معلومات عن السبع موبقات أمر الله تعالى البشر بعِبادته وحده وعدم الإشراك به، وأرسل إليهم الأنبياء والرّسل على فتراتٍ مختلفةٍ لتقويم سلوكهم وتعليمهم أمور دينهم التي تُقرّبهم من الله تعالى وتُكسبهم الجنة، كما أنّهم وضّحوا الأعمال والأفعال التي تُكسبهم السيئات وتدخلهم النار إنْ لم يتوبوا قبل فوات الأوان، وهذا من نعِم الله تعالى؛ فالرسل والأنبياء هم حجّة الله تعالى على من استكبر واختار طريق الكفر.
كان سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم هو آخر الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لدعوة الناس، وقد حذّر عليه الصلاة والسلام من بعض الأعمال والأفعال المحرّمة التي تُسبّب الهلاك لصاحبها وأطلق عليها اسم الموبقات، فما هي السبع الموبقات؟
السّبعُ الموبقات
حذّر النبي صلى الله عليه وسلّم من المهلكات التي توصل العبد إلى نار
جهنم وتُخلّده فيها، فعن أبي هريرةٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلّم"
(اجتَنبوا السَّبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ
اللهِ : وما هنَّ ؟ قال : الشِّركُ باللهِ، والسِّحرُ، وقتلُ النَّفسِ
الَّتي حرَّم اللهُ إلَّا بالحقِّ، والرِّبا، وأكلُ مالِ اليتيمِ،
والتَّولِّي يومَ الزَّحفِ، وقذفُ المحصَناتِ الغافلاتِ المؤمنات) [صحيح البخاري]. تفصيل السبع الموبقات وهي كما يأتي:
- الشرك بالله: أعظم الموبقات التي تُهلك العبد هي إشراك أيِّ شيءٍ مع الله تعالى في العبادة، سواء كان كائناً حيّاً أم جماداً؛ فالعِبادة لله تعالى وحده دون وجود إلهٍ آخر معه، وإذا مات العبد وهو مشركٌ في العبادة فإنّه يَموت على الكفر، وسيدخل نار جهنّم خالداً فيها.
- السحر: هو نوعٌ من أنواع الشّرك بالله تعالى؛ فالسّاحر يستعين بالجن وما شابه ذلك لتنفيذ طلباته، ولا يُقدّم هذا الجن أيَّ شيءٍ إلّا مقابل التّعظيم والطّاعة، وعندما يذهب أيُّ شخصٍ إلى ساحرٍ ما، فإنه بذلك يؤمن بقدرة السّاحر على تسيير أموره، وهذا نوعٌ من أنواع الشرك بالله تعالى، كما أنّ السِّحر يؤدّي إلى إيقاع الضّرر بالنّاس وهذا فيه مضرّةٌ كبيرةُ للمجتمع.
- قتل النفس: لقد حرّم الإسلام دم المسلم على أخيه المسلم بمجرّد أن يدخل الإسلام؛ فقد أباح الإسلام قتل الشخص في عّدة حالاتٍ منها: المشرك المحارب، والمرتدُّ المبدّل لدينه، والزّنا بعد الإحصان.
- الرِّبا: الرّبا في اللغة هو الزّيادة، وفي الإسلام هو الزّيادة في أشياءَ مخصوصةٍ، فهو محرّمٌ، وآكل الربّا محارَبٌ من الله تعالى ورسوله.
- أكل مال اليتيم: اليتيمُ هو الشخص الذي فقد والده قبل البلوغ، ويُعَدُّ هذا اليتيمُ أمانةً عند الأقارب والمجتمع الإسلامي عامّةً، وعليهم رعايته وصون ماله إلى حين البلوغ؛ بحيث يكون قادراً على رعاية نفسه والتصرّف بماله، واعتبر الإسلام من يأكل مال اليتيم الذي لا حول له ولا قوةً من الموبقات؛ فاليتيم في حكم العاجز الذي لا يستطيع المطالبةَ بحقِّه.
- التّولّي يوم الزّحف: هو الهرب من الكافر في يوم المعركة وقت التحامِ الصّفوف، غير مُتَحَرِّفٍ لقتال، فقد باء بغضبٍ من الله تعالى.
- قذف المُحصَنات: هو اتّهامُ المؤمنات العفيفات الطّاهرات بالزّنا، وهُنَّ غافلاتٌ عمّا رمُين َبه، فمن يتّهم محصنةً عليه أن يحضر الشهود، وإلا فإنّه سيُخلًّد في نار جهنّم.
الشرك بالله
هو أن يجعل الإنسان لله شريكًا في ألوهيته وربوبيته، ويغلب عليه الإشراك في الألوهية، ومن صوره أن يشرك في دعوة الله غيره معه، أو يقدم له نوع من العبادة، كالذبح، أو الخوف، او الدعاء، أو النذر، وهو على نوعان، أحدهما أكبر يخرج صاحبه من الإسلام، ويُخلّده في النار إن مات وهو عليه، والثاني شرك أصغر، لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكنه ينقص التوحيد، وهو قسمان، أحدهما شرك ظاهر، يكون بالألفاظ والأفعال، كأن يحلف بغير الله، والثاني شرك خفي، يكون بأن يشرك المرء في نيته وإرادته بالسمعة والرياء.
[١]قال تعالى:
(إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا).[٢]السحر
وهو من الشرك، لأن فيه عبادة للجن، واستعانة بهم في إضلال الناس، أما الساحر هو من يتعاطى بواسطة الجن وعبادتهم ما يضر الناس، بالتخبيل أو نفث في العقد.
[٣]قتل النفس التي حرم الله
وهي من أعظم الجرائم، إحدى الكبائر التي دون الشرك، وفاعلها ليس بكافر إلّا أن يستحلها، فهو يخلد في النار، أما إذا لم يستحلها فخلوده مؤقت بنهاية.
[٣] قال تعالى:
(لَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلا بِالْحَقِّ).[٤]أكل الربا
هو واحد من الكبائر التي يجب الحذر منها، وهو على نوعين أحدهما ربا النسيئة، والآخر ربا الفضل، والأخير هو كأن يبيع الدرهم بدرهمين، أما النسيئة كأن يبيع صاع حنظة بصاعين من شعير، بشكل مؤقت.
[٥]أكل مال اليتيم
واليتيم هو من مات أبوه صغيرًا دون البلوغ، ويجب على المسلمين أن يحسنوا إليه ويحفظوا ماله، فمن يأكل مال اليتيم أو يفسده له وعيد شديد، لأنه يأكل مال ضعيف ويعتدي عليه.
[٣]التولي يوم الزحف
هو أن يفر المجاهد من الجهاد ومن لقاء العدو في الحرب، وقد توعدهم الله تعالى بالنار.
[١]قذف المحصنات
هي كبيرة من الكبائر، وفيها يطلق بالزنا على المحصنات المؤمنات الغافلات، وهو كاذب، وحدّه الجلّد ثمانين جلدة.
[٥]