الإيجياو الصيني ولغز الحمير المذبوحة
كثيراً ما تتواتر الأنباء في العديد من الدول العربية الإفريقية بصفة خاصة
حول عمليات مكثفة لا تتوقف منذ سنوات لذبح الحمير وسلخها للحصول على جلودها
ثم التخلص منها بطرق مختلفة فبعضها يلقى على جوانب الطرقات
وبعضها الآخر ربما يتسرب إلى موائد المستهلكين في إطار الغش التجاري
بدعوى أنها لحوم ماشية .
فما هو سر هذا الإهتمام المكثف بجلود الحمير الإفريقية
الإيجياو Ejiao هو دواء صيني يتم استخراجه من خلال غلي جلود
الحمير و استخلاص الجيلاتين منها والذي يعتقد الصيينيون أن له خصائص
علاجية لجعل الرجال أكثر قوة و حيوية والنساء أكثر جمالاً .
أدت زيادة الطلب على جيلاتين الحمير إلى تناقص أعدادها في الصين
حتى وصلت إلى 50% و هنا بدء الصينيون في التوسع في استيراد
جلود الحمير من الدول الإفريقية و التي بدورها تناقصت أعداد الحمير
الإفريقية فيها إلى النصف .
ليست تلك المرة الأولى التي تتسبب فيها الصين في حدوث تناقض
ضخم في أعداد بعض أنواع الحيوانات حيث سبق و تسبب
ولع الصينيون بعاج الأفيال الإفريقية في تناقص كبير جداً في أعدادها .
في حين أن جيلاتين الحمار ليس له قيمة تجارية في أفريقيا،
فهو عنصر شعبي يستخدم في الطب الصيني لعلاج فقر الدم
والأمراض المرتبطة بانقطاع الطمث و علاج القرح
كما يستخدم الإيجياو لوقف النزيف على الرغم
من عدم وجود أدلة علمية تدعم هذه الأساطير.
وأشارت CNN أنه بسبب جلود الحميرشهدت أعداد الحمير
إنخفاضاً من 11 مليون إلى ستة ملايين في السنوات ال 20 الماضية.
بيع حوالي 80،000 من الحمير الإفريقية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2016.
وأصبح سعر الحمار 2000 راند.
بعد أن كان 400 راند (30 $ أو 29 يورو) وهو ما وضع
صغار الفلاحين الذين يعتمدون على الحمير في أعمالهم في مأزق كبير.
في الوقت الحاضر، هناك عدد من البلدان الأفريقية،
بما في ذلك النيجر وبوركينا فاسو حظرت الصين من شراء حميرهم
لإنقاذ الحمير الأهلية و إنقاذ معيشة السكان المحليين.
ومع ذلك، التهريب لا يزال مستمرا في المناطق التي يعتبر فيها
غير قانوني للقيام بذلك كما لوحظ ازدياد حالات سرقة الحمير
بشكل ملحوظ
وفي المقابل، سمحت دول مثل مصر و بوتسوانا وكينيا
بتصدير جلود الحمير بشكل قانوني .
في مصر على سبيل المثال وقع عقد بالسماح بإستيراد جلود 10 آلاف
حمار في إحدى الصفقات و يدعي المسئولون أن اللحوم
يتم توريدها للسيرك و حديقة الحيوان إلا أن حجم الصفقات الضخم
و العثور على كميات كبيرة في المطاعم و المجازر و غيرها
يؤكد تسرب الكثير من هذه اللحوم إلى أسواق المستهلكين .