موضوع: حكم ممارسة الـ ( تشي كونج ) للتحكم بطاقة الجسم الأربعاء أغسطس 12, 2020 9:22 am
حكم ممارسة الـ ( تشي كونج ) للتحكم بطاقة الجسم 219222
السؤال
ما حكم ممارسة أسلوب ( تشي كونج ) أو التحكم بالطاقة ؟
نص الجواب
الحمد لله
أولا : تعريف موجز بممارسة ( تشي كونج )
" الـ ( تشي كونغ ) تدريبات صينية ، تعتمد على إدخال طاقة " التشي " الكونية ، وتدفيقها في الجسم الأثيري للإنسان ، ليتم توافقه مع أجسامه الأخرى ، وتناغمه مع الطاقة الكونية . وتقدم دورات " التشي كونغ " في عدد من المستويات ، ولكل مستوى أجزاء يختص كل منها بتدريبات خاصة ، تبدأ بدراسة الجسم الأثيري ، والتعرف على مواضع " الشكرات "، وممارسة تدليك كامل لها تدريجي مع الأيام ، وفهم فلسفة النقيضين المتناغمين " الين واليانغ " مع الالتزام بحمية وآداب " الماكروبيوتيك " الغذائية .
ثم التدرب على استرخاء " فان سونغ كونغ " في ضوء خافت وهدوء ، مع صوت رتيب ، وتنظيم للتنفس ، مع تركيز التأمل على الداخل ، فلا يسمع إلا صوت المدرب وصوت النفس . ثم تدريبات " كونغ جي فا " الرياضية الهادئة مع أهمية الشعور بالسلام والحب لكل العالم ، وطرد الطاقة السلبية من الجسم ، ثم استمداد الطاقة الكونية من الأعلى ، ولابد من تخيلها وهي تدخل بشكل قوي من المنفذ العلوي في الرأس " الشاكرا " مع إغماض العينين وتحريكهما مغمضتين بشكل دائري . مع التنقل بالتركيز ووضع اليد من منفذ لمنفذ من منافذ الطاقة " الشكرات " وتخيل العضو الخاص بكل " شكرا " مع محيطه وهو يمتلئ مع الشهيق بطاقة " التشي " مع كل المشاعر الإيجابية ، ويطرد الطاقة السلبية مع كل زفير . إلا أنه يجب الانتباه عند تدريب القلب والدماغ فلا ينبغي تخيل طاقة " التشي " متجهة لهما مباشرة ؛ لأن ذلك خطر ، ويسبب تلفا فيهما !!
هذه تدريبات الجزء الأول من المستوى الأول من مستويات دورات "التشي كونغ" التي تقدم ويتهافت عليها مجموعات من الخائفين والخائفات على الصحة والأمراض المستعصية وأمراض تقدم السن ، وفئام من الدعاة والداعيات والتربويين والتربويات لتنشيط الطاقة والشعور بالروحانية لمواصلة الحياة على درب التربية والدعوة الشاق !!
ويزعم المدربون أنه مع مواصلة التدريب والترقي في مستويات التدريبات يصبح الجسم صحيحاً والروحانية عالية والأخلاق فاضلة والذهن وقاداً .
وما لا يقوله المدربون المسلمون : أن المآل يصبح كذلك مأمونا ومضمونا ، إذ فرص الوصول للتنور والنجاة من جولان الروح ، تزيد مع مشاعر السلام والحب التي تغمر النفس والعقل والروح ، فتصرفه عن البغض والجدال والحروب " انتهى من كلام الدكتورة فوز كردي في موقعها : الفكر العقدي الوافد ومنهجية التعامل معه
ثانيا :
يتبين بما سبق أن رياضة الـ " تشي كونج " ما هي إلا إحدى طرق استمداد " الطاقة الكونية " على أمل الوصول إلى " الاتحاد الكامل " معها لنيل قوتها وكمالها المطلقين .
وهذه " الطاقة الكونية " مفهوم فلسفي عقائدي نابع من الديانات الشرقية ، تولدت هذه الطاقة عن " الكلي الواحد " الذي منه بدأ الكون ، فهي لذلك طاقة خارقة ، يسعى ممارسو هذه الرياضات - من أتباع الديانات الشرقية - إلى التوحد معها من خلال برامج خاصة ، رياضية أو غذائية أو روحية .
فالـ ( تشي كونج ) ممارسة عريقة في القدم ، أصيلة في المفاهيم الفلسفية الشرقية ، وارتباطها وثيق بتفاصيل تلك الديانات ، ولهذا فإن ادعاء انفكاك الجهة بين الممارسة الرياضية المجردة ، وبين الجذور العقائدية القديمة هو ادعاء لا يسلم ، ولا يسنده الدليل ، ولم تُثبته النتائج ، حيث رأينا كثيرا من المسلمين المشتغلين بهذه الأمور فقدوا أكثر تصوراتهم عن خالق هذا الكون ، واختفت من قلوبهم معاني " السببية " التي خلق الله الكون عليها ، وقيم " التوكل "، و " الالتجاء " إلى الله عز وجل .
ولعل أهم خطر تشكله عقيدة ( الطاقة الكونية ) هو إسقاط المنهج العلمي الذي يحكم العقل المسلم عبر التاريخ ، والذي جاء الإسلام به ، حيث رفض كل ادعاء ( سببية ) لا يثبته الشرع ، أو العقل أو التجربة الصحيحة ، وعد كل ادعاء يخالف ذلك المنهج العلمي من ( الشرك الأصغر )، فالتأثير المطلق في هذا الكون لله سبحانه وتعالى وحده ، ونسبة شيء من التأثير بغير المنهج العلمي ( العقل أو التجربة ) ذريعة واضحة لإشراك مؤثر مع الله في هذا الكون ، وهذا أخطر ما تحمله أفكار " الطاقة الكونية " المزعومة .
ولذلك سبق في موقعنا العديد من الفتاوى التي تعارض فكرة الرياضات الروحية ذات الخلفيات العقائدية ، أو التي أثرت فيها فكرة " الطاقة " ونحوها ، يمكن مراجعتها في الأرقام الآتية : (118292) ، (126176) ، (138578) ، (171454) ، (178938) ، (201701) .
والخلاصة :
أننا ندعو المسلمين جميعا إلى تحكيم العقل والعلم فيما يمارسون ويعملون ، وأن لا يتسرعوا في الانسياق وراء كل نظرية جديدة ، فثمة جذور دينية وثنية ستنعكس على الممارِس ولا بد ، وإن ادعى أنه يمارسها في إطارِ معتقده الإسلامي .