موضوع: قِيَمُ القُرآن وَ مفاهِيمه الأحد أكتوبر 18, 2020 4:43 amقِيَم العِفَّة { وَلْيَسْتَعْفِفْ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً } .. يَتفَرّد القُرآن في صِناعة القِيَم .. وتَتفرّد الكَلمة القُرآنية ؛ في خَلق عَوالم من المَعاني التي تَرسم مَلامح إنسان الرِّسالة ! كَلمة واحدة .. تَشتركُ فيها سِينُ الطَّلب (س) ولامُ الأمر (ل) والفِعل المُضارع ؛ كفَيلة بِبناء مَنهج قُرآنيّ مُتكامل ، لا تُرتكب بَعده الخَطايا ! { وَلْيَسْتَعْفِفْ }.. فما العِفَّة ؟! العِفَّة : ضَبطُ النّفْسِ قبلَ أن تَستفيق الغَرائز والشَّهوات ! هيَ كَفّ حَركة الشّيطان قبل أن يتوَقّد الخَراب !العِفّة .. سُلوك قرآنيّ يُطلُّ على صَرخة الطّين في الإنسان ؛ قبلَ أن تتَأجَّج نار الشَّهوة في زَحمة الفِتنة قبل أن تَعبُرك ؛ حتّى تَجعلك رماداً خاوياً ! العِفَّة .. تُخيط لكَ ثِياب البَركة الأبدية .. تَرتديها إيماناً بِوَعد الله { حتى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} .. حيثُ يجتمعُ في الوعد الغِنى والفَضل .. وليسَ الكَفاف والعَدل ، و بين العَدل والفَضل ، وبين الكَفاف والغِنى ؛ كما بين الأرضِ والعَرش ! كأنَّ القُرآن يقولُ لك .. ما بعدَ العِفّة إلا غِنىً مُطْلَقاً مِن فِردوس الفَضل الإلهيّ ؛ حتّى يَعجزُ الحَدْس عن إدراكِ كنهه ! لماذا ذلك كلّه ؟! أنت حين تَحرُس زيتَ إيمانك مِن أن تُجَفِّفه نَظرة غارِقة في الإثم .. حينَ تُخَبّئ نبتةَ قلبك عَن سُقيا الشَّيطان ؛ لأنَّك تدري أنَّ النَّبتة تتَبع ماءَها ! حينَ تَعلو على صوتِ الحَمأ فيك ؛ حتّى يتعرَّقُ الشَّيطان مِن شِدَّة عَجزه عن اصطيادِ رُوحك ! حين تتَلو في صلاتك الآيِ من سُورة النّور ؛ فأنتَ تَبني للشَّهوات ضَريحاً لا شُقوق فيه ! يا لِدلالة الكَلمة القُرآنية وَرِقيِّها ؛ وهي تصنع جيلا يسابق اللذة .. حتّى يبلُغ مَشنقة الشَّهوة ، فيُعلِّقها فارغة مِن عُنقه ! " كلّ سباقٍ للمُتعة .. هو غَفوةُ الرُّوح " ! واليَقظة هي الأمرُ .. والأمر هنا ليس اختياراً .. لذا . جيءَ به في صِيغة الأمر .. كأنّ القرآن يقول لك ؛ العِفّة أو فَراغ الهاوية ! { وَلْيَسْتَعْفِفِ }.. والسّين هُنا سينُ الطَّلب ؛ فالإنسانُ مُسَيَّر في تركيب الشّهوات ، ولكنَّهُ مُخَيَّر في تَصريفها .. لذا خاطَبك بِسينِ الطَّلب ! والسين هنا تعني أنْ تَمحو عن ملامحك شُحوب العَبث أن تَسعى في ذاتِك حتّى يَنتهي الغَبَش .. ن تُعَفِّر وَجهك وأنتَ تسأل العِفَّة .. وتُنادي { إلاّ تَصرف عنّي كَيدهنَّ أصبُ إليهنَّ وأكُن مِن الجَاهِلين } ! العِفّة .. أن تُتقن نبضَ القَلب على إيقاعِ الصَّبر .. أن تَنحِت عيناً تَرمِش في وَجلِ الخَوف مِن إيماءةِ الإثم .. أن لا تتَأرجَح من همس الجَوارح بما يَستَعِرُ فيك ! العِفَّة .. أن لا ينَتَعِلك الشّيطان ؛ فيحرِف فِطرة العِفَّة فيك ! الفِتنة زَيفْ .. واليَقين عَونُ الله في العِفّة ! { وَلْيَسْتَعْفِفِ } .. بِفِعلِ المُضارع ؛ الذي يَصفُ قلباً يجاهد وهو يبذُر عِفَّته كلَّ لَحظة .. ينثُرها حَوله .. يظلُّ يُسافِر في المَعنى .. شَخصا لا يتَوقّف عن الصّعود .. وكلّما شَهقَت فيه الشَّهوة ؛ افتَرش العِفَّة ، ويَمَّمَ وجَهه نحوَ الوَعد ؛ { يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } .. ثمَّ قال لكَ { حتّى } ؛ التي تُشيرُ إلى انتهاءِ الأمَد .. إذْ حاشَا للكريمِ أنْ يدَعَك في كفِّ الجُوع والظَّمأ ! { ولْيَستَعْفِف } .. تعني .. أنْ تكونَ أنت يَقينُ الآية في شِدّة السُّؤال ، وشَدّ المِئزَر ! { ولْيَستَعْفِف } .. أمرٌ لا نافلة فيه .. وسين تستحث الخطا فيك .. وفعل مضارع يشي بعدم الإستسلام والتنبه كل حين .. ذاك هو الحل وهذا هو الطريق وتَذكَّر .. أنَّه لا يَرتبكُ في غُبار الشَّهوة ؛ إلا مَن فَقَد الإمدادَ لأنَّهُ خُذِل ! ✦ د.كفاح أبو هنود ✦
أفندينا ♛ و أسوتي النبي يعجبهم هذا الموضوع
أفندينا ♛ و أسوتي النبي يعجبهم هذا الموضوع
أعجبني 2
موضوع: رد: قِيَمُ القُرآن وَ مفاهِيمه الأحد أكتوبر 18, 2020 10:45 amجَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ بآرَكـَ الله فيكـِ عَ آلمَوضوعْ آسْآل الله آنْ يعَطرْ آيآمكـِ بآلريآحينْ دمْت بـِ طآعَة الله ..}
موضوع: رد: قِيَمُ القُرآن وَ مفاهِيمه الثلاثاء أكتوبر 20, 2020 3:02 amاطلالة عطرة لاحرمنا الله نورها
أسوتي النبي
يمين السلطان
♣️ رقم العضوية :
♣️ جيت فيذآ : 09/08/2020♣️ موآضيعي : 2895♣️ إبدآعآتي : 7200♣️ التقييم : 19478♣️ آلعمر : 54♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ : ♣️ جنسي : ♣️ دولتي الحبيبه : ♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ : ♣️ مشروبي آلمفضل : ♣️ قنآتي المفضلة : ♣️ آلنادي آلمفضل : ♣️ مَزآجِي : ♣️ SMS :
♣️ أوسمتي :
موضوع: رد: قِيَمُ القُرآن وَ مفاهِيمه الأربعاء أكتوبر 21, 2020 11:52 pm
موضوع: رد: قِيَمُ القُرآن وَ مفاهِيمه السبت أكتوبر 24, 2020 1:10 pmمرور طيفكم الراقي يرسم الابتسامة على وجهى أشكركم لحضوركم الجميل لكل جديدى و لردودكم الرقيقة التي تزيد متصفحي جمالا ساحراً و عبيراً وردياً دمتم بكل الحب والخير