كيفية علاج الاصابه بالسعال الديكي واهم نصائح للتعامل مع المريض يُمثل السُّعالُ الدّيكي (بالإنجليزية: Whooping Cough) أو ما يُسمى بالشّاهوق (بالإنجليزية: Pertussis) أحد أنواع العدوى التي تُصيب الجهاز التنفسي، ويُشار إلى أنّ مرض السّعال الديكي مُعدٍ للغاية، وعادة ما تبدأ هذه الحالة بشعور المصاب بأعراض تُشبه أعراض نزلات البرد،
[١] ومن ثمّ يتطوّر السّعال لدى المُصاب، وفي نهاية السّعال قد يأخذ المُصاب نفساً عميقاً في بعض الحالات، ولهذا سُمّي هذا المرض بالسّعال الديكي، ومن الجدير بالذكر أنّ السعال المصاحب لهذا المرض قد يستمر فترة تصل إلى ثلاثة شهور حتى بعد خضوع المُصاب للعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة، وقد تقلّ قدرة الشخص على نقل العدوى للآخرين في هذه الفترة، وممّا يجدر بيانه أنّ هذا المرض قد يؤثر في الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ولكنّه يكون في أخطر حالاته إذا أصاب الرضع دون الشهر السادس من العمر، وذلك لارتفاع احتمالية ظهور المضاعفات لدى الرضع في هذا العمر مقارنةً بالأطفال الأكبر سناً والبالغين، ومن الأخبار السارة أنّ هذا المرض يمكن تجنّبه، وإنّ أفضل طريقة للوقاية منه هي أخذ اللقاحات المُخصصة للوقاية منه.
[٢] استنادًا إلى إحصائيّات منظمة الصحّة العالميّة (بالإنجليزية: World Health Organization) لعام 2018 م، فإنّ عدد الإصابات بالسُّعال الدّيكي تبلغ حوالي 151,074 على مستوى العالم،
[٣] ومن الأخبار السارة أنّ عدد حالات الإصابة بالسعال الديكي وعدد الوفيات التي تسبب هذا النوع من العدوى البكتيرية، قد انخفض بشكلٍ ملحوظٍ للغاية، ولا سيما إذا ما قُورنت النتائج في السنوات الاخيرة بالتسعينات، وممّا يجدر التنبيه إليه أنّ أفريقيا تُشكل أكثر المناطق احتضاناً لمرض السعال الديكي، وعلى أية حال فإنّه يُوصى بأخذ المطاعيم الخاصة بالسعال الديكي واتباع طرق العلاج السليمة بحسب ما يراه الطبيب مناسباً للسيطرة على المرض والحدّ من انتشاره.
[٤]أعراض السعال الديكي
إنّ الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين بالسعال الديكي تتشابه مع أعراض وعلامات بعض الحالات الصحية الأخرى، ولذلك لا يُعدّ ظهورها وسيلة لتأكيد الإصابة بالسعال الديكي، إذ لا بُدّ من مراجعة الطبيب المختص من أجل الحصول على التشخيص الدقيق، هذا ويجدر بيان أنّ الأعراض والعلامات التي ترتبط بالسعال الديكي قد تختلف أو تتفاوت من شخصٍ إلى آخر، وفي الحقيقة لا تظهر أعراض الإصابة بالسعال الديكي بشكلٍ مفاجئ، وإنّما تحتاج في الغالب فترة لتظهر، وعادة ما تكون الفترة الفاصلة بين الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض (فترة حضانة المرض) ما بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، ثم تبدأ الأعراض بالتطوّر على ثلاث مراحل، وفيما يأتي بيان الأعراض الخاصة بكل مرحلة من هذه المراحل:
[٥][١]
- المرحلة الأولى: عادة ما تستمر أعراض المرحلة الأولى من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وغالباً ما تتمثل بما يأتي:
- السعال البسيط.
- سيلان الأنف.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
المرحلة الثانية: قد تستمر أعراض هذه المرحلة عدة أسابيع، وهي كما يأتي:
تظهر نوبات حادة من السعال ويكون أشدّ مما هو عليه في المرحلة الأولى.
يكون السعال جافاً وقوياً.
ينتهي السعال بصوت يُشبه صوت الديك عند استنشاق الهواء، ولكنّ الرضع وحديثي الولادة لا يظهر لديهم هذا العرض لعدم قدرتهم على أخذ النّفس بسهولة عند إصابتهم بالسعال الديكي.
يمكن أن يتقيأ الطفل عند السعال.
يمكن أن يظهر السعال عند الطفل عند بكائه، أو لعبه، أو حتى عند تناوله الطعام أو الحليب.
المرحلة الثالثة: تبدأ أعراض المرحلة الثالثة بالظهور في الأسبوع الرابع تقريبًا من الإصابة بالسعال الديكي، ومن أعراض هذه المرحلة ما يأتي:
يتوقف القيء والسعال في بداية هذه المرحلة.
يحدث السعال على هيئة نوبات متقطعة بين حين وآخر بعد الأسبوع السادس، وقد تستمر نوبات السعال لمدة شهر أو شهرين.
ولمعرفة المزيد عن أعراض السعال الديكي يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السعال الديكي عند الأطفال).
أسباب السعال الديكي
تُعزى الإصابة بالسّعال الديكي إلى البكتيريا التي تُسمى علمياً باسم البورديتيلة الشاهوقية (باللاتينية: Bordetella pertussis)، إذ تؤثر هذه البكتيريا بشكلٍ رئيسيّ في بطانة المسالك الهوائية؛ تحديدًا الشعب الهوائية والقصبات الهوائيّة، فبُمجرد وصولها إلى هذه الأجزاء فإنّها تبدأ بالتّضاعف، كما أنّها تؤثر في المكوّنات المسؤولة عن إزالة المُخاط من البطانة بما يحول دون قدرتها على أداء وظائفها، ممّا يتسبّب بتراكم المُخاط.
[١]عوامل خطر السعال الديكي
توجد العديد من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالسّعال الديكي، نذكر منها ما يأتي:
[٦]
- عدم تلقي مطعوم السّعال الديكي.
- التعامل عن قرب مع شخص مُصاب بالسّعال الديكي.
- ضعف جهاز المناعة.
- الحمل.
طرق انتقال السعال الديكي
بالنسبة للفترة التي يكون فيها المصاب مُعدٍ فهي تبدأ في الغالب من اليوم السابع للتعرض للبكتيريا المُسببة للسعال الديكي وتستمر حتى شهر كامل من ظهور السعال، وأمّا بالنسبة لطرق انتقال هذه العدوى البكتيرية فتحدث عن طريق التعرض لرذاذ المصاب، عند سعاله أو عطاسه، أو عند ملامسة مخاطه الأنفي، ولهذا فإنّه يُنصح بإبقاء الأطفال المصابين بالسعال الديكي بعيداً عن الآخرين، بتجنب ذهابهم إلى مدارسهم ومخالطتهم للآخرين إلى حين انتهاء الفترة التي يكون فيها الطفل مُعدياً.
[٧]علاج السعال الديكي
يعتمد علاج السّعال الديكي على وصف المُضادات الحيوية، إضافةً إلى اتّخاذ إجراءات أخرى، ويُمكن بيان ذلك على النّحو الآتي:
[٨]
- المضادات الحيوية: إذ تُعطى المضادات الحيوية بغرض العلاج والوقاية في حالات السعال الديكي، ويعتمد اختيار المضاد الحيوي على عدّة عوامل؛ منها: مدى فعاليته، وطبيعة الآثار الجانبية التي قد تترتب عليه، والتفاعلات الدوائية التي قد يُسببها، فضلاً عن ثمنه وقدرة المريض على تحمله وسهولة استخدامه، وحقيقةً تُعدّ المضادات الحيوية من مجموعة الماكروليد (بالإنجليزية: Macrolides) هي المضادات الحيوية الأكثر استخداماً في حالات السعال الديكي، وقد يُلجأ لوصف مضادات حيوية تُعرف باسم تريميتوبريم - سلفاميتوكسازول (بالإنجليزية: Trimethoprim-Sulfamethoxazole) كبدائل لمجموعة الماكروليد، ولكنّها لا تُعطى لمن هم أقلّ من شهرين، وهناك بعض الحالات التي تستدعي إعطاء المضادات الحيوية من مجموعة الماكروليد كذلك للأشخاص المحيطين بالمصاب الذين لم يُصابوا بالسعال الديكيّ بعد، وإنّ قرار إعطاء هؤلاء الأشخاص المضادات الحيوية يعتمد على عدة أمور يجب أن تُسفر عن أنّ فعالية إعطاء هذه المضادات تفوق الآثار الجانبية التي قد تترتب عليها.
- السيطرة على الأعراض: يجدر إعطاء بعض الخيارات العلاجية التي تساهم في تخفيف الأعراض والسيطرة عليها، ومنها: الحرص على تزويد المصاب السوائل بكمية كافية فضلاً عن ضرورة التأكد من حصوله على التغذية المناسبة، هذا بالإضافة إلى ضرورة التأكد من حصوله على الأكسجين بكمية كافية وتجنّب محفزات السعال ومحاولة الحدّ منه، وعلى صعيد الرعاية الطبية يمكن اللجوء لما يُعرف بالتهوية الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanical ventilation) في حالات حدوث مشاكل في التنفس كمضاعفات للإصابة بالسعال الديكي، مثل: الفشل التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory failure)، والالتهاب الرئوي.[٩]
ولمعرفة المزيد عن علاج السعال الديكي يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو علاج السعال الديكي).
نصائح للتعامل مع السعال الديكي
إنّ الطريقة الصحيحة للتعامل مع الرضع المصابين بالسعال الديكي تتمثل بإدخالهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية اللازمة، إذ إنّ السعال الديكي يكون في أشد درجاته عند إصابته هذه الفئة من العمر، وأمّا بالنسبة للأطفال والبالغين فيمكن الاكتفاء بمتابعة إرشادات الطبيب وأخذ الأدوية كما يصِفها، فضلاً عن إمكانية إجراء بعض الأمور التي تساعد على
تخفيف الأعراض التي يُعاني منها المصاب، والتي يُمكن بيانُها فيما يأتي:
[١٠]
- الحرص على عزل المصاب مدة لا تقل عن خمسة أيام من بدء أخذ المضاد الحيوي، ويُقصد بذلك عدم مشاركته السرير أو الأغراض الشخصية، ويُنصح كذلك بارتداء الكمّامات من قِبل الأشخاص المُحيطين به إن أمكن، فضلاً عن ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب حول أخذ المضادات الحيوية من قبل المحيطين به لهدف وقائي إن أشار بذلك.
- الحرص على نظافة اليدين بغسلهما بالماء والصابون بشكلٍ مستمر، فمن الممكن أن يكون رذاذ سعال أو عطاس المُصاب عالقاً على الأواني أو الأغراض المنزلية، وعند ملامسة هذه الأواني قد تنتقل العدوى للآخرين.
- الإكثار من شرب السوائل، لدورها في الحدّ من فرصة المعاناة من الجفاف، وخاصة الماء، والعصير، والحساء.
- تقسيم وجبات الطعام الرئيسية إلى وجبات أصغر حجماً وتناولها على فترات متقطعة، بحيث يتمّ تناول كميات أقلّ من الطعام في الوجبة الواحدة وبصورةٍ أكثر تكراراً، وذلك لتقليل فرصة التقيؤ الذي قد يُصاحب السعال الديكي في بعض الحالات.
- البقاء في بيئة خالية من المُهيّجات ومُحفّزات السعال؛ مثل دخان السجائر والغبار والأدخنة بشكلٍ عامّ.
- إخبار الطبيب بعلامات الجفاف إن ظهرت على الفور؛ ومن هذه العلامات، جفاف الشفتين واللسان والجلد، ونقص كمية البول التي يطرحها الجسم، بالإضافة على البكاء دون دموع.
مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في حال الشكّ بالإصابة بالسعال الديكي؛ خاصةً إذا عانى المصاب من السّعال لفترةٍ طويلة من الزمن، أو في حال تغير لون الجلد إلى الأزرق عند السعال، أو في حال سماع صوت الصفير في نهاية السعال، أو إذا لم يكن الشخص قد تلقى المطاعيم التي تقي من الإصابة به، بينما يجب طلب المساعدة الطبية الفورية في الحالات التالية:
[١١]
- إذا كان المصاب رضيعاً لا يزيد عمره عن ستة أشهر، أو إذا ظهرت علامات المرض الشديد على الشخص.
- إذا عانى المصاب من صعوبة التنفس أو عدم القدرة على التنفس فترة طويلة من الوقت.
- في حال تطوّر المُضاعفات الخطيرة؛ مثل التشنّجات أو الالتهاب الرئوي الذي يُصيب أنسجة الرئة.
لقاح السعال الديكي
خفّض اللقاح الخاص بالوقاية من السعال الديكي عدد حالات الإصابة بهذا النوع من العدوى البكتيرية بصورة ملحوظة للغاية، وحقيقةً يوجد نوعان من المطاعيم التي تقي من السعال الديكي، وإنّ كلاً من هذه المطاعيم لا يقي من الإصابة بالسعال الديكي وحده، إذ يوجد كلاهما ضمن ما يُعرف بالمطعوم الثلاثي والذي يقي كذلك من الإصابة بالخنّاق (بالإنجليزية: Diphtheria) والكُزاز (بالإنجليزية: Tetanus) إلى جانب السّعال الديكي، ويُمكن بيان هذين المطعومين كما يأتي:
[١٢][١٣]
- لقاح DTaP: يُعطى هذا اللقاح لبناء مناعة ضدّ الأمراض الثلاثة المذكورة سابقًا، ويُعطي لمن تتراوح أعمارهم بين ستة أسابيع إلى سبع سنوات، وضمن جدول التطعيم الخاصّ بالأطفال يتمّ إعطاء جرعة واحدة منه على الأعمار الآتية: شهرين، وأربعة أشهر، وستة أشهر، ثمّ جرعة واحدة خلال الفترة التي تتراوح ما بين 15-18 شهراًّ، ثمّ تُعطى جرعة واحدة خلال الفترة التي تتراوح ما بين أربع إلى ست سنوات.
- لقاح Tdap: يحتوي هذا اللقاح على جرعة أقل من المطعوم مُقارنةً بلقاح DTaP، إذ إنّه يُستخدم لتعزيز المناعة فقط، وليس بناء المناعة، ويُعطى لمن تجاوزت أعمارهم العشرة أعوام، وتجدر الإشارة إلى أنّه يُعطى كجرعة داعمة على عمر 11-12 سنة، ولمن بلغ من العمر 19 عاماً ولم يتلقى الجرعة الأساسية، ومن الجدير بالذكر أنّ اللقاح الثلاثي من هذا النوع تُعطى جرعة واحدة منه للمرأة في كلّ حمل بحسب بعض التوصيات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السعال الديكي
يُعرف السعال الدّيكي (بالإنجليزيّة: Whooping Cough) أو الشّاهوق (بالإنجليزيّة: Pertussis) بأنّه عدوى بكتيرية تُصيب الجهاز التنفسي، ويُعزى حدوثها إلى بكتيريا البورديتيلة الشّاهوقيّة (بالإنجليزيّة: Bordetella Pertussis)، وتتمثل هذه الحالة بمعاناة المصاب من سُعالٍ حادٍّ متقطّع متبوعٍ بشهيقٍ ذي صوتٍ مرتفعٍ مشابهٍ لصياح الديك، ولذلك يُعرف هذا المرض بالسعال الديكيّ، ومن الممكن أن تنتقل هذه العدوى من شخصٍ لآخر عن طريق التعرض لرذاذ يحتوي البكتيريا المُسببة للمرض، بحيث ينتج الرذاذ في معظم الحالات عن سعال أو عطاس شخص مُصاب بالمرض، وبالرغم من أنّ السُّعال الدّيكي يعدُّ من الأمراض شديدة العدوى، إلاّ أنّه من الممكن الوقاية من الإصابة به عن طريق أخذ اللقاح الخاصّ بالمرض، وفي الحقيقة، إنّ السُّعال الدّيكي قد يُصيب في الوقت الحالي بشكل أساسيّ الأطفال الصغار الذين لم يُكملوا اللقاحات بعد، والمراهقين والبالغين الذين يعانون من ضعفٍ في المناعة،[١] ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحّة العالميّة (بالإنجليزية: World Health Organization) لعام 2018، فإنّ عدد حالات الإصابة بالسُّعال الدّيكي تبلغ حوالي 151,074 على مستوى العالم.[٢]
يُشار إلى أنّ فترة حضانة السعال الديكي تبلغ حوالي 7-14 يوم في العادة،[٣] وبشكلٍ عامّ قد تتراوح هذه الفترة بين 4-21 يوماً، بحيث تتمثل الإصابة بالسعال الديكي سريرياً بثلاث مراحل؛ ألا وهي المرحلة النزليّة (بالإنجليزيّة: Catarrhal stage)، ومرحلة السعال الانتيابي (بالإنجليزيّة: Paroxysmal cough)، ومرحلة النقاهة (بالإنجليزيّة: Convalescent)، وتتراوح مدة المرحلة النزلية بين أسبوع إلى أسبوعين، وتتمثل أعراض هذه المرحلة بحدوث سيلان الأنف، والعطاس، والحمى البسيطة، إضافة إلى السعال الخفيف العرضي والذي تزداد شدّته تدريجياً، وفيما يتعلّق بمرحلة السعال الانتيابي فهي تستمر من أسبوع إلى ستة أسابيع وتتمثل هذه المرحلة بمُعاناة الشخص من نوبات السّعال السّريعة والمُتكررة بما يحول دون خروج المخاط من الشجرة الرغامية القصبية (بالإنجليزية: Tracheobronchial tree)، وقد يُصاحبها ازرقاق الوجه، والتقيؤ، والإرهاق، وتحدث النوبات خلال هذه المرحلة بشكلٍ أكبر أثناء الليل بما معدله 15 نوبة سعال لكلّ 24 ساعة، بحيث يزداد تكرار النّوبات مع مرور الوقت ومن ثمّ تقل تدريجياً حتى نهاية هذه المرحلة، وعند الحديث عن مرحلة النقاهة فيجدُر بالذكر أنّها تستمر من أسابيع إلى أشهر بحيث يُصاحب هذه المرحلة تحقيق التّعافي من المرض بشكلٍ تدريجي.[٤]
ولمعرفة المزيد عن السعال الديكي يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو السعال الديكي أعراضه وعلاجه).
علاج السعال الديكي
يعدّ العلاج المبكّر لمرض السُّعال الدّيكي أمراً مهماً للغاية؛ فإعطاء العلاج المناسب خلال الأسبوعين الأول والثاني من الإصابة بالمرض وقبل حدوث نوبات السُّعال يُخفّف من شّدة الأعراض، وينبغي التنويه إلى أنّ بعض الحالات تستوجب البدء بالعلاج حتى قبل ظهور نتائج الفحوصات المخبرية؛ منها الأفراد الذين يملكون تاريخًا مرضيًّا يوحي بالإصابة بالسّعال الديكي بدرجةٍ كبيرةٍ، والأفراد المعرّضون لخطر الإصابة بحالةٍ أو مُضاعفاتٍ شديدة مُرتبطة بالمرض؛ مثل الأطفال الرضّع، وبناءً على التوجيهات المُقدّمة لعلاج السعال الديكي فإنّه يُوصى بعلاج الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن سنة خلال ثلاثة أسابيع من بدء السعال، بينما يُوصى بعلاج الأطفال الرّضع الذين تقلّ أعمارهم عن سنة واحدة والنّساء الحوامل لاسيّما اللاتي اقتربن من موعد الولادة خلال ستة أسابيع من بدء السّعال، ومن الجدير بالذكر أنّ فترة العدوى للسعال الديكي تستمرّ من بداية المرحلة الأولية ذات الأعراض المشابهة لنزلات البرد، وتمتدّ حتى الأسبوع الثالث بعد بدء نوبات السّعال الانتيابي، أو حتى خمسة أيام من بدء العلاج بالمضادات الحيوية الفعّالة.[٥]
العلاج بالمضادات الحيوية
يعتمد اختيار نوع المُضاد الحيوي الأنسب لحالة المريض على عدّة عوامل أهمّها؛ الآثار الجانبية المُحتملة، والتفاعلات الدوائية، ومقدرة الجسم على التحمّل، وسهولة الالتزام بالجرعات الموصوفة، وكلفة الدواء، ويُمكن بيان أبرز المُضادات الحيوية التي توصف في حالات السّعال الديكي على النّحو الآتي:[٥]
- الماكروليدات: (بالإنجليزية: Macrolides)، والتي تتضمن الأزيثروميسين (بالإنجليزيّة: Azithromycin)، والإريثروميسين (بالإنجليزيّة: Erythromycin)، والكلاريثروميسين (بالإنجليزيّة: Clarithromycin)، وذلك لعلاج السعال الديكي لدى جميع الأفراد من عمر الشهر فأكثر، وفي هذا السياق يُشار إلى أنّه يُفضّل استخدام الأزيثروميسين لدى الرضّع الصغار جدًا لعلاج السّعال الديكي وتجنّب حدوث مضاعفاته، فاستنادًا إلى التوصيات فإنّ الفائدة المرجوّة من استخدام هذا النّوع من المُضادات تتجاوز الآثار الجانبية التي يُتوقّع حدوثها نتيجة استخدامه، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراقبة الآثار الجانبية التي يمكن أن تنتج عنها ومراجعة الطبيب حيال ذلك.
- ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول: (بالإنجليزيّة: Trimethoprim-Sulfamethoxazole) واختصارًا (TMP-SMZ)، فقد تُوصف كبديل عن الماكروليدات في حالات مُعينة؛ تحديدًا في حالات وجود موانع لاستعمال الماكروليدات، أو في حال عدم القدرة على تحمّلها، أو الأشخاص المُصابين بسُلالات بكتيريا مُقاومة للماكروليدات، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب وصف دواء ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول للأطفال دون الشهرين من العمر، أو النّساء الحوامل أو المُرضعات.[٦]
العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية
قد يصِف الطبيب المُضادات الحيويّة كعلاج وقائي في بعض الحالات؛ تحديدًا عند وجود اتصال مباشر وحثيث مع المُصابين بالسّعال الديكي لا سيّما أفراد الأسرة الواحدة، مع ضرورة التّأكد من عدم وجود موانع استخدام، وبشكلٍ عامّ يعتمد وصف العلاج الوقائي على عدّة عوامل؛ أهمّها مدى القدرة على نقل العدوى والمرض للآخرين، ودرجة التعرّض للعدوى، والمُضاعفات المحتملة عند التعرّض للسعال الديكي الشديد، وتجدر الإشارة إلى أنّ مراكز مكافحة الأمراض واتقائها تُوصي بشكل عامّ بإعطاء العلاج الوقائي لمن هم على اتصال مباشر مع المصاب بالسعال الديكيّ إذا كانوا من الفئات الحرجة؛ أي التي تكون عرضة لفرصة تطوير المضاعفات بصورة أكبر من أقرانهم، ومن هذه الفئات: الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنة واحدة، والنّساء في الثلث الثالث من الحمل، والعاملون في مجال الرعاية الصحية ممن هم على اتصال مباشر مع المصابين بالسعال الديكيّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ أدوية المُضادات الحيويّة وجرعاتها الموصى بها كعلاج وقائي هي نفسها المُستخدمة للعلاج.[٧][٨]
علاجات أخرى
قد تتطلّب بعض حالات السّعال الديكي الشديدة إدخال المريض إلى المستشفى؛ ويُعتبر ذلك أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن ستة أشهر، ويتضمّن العلاج في المستشفى التأكد من حصول المصاب على الأكسجين بكميةٍ كافية، وإجراء شفط للمُخاط والإفرازات، وإعطاء السّوائل بالتنقيط عن طريق وصل أنبوب في يد أو ذراع المريض بما يُساهم في الحدّ من حدوث الجفاف، مع الحرص على عزل الطفل عن الآخرين في سبيل منع انتشار المرض والأخذ بعين الاعتبار ضرورة مراقبة علامات المضاعفات،[٩] وقد يتطلّب الأمر إخضاعه للتغذية الأنفيّة المعويّة، والتي تتمثل بإعطاء الطفل الغذاء باستخدام أنبوب يعبر من الأنف أو الفم إلى المعدة،[١٠] في حين تستلزم بعض الحالات الشديدة إخضاع المريض للتهوية الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanical ventilation)؛ تحديدًا الحالات التي يُعاني فيها المريض من مُضاعفات مُعينة، مثل: انقطاع النَّفَس (بالإنجليزية: Apnea)، أو الفشل التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory failure)، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).[١١]
إرشادات ونصائح
في الحقيقة فإنّه لا يُوصى باستخدام أدوية أخرى لعلاج الأعراض المصاحبة للسعال الديكي مثل؛ الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، وموسّعات الشعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchodilators)، ومضادات السّعال (بالإنجليزية: Antitussives)، ومضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)؛ حيث إنّه لم يتم تقييم فعالية هذه الأدوية بشكلٍ كافٍ في علاج السعال الديكيّ،[١٢] ويُمكن اتباع مجموعة من الإرشادات والنّصائح التي تُساهم في تخفيف أعراض السُّعال الديكي وتُقلّل من احتمالية انتقال العدوى للآخرين، وفيما يأتي بيان لأبرز هذه النّصائح والإرشادات:[١٣][١٤]
- الحصول على الراحة: يحتاج المريض لفترات إضافية من الراحة، وبالتالي يُنصح بتوفير غرفة نوم هادئة ومظلمة لمساعدته على الاسترخاء والنوم بشكلٍ أفضل.
- الإكثار من شرب السوائل: يُنصح بتشجيع المريض على شرب كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل، بما فيها الماء، والعصائر، والشوربات، وتناول الفاكهه؛ وذلك لتفادي الإصابة بالجفاف، لا سيّما لدى الأطفال، ومن أهمّ علامات الجفاف لدى الأطفال جفاف الفم والشفاه، والبكاء بدون دموع أو بدموع قليلة، والنّعاس، والتعب، والعطش، وانخفاض عدد مرات التبول أو تدني عدد الحفاضات المبلّلة، وضعف العضلات، والصداع، والدوخة أو خفة الرأس.
- تناول الطعام على فترات: إذ يُنصح بتناول وجبات طعام صغيرة بشكلٍ متكرّر خلال ساعات اليوم الواحد مع ترك فترات منطقية بين الوجبات؛ حيث يساعد ذلك على التقليل من التقيؤ بعد نوبات السعال.
- الحفاظ على نظافة الهواء: إذ يُنصح بالمحافظة على المنزل خالياً من المهيّجات التي تؤدي إلى حدوث نوبات السعال مثل؛ دخان التبغ، وأبخرة المواقد، والغبار، والأبخرة الكيميائية، بما يُمكّن من الحفاظ على هواء المنزل نظيفًا، بالإضافة إلى إمكانية الاستعانة بأجهزة ترطيب التي تساعد على التخفيف من السّعال وكثافة المُخاط.
- تناول الدواء بشكل صحيح: يجب التقيّد بتعليمات الطبيب بدقّة فيما يخصّ تناول المضادات الحيوية وذلك حسب المواعيد المحدّدة.
- الحدّ من انتشار المرض: يجب التعامل مع مرض السعال الديكي بحذر للحدّ من نقل المرض للآخرين، ويُساعد على ذلك تغطية الفم عند السّعال، وغسل اليدين عدّة مرات خلال اليوم بشكل جيّد، والحفاظ على نظافة الأسطح، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الكمّامة أو قناع الوجه عند المكوث بجوار الآخرين.
دواعي زيارة الطبيب
بشكلٍ عامّ تُعتبر الإصابة بالسّعال الديكي إحدى الحالات التي تستوجب زيارة الطبيب، إذ يجب علاجها تحت إشراف الطبيب؛ باتباع توصياته والعلاجات التي يصِفُها، وعند بيان دواعي زيارة الطبيب في حالات السعال الديكي يجدُر توضيحها على النّحو الآتي:[١٥]
- الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب أو الاتصال به: ويُمكن بيانُها فيما يأتي:
- الاشتباه بإصابة الفرد أو أحد أفراد عائلته بالسعال الديكي.
- تعرّض الطفل لمريض مصاب بالسعال الديكي، بغضّ النّظر عمّا إذا كان الطّفل قد خَضَع للقاح الخاصّ بالسّعال الديكي أم لا.
- معاناة الطفل من ارتفاع درجة حرارة الجسم غير القابلة للانخفاض بالرغم من استخدام الأدوية الخافضة للحرارة التي لا تستلزم وصفة طبيّة لصرفها.
- تقيؤ الطفل بشكلٍ مستمر.
الحالات التي تستدعي طلب الرعاية الطبية الفورية: إذ يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى الرعاية الطبيّة المتخصّصة بما يستوجب طلب المساعدة الطبيّة الطارئة والتوجّه إلى قسم الطوارئ في المستشفى فورًا، ويُمكن بيان أبرز هذه الحالات فيما يأتي:
توقف الطفل عن التنفس، ويجب الاتصال بالطوارئ على الفور بالإضافة إلى البدء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي (بالإنجليزية: Cardiopulmonary resuscitation).
تغيّر لون بشرة الطفل إلى الأزرق خلال نوبات السعال.
ظهور علامات الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسيّة (بالإنجليزية: Acute Respiratory Distress Syndrom) وأهمّها؛ التنفس السريع إضافةً إلى تغيّر لون البشرة إلى الأزرق.
ظهور علامات الإصابة بالجفاف لدى المريض؛ بما في ذلك فقدان الوزن، وجفاف الأغشية المُخاطية، وانخفاض كميات البول التي تخرج من الجسم.
دواعي تلقي مطعوم السعال الديكي
يُعدّ تلقي لقاح السعال الديكي أساسيًّا في الوقاية من الإصابة بهذه الحالة والحدّ من انتشارها، وتجدر الإشارة إلى أنّ لقاح السعال الديكي يتوفّر ضمن تركيبة صيدلانية تحتوي على مجموعة من اللقاحات معاً، والتي تقي من الخناق والكزاز والسعال الديكي،[٩] ويتم عادةً إعطاء اللقاح للأطفال ضمن جدول التطعيم في مواعيد محدّدة من عمر الطفل وذلك وفقًا للدولة وطبيعة جدول المطاعيم المُتّبع فيها، ووفقًا لمنظمة الصحّة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) فتُعطى الجرعة الأول من مطعوم السعال الديكي في الأسبوع السادس من العمر، يلي ذلك جرعات أخرى تُعطى بعمر 4-8 أسابيع، و10-14أسبوعًا، و14-18 أسبوعًا،[١٦] وقد تُعطى جرعات معزّزة للقاح فيما بعد نظراً لاحتمالية انخفاض مستوى الحماية ضد المرض مع مرور الوقت،[٩] وتجدر الإشارة إلى وجود نوعين رئيسيّين للقاحات السّعال الديكي؛ أحدهما مخصّص للأطفال الصغار والرضّع، ويُعرف بلقاح (DTaP)، واللقاح الآخر مخصّص للأفراد البالغين، والمراهقين، والأطفال خلال مرحلة ما قبل المراهقة، ويُعرف بلقاح (Tdap)،[١٧] وفي الحقيقة يحتاج البالغون في بعض الحالات أخذ جرعة معزّزة من لقاح السّعال الديكي، وتتلخّص أهم هذه الحالات فيما يأتي:[٩]
- الحوامل؛ إذ تُنصح السيدات الحوامل بأخذ جرعة مُعززة من لقاح السعال الديكيّ في الفترة الواقعة بين الأسبوعين 28-38 من الحمل، كما يُنصح بأخذ اللقاح لمن هم على اتصال مع الطفل الرضيع الذي يقل عمره عن عام؛ بما في ذلك الأشخاص اللذين يعيشون معه في المكان نفسه والذين يتولون مهمّة تقديم الرعاية له بغضّ النظر عمّا إذا أتمّ الرضيع أخذ مطاعيمه أم لا.
- الأفراد المُعرضون للإصابة بالسّعال الديكي والمعرضون بدرجةٍ كبيرة لخطر الإصابة بالمضاعفات الشديدة؛ بما في ذلك الأشخاص المُصابين بأمراض تنفسيّة مزمنة، أو أمراض القلب الخلقية، أو نقص المناعة؛ إذ يمكن أن تُعطى جرعة مُعززة من هذا اللقاح في بعض الحالات بحسب ما يراه الطبيب مناسبًا.