السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سُئل الشيخ عبد الرحمن السحيم :
ما رأي فضيلتكم في قصة تفسير قوله تعالى
{ ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه } ؟
الله يجزيك الخير يا شيخ هل يصح هذا الموضوع
قال الدكتور الجامعي القران الكريم ومايحمله من فصاحه
ودقة عجيبه لدرجة انه لو استبدلنا كلمة مكان كلمه لتغير
المعنى وكان يضرب أمثله لذلك فقام أحد الطلاب العلمانيين وقال :
انا لا أؤمن بذلك فهنالك كلمات بالقران تدل على ركاكته والدليل
هذه الآية (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه))
لم قال رجل ولم يقل بشر .؟!
فجميع البشر لا يملكون ألا قلبا واحدا بجوفهم
سواء كانوا رجالا او نساء؟
في هذه اللحظة حل بالقاعة صمت رهيب
قال الدكتور للطالب :
نعم الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين
في جوفه ولكن المرأة قد تحمل قلبين بجوفها اذا حملت
فيصبح بجوفها قلبها وقلب الطفل الذي بداخلها
انظروا الى معجزة الله بالارض كتاب الله معجزة
بكل آية فيه بكل كلمه فالله لايضع كلمه في ايه الا لحكمة
ربانيه ولو استبدلت كلمه مكان كلمه لاختلت الايه
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
هذا تخلّص في وقت الحاضرة ،
كما كان العلماء يتخلّصون في وقت المناظرة !
وما قيل في سبب ذلك خطأ مِن وُجوه :
الوجه الأول :
فقوله تعالى : (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) مُعبِّر عمّا مضى .
الوجه الثاني : أن ذلك النفي كان لِشخص بِعينه ، وذلك على أقوال :
أن المنافقين قالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن له قلبين .
نَزَلَتْ في جميل بن معمر الفهري ، وكان رجلا حافظا لِمَا يَسمع .
فقالت قريش : ما يحفظ هذه الأشياء إلاَّ وله قَلْبَان !
قال السمعاني : والقول الثالث :
ما رُوي عن الحسن البصري أنه قال : كان الواحد منهم يقول :
إن لي نَفْسًا تأمرني بالخير ، ونَفْسًا تأمرني بالشرّ ،
فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر أنه ليس لأحد إلاَّ نَفْس واحدة ،
وقَلْب واحد ، وإنما الأمر بالخير بإلهام الله ، والأمر بالشر بإلهام الشيطان .
اهـ .
وقال القرطبي : وقيل : نَزَلَت في عبد الله بن خطل .
وقال الزهري وابن حبان :
نَزَل ذلك تمثيلا في زيد بن حارثة لَمَّا تَبَـنَّاه النبي صلى الله عليه وسلم .
فالمعنى :
كما لا يكون لِرَجُل قَلْبَان ، كذلك لا يكون ولد واحد لِرَجُلَين . اهـ .
قال ابن جرير بعد أن حكى وروى الأقوال في الآية :
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال :
ذلك تكذيب مِن الله تعالى قَول مَن قال لِرَجُل :
في جوفه قَلْبَان يَعقل بهما ، على النحو الذي رُوي عن ابن عباس .
وجائز أن يكون ذلك تكذيبا مِن الله لِمَن وَصف
رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ،
وأن يكون تكذيبا لِمَن سَمى القرشيّ
الذي ذُكر أنه سُمِّي ذا القلبين مِن دَهيه ،
وأيّ الأمرين كان فهو نَفْي مِن الله عن خَلقه
مِن الرِّجال أن يكونوا بتلك الصفة . اهـ .
الوجه الثالث :
أن جواب المحاضر ضعيف !
لأن المرأة إذا حملت وصار الجنين في رحمها :
لا يُقال لها قَلْبَان ! لأن قلب الجنين لا يُنسب إليها !
كما لا يُقال : لها رأسان ! أثناء الحمل !
وكما لا يُقال : لها أربع أرجل ! ولا أربع أيدي ،
فكذلك لا يُنسب قلب الجنين إليها ! فلا يُقال : لها قَلْبَان .
وعلى افتراض أن الآية ليست فيمن مضى ،
فإن الخطاب في الكِتاب وفي السنة يُغلَّب فيه جانب الْمُذَكَّر ،
كما قال ابن القيم .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والارشاد بالرياض