استحباب عناق وتقبيل الأطفال والدعاء لهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي طَائِفَةِ النَّهَارِ،
لاَ يُكَلِّمُنِي وَلاَ أُكَلِّمُهُ، حَتَّى أَتَى سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، فَجَلَسَ بِفِنَاءِ بَيْتِ فَاطِمَةَ، فَقَالَ
"أَثَمَّ لُكَعُ، أَثَمَّ لُكَعُ[1]" فَحَبَسَتْهُ شَيْئًا، فَظَنَنْتُ أَنَّهَا تُلْبِسُهُ سِخَابًا[2]،
أَوْ تُغَسِّلُهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ حَتَّى عَانَقَهُ، وَقَبَّلَهُ
وَقَالَ: "اللَّهُمَّ أَحْبِبْهُ وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُ"[3].
من فوائد الحديث:
1- شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمته بالصغار.
2- توقير الصحابة رضي الله عنهم، واحترامهم لنبيهم - صلى الله عليه وسلم.
3- المزاح مع الصغير وملاعبته.
4- فيه منقبة عظيمة للحسين.
5- استحباب الدعاء للأبناء، لا الدعاء عليهم[4].
6- الرحمة بالصغير، ومداعبته، والمزاح معه، ومعانقته، وتقبيله،
وضمه كل هذه الأمور مما يدخل السرور على قلب الصغير،
ويساعد في بناء وتكوين شخصيته. ويثاب عليها من الله.
7- يتبين من هذا الحديث وغيره من الأحاديث،
التأكيد على قضية مهمة تشغل بال النبي - صلى الله عليه وسلم -
ألا وهي: الدعاء للأبناء.
8- إن من أهم أسباب صلاح الأبناء: الدعاء لهم، والإكثار من ذلك.
________________________________________
[1] لكع: هو الصغير الذي لا يهتدي لمنطق. فتح الباري 4/342.
[2] قوله ألبسته سخابًا بكسر أوله والتخفيف هي القلادة من طيب أو قرنفل،
وقيل خيط ويعلق على الصبيان والجواري. فتح الباري 1/130.
[3] البخاري 2122.
[4] مستفاد من فتح الباري 4/342.