| موضوع: علم الأخلاق للشيخ علي فكري الإثنين يوليو 06, 2020 10:55 pm | |
| علم الأخلاق للشيخ علي فكري أمين دار الكتب المصرية ، تناول فيه علم الأخلاق بين عند الإنسان بين العقل و النفس وفيه تعريفللأخلاق وتمييز بين الأخلاق الحسنة والأخلاق السيئة. مستعرضاً بعض الصفات لذوي الأخلاق مثل السخاء و الحلم مقال موجز ماتع سهل القراءة جاء في 473 كلمة و 31 فثرة يكفيك من الوقت لقراءته دقيقتان و 43 ثانية
علم الأخلاق: هو العلم الذي يبحث عن حالة النفس، ونزوعها في أفعالها إلى الخير أو الشر، وعن الصفات الإنسانية عاليها وسافلها، وعن بقاء تلك الصفات في الإنسان وقبولها للتغيير. وقد قال العلماء: إن الأخلاق هي صورة النفس المستترة التي تظهر في الإنسان عند القيام بأفعاله التي لا تكلف فيها. ولا تكون الأفعال خلقاً للإنسان إلا إذا كانت صادرة لا عن تكلف، ولا عن إجهاد نفس، ولا عن تفكير. فالأعمال التي يحتاج فاعلها إلى إكراه نفسه عليها لا تعد من خلقه؛ لأنها ليست سجية له، ولا طبعاً. فمن يتكلف فعل المكرمات، وبذل المال؛ رياء لا يقال خلقه السخاء أو الكرم، ومن تصنَّع الحلم أو التواضع لا يسمى حليماً ولا متواضعاً. وها هو ذا أبو الطيب المتنبي يقول: وللنفس أخلاق تدل على الفتى … أكان سخاء ما أتى أم تساخيا فرب شخص من خلقه السخاء لكنه لم يبذل لفقده المال، أو لمانع آخر، ورب بخيل تراه في طليعة الباذلين والمتبرعين؛ لحاجة في نفسه قضاها. تعريف الأخلاق
من أجل هذا عرَّف بعضهم الأخلاق فقال: هي ميول وجدانية تقوم بالنفس؛ فتوحي بها إلى الجوارح؛ فتحدث آثارها إن خيراً، وإن شرّاً وفاقاً لإرادة الشخص ونزوعه النفسي… والأخلاق إما حسنة وإما سيئة، فالحسن: ما حسَّنه الشرع والعقل(3)، والسيئ: ما ذمه الشرع والعقل. ومن شأن العاقل الكامل أن يختار الأفضل، والأحسن في العاقبة وإن كان في فعله مشقة على النفس، أو كان مكروهاً لها، ومبغضاً قال _ تعالى _: [فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً]، وقال _ تعالى _: [وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ] وآفة عقل الإنسان هواه؛ ولذا قال بعض الحكماء: أرفض الهوى؛ فإنه إذا غلب العقل جعل محاسن المرء مساوئ، فيصير الحلم حقداً، والعبادة رياءاً، والجود تبذيراً، والاقتصاد بخلاً. وقال آخر: وآفة العقل الهوى فمن علا … على هواه عَقْلُه فقد نجا وإذا قوي العقل، وغلب قاد صاحبه إلى محاسن الأخلاق، ومحامد الأمور، وحفظه من التردي من مهاوي الهلكة. وإن ضعف العقل هلكت النفس، وظهر اعوجاجها. وليس الإنسان شرِّيراً بفطرته، ولا خيراً بطبعه، ولكنه خلق أداة صالحة؛ لفعل ما يوجهها العقل إليه قال _ تعالى _: [أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(4)(10)] البلد: 8 _10، وقال: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(5) (10)] الشمس: 7 _10. وفي التاريخ أمثلة كثيرة تدل على أن العقل السليم يهدي صاحبه إلى الخير، فالأمة العربية في جاهليتها كانت غريقة في بحار الآثام من خمر، وميسر، وقتل نفس بغير حق، ووأد بنات، وهتك أعراض؛ فلما جاء الإسلام وغلب العقل الهوى انتقلت تلك الأمة من حمأة الفساد إلى روضة الصلاح والاستقامة، فأتت فعلاً حميداً، ونالت عزّاً مجيداً. وحسبك أن تعلم أن الأمة العربية سادت بجميل الأخلاق، وحميد الخلال، فكان الصدق، والأمانة، والعفة، والوفاء، والمروءة، والإخلاص في العمل، والألفة، والاتحاد، وكلها مجتمعة في الرجل منها يُتَحلَّى بها عن رغبة لا عن رهبة، وبميل ووجدان شريف، ونزعة نفسية حرة. الهامش
______________________________
(1) مجلة جمعية مكارم الأخلاق، 1 / 7 _10 رجب 1343هـ. (2) _ أمين دار الكتب المصرية (3) المقصود بالعقل: العقل السليم، وهو السالم من الشهوات والشبهات؛ وإلا فقد تُحسِّن بعض العقول ما ليس بحسن، وقد تقبح ما ليس بقبيح؛ فالعبرة _إذاً_ بالشرع، وإن كان للعقل مدخل في التحسين والتقبيح، ولكنه لا يستقل بذلك. (م) (4) الطريقين. (5) دنَّسها.
| |
|