قال الذهبي رحمه الله تعالى: " قال أبو زرعة ضعيف، توفي 188، كان صالحا عابدا محدثا سيئ الحفظ " انتهى من "الكاشف" (1 / 397).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: " رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ... ضعيف رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: كان صالحا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، فخلط في الحديث " انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 209). ولذا ضُعفت هذه الرواية كما في "السلسلة الضعيفة" (8 / 6).
لكن قد تابع رشدين حيوةُ بإسناد صحيح، رواه البغوي في "معجم الصحابة" (3 / 543)، قال: حدثني إبراهيم بن هانيء، عن أصبغ قال: أخبرني ابن وهب، عن حيوة، عن أبي عقيل، عن جده عبد الله بن هشام قال: " كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَتَعَلَّمُونَ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يَتَعَلَّمُونَ القُرآنَ إِذَا دَخَل الشَّهْرُ أَوِ السَّنَةُ: اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ، وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ، وَالْإِسْلَامِ، وَجوار مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرِضْوَانٍ مِنَ الرَّحْمَنِ ".
وصححه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (6 / 407 - 408)، حيث قال رحمه الله تعالى: " وأخرج له أبو القاسم البغويّ من طريق أصبغ، عن ابن وهب بسند الحديث الّذي أخرجه له البخاري في الشركة - حديثا آخر رواه عن الصحابة، ولفظه: كان أصحاب رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم يتعلّمون الدعاء ... -الحديث-. وهذا موقوف على شرط الصحيح " انتهى.
وهذا الخبر وإن كان في صورة الموقوف؛ لأنه منسوب إلى فعل الصحابة رضوان الله عليهم، إلا أنه يشير إشارة قوية إلى أنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن حرصهم وهم جماعة على هذا اللفظ الخاص، وحفظهم له كحفظ القرآن، يدل على أن له فضل ومزية خاصة؛ ومعرفتهم لهذا لا يتحصل إلا عن طريق الوحي. فالحاصل؛ أن هذا الدعاء له أصل؛ ويحسن بالمسلم أن يقوله عند دخول الهلال. وينظر للفائدة: