جواب عظيم النفع لسؤال عظيم الخطر
د. سعد بن مطر العتيبي
سئل أبو العباس ابن تيمية رحمه الله:
ما دواء من تحكّم فيه الداء؟
وما الاحتيال فيمن تسلّط عليه الخيال؟
وما العمل فيمن غلب عليه الكسل؟ وما الطريق إلى التوفيق؟
وما الحيلة فيمن شطّت عليه الحيرة؟
إن قصد التوجه إلى الله تعالى منعه هواه!؟
وإن رام الادِّكار غلب عليه الافتكار!؟
وإن أراد أن يشتغل، لم يطاوعه الفشل!؟
أغلب الهوى فتراه في أوقاته
حيران صاحٍ، بل هو السَّكران
إن رام قرباً للحبيب تفرّقت
أسبابه وتواصل الهجران
هجرَ الأقاربَ والمعارف علَّه
يجد الغنى، وعلى الغناء يُعان
ج- أجاب رضي الله عنه: دواؤه الالتجاء إلى الله، ودوام التضرّع، والدّعاء.
بأن يتعلّم الأدعية المأثورة، ويتوخّى الدعاء في مظانّ الإجابة، مثل:
آخر الليل، وأوقات الأذان والإقامة، وفي سجوده، وفي أدبار الصلوات.
ويضم إلى ذلك:
الاستغفار؛ فإنَّه من استغفر الله ثم تاب إليه متّعه متاعاً حسنا إلى أجلِّ مسمّى.
ولْيَتَّخِذْ ورداً من الأذكار طرفي النَّهار، ووقت النوم.
ولْيَصْبِرْ على ما يعرض له من الموانع والصوارف؛
فإنَّه لا يلبث أن يؤيِّده الله بروح منه،
ويكتبَ الإيمان في قلبه.
ولْيَحْرِصْ على إكمال الفرائض من الصلوات الخمس بباطنه وظاهره، فإنَّها عمود الدين.
ولْيَكُنْ هِجِّيراه: لا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم؛
فإنَّه بها يحمل الأثقال، ويكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال.
ولا يسأم من الدعاء والطلب؛
فإنَّ العبد يُستجاب له
ما لم يعجل، فيقول: قد دعوتُ فلم يُستَجَب لي.
ولْيَعلَم أن النصر مع الصبر، وأنَّ الفرج مع الكرب،
وأنَّ مع العسر يسرا.
ولم يَنَلْ أحدٌ من حتم الخير – نبي فمن دونه – إلا بالصبر.
والحمد لله رب العالمين.
الالوكة