انتشر في الآونة الأخيرة منشور على الفيس بوك محتواه كالتالي:
تم ترشيحي لتداول آية قرآنية، وترشيح شخص آخر كل يوم
مع استمرارية نشر القرآن لمدة سبعة أيام.
للمتابعة أرشح فلانة لنشر آية من القرآن الكريم على صفحتها
في فترة الأيام السبعة المقبلة، وأن تقوم بترشيح شخص جديد كل يوم.
هل هذه الطريقة مبتدعة؟
لأني وجدت تعليقًا له على المنشور كالتالي:
هذه الطريقة المنتشرة على الفيس لا تجوز, والدليل:
أثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال له أبو موسى:
"رأيت في المسجد قومًا حلقًا جلوسًا ينتظرون الصلاة، في كل حلقة رجل،
وفي أيديهم حصى، فيقول: كبّروا مائة، فيكبرون مائة، فيقول: هللوا مائة،
فيهللون مائة، ويقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة. قال: فماذا قلت لهم؟
قال: ما قلت لهم شيئًا انتظار رأيك، وانتظار أمرك.
قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم؟
ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم
فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟
قالوا: يا أبا عبد الرحمن، حصى نعد به التكبير، والتهليل، والتسبيح.
قال: فعدّوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء،
ويحكم يا أمة محمد، ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم
متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده،
إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة.
قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن، ما أردنا إلا الخير.
قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قومًا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
وايم الله، ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم.
فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج.
وهو أثر صحيح بمجموع طرقه.
سيأتي أحدهم لم يفهم شيئًا، ويقول: تمنعون من نشر القرآن؟
نقول له: نعوذ بالله من ذلك، انشر القرآن والذكر، وحث الناس على الخير،
وذكرهم بقراءة القرآن، لكن ليس بهذه الطرق ترشيحات، وعدد أيام و و و
فما مدى صحة هذا الحديث؟
ولديّ استفسار آخر عن منشور متعلق بالصدقة،
كم لايك وكم تعليق نجمعهم حسب عملة البلد مثلًا،
كل تعليق ب 2 دينار، وكل إعجاب بدينار، ثم يجمع صاحب المنشور
عدد التعليقات والإعجابات دنانير، ويتصدق بها، ويقوم باختيار
شخص من أصدقائه على الفيس بوك للتبرع.
وبارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحسن الهدي،
ومن ثم؛ فإننا نرى أن يذكر الناس بالله تذكيرًا عامًّا،
سواء على صفحات التواصل أم غيرها، بأن ينبهوا على فضيلة تلاوة القرآن،
وخاصة ما لترداده فضل من الآيات والسور،
وينبهوا على نحو ذلك من فضائل الأعمال تنبيهًا عامًّا بذكر النصوص
المرغبة في ذلك كتابًا وسنة، وذكر كلام أهل العلم في ذلك.
وأما الطرق والكيفيات المذكورة، فيخشى أن يدخل في حد البدعة الإضافية،
وكذا الصورة الثانية المسؤول عنها، فإن الأولى أن يرغب الناس في الصدقة،
وتذكر لهم النصوص في فضلها، دون أن يربط ذلك بعدد الإعجاب بالمنشور،
أو التعليق عليه، فنحن نرى أن ترك هذه الطرق أحسن، وأسلم للدين،
وأبعد عن الرياء، والأولى -كما ذكرنا- هو اتباع طريقة النبي صلى الله عليه وسلم،
والسلف الصالح في النصح والتذكير.
والله أعلم.
إسلام ويب