدق، يخونون بمنتهى الإخلاص، يدمرون بلدانهم بكل وطنية، يقتلون إخوانهم بكل إنسانية، ويدعمون أعداءهم بكل سخاء.
- كل ما استطاعته دول الغرب بوسائل التكنولوجيا المتقدمة، هو أن ترسل بضعة أشخاص إلى القمر، أليس من حقنا أن نعدها متخلفة أمام دولنا العربية التي اعتادت بوسائلها البدائية أن ترسل آلاف الأشخاص يوميََا وراء الشمس؟
- فكرّرتُ مقالي، قيلَ لي: عيبٌ وكرّرتُ مقالي، ثُمّ لمّا قيلَ لي: عيبٌ، تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي وخفّفتُ انفعالي، ثُمّ قدّمتُ اعتِذارََا لنعالي.
- إن حقوق الإنسان يجب أن تبدأ في البيت.
- إن دودة الطاغية متجانسة مع دودة الخنوع لدى جماهير الشعب العظيم الدودة والعلف.
- إن لم يكن بنا كريمََا آمنََا ولم يكن محترمََا ولم يكن حرََت فلا عشنا ولا عاش الوطن.
- لأننا أسريون جدََا فنحن لا نجتمع في العادة إلا في بيت خالتنا!
- نموت كي يحيا الوطن، يحيى لمن، من بعدنا يبقى التراب والعفن، نحن الوطن.
- دخل ذئب حظيرة الخراف، فأكل نعجة بيضاء ففرحت الأغنام السوداء، ثم أكل نعجة سوداء فقالت البيضاء: ذئب عادل، وما زال الذئب يمارس عدله فيهم حتى اليوم.
- وجوهكم أقنعة بالغة المرونة، طلؤها حصافة وقعرها رعونة، صفق إبليس لها مندهشََا وباعكم فنونه، وقال: إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه.
- في مقلب الإمامة، رأيت جثة لها ملامح الأعراب، تجمعت من حولها النسور والباب، وفوقها علامة تقول هذي جثة كانت تسمى سابقََا كرامة.
- في أي قطر عربي، إن أعلن الذكي عن ذكائه فهو غبيّ.
- يا عرب الخسّةِ دلونى لزعيمٍ يأخذ بيميني فيحرّر مسجدنا الأقصى ويعيد الفرحة لسنيني.
- إذا كان الثوريّ نظيفََا فلماذا تتسخ الثورة!
- الكابوس أمامي قائم قمْ من نومكَ لست بنائم ليس إذن كابوسََا هذا بل أنت ترى وجه الحاكم!
- ترك اللص لنا ملحوظة فوق الحصير جاء فيها: لعن الله الأمير لم يدع شيئا لنا نسرقه إلا الشخير.
- دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه، لأنه لو قام حقَوا بينكم فسوف تقتلونه.
- ساعةُ الرمل بلاد لا تحب الاستلاب، كلما أفرغها الوقتُ من الروح استعادت روحَه بالانقلاب.
- ستعود أوطاني إلى أوطانها إن عاد إنسان بها الإنسان.
- سـرّ المهنة إثنـانِ في أوطانِنـا يرتَعِـدانِ خيفَـةً من يقظَـةِ النّائـمْ: اللّصُّ، والحاكِـمْ!
- إن الأرض تكرر دورانها حول الشمس كل يوم، لكنها لا تكرر نفسها حتي في لحظتين متتاليتين، والشعر العربي يكرر موضوع الحب منذ الجاهلية، والقضية برمتها هي عبارة عن رجل يعشق امرأة، وامرأة تحب رجلا، فهل تستطيع القول إن الموضوع قد اختلف عن هذا يوما ما؟ إن هذا الموضوع لم ينته بالتكرار، لأن هناك دائما زاوية جديدة للنظر ونبرة جديدة للبوح وثوبا جديدا للمعنى، إني أتساءل ألا يكون الحب حبا إلا إذا قام بين رجل وامرأة؟! أليس حبا حنينك إلى مسقط رأسك؟ أليس حبا أن تستميت لاسترداد الوطن من اللصوص؟ أليس حبََا أن تحاول هدم السجن وبناء مدرسة؟ إن البكاء على الأهل والغضب على المقاول، هما أرفع أنواع الحب في مثل هذا الموقف.[٣]
مؤلفات أحمد مطر
أجمل ما كتب أحمد مطر موجود في دواوين ك الشعرية، فقد ألف الشاعر والكاتب أحمد مطر الكثير من القصائد والأشعار التي نُشرت وذاع صيتها بين الناس، وخصوصََا بين الأوساط الثورية والسياسية، التي رصدت أجمل ما كتب أحمد مطر من أشعار ونصوص أدبية، نظرًا لما تحتويه أشعاره من حماس ودعوة للثورة والنهوض ضدّ أنظمة القمع والقتل والفساد، ومن بين أشعاره ودواوينه التي تضم أجمل ما كتب أحمد مطر ما يأتي:
[٤]
- أحاديث الأبواب.
- شعر الرقباء.
- ولاة الأرض.
- ورثة إبليس.
- أعوام الخصام.
- ديوان الجثة.
- دمعة على جثمان الحرية.
- السلطان الرجيم.
- الثور والحظيرة.
- هون عليك.
- كلب الوالي.
- ما قبل البداية.
- ديوان ملحوظة.
- ديوان مشاتمة.
- ديوان كابوس.
- مقاوم بالثرثرة.
- لافتات 1 1984م.
- لافتات 2 1987م.
- لافتات 3 1989م.
- إني المشنوق أعلاه 1989م.
- ديوان الساعة 1989م.
- لافتات 4 1993م.
- لافتات 5 1994م.
- لافتات 6 1997م.
- لافتات 7 1999م.
- لافتات متفرقة.