موضوع: الأسرة هي نواة المجتمع والمرأة هي محورها.. الثلاثاء سبتمبر 08, 2020 12:00 pm
مشروع الحياة
* الأسرة هي نواة المجتمع والمرأة هي محورها..
بها ترتقي المجتمعات وبصلاحها تسمو الشعوب لذا جاء الإسلام ناصر وكافل لحقوقها بما يحفظ ويصون كرامتها حتى أظهر لنا المرأة تلك الأم الحنون والمربية الفاضلة والزوجة الرائعة..
*إلا أنه مؤخراً تشوهت تلك المعاني الجميلة والصور الرائعة بعد أن استشرى فيها السم الزعاف الذي أنهك وهد أركان المجتمع حتى بات ضعيفاً هشا..
* ما إن ننتهي من تهنئة أحدهم بزواجه حتى يخطف فرحتنا آخر بطلاقه في مشروع لم يصمد لأكثر من سنة إن لم نقل عدة أشهر قبل أن يتخطفه شبح الطلاق.
* بلغت نسبة الطلاق في المملكة حسب الإحصائيات نحو ثلاثة أضعاف حالات الزواج في ظاهرة مخيفة تهدد بناء المجتمع..
بلا شك أن التوفيق بيد الله سبحانه وتعالى ولكن أن تكون ظاهرة تعصف بالمجتمع ! هنا يجب أن نتوقف..
*كثيرة هي التساؤلات التي تحيط بنا.. هل الزوج هو المسؤول ؟ ام أن الزوجة هي السبب ؟ *أين يكمن الخلل ؟
*كل طرف يلقي بالمسؤولية على عاتق الآخر ويتبرأ منها والحق أن لكل طرف كفل ونصيب من المسؤولية. * أصبح الجميع الآن ينعي حال زوجة اليوم ويتغزل ويستذكر عهد الزوجة النموذجية القديمة.. عهد المربية الفاضلة التي تتحمل وتصبر للمحافظة على أركان مملكتها الأسرية تحت أحلك الظروف القاسية.. وكثيراً ما تُطرح التساؤلات..
*ما الذي توفر وصنع شخصية الزوجة القديمة المميزة عن شخصية زوجة اليوم ! بالرغم أن زوجة اليوم أُتيح لها ما لم يُتح للزوجة القديمة من العلم وحرية الأختيار ، والجميع يعلم أن المرأة كانت لا تجرؤ* على رفض الزوج أو مجرد حق التفكير في ذلك إلا أن زوجة اليوم ومع كل ما أُتيح لها أثبتت فشلها في المحافظة على مملكتها..
ولا يمنع ذلك أن هناك العديد من زوجات اليوم أثبتن كفائتهن ونجاحهن في الحياة الزوجية..* * قديماً كانت الأسرة تهتم بإعداد أبناءها على أسس قوية ومتينة وتهيئهم للمستقبل..
كانت الأم قديماً تهتم بثقافة ابنتها وتعدها منذ صغرها على الفطرة السليمة لتكون زوجة وأم ومربية ، تجدها منذ صغرها تشارك في تحمل مسؤوليات المنزل لتحتك بمن يكبرها سناً ومن هنا توسعت ثقافتها لتنمي ذلك العقل الصغير وتصقله وتفتّح مداركه لاستيعاب الحياة بمتاهاتها وترسخ المسؤولية في أعماقها لا إرادياً مما يجعلها مستعدة بشكل كبير لإدارة مشروع الحياة بكثير من الوعي والصبر والتحمل ، أما اليوم فنسبة كبيرة من الأسر غيّبت هذا الجانب في بناء شخصية المرأة وحرمتها من حق إعدادها لتكون تلك الزوجة الفاضلة ، لتجد أغلبهن يركضن خلف سعادة لحظية في مجالس أنس الصديقات وحلم المراهقات في عالم افتراضي تبث سمومه القنوات الفضائية في عقول المجتمع برومانسية مزيفة وقالب هلامي لتجد نفسها فجأة أمام مسؤولية عظيمة لم تُعدّ يوماً لتحمل أعبائها لتتنازل عن مملكتها بكل سهولة عند أول اختبار لتنتهي رحلة المرأة عند هذا الحد في الغالب إلا أن يشاء الله..
بينما تقف الأسر عاجزة تدير ظهرها عن ما يحدث تحت مظلة حقوق المرأة و خدعة الحرية التي روّج لها دعاة التغريب والإنحلال عن المبادئ الاسلامية التي جاءت لحفظ كرامة المرأة وصيانتها ، ولكن تأبى العقول أن تعي عظيم تلك النصوص الربانية وسقمت عن استيعاب الدروس المحمدية حتى فهم البعض من ” استوصوا بالنساء خيراً ” بأنها الحرية المطلقة للمرأة وتركها لاتخاذ قراراتها دون التدخل لتقويم ما اعوج منها لنبقى في الزاوية نشاهدها وهي تسقط في الهاوية تحت مبدأ الحرية..
والبعض الآخر كان آخر مبلغ علمه من التحذير من فتنة النساء هو وضع المرأة في قفص الإتهام مع سبق الإصرار.. *وبين التوصية والتحذير حاجز لا يجور أحدهما على الآخر وهو ما جاءت به التعاليم الإسلامية ”لا إفراط ولا تفريط”.
وأعجب العجب أن يستحل البعض ما أبغضه الله وما يحبه الشيطان ويسعى إليه وكأن الطلاق أصبح عبادة يتقرب بها إلى الله ونسي أنه يُفرح الشيطان بفعل ما أبغضه الله متجاهلين قوله صلى الله عليه وسلم ” أيما إمرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة “
*قد يكون الطلاق حلاً في تلك الظروف التي تتعذر فيها الحياة الزوجية ويستحيل إكمال بناء الأسرة كآخر الحلول لا أن يكون الحل الأوحد عند مجابهة المشاكل.. * لا أعتقد ان احدهم سيجازف بالقيام بأي مشروع عمل دون أن يملك ثقافة تعينه لإدارة مشروعه.. *كذلك الزواج “مشروع الحياة”
*والثقافة هي ما تنقص الكثير من المتزوجين حتى لا يسقطوا في هاوية الطلاق وأرى هنا يأتي دور الأخصائيون في إقامة دورات تثقيفية وان كنت أرى أن يكون حضور الدورات شرطاً لإتمام الزواج.. * لا يصعب في هذا الوقت البحث عن الثقافة التي باتت في متناول اليد لذا ادعو كل مقبل على الزواج ان لا يبخل على نفسه من الإستسقاء من مناهل المعرفة من الدروس والمحاضرات التي تضج بها مواقع الانترنت وبقراءة الكتب التي تعج بها المكتبات والتي حرص مؤلفوها على إثراء هذا الموضوع بطابع جميل وشيق يساعد على فهمه واستيعابه ككتاب ”المرأة البحر والرجل المحيط”
ومع ذلك لن يخلو مشروع الحياة دون ان تهب عليه عواصف الحياة ومشاكلها ولا يصمد في وجهها إلا ما كان ثابت الأركان..
موضوع: رد: الأسرة هي نواة المجتمع والمرأة هي محورها.. الجمعة سبتمبر 11, 2020 9:07 am
بارك الله تعالى فيك اخي الكريم.......وثقل ميزانك بما تفعله من مجهود في الدعوة لدين الله تعالى تقبل مني مرورا متواضعا وأسأل الله تعالى أن يجازيك علي عملك هذا خير الجزاء.. لك جل تقديري واحترامي