وأول هذه الحشرات الصديقة هى التى تتكفل بعملية تلقـــيح النباتات ، أى نقل حبوب اللقــاح من نبات إلى آخــر أو من زهــرة إلى أخــرى حتى يتم الإخصــاب . ويؤتى النبات أكله . وعليه نعتمــد فى غذائنا . ولولا هــذه الحشــرات التى أجـــرت هــذه العمــــلــــية الخفـــية ما أكـــلنا حــبا ولا نعمـــنا بفاكهــة ولا ثمــــــرة . فالتفــــاح والكمـــــثرى والخـــــوخ والكـــريز والموالــــح واللـــــوز وغيرهــا لم تكــــن لتوجـــــد وتنمـــو لولا هــــذه الحشـــــرات اللواقــــح . والفـــــول والقـــــرع والبســــــلة والطماطــــم والباذنجـــــان ، وغيرها ، لم تكــــن لتوجـــــد لولا فضـــــل هـــذه الحشـــــرات عليها . وكذلك القطــــن والبرســـــيم والكتان والبن والشــــاى والدخـــــان والكاكــــاو ، كل أولــــئك وغيرها كثير ، تعتمـــــد اعتمـــــادا كلـــــيا على الحشــــــرات لكى تتلاقــــــح فتخصـــب فتعطـــــى أطيب الثمـــــرات وأحســـــن البذور .
نباتات لا تلقحها إلا حشـــرات بذاتها ومن النباتات ما لا يتم تلقيحه إلا بواسطة حشرة بذاتها . وهناك نوع من التين لم تنجح زراعته إلا بعد أن استوردت له أنواع من الزنابير هى التى تقوم فيه بعملية التلقيح ، أى نقل حبوب اللقاح . كذلك حاول أهل نيوزيلندة زراعة البرسيم الأحمر فى بلدهم ولكنه لم ينتج بذورا . وعرفوا أن لا بد من استيراد نوع من النحل له طــنين معين هو الذى يقوم بعملية التلقـــيح . إنها حشـــرات متعددة الأنواع والأشـــكال وهى صديقة للإنسان لأنها تؤدى له أجل خدمة . إنها أنواع من النحل والزنابير والفراش والذباب وأبى دقيق والخنافس والتربس ، منها ما له فم ماص يمتص الرحيق ، ومنها ما فمه قارض يأكل حبوب اللقاح ويتغذى عليها ، ومنها ما يمتص عصارات النبات وفى كل الأحوال تعلق حبوب اللقاح بأجزاء من جسمها فتنقلها إلى المباسم فتتم عملية التلقــــيح . يعقبها الإخصاب فإنتاج البذور والثمار . ( حكمة الله ) .