موضوع: المطهّرون والمتطهـــرون الأحد يوليو 19, 2020 4:21 am
يقول تعالى (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (79) الواقعة ما الفرق بين المسّ واللمس؟
وما الفرق بين المطهّـــرون والمتطهرون؟
د. فرحات: أولاً هذه الآية وردت في سياق (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79)) إذن الحديث عن القرآن الكريم في مواقع النجوم في اللوح المحفوظ قبل أن ينزل إلى الأرض. هنا (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) أي القرآن لا يصل إليه إلا الملائكة المطهّـرون بمعنى لا تصل إليه الشياطين ولذلك قال في الآية التي بعدها (تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)) إذن رب العالمين هو الذي نزل به من مواقع النجوم إلى السماء الدنيا ثم من السماء الدنيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا نفي لما كان يدّعيه المشركون. المقدم: لا يمسه إلا المطهرون يعني القرآن الكريم في اللوح المحفوظ والمقصود بالمطهّرين هم الملائكة. واللمس؟
د. فرحات: القرآن يشير إلى هذا في آية أخرى يقول (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) الشعراء) المقدم: عرفنا أن المطهرون هم الملائكة
. د. فرحات: إذن لا تصل إليه الشياطين كما كانوا يدّعون بأن الشياطين نزلت به المقدم: لا حرج. إذن ليس المطهرون هنا يعني المرأة في فترة الحيض كما نقرأ على بعض المصاحف (لا يمسه إلا المطهرون) د. فرحات: المطهّر غير المتطهر. المطهّر خلقة فالملائكة مطهرون خِلْقة (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)) التحريم لكن الإنسان يكتسب الطهارة بالوضوء بالماء بالاغتسال هذا متطهر ولذلك قال (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)) البقرة.
لكن ابن تيمية له رأي يقول إذا كان القرآن في مواقع النجوم لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة قال (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)) عبس إذن هم يستطيعون الوصول إليه ويمسوه. يقول ابن تيمية إذا كان القرآن في مواقع النجوم لا يمسه إلا المطهرون من الملائكة فمن باب الإشارة لا من باب العبارة (دلالة الإشارة أقل من دلالة العبارة) كذلك في الأرض لا ينبغي أن يمسّه إلا من تطهر.
هناك معنى إشاري آخر، يقول الراغب الأصفهاني (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) يعني لا يصل إلى حقيقة معانيه إلا من طهرت قلوبهم، يعني لا يمس حقيقة معانيه إلا من طهرت قلوبهم، هذا معنى إشاري آخر. إذن صار لدينا ثلاثة معاني: معنى أنه في اللوح المحفوظ لا يصل إليه إلا الملائكة والمعنى الثاني أنه كذلك ينبغي أن يكون في الأرض لا يقترب منه إلا المتطهرون والمعنى الثالث أن الذي يريد أن يصل إلى حقائق معاني القرآن عليه أن يكون طاهر القلب.