موضوع: ليلى الأخيلية الإثنين سبتمبر 21, 2020 5:30 am
عرف تراثنا العربي كثيرا من الشاعرات، إلا أن قليلا منهن من اشتهرن بقول الشعر فيمن أحببن من الرجال مقارنة بالشعراء الرجال الذين أنشدوا الشعر في محبوباتهم. من هؤلاء الشاعرات ليلى الأخيلية: شاعرة عربية تنتمي إلى بني عقيل بن عامر، عرفت بجمالها و قوة شخصيتها و فصاحتها، عاصرت صدر الإسلام و العصر الأموي، عرفت بعشقها المتبادل مع توبة بن الحُميَر. لها شعر كثير أغلبه رثاءٌ في توبة، توفيت في ساوة بما يعرف اليوم بمحافظة المثنى في العراق، وكانت وفاتها (حوالي عام 80 هجرية) تتميز قصة ليلى الأخيلية وتوبة ـ من بين قصص الحب العذري ـ بأنها الأكثر توثيقا رغم أنها ليست الأكثر شهرة، وفي رأيي أن هذا يرجع إلى كون ليلى نفسها تعد أهم راوية لقصتها مع توبة، وقد يبدو هذا غريبا على ذلك المجتمع المحافظ ، ولكن في رأيي أيضا أن هذا ما كان ليكون لولا أن مد الله في عمر ليلى فقد ماتت عن عمر يناهز الخمس وثمانين عاما، وفي مثل هذه السن يكون الخجل قد ذهب عن صاحبة القصة، ولم يعد للرجال سلطان عليها يمنعونها من البوح بمكنونات نفسها، أضف إلى ذلك أن ليلى الأخيلية، كانت ممن يدخلن على الأمراء وينشدن الشعر بين أيديهم، لتزداد بذلك منعة وجرأة، من هذا أخبارها مع الحجاج. فمن مدحها الحجاج قولها :
حـجاج أنت الـذى ما فــوقه أحـــدٌ ... إلا الخــليفة والمستغفَرُ الصــمدُ حجاج أنت شهاب الحرب إن لقَحَتْ ... وأنت للناس نور في الدجى يَقِدُ و روى أن الحجاج استنشدها بعض ما قال فيها توبة، فقالت هو القائل : وهـل تبــكين ليلى إذا مــتُ قبلها ... وقام على قبري النساء النوائحُ كما لو أصاب الموت ليلى بكيتُها ... وجاد لها دمعٌ من العين سـافحُ
فقال الحجاج زيدينا يا ليلى، قالت:
هو القائل:
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ** فــقد رابني منها الــغداة ســفورها عليَّ دمـاءُ الــبُدْن إن كان بعلها ** يــرى لي ذنـــبا غــير أني أزورها وإني إذا زرتها قـلت يا اسـْـلمي ** ما كان في قولي اسْلمي ما يُضيرها
فقال الحجاج: يا ليلى، ما الذى رابه من سفورك؟ فقالت: أيها الأمير، كان يلم بي كثيراً، فأرسل إلى يوما أنى آتيك؛ وفطن الحيُّ؛ فأرصدوا له؛ فلما أتاني سفرت عن وجهى؛ فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع. قال الحجاج: فهل رابك منه شيء؟ قالت: لا والذي أسأله أن يصلحك، غير أنه قال لي مرة، ظننت أنه قد خضع لأمر، فأنشأت أقول:
وذي حـاجة قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى فارغ وخـليل
قال: ثم مه؟ قالت: ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له فأوصى ابن عم له: إذا أتيت الحاضر من بنى عبادة فناد بأعلى صوتك:
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً ... من الدهر لا يسرى إليَّ خيالها
وأنا أقول:
وعنه عفا ربي وأحسن حاله ... فعزت علينا حاجة لا ينالها
و كانت الناس تقول: والله ما رأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشادا من (ليلى) صاحبة (توبة). وكان زوجها يصحبها عندما خرجت من عند الحجاج وبعض من قومها وهي تسير فوق هودجها، وعندما مر القوم بقرب قبر (توبة) طلبت أن تسلم عليه فمنعها زوجها، فقالت له: والله لا أبرح حتى أسلم على (توبة). فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ما تشاء، فوقفت أمام القبر وقالت: السلام عليك يا (توبة). ولكن هل ترد القول صم المقابر؟. فالتفتتْ ناحية قومها وقالت: ما عرفت له كذبة قط قبل هذه. وتعني أنه قال:
ولو أن ليلى الأخــيلية سلمت ** عــلي ودوني تــربة وصـــــفائح لسلمت تسليم البشاشة أوزقا ** إليها صدي من جانب القبر صائح
فما باله لم يسلم علي؟. ولما كان القبر يرتفع في ربوة أرادت (ليلى) أن ترتقي إليه لتترحم عليه، وعندما اقتربت فزعت بومة كانت بجانب القبر، فطارت في وجه الجمل الذي اضطرب وأسقط (ليلى) من هودجها على رأسها، فماتت في الحال، ودفنت إلى جوار (توبة) فقال زوجها: رحم الله (توبة) فقد كان صادقا في حياته ومماته.
أفندينا ♛ و أسوتي النبي يعجبهم هذا الموضوع
الموضوعالأصلي : ليلى الأخيلية // المصدر : // الكاتب: فرح
أفندينا ♛ و أسوتي النبي يعجبهم هذا الموضوع
أفندينا ♛
َّسلَطّأّنِ قَِّسوِةّ ♛
♣️ رقم العضوية :
♣️ لوني المفضل : ♣️ جيت فيذآ : 17/03/2020
♣️ موآضيعي : 4304
♣️ إبدآعآتي : 20570
♣️ التقييم : 33640
♣️ حاليآ في : منتديات قسوة وداع
♣️ آلعمر : 44
♣️ ﺍﻟﺤﺂﻟﺔ ﺁﻵﺟﺘﻤﺂﻋﻴﺔ :
متزوج
♣️ جنسي :
♣️ دولتي الحبيبه :
♣️ ﻧﻈﺂﻡ ﺁﻟﺘﺸﻐﻴﻞ :
windows 10
♣️ مشروبي آلمفضل :
♣️ قنآتي المفضلة :
♣️ آلنادي آلمفضل :
♣️ مَزآجِي :
♣️ MMS :
♣️ أوسمتي :
موضوع: رد: ليلى الأخيلية الإثنين سبتمبر 21, 2020 11:57 am
صباحك // مساؤك .. أمواج فرح لا تجف ,, تحية محملة بباقة ورد جورية ,,, أهديك أياها يعطيك العافيه طرح رائع وانت دائما رائع في طرحك . أنتظر جديدك بكل الشوق والود ,,, تقبلي مروري المتواضع