موضوع: أمَّاهُ..سأظلُّ أستجدِي الارتشاف..!! الأحد سبتمبر 13, 2020 2:12 am
أمَّاهُ..سأظلُّ أستجدي الارتشاف..!! ...نحب الحياةَ..فإذا الحياة ُهيَ الوالــــدة..!!
..وما معنى نـَكهَة الحياة إن لم تكن أمًّا ألقاها وتلقاني-على زحْفِ العُمُر الذي استهلكَ مني الكثير-فأرتمي في صدرها الذي طالمَا احتواني واحتوى أمالي وطموحاتي وحياتي كلها..؟؟!!
..ما معناها إنْ لمْ تكنْ تقبيلاً ولثـْماً لراحتيْ يديْها التي أرى فيها امتدادَ آفاقي وسدادَ قراراتي..أراها في تلكَ الأكف الضارعة وهي تباركني بسلسبيل دعاواتِها الخالدات..؟؟!!
اللــــــــهْ..أيَّة ُسعادةِ هي تلكَ التي تعدلُ سعادتنا ونحن نستشعرُ أنَّ أيَّ توفيقٍ يُصاحبُ حياتـَنا هوَ في الحقيقةِ إفرازٌ عَبـِقٌ لنور تلكَ الدعوَات..؟؟!!
تُـرَى..أيُّ سِرٍّ هو ذاكَ الذي يلِجُ به القلبُ دربَ السكينة والطمأنينة والرضى والسعادة إن لمْ يكنْ مَدَدُهُ من قلب الأمومة الرؤوم ومن دفقةِ حنانِه الفريد..؟؟!!!
...لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا،وسنحتْ لنا فرصة اختيارٍ ذهبيةٍ في أن تتجسدَ معاني الرحمة والانعطاف والتجلي لما ترددتْ أمانينا العِذاب في أن ترى هذه المعاني أمًّا وأُمُومَة ًليسَ إلاَّ...!!
شرفٌ لنا-وَاسَعْدَاهُ-أن نرى في حياتنا إنجازاتٍ،فنتلفتُ،فإذ هي نتاجٌ مزهِرٌ لدعواتِ الوالدة الحنونةِ التي طالما أحسسنا-يقيناً لا استنتاجاً-أنها التأمين الشامل في تلك الحياة،ومن أن ما اعتبرناه إنجازاً إنما هو في الحقيقة توفيقٌ من الله سبحانه وتعالى صادفَ ضراعة َ الأم الصادقة في سجدةٍ خاشعةٍ..
إنها النفحة العبقة الرقيقة التي تضعُ كلَّ واحدٍ منا على ربوة تلك الدوْحةِ التي كنا-وما نزال وسنبقى-نستجدي أفراح حاضرنا وآمال مستقبلنا تحتَ فيْحاءَ جليلةٍ ونحن نستعذب خفض جناح الذل من الرحمة لصاحبة الرَّحِمِ الكريم الذي احتوانا أجنةً،وللصدر الحنون الذي نعِمْنا بدفئ حنوِّهِ رُضَّعاً وأطفالاً،وللقلب الرؤوم الذي خفقَ لآمالنا ونجاحاتنا ابتهاجاً وحبورًا،وصَفـَّقَ بين الضلوع فرَقاً لآلامِنا وانكساراتِنا..ولا يزال يفتأ يرمقنا بسلسبيل دعواته ونجَوَاتِه...
...أُمَّاه..سأظلُّ دوْماً-وقد أرويتِني إكسيراً من صدركِ الدافئ-سأظل أستجدي الارتشاف...!!