موضوع: الصحبة السيئة رمال متحركة الجمعة أغسطس 14, 2020 3:35 am
الصحبة السيئة رمال متحركة
الصحبة أو الصداقة ذلك العالم المليئ بالمشاعر الدافئة و الاحاسيس الاخوية
عالم يستهوى كل انسان للبحث عن صاحب أو أخ يشد به أزره و يفضى اليه بمكنون نفسه
و الصحبة الصالحة حديقة يانعة ، مزهرة يتمتع فيها الانسان بزهورها و يرتاح لشذى عطرها .
أما الصحبة السيئة فانها حديقة شائكة لا تمتع النظر و لا تشم لها إلا رائحة الخطر .
قال الشافعى : { لولا القيام فى الاسحار و صحبة الاخيار ما اخترت البقاء فى هذه الديار }
فالاصدقاء يقضى معهم الانسان أوقاتا أكثر مما يقضيها مع أهله فأحيانا يكون السهر معهم و الاكل معهم و السفر معهم , والصحبة إما ان تكون سفينة نجاة أو تكون غواصة تغوص بالانسان الى الاعماق المظلمة المهلكة و كثيرا من الشباب من يصر على مرافقة صحبة السوء رغم علمه بسلوكياتهم المخالفة للشرع أحيانا ، والمتناقضة مع العادات احيانا أخرى ظانا منه ان لديه مناعة كافية تصمد في وجه ميكروبات تعاملاتهم و أفكارهم .
ناسيا انه ان لم يتأثر مرات فسيتأثر مرة واحدة و تكون هي القاضية
يقول ابن القيم الاصدقاء ثلاثة :
{الاول أحدهم كالغذاء لابد منه
و الثانى كالدواء يحتاج اليه فى وقت دون وقت
و الثالث كالداء لا يحتاج اليه قط }
فالصحبة السيئة رمال متحركة رغم جمال منظرها و حلاوة المشي عليها الا انه لا يدرى متى تفاجئه
هذه الرمال و تتحرك لتسحبه الى القاع و الهاوية المفجعة و تكون هي القاضية .
فهل يجب المخاطرة و المشي على الرمال المتحركة ؟؟؟!!!
يعجبنى قول الشاعر :
اذا كنت فى قوم فصاحب خيارهم***ولا تصاحب الاردى فتردى مع الردى
ورسول الله و معلم البشرية يقول : (( إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً )) متفق عليه